قلب ارهقته الحياة

موقع أيام نيوز


نائمة فى احضانه وحاولت تبين ما حدث
ابتسمت بخجل حزين من المفترض ان هذه صباحيتها كما
يقال فى مصر لكنها ال تشعر حقا بذلك رغم انها ال تنكر
استمتاعها ليلة امس فيبدوا انه محترف فى اسعاد المرأة
التى معه أللهذا كانت ليان تعشقه 
تشعر بمرور أنفاسه الساخنة على رقبتها استدارت بهدوء 
رفعت عينيها لوجهه استمرت لثوانى تتأمل قسمات وجهه

ألول مرة تعترف صراحة بينها وبين نفسها انه تحبه 
نعم تحبه لكن ما يجعلها تتراجع عن اعترافها هو ما
يحوطها من ظروف ارغمتها على التسليم ألرادتهم.
فتح عينيه وجدها تتأمله رفع يده يمررها على وجهها وهو
يقول
...صباح مبارك لعروسى الجميل ...

210
أبعدت يده بيدها وقامت من جانبه وهى تقول
..تفتكر. ..
قامت من مكانها ارتدت روب حريرى واتجهت للحمام 
وعينيه تتبعها 
ادار وجهه لسقف الغرفة ووضع يده على رأسه تنهد طويال
وهو يفكر كيف يسترضى هذه المرأة لحين أن يجد حال لهذا
الوضع 
بعد أسبوع قضاه االثنين على جدول ثابت 
هدى تقضى نهارها فى القراءة والحديث مع أهلها ومطالعة
حسابها على الفيس والتليفزيون فى أوقات قصيرة أما خالد
فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه باإلضافة
ليومين كاملين قضاهما فى مصر إلنهاء بعض المسائل
الهامة 
أما الليل فهو المشترك بينهما يقضيانه فى ممارسة العشق
الصامت دون أن يتحدثا باللسان رغم اشتياق كل منهما
لألخر واستمتاعهما بعالقتهما المشتركة إال أنهما يكتفيان

211
بالتعامل بالنظرات ال أكثر 
كانت تقف فى المطبخ تجهز طعام اإلفطار كعادتها خرج هو
بعدما ارتدى مالبسه للخروج رأته ولم تعلق وأكملت ماكانت
تفعل 
....أنا هشرب النسكافيه بس ...
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم واستدارت مرة أخرى
وضع الكوب على المنضدة واتجه اليها مد يديه ولف
خصرها واسند ظهرها أصدره واستمر بتقبيل عنقها بشغف
لم تبتعد او حتى تقاوم بل أغمضت عينيها و استسلمت بل
ارادته أن يستمر هكذا لبعض الوقت فمنذ اول لمسة لها ولم
تعد قادرة على االبتعاد عنه بل ادمنت اقترابه الدائم منها 
ډفن رأسه فى عنقها وهو يهمس لها بقوله
...كفاية ياهدى كفاية ...
لم تفهم ما يقصد فلم تبدى أى رد فعل فأكمل كالمه بنفس

212
الطريقة
... حاسس أنى وحشنى صوتك اوى مش معقول هنفضل
على طول كدة ...
أطلق سراح جسدها من بين يديه وادارها لتواجهه وقال
...أنا هخرج دلوقتى وممكن معرفش ارجع الليالدى هنا 
فكرى فى كالمى ارجوكى حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر
من كدة شوية ...
قبل جبينها وامسك بمفاتيحه وجواله واتجه خارجا أما هى
فتسمرت مكانها ولم تتحرك قيد أنملة 
لم تكن تفكر فى مضمون كالمه لكن تفكيرها كله كان منصب
على جملته
...ممكن معرفش ارجع الليالدى هنا ...
وسألت نفسها ..هل سيذهب اليها الليلة ..

213
الفصل الواحد والعشرون
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها 
فهى ال تفكر فى غير أنه معها اآلن ولم يشفع له اتصاله
المستمر بها يكاد يكون كل ساعتين تقريبا أو كلما خلى به
الوقت والبشر من حوله 
وبالطبع هى ال ترد بغير بضع كلمات بسيطة مثل
....الحمد هلل انا كويسة تنام ال مش عايزة حاجة...
ال تسأل أين هو أو ماذا يفعل أو متى سيعود أو أى شئ
يشبه ذلك بالرغم من ذلك لم يغضب أو حتى يكف عن
االتصال بها.
لالسف هى ال تفكر اال فى ماذا يفعل اآلن هل هو معها 
هل يفعل معها ما يفعله معى بنفس التفاصيل أم بطريقة
مختلفة هل فكرة اختالف ليان عن هدى تؤثر فى شكل
عالقته بها أم أن األمر سيان بل هى بالطبع أقل بكثير من
ليان 
يكاد عقلها ينفجر من هذه الطريقة فى التفكير 

214
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة أو حتى
اليوم التالى وصلت لمرحلة الغليان ولم تعد تستطيع
السيطرة أرادت الخروج لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف
من وطأة الڠضب الذى ېهدد باالنفجار 
لكن هو أخبرها أن ال تخرج أو حتى تحاول فهى مراقبة 
ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت ماذا ستفعل اآلن 
أتت بجوالها واتصلت به وانتظرت الرد 
...أول مرة انتى اللى تكلمينى انتى كويسة...
...الحمد هلل مفيش حاجة انا بس كنت عايزة حاجة ...
...كنت عايزة أخرج اتمشى شوية واشترى شوية حاجات
...
...تتمشى فى الجو ده انتى مش عارفة درجة الحرارة كام
انهارضة..
...اكيد فى المكان اللى هروحه هيكون مكيف يعنى وبعدين انا
مخڼوقة اوى بجد عايزة أخرج بأى شكل...

215
..طيب بصى فى اتنين واقفين على باب الشقة لحد ما
تلبسى هكون كلمتهم هم معاهم عربية هيوصلوكى مكان
ما انتى عايزة وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ماشى...
...ماشى..
...خدى بالك من نفسك..
...إن شاء هللا..
...ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول عندى هدية حلوة
ليكى ومتأكد أنها هتعجبك اوى ..
...أن شاء هللا...
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ولم تعود إال باتصال منه
وقد تعدت الساعة العاشرة اتصل به االمن اكثر من مرة
على رفضها العودة فقد كانت تدور من المول للسوبر
ماركت لمحالت المالبس الكبرى تشترى فى أشياء حتى
أنها ال تحتاج لها ال تريد العودة تريد إطالة الوقت خارجا

216
فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى
بدأ يسبب لها األرق المستمر 
وهى فى طريق العودة داخل السيارة ومعها األمن الخاص
بها رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة فقد تعودت االتصال
بها مل يوم منذ أن تركت البيت إال يوم أمس لم تتصل بها
النشغالها بعض الوقت 
...أيوة يازينب ازييك...
...الحمد هلل عاملة ايه انتى ياهدى معلش معرفتش اكلمك
امبارح كنت مشغولة اوى ...
...وال يهمك مع أنى كنت مدايقة اوى وكنت محتاجاكى
تكلمينى بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك...
...متزعليش انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك واكلمك
على طول...
...اشمعنى يعنى هتترقى ههههههههه....

217
..بتتريأى حضرتك ال ياستى هى شغلتى دى فيها ترقية 
بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين...
..مين دول...
...األميرة دانيا واألميرة ليان...
عند نطق االسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون 
إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب هو هناك ليقضي معها
الوقت قبل سفرها.
...هدى روحتى فين 
...معاكى بتقولى االتنين هيسافروا مرة واحدة...
...أيوة ياستى األميرة ليان والدها فى المستشفى واألميرة
دانيا تبقى صاحبة والدة األميرة ليان اوى فهتسافر معاها 
عشان تكون معاهم هناك...
...هو تعبان اوى...

218
...معرفش بس هو عنده القلب اصال ودخل المستشفى
اكتر من مرة قبل كدة...
...يرجعوا بالسالمة. .
...مظنش األميرة ليان اول مرة تلم حاجتها كلها بالطريقة
دى دى لمت تلتين الدوالب فى الشنط حتى جزمها خدتها
كلها واألمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ومجاش
القصر خالص طول الفترة دى ...
ظلت هدى تستمع للحظات بعدها ما عادت تستطيع أكثر
فاوقفتها بقولها
...أنتى رغاية كدة ليه انهارضة خليهم فى حالهم واحنا فى
حالنا...
...على رأيك انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد بس
بصراحة أنا فرحانة اوى البيت بيبقى من غيرهم جنة 
واألمير طالل واألمير خالد بييجوا كتير...
..انتى رغاية انهارضة ياذينب انا هقفل دلوقتى عشان

219
عندى شغل ونتكلم بعدين سالم ...
فقد أخبرت زينب أنها انتقلت للعمل فى أحد مستشفيات
الرياض بعدما أنهوا عقدها معهم بعد اتهامها بالسړقة 
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية 
وزكر األمر بهذه الطريقة قد خفف من ڠضبها ألسباب ال
تفهمها بل جعلها تبتسم ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة
هؤالء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة المشاعر
الحقيقية االخالص والخلف الصالح لديهم المال فقط 
ولألسف يحاولون به شراء باقى األشياء.
وصلت
 

تم نسخ الرابط