قلب ارهقته الحياة

موقع أيام نيوز


واندفنت معاه...
...مين قال كدة...
...يعنى إيه ياماما...
...جالى انا مرة قبل كدة وحكالى على كل حاجة كل اللى
مقولتيهوش هو قاله وطلب منى أنى اساعده عشان
تسامحيه...
..يعنى انتى عرفتى كل حاجة...
..كان الزم انتى اللى تحكيلى ياهدى انا أمك...
...خفت تزعلى منى ياماما....
...وهزعل منك ليه يابنتى هو بمزاجك كل اللى حصل...


331
ضمتها فى احضانها وهى تربط على ظهرها . ثم فاجأت هدى
بقولها 
...يال البسى وانزليله بقى هو قاعد مستنيكى تحت ...

332
الفصل الثالثون واألخير
ضمتها فى احضانها وهى تربط على ظهرها . ثم فاجأت هدى
بقولها 
...يال البسى وانزليله بقى هو قاعد مستنيكى تحت ...
اعتدلت لتنظر لها باندهاش وتسائل ردت عليها
...أه هو تحت ومستنيكى...
التفتت لمنى مرة أخرى قالت لها
...وهللا ما أعرف حاجة ده حتى مشفتهوش من أيام عملية
أبوه من 8 سنين...
ردت األم ... إيه ياهدى هى ملهاش دعوة انا متابعاكى من
فترة وعارفة أن حالتك النفسية اتحسنت شوية بعد ما
عرفتى اللى حصل البنك وأنا اللى حددت الوقت ده يال بقى
البسى وحصلينى...

333
خرجوا وتركوها هائمة على وجهها غاضبة من اجبارها
بهذه الطريقة ال تعلم أن كان عليها الموافقة على الحديث
معه مصاحب لكل ذلك أن داخلها لمحة فرح ال تعلم مصدرها
.
دخلت هدى من باب الشقة ووقفت بمقابلته فقد كان باب
الصالون مواجه لباب الشقة وقفت تتأمله كانت جلسة رجل
واثق أكثر منه مغرور مسندا ظهره للكرسى ويضع قدم
فوق األخرى وفى يده تيليفونه يعبث به 
لم تكن تعلم لماذا تقف هكذا لتتأمله يجب أن تدخل لتنتهى
من هذا الموقف اللعېن أخذت تحدث نفسها بطريقة كوميدية
لتهدئ من روع نفسها فلطالما سبب لها هذا الرجل التوتر.
...ما تجمدى كدة يابت ياهدى هتفضلى واقفة كدة انتى
عاملة زى بنت البنوت اللى داخلة تقابل عريس اول مرة...
هذه المرة هو من أنهى هذه الوقفة لمها من جلستها فقام
ووقف الستقبالها رغم أنها لم تدخل الغرفة بعد تواجهت

334
العيون تحركت من مكانها باتجاهه فى هدوء دخلت
وجلست على الكرسى المقابل دون أى كالم فلطالما عالجت
توترها بالصمت 
جلس هو األخر بمقابلتها دون أن يرفع أحدهما عينه من عين
اآلخر وساد الصمت لفترة لم يعرفا مداها وكأن كل منهما
يشكى ما حدث له.
هى من اخفضت عينها أوال وايضا هى من تحدث أوال 
...ليه حكيت لما ما اللى حصل 
...أنا اتكلمت معاها على أنها عارفة لقيتها متعرفش أى
حاجة عن الموضوع واضطريت أنى احكيلها ألنى عارف
أنها الشخص الوحيد اللى هيساعدنى معاكى ألن أمك هى
مفتاحك ياهدى...
...مفتاحى 
...أيوة مفتاحك فكرى كدة هى الشخص الوحيد اللى
بيقدر يجبرك انك تعملى اللى هو عايزه ويقدر برده يجبرك
انك متعمليش اللى انتى شخصيا عايزاه تبقى مفتاحك وال أل

335
...
...عايز تفهمنى انك عارفنى كويس...
...أنتى شايفة ايه...
...شايفة انك حد مختلف عن اللى انا كنت أعرفه...
...منكرش انا اتغيرت كتير اوى بس أتمنى انك تساعدينى
أنى ارجع خالد القديم بمميزات الجديد...
...أنا...
...أيوة انتى ومفيش أى حد تانى يقدر عشان كدة انا هنا
...
...أه انت قدرت تقنع أمى لقيتها بتقوللى اسمعي اللى جاى
يقوله...
..والدتك قدرت توصل للى جوايا...

336
...وانت عندك كالم ممكن يخلينى حتى أقبل منك كالم...
...يكفينى اوى انك وافقتى تقعدى معايا وتسمعينى ...
...كنت فين من يوم المزرعة 
...حبيت اسيبك وقت عشان تستوعبى حزنك عليه...
بدأت عيناها تلمع لمجرد ذكر سيرته
...ليه سيبته ېموت...
اعتدل فى جلسته اقترب منها لمعت عيناه بالدموع هو
األخر وقال
...وهللا العظيم ما كنت بسببه لحظة كنت بحبه بجد و كنت
عارف ان هو الرباط الوحيد اللى هيرجعك ليا فى يوم من
االيام وكنت ناوى فعال اعمل كدة حتى ليان مسمحتلهاش
تقربله ابدا كنت خاېف تعمل فيه زى ما كانت بتعمل فيا
مرات أبويا 
فى يوم جالى سفر فجأة لفرنسا لمدة يومين بس اضطربت

337
اسيبه ولما لقيت الموضوع هيطول هناك بعت اجيبه 
قاللى أن كدة كدة ليان جاية فرنسا بس هتنزل 74 ساعة
بس فى جينيف تمضى أوراق مشروع بيتعمل هناك وأهى
تكون معاه وافقت وأما وصل فرنسا بعد يومين من
خروجه من المملكة كان عنده التهاب رؤوى فضل فى
المستشفى أسبوع عملت كل حاجة عشان اساعده جبتله
دكاترة من كل أنحاء العالم بس لالسف كان ضعيف اوى
ومتحملش... .
حاولت تمالك نفسها قدر اإلمكان كى ال تبكى لكنه هو سبقها
ولم يستطع منع دموعه وعندما رأت دموعه تلمع على
وجهه انسابت دموعها هى األخرى دون بكاء . لكنه تمالك
نفسه وأكمل كالمه
...مبقتش متخيل وال متحمل فكرة ضياعه منى فضلت فترة
حابس نفسى لحد ما وصلنى خبر دخول بابا المستشفى 
ولما رجعت عرفت ان الكل استغل مرضه وغيابى وضعف
طالل فى االدارة وعملوا بالوي فى المجموعة وأولهم 
عمى وابنه فيصل وليان ومرات أبويا كله كان عايز يلحق
حتة من التورتة وده كان سبب تعب أبويا 
قټلت خالد القديم بضعفه وسلبيته وحولته للشخص اللى

338
قدامك دلوقتى وفى السنين اللى فاتت رجعت كل حاجة
اتسرقت ووقفت العيلة تانى لكن بقت كل حاجة فى ايدى
وبقيت صاحب أكبر أسهم فى كل المشاريع وكلمتى هى
األولى...
...وليه معرفتتيش بمۏت ابنى...
...نويت اعمل كدة وهللا بس عرفت انك اتجوزتى وخلفتى
وعايشة كويس تعمدت انى معرفش تفاصيل عن حياتك 
وفضلت بعيد عايش بذنبى لوحدى محبتش اهدم حياتك 
زى ما اتهدمت حياتى... .
صمت قليال ثم قال ...سامحينى ياهدى سامحينى عشان اقدر
أعيش وأقدر اعوضك عن اللى فات...
...تعوضنى انت متخيل أنى ده ممكن...
اعتدل فى جلسته وهو يقول بثقة
...مش بمزاجك.. .
...أفندم...
339
...براحة بس متبقيش حمقية كدة محدش هيقدر يعوضك
عن كل اللى شوفتيه غيرى وانتى عارفة كدة كويس ولو
رفضتى سواء ارتبطتى أو ال هفضل نقطة سودا جواكى
ومش هتروح ابدا 
وكمان انا عارف ومتأكد أن مفيش حد غيرك هيرجعنى لنفسى
تانى ولو ارتبطت بغيرك أو حتى مرتبطتش هتفضلى جوايا
ومش هتسيبينى عشان كدة الحل الوحيد أن كل واحد فينا
يداوي التانى ومش هتنازل عن كدة...
قبل أن ترد فوجئت بصرخات صادرة من خارج البيت 
وهى تعلم صاحبة الصرخات 
تركته وخرجت تجرى وهو خلفها وجدتهم يساعدون هيام
فى النزول على ساللم بيتها فهى جارة والدتها فى السكن
...إيه خالص...
...أه خالص ياهدى الحقينى والنبى مبقتش متحملة...
ردت األم ... عمالة اقولها لسة شوية داانتى بكرية مش
راضية...
340
...ياماما حرام عليكى دا من امبارح بتطلق انا هروح
أجيب العربية وانتى ياهايدى كلمى جوزها يحصلنا على
المستشفى...
بعدما تحركت تذكرت وجود خالد التفتت له كان يقف على
باب المنزل يشاهد ما يحدث والغريب أنها وجدت خالد
الصغير يمسك بيده 
...تعالى ياخالد روح لخالتو هوايدا...
...أل انا هفضل هنا مع انكل خالد...
تطلعت لخالد الكبير فى تسائل فرد عليها
..أصل احنا أتعرفنا من فترة وعلى فكرة انا طلبت ايدك
منه ووافق كمان ومستنيينك تخلصى العدة بس...
تطلعت البنها وجدته يومئ بالموافقة 
التفتت الكبير وقالت ... وابوك هيوافق...
341
رد خالد بتحدى ...نفسى ميوافقش...
لم تكمل ابتسامتها فقد انتفضت من صړخة هيام وهى تقول
...يال ياهدى...
...طيب طيب خالص أهو ...
هرولت باتجاه السيارة وابتسامتها تمأل وجهها ابتسامة
كانت تكفيه وتكفيها لتكون مجرد بداية لفرحة حقيقية تحياها
فتاة ذات قلب أرهقته الحياة 
تمت

 

تم نسخ الرابط