قلب ارهقته الحياة
المحتويات
هدى والتفتت له فجأة
...أنت هتسافر...
...أيوة هروح األول جينيف عندى شوية شغل هناك
وبعدين هرجع مصر...
169
...وهتسيبنى لوحدى...
كان دور قلبه هذه المرة لينتفض من كلمتها وتعلقت عينيه
بها لبرهة فأحست أنها تسرعت فى كالمها فتراجعت عنه
...اقصد أنى معرفش حد غيرك هنا انا جاية معاك انت من
مصر ...
اكتفى بالصمت ولم يجبها إستمر تردد كلماتها فى عقله
كان بحق يريد أن يرد عليها ويقول ... أنا اللى هكون لوحدى
ياهدى...
توقف أمام مطعم كبير ترجل وتبعته هى كانت طاوالت
المطعم مرتبة بشكل يحافظ على خصوصية الجالسين
متباعدة بعض الشئ ويفصل بينها ستائر غير شفافة
أن رأت هذا الشكل فى اى مكان ستقول انه مصمم لسبب غير
أخالقى
170
وكأن خالد قرأ أفكارها فقال ... معظم الستات هنا منقبات
بعد طلب كل منهما ما يشربه وتم وضعه على الطاولة
امامهما بدأ خالد بالكالم
...ايميالتى كلها متسجلة فى التيليفون اللى معاكى وهكون
على اتصال مستمر بيكى يعنى مش هسيبك زى ما قولتى
...
طرأ شيئا فى عقلها فطأطأت رأسها لألسفل وحاولت
االنشغال بالعصير الذى أمامها
...خاېفة...
...من ايه فى حاجة معرفهاش.. .
اضطربت بعض الشئ ... ال ابدا..
171
...أل فى بس انت مش عايزة تقولى بس هقولك انا
فيصل صح..
رفعت عينيها له متفاجأة
...ليه مقولتيليش أن فى حد مدايقك...
...هو معملش حاجة مبديش حد فرصة لحاجة بس مجرد
نظراته بتدايقنى.. .
...مبتديش حد فرصة أذاى انك تحبسى نفسك فى االوضة
...ده األفضل خلينى براحتى...
...أنا مبطلبش انك تخرجى بالعكس انا عايزك تفضلى
بعيدة عن الكل وملكيش دعوة بحد طول فترتك هنا لحد ما
ترجعى مصر على خير ...
...أنت ليه بتتكلم كأنك مش راجع هنا تانى...
172
..معرفش بس ممكن مش عايزك غير انك تاخدى بالك من
نفسك ومتديش األمان لمخلوق هنا وأما ترجعى مصر لينا
...مش فاهمة...
امتدت يده إلى وجهها وأخذ يتلمسه بأطراف أصابعه وكأنه
يستكشفه وهو يقول
...أل انتى فاهمة...
اخفضت عينيها لألرض وهو يقول
...على أساس أنه ينفع...
مد يده ورفع وجهها له
...فكرة ينفع أو مينفعش دى سيبيهالى مهمتك انتى أن
تاخدى بالك من نفسك وبس...
استمر الحوار هكذا ألكثر من ساعة لم يقل أحبك أو أريدك
بالكالم وهى مثله لكن يكفيها ما قال وأكثر يكفيها لتتأكد
أن تعلقها به لم يكن من فراغ
اوصلها للمول مرة أخرى ووقف بسيارته على أحد جوانب
الطريق فلم تكن زينب قد وصلت بعد
....هتكلمينى طول الوقت عايزة اعرف كل حاجة كأنى
موجود معاكى...
أمائت باإليجاب ثم قالت
...أنا لحد دلوقتى مسألتش انت ماشى ليه حتى من غير ما
تسلم عليهم وال ايه حصل خالك تسيب البيت من يومين
....
...يمكن ييجى يوم واقولك المهم عايزك تعرفى أن موضوع
فيصل انتهى مش هيقربلك وال هيتعرضلك تانى...
...أنا اقدر احمى نفسى كويس...
174
...الكالم ده فى مصر مش هنا ياهدى انتى هنا وحيدة
وضعيفة يعنى تجنب...
ظهرت ذينب فى طريقها من بعيد كان رؤيتها كلسعة ڼار
أصابتهما معا وكأنها هى السبب فى فراقهما استمرت
عينيهما معلقة بها للحظة ثم عادا لينظرا لبعضهما مرة
اخرى
مد يده لرأسها قربها إليه بينما يقترب هو تجولت عينيه
على كامل وجهها من أول عينيها انتهائا بشفتيها التى
التهمهما فى لحظة ورفع يده األخرى لكتفيها أما هى
فمستسلمة تماما فهذه هى قبلتها األولى قلبا وقالبا تعيشها
بكل مشاعرها
أما خالد فلم تكن هذه األولى بالنسبة له أو اللمسة األولى
او حتى المرأة األولى لكن هذه هى المشاعر الفعلية
األولى التى يختبرها
رغبة مختلطة باشتياق وحب حقيقى
لم يخرجهما من حالة انفجار المشاعر و الغياب العقلى التى
دخلوها إال طرق ذينب على زجاج السيارة من الخارج
175
انسحبت هدى من بين يديه بهدوء وبنظرات حائرة ممزوجة
بالخۏف من الفراق والمجهول فتحت باب السيارة وترجلت
منها تصحبها نظراته ونظرات ذينب الحائرة فى الدائر بينهما
تحرك خالد بالسيارة وهو ال يصدق انه سيتركها فى منزل
الوحوش وحدها كل هذه الوقت
أما هى فغير متخيلة أنها ستمكث سنة كاملة داخل غرفة من
4 حيطان ال تخرج إال للغرفة المجاورة لدقيقة ثم تعود
واآلن ذهب عذائها الوحيد على هذه العيشة ذهب بدون
رجعة وال تعلم لماذا يخبرها احساسها بشئ سيئ ينتظرها
هنا
عادت هدى للقصر مرة أخرى وبمجرد دخولها من الباب
أخبرها أحد الخدم أن األمير يريدها فى غرفته
وهى فى طريقها قابلها فيصل على السلم و بالفعل لم يتحدث
معها اكتفى بابتسامة غير مفهومة لها وتركها وأكمل نزوله
176
وصلت للغرفة وطرقت الباب ودخلت بعدما سمعت االذن
بالدخول
...ياهال ياهال باالنسة المصونة وال أقول مدام احسن...
...نعم...
لهجة السخرية و االستفزاز فى كالمه اصابتها بالقلق
.....إيش أخباره...
...هو مين...
...اللى كنتى معه وال تتحاذقى علي بعرف انك كنتى معه
...
لم ترد واكتفت بالصمت
...ما أخبرك بشي ليش ترك البيت وليش راح يترك البلد
..
177
...ال...
..قلتلك ال تتحاذقى ياهدى...
...هللا ما قال حاجة وال انا اعرف حاجة...
..تعال واجلسى أبى أتكلم معكى فى شي يخصك...
جلست هدى بالكرسي المقابل له وهى تقول
....خير يا فندم...
...عقدك معى بينص على 1 آالف لاير بالشهر صحيح..
...أيوة...
...راح اعطيك السنة كلها مقدم باإلضافة لمليون لاير آخر
معك وراح اخلصك من كل ديون أمك فى مصر إيش رأيك
178
...فى ايه عشان ايه مل ده...
...أبى منك طلب فى شي تقدرى تسويه راح يحللى أزمة
كبيرة عندى واتمنى ما ترفضى...
...وهللا لو اقدر مش هتأخر طبعا...
...تقدرى ياهدى تقدرى.. .
...أنا تحت أمرك...
...أبيكى تعطينى حفيد ...
...أفندم حفيد ازاى يعنى...
...بويضة مخصبة راح تعيش فى رحمك لمدة تسع شهور
...
...نعم انا مش فاهمة حاجة بويضة ايه ورحم مين...
...أنتى ممرضة يعنى فاهمة ايش أقصد...
179
...أل مش فاهمة حاجة ... وبدأ الڠضب يسيطر عليها
...من االخر ياهدى ليان زوجة خالد عندها ضمور فى
الرحم ما بتقدر تحمل جنين راح تحمليه انتى لحين
اكتماله وتعطينا اياه وبعدها تعودى لبلدك ومعكى مصاريكى
كلها... .
...أاااااااه وطبعا المفروض أن األميرة ليان هتكون أمه...
...بالتأكيد البويضة راح تكون منها...
...لكن لحمه ودمه منى صح طيب هو مفيش حد قال
لحضرتك أن كل علماء الدين اجتمعوا على أن الموضوع ده
حرام وقالوا كمان أن أن أمه هى اللى شالته فى بطنها
مش المتبرعة بالبويضة...
...ما تفكرى هيك ياهدى...
بقمة الهدوء أكملت ...امال أفكر أذاى من االخر كدة
حضرتك عايزنى ابيعلك ابنى بكل الحاجات اللى قولتهالى دى
180
صح...
..سميها مثل ما بدك المهم راح تسويها ...
...مستحيل...
...ايش قلتى..
...زى ما سمعت انا يمكن فقيرة شوية وأمى مديونة زى
ما انت قلت بس مش لدرجة أنى ابيع لحمى ابيع ابنى
شوفلك حد تانى غيرى...
وتركته واتجهت للباب توقفت مكانها عندما سمعته يقول
..راح تنفذى ياهدى انتى هنا لهذا الغرض وراح تسويه
...
استدارت لتواجهه مرة أخرى
....بتقول ايه انتوا جايبنى من مصر لهنا عشان كدة
يعنى ضحكتوا عليا ده احتيال.. .
181
...احفظى لسانك ياهدى وراح تسوى مثل قلت انا بتكلم
معك باللين ما أبى أجبرك بطريقة تانية يال روحى
غرفتك وفكرى....
مرت أكثر من 01 أيام چنونية على خالد اختفت فيهم هدى
تماما ال يعلم عنها شئ تيليفونها مغلق وال يريد أحد
الحديث عنها حتى ذينب
اتصل بأخوه طالل ليسأله فلم يجد عنده إجابة اخبره انه
سافر لمدة ثالث أيام ليحضر زوجته وبناته وعندما عاد لم
يجدها فى القصر وال
متابعة القراءة