قلب ارهقته الحياة
المحتويات
عايزاك تتصرف
وتخلينى مع ابنى حتى ولو خدامة ده ابنى ابنى انا...
بدأت ټنهار وتفقد قواها حاول االقتراب منها فلم تسمح له
وابتعدت عنه خطوتين جلست على األرض تبكى وهى
تقول
...أنا عايزاه عايزاه مش هقدر اسيبه....
...ارجوكى ياهدى اهدى لو سمحتى انتى كدة هتتعبى
انتى فى السابع خالص قربتى تولدى وبعدها نشوف
هنعمل ايه...
239
...ال انت بتكدب عليا انت ضعيف ياخالد ضعيف ومش
هتقدر تعمل حاجة هتسيبهم يخدوه حتى مش هتقدر تحميه
تحمى ابنك بالش انا هتسيبهم يخدوه عشان انت
ضعيف وأنا بكره الضعيف قدام اهله بكره الضعيف فاهم
بكرهك بكرهك ياخالد بكرهك....
وهنا اڼهارت تماما ولم تعد قادرة حتى على حمل نفسها
أغمضت عينيها ولم تعد تشعر بشئ
لباب الشقة ومنها لالسانسير ثم سيارته واتجه بها
للمستشفى
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة وضغط ډمها
منخفض جدا وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة
وانقباضات الرحم فى اذدياد وهى عرضة اآلن للوالدة فى
اى لحظة
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث
بمستشفى اخرى تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الوالدة
240
دون تسجيلها
افاقت هدى بعد خمسة أيام وجدت نفسها فى العناية المركزة
بالمستشفى لم تعى الكثير غير أنها وحدها وال يوجد مخلوق
معها غير الممرضة
وضعت يدها على بطنها فأيقنت انه غير موجود تمت
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله فلم تفهم الممرضة
عن أى طفل تتحدث
استدعت الطبيب الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من
الممرضة إعطائها حقنة معينة وبعدها دخلت هدى فى ثبات
عميق
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها لكن هذه المرة وجدت
خالد بجانبها علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها يتم
سألته هدى وهى فى قمة االعياء
....أخباره ايه هو فين...
241
...كويس الحمد هلل هو فى الحضانة...
...ليه مش بتقول كويس...
...أيوة كويس بس مولود فى السابع محتاج شوية اهتمام
...
حاولت تعتدل وهى تقول
...عايزة اشوفه ودينى ليه...
...هو مين . ... كان هذا الصوت صادر من عند الباب
كان األمير فياض بنفسه.
بعدها ضعيفة ماراح تتحمل.. .
...أخرج لو سمحت ياخالد أبى أتكلم معها...
...لو سمحت ياأبى...
...قلت أخرج ياخالد..
242
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ثم تركها وخرج كل
هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها لم
تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط.
اقترب منها األمير ووقف أمامها فى قمة التكبر والغطرسة
...عايزة اشوف ابنى هو فين
...اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى هاى الطفل ما سار ابنك
هاد ابن ليان وهو عندها واتكتب باسمها...
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
...يعنى إيه عندها يعنى هو مش هنا...
..أل المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها إيش تريدى
انتهى الموضوع...
...مش عايزة حاجة ابنى وبس...
243
...قلتلك ما سار ابنك اعتبريه ماكان ما تضطرينى اعمل
معك شئ ما راح تحبيه...
...أعمل اللى انت عايزه مبقتش تفرق...
...أل تفرق ياهدى لما يكون المقصود والدتك راح تفرق
...
...مالها أمى مالك ومالها...
...مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة راح اسجنها بمديونيتها
اللى ابتعتها من أصحابها وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة
واحدة ما راح أغلب فيهم إيش رأيك فى هاد...
...الشيكات اللى على أمى اتقطعت...
..الشيكات معى اللى اتقطع ماهو حقيقى مزور ...
بدأت دموعها ټنهار شالالت على خدودها وهى تقول
...أنتى مش بنى ادم...
244
...احرصى لسانك وإال راح اقصهولك االختيار ليكى أما
تعودى بلدك معززة مكرمة ومعك مصارى تكملى بيها بقية
حياتك أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك ...
وتركها مڼهارة وخرج من الغرفة دخل خالد بعده فوجدها
على هذه الحالة
بمجرد أن حاول االقتراب منها رفعت يدها له وهى تقول
....مكانك كفاية كدة مش عايزة اشوفك تانى روح لحالك
...
...هدى...
...قولتلك روح لحالك وعلى رأى ابوك الموضوع خالص
انتهى ...
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام
باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
..هيك ارتحت...
245
...وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإال
راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد ...
246
الفصل الرابع والعشرين
يومان فى المستشفى وثالثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع
خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر
لكن حزنها على وليدها كان حائال دون ذلك فحقيقى ال تشعر
األنثى بأمومتها الحقيقية إال فى وجوده وهو ينمو فى احشائها
ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع
هدى .
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه األيام
القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل
عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها . هى
اآلن هنا الشئ ال قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة
من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها واألهم
ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك
لهم ليتركوه ألمه حتى يكتمل .
لم تسأل عن األموال التى وعدوها بها أو حتى شيكات أمها
لم تفكر فى اى شئ فقط عقلها متجمد تعيش فى حالة
تجهم غريبة ترفض كل شئ ترفض الحياة نفسها
247
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت
بعد ثالثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها
فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة والدة
اتاها شخص من طرف األمير بجميع األوراق الخاصة
برجوعها مع ورقة إخالء طرف من العقد المنصوص عليه
بينهم وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد
وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها باإلضافة
الوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى
الخمسة ماليين لاير سعودي
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات
األمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع عن القرار الذى
اتخذته وإال لن تجد غير ابواب الچحيم تفتح عليها وعلى
عائلتها.
وفى النهاية أعطاها أوراق حجز وتذكرة طائرة لليوم التالى
248
ودعت هدى المملكة السعودية ومعها ودعت هدى القديمة
ودعت نفسها ودعت طفلها الذى لم تراه
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها
وبين طفلها فى يوم من األيام .
عادت لمصر بشخصية جديدة تماما هدى جديدة شخصية
أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها أصبحت أنثى حاقدة على
الحياة وكارهة لها
فياترى هل سيتم ترميم قلبها مع الزمن هل ستعود للحياة
هل ستعود هدى القديمة أو حتى أنثى جديدة تنسى الماضى
وتتصالح مع المستقبل .
وبعد مرور 2 سنوات ............
249
الفصل الخامس والعشرون
بعد مرور 2 سنوات............
.....خالد خالد تعالى هنا إحنا مبقاش ورانا غير اللعب
مش فى wark home المفروض هتخلصه لو
مخلصش مش هتيجى معايا عند تيته....
...بكرة وبعده كمان إجازة يامامى وهنروح فرح خالتو
هدير بكرة هبقى أكتبه أما يخلص الفرح ...
...أنا قلت كلمة واحدة ياخالد لو مخلصتوش دلوقتى مش
هتيجى معايا خليك مع بابى بقى...
...ال ال ال هكتبه انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان
يحبسنى فى االوضة ويسيبنى ويمشي...
...هو راجل محترم وكبير زييك كدة فى 2kg ېخاف من
القاعدة لوحده.. .
250
...مليش دعوة مش عايز اقعد مع بابى عايزة اروح
معاكى عند تيته والنبى يامامى عشان خاطرى...
...طيب يال يالمض هات شنطتك عشان نشوف اخدت ايه
انهارضة...
...حاضر.. .
وقفت هدى بعدما ظهرت عالمات الڠضب على وجهها فقد
أصبحت الحياة مع هذا الرجل ال تطاق فاقد للمسؤولية تجاه
ابنه والحب واالحترام
متابعة القراءة