قلب ارهقته الحياة
المحتويات
كانت مٹيرة بالنسبة له لكن ما حدث أضاف لها
نكهة جديدة .
121
تم التصريح من األطباء بخروج األمير من المستشفى من أجل
تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على
صحته وقدرته على التعايش واكمال عالجه بعيدا عن
المستشفى لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة
تتابع ادويته وصحته جيدا
وبالطبع كانت هدى هى االختيار فعجل خالد من إنهاء أوراق
فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر
لم تمانع هدى فى ذلك ولم تخبر أحدا باستقالتها بل تعاملت
على أنها ما زالت فى المستشفى تذهب وتعود فى المواعيد
التى اعتادت عليها لمدة أسبوع
كان االتصال المباشر كان بينها وبين األمير فقط أما خالد
فقد تجنبها معظم الوقت غير أوقات االطمئنان على والده
وفى يوم وجدت الخادم يناديها واخبرها أنه يريدها فى
مكتبه فاتجهت إليه وجدته جالسا على مكتبه يقرأ فى
بعض األوراق طرقت الباب فأشار لها بالدخول والجلوس
122
أمامه ففعلت
مد يده لها بظرف فتحته لتجد أوراق سفرها كاملة
...جاهزة ...
...اليه...
...للسفر ...
...امتى ...
...بسرعة كدة ...
...اها هترجعى بيتك دلوقتى هتقضى بقية انهارضة وبكرة
كمان مع اهلك العربية هتكون قدام باب بيتك يوم االتنين
الساعة عشرة الصبح تكونى جاهزة وقتها ومستنية على
الباب ...
أشار بجانب الباب وهو يقول
123
... الحاجات دى ليكى ...
التفتت هدى لتجد شنطة ضخمة مستقرة بجانب الباب
...إيه دى ..
...حضرتك شايفنى ضايعة اوى كدة ومحتاجة هدوم جديدة
شكرا انا عندى هدوم الحمد هلل ...
...دى مش عشانك اوى يعنى دى عشان شكلك العام يكون
لطيف أو بمعنى أصح دى هدوم تشبه اللى بيتلبس هناك
عشان انتى هتكونى معاه فى كل مكان هيروحه فالزم يكون
شكلك لطيف ...
قام من مكانه واقترب منه بمسافة معينة وقال
توصلك لحد باب بيتك انتى حرة السواق معاه أمر يوديكى
124
مكان ما انتى عايزة
قامت هدى واتجهت للغرفة المخصصة لها غيرت مالبسها
ثم اتجهت خارجة بدون اى كالم استقلت السيارةوطلبت منه
يوصلها حتى موقف السيارات لتركب من هناك
قضت آخر ساعاتها فى منزلها بين مؤيد للسفر ومعارض له
على الموافقة والترحيب به أما الھجمة المضادة كانت ممن
حولهم جميعا أقارب وجيران لكن بالطبع كل هذا ال يؤثر
بأى شكل من األشكال على قرارها
وجاء موعد سفرها كانت جاهزة فى الموعد المحدد وبعد
موجة من السالم والبكاء من أخواتها ووالدتها استقلت
السيارة وانطلقت بها
وصلت لباب العمارة فعال وجدت الجميع فى حالة استعداد
الخدم يحملون الحقائب للسيارات
بعدها بدقائق نزل األمير ويصاحبه خالد وركبوا سيارة
أخرى بعدما أشار لها لتبقى مكانها بعدها تحركت السيارات
باتجاه المطار
125
السؤال الذى بدر على عقل هدى فى هذه اللحظة أين
الزوجة المتكبرة من كل ذلك ولكنها نفضت ذلك عن عقلها
ذلك ألنه ليس من شأنها
المفاجأة أنه ما كانت تنتظرهم هى طائرة خاصة علمت بعد
ذلك أنها تخص العائلة بالكامل ومخصصة للسفرات البعيدة
كانت هذه اول مرة تستقل فيها طائرة وخاصة أيضا كانت
كالجناح الرئاسى الذى نراه فى التليفزيون
كانت هدى سعيدة بما تختبره ألول مرة فقد كانت دائما تحلم
بالحرية والسفر ككل فتاة
وصلت الطائرة لألرض المباركة كانت تنتظرهم أسطول من
السيارات الفاخرة األخرى وكما الحال فى مصر استقلت
هدى سيارة وحدها الغريب أن الطريق استغرق أكثر من
أربع ساعات حتى اآلن هى لم تعلم اين هى اآلن وإلى أين
تتجه فهى تتحرك معهم كالماريونيت وفق اشارتهم
هدأت السيارات من سرعتها حاولت تتبين ما هو خارج
السيارة وجدت سور عالى جدا وبوابة هائلة من الحديد
126
تفتح للسيارات استمرت السيارات فى السير لمدة 01 دقائق
أخرى حتى وصلت لقصر هائل الحجم لم تتخيل هدى انه
يوجد مبنى عائلى بهذه الضخامة
نزل الجميع من السيارات وظهر أسطول من الخدم فى
اخراج الحقائب وحملها للداخل حتى حقائب هدى
كانت تقف بعيدا لم تقترب منهم
بدأ يخرج من القصر أفواج من البشر مبتسمين يهرولون
باتجاهه عدد كبير جدا منهم الشباب والرجال والسيدات
الكبار والصغيرات
وما فهمته من مجرى الحوار بينهم أنه لم يكن أحد يعلم
بشأن هذه العملية الجراحية وأنه قام بها فى السر بعدها
بدقائق لمحت العجوز المتكبرة عند باب الفيال لم تقترب إال
بعدما أنهى الجميع سالمه عليه بعد ذلك علمت هدى أن
األمير فياض البدرى هو كبير العائلة كلها بعد والده ألنه
اكبرهم سنا
اتجهت واحدة من الخدم فى اتجاه هدى تشير لها لتتبعها
فقد ظلت واقفة بعيدة عنهم لبعض الوقت لم يلحظها أحد
اتجهت خلف الخادمة لكن قبل أن تصل لباب القصر قابلتها
الصاعقة تجرى باتجاه المجموعة الواقفة بالخارج امرأة
رائعة الجمال بجسد متناسق تتهادى فى عباءة من الساتان
127
األزرق مفتوحة من الجمب
توقفت هدى لتتابع هذه الفاتنة وجدتها تتجه لترمى
نفسها بين يدى خالد الذى بادلها االحضان كما فعلت
اقتربت منها الخادمة بخطوة وهى تقول
... هاد األميرة ليان زوجة األمير خالد ....
128
الفصل الثانى عشر
كانت جميلة جدا كقطعة فرنسية لكن بهوية سعودية شعر
اصفر طويل جسم متناسق تظهر منه معالم انوثتها بوضوح
باالضافة للمال والنسب والعائلة
من يتزوج مثل هذه المرأة ال ينظر أبدا لغيرها
فلماذا سيفعل خالد
غير أنه يبدوا سعيد برؤيتها أحضان وقبالت أمام الجميع
االبتسامة تمأل وجهه هو حقا سعيد برؤيتها
افاقت من أفكارها على هزة كتفها من الخادمة المحاورة لها
وهى تشير للداخل وتقول
...اتفضلى عشان تشوفى االوضة بتاعتك...
ردت ومازالت عينيها متعلقة بهم ...حاضر...
بعدما دخلت من الباب وتعدته بعدة خطوات توقفت وقالت
...ثانية لو سمحتى انتى قلتى ايه قبل ما ندخل...
129
...إيش...
...مش وقت إيش خالص ارجعى بالشريط شوية لورا لما
كنا واقفين قدام الباب...
...اااه قلتلك اتفضلى عشان تشوفى اوضتك.. .
...حالوتك انتى مصرية...
...أيوة مصرية...
...هللا يكرمك انتى كنتى فين من زمان وحشتينى...
...وحشتك ازاى يعنى...
...متخديش فى بالك ده موضوع كبير اوى وهبقى
احكيهولك بعدين يال ورينى االوضة منين ...
غرفتها كانت فى الدور الثانى بابها على مسافة صغيرة من
السلم رغم صغرها كانت راقية جدا فى تجهيزها تتكون
130
من سرير كبير نسبيا مرآة للتزين ومكتب صغير
مصاحب لها شرفة صغيرة تطل على الحديقة الخلفية
وملحق به حمام راقى جدا فى تجهيزه هم حقا أمراء
....تأمرى بحاجة تانية...
....بس كدة توصلينى هنا وبس...
...دى األوامر اللى بلغنى بيها األمير خالد وقال كمان أن أى
حاجة تطلبيها تنفذ فورا...
...طيب ممكن بعد اذنك تجيبيلى صنية صغيرة أقدم عليها
عالج االمير عشان ميعاده قرب...
...حاال تكون عندك..
...ولو سمحتى أى حاجة منبهة قهوة شاى أى حاجة
...
...نسكافيه ماشى...
131
...ماشى طبعا بس يكون بالك....
...تمام بعد اذنك...
...ثانية لو سمحتى مقولتليش اسمك ايه...
...ذينب.. .
..اوكى يامدام ذينب.. .
...أل ذينب بس من غير مدام...
...طيب ذينب بس...
أثناء شرب النسكافيه كانت قد جهزت الجرعة الخاصة باألمير
من الحقن واألقراص وأيضا ارتدت مالبسها ارتدت زيها
التمريضى وبالطبع تعمدت ذلك
خرجت من غرفتها وتوجهت للطابق السفلى فقد كان صوت
الجميع واضح المصدر من أسفل
132
رغم دقات قلبها التى بدأت تتصارع إال أنها صممت على
مواجهة الموقف
عندما وصلت للدرجات السفلى من السلم المواجه لهم انتبه
لها للجميع واصواتهم انخفضت وتوجهت انظارهم اليها
متابعة القراءة