قلب ارهقته الحياة

موقع أيام نيوز


للمبنى الذى تسكن إحدى شققه ترجلت من السيارة
وصعدت مباشرة أما أحد الشباب اللذان صاحبوها حمل
األشياء التى اشترتها واآلخر ذهب بالسيارة للجراج .
دخلت الشقة فوجئت به يجلس على فى الصالة الداخلية
للشقة وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة رن جرز الباب عادت
لتفتح كان فرد األمن أدخل الحقائب وأغلقت الباب من

220
خلفه
....مش قلت أنك مش جاى الليالدى كمان...

...إيه مش عايزانى...
...ده بيتك انت مش بيتى وتيجى وقت ما تحب بعد اذنك
هروح اغير هدومى...
وهى تغير مالبسها كانت تفكر فى وجوده هنا اآلن لماذا 
فمن المفروض أنها ستسافر غدا فلماذا تركها وعاد إلى هنا
.
خرجت تبحث عنه لمحت طيفه يفف فى شرفة الصالة 
عادت للمطبخ وصنعت كوبين كن النسكافيه واتجهت له 
وعند اقترابها من الشرفة سمعت صوته يتحدث پغضب 
يبدوا انه كان يتحدث فى التيليفون وفهمت من سياق
الحديث انه يتحدث معها ولكن بسخرية عارمة يبدوا انه
غاضب منها إلى حد واضح
...ال ما راح ارجع ليش إيش تريدى منى بيكفى

221
ليان ما عدت قادر ال ابي ارتاح ليان وراحتى ما
وجدتها معكى please go ليش بدك ليلة حب
رائع قبل ما ترحلى هاد أصبح دورى معكى من وقت ما
اتحدتى مع أبى خليكى معه حبيبتى أبيه ينفعك اكتر منى
لكن انا ماعاد فينى ليان بيكفى اللى سار انا ما راح
اسوى أى شئ .... lyan by
أنهى مكالمته وألقى بالهاتف على الكرسى المجاور له 
وانحنى على الشرفة بيده وكأنه يحاول التنفس
رأى قدميها من انحنائه على سور الشرفة فرفع رأسه
واستدار ليجدها تقف خلف الستائر ومازال الكوبين بيدها 
ومن تعابير وجهها أحس أنها سمعت مكالمته 
مدت يدها له بالكوب الخاص به وهى تقول
...شكلك محتاجه اشربه وهتهدى...
أخذ الكوب من يدها واستدارت وجلست على أحد الكراسى 
دخل خلفها وجلس على الكرسى المقابل لها وضع كوبه
أمامه على المنضدة اخذ يتمعن فى وجهها لثوانى ثم أسند

222
ضهره لظهر الكرسى وسند رأسه عليه واغمض عينيه 
وفكر لثوانى كل هذا وهى صامته فقط عينيها معلقة به
تتابع كل تحركاته
تكلم دون سابق انزار ومازال مغمض العينين ورأسه للخلف 
وهى انصتت لحديثه دون أن تعلق 
...أنا درست فى مصر حصل مشكلة جامدة بينى وبين جدى
ومقدرتش أتحمل وجودى فى البيت سيبت البيت وصممت
أنى ادرس بعيد رحت شوية باريس وبعدين رجعت مصر
عشان هدف معين وفضلت هناك فى الوقت اللى انا تمردت
فيه على كل اوامرهم كان اخويا زى عروسة الماريونيت فى
اديهم بيحركوه زى ماهم عايزين طلقوه من مراته
االوالنية بعد ما خلفت 3 بنات وجوزه التانية وطلقوها
عشان جابت بنتين التالتة مجبتش اطفال خالص...
ثم صمت لبرهة وكأنه يرتاح من مشاعر الڠضب التى أثيرت
بسبب ما قال ثم تابع 
...قبل مراته التالتة ظهرت ليان أبوها شريك جدى فى
المجموعة الخارجية بنسبة كبيرة جدا وفى الوقت ده كان
هينسحب وانسحابه هيوقع الشركة 

223
الحل اللى كان قدام جدى فى الوقت ده هو االرتباط العائلى 
طلبوها لطالل وهى كمان كانت مطلقة 
لكن هى رفضته 
بعدها بقى جدى فكر فيا انا جالى بنفسه فى مصر واتحايل
عليا ووافق على كل شروطى ورجعنى البيت بعدها
بأسبوع طلب منى أنى اسافر معاه جنيف حفلة عاملينها
لالمراء العرب اللى بيشاركوا فى المشاريع هناك ووافقت 
وهناك قابلتها واللى جدى كان مستنيه حصل أنها تعجب
بيا والحظت انا كمان ده بس وقتها متوقعتش أن
الموضوع ممكن يوصل لكدة بعدها رجعت مصر عشان
عندى امتحانات كنت فى اخر سنة وقتها 
جدى وابويا وعمى بقى ظبطوا كل حاجة اتقدمولها
والغريبه انها وافقت فورا رغم أنها أكبر منى بخمس سنين
بس مفرقش معاها وكمان حددوا ميعاد الجواز وجه
وقت آخر حاجة أنهم يعرفونى 
فى االول رفضت وكنت هسيب البيت تانى بس جدى بقى
عرف يطمعنى 71 مليون لاير وأسسلى المشروع اللى انا
عايزه وفى مصر زى ما انا طلبت واألهم ادانى حق
االختيار فى االستمرار فى الجواز أو ال لكن بعد 6 سنين.

224
اعتدل وأصبح مواجه لها وهو يتحدث ثم قال
...وافقت والدنيا مشيت كان الحاجة الوحيدة اللى
محسسانى بالذنب من ناحيتها أنها اتعلقت بيا بتعمل أى
حاجة عشان ترضينى وبتروح ورايا كل مكان 
...وهللا حاولت أقرب منها كتير مقدرش زى ما يكون
حاجز مبنى بينا ومش قادر اعديه خاصة أنها مش حنينة
وطيبة فعال سيئة جدا مع كل الناس وأهم حاجة عندها
مصلحتها بس دايما بتيجى لحد عندى انا وتتعدل وده
مكانش مأثر معايا 
...لحد ما جه يوم اتخانقنا فيه فجأة لقيتها بتقوللى أن احنا
اللى جرينا وراها واتمنينا أنها توافق عشان ثروة أبوها فى
اللحظة دى بس قررت أن عالقتنا انتهت خالص وأن
الموضوع مسألة وقت وبس 
...مبقتش تفرق معايا بقى تفرح تزعل تطأ مش مهم 
بلف الدنيا واخلص شغلى واعيش حياتى كأنها مش
موجودة اصال 

225
لحد ما جت البويا فكرة الحفيد كان متصور أن وجود طفل
هيصلح عالقتنا خاصة أنه فقد األمل فى انه يجيله حفيد من
طالل وبنفس الطريقة فكر وقرر ونفذ كل حاجة وأنا آخر
من يعلم...
عند آخر كلمات قالها وضع وجهه بين كفيه وكأنه أصيب
بصداع شديد و لم يعد قادر على إكمال الحديث قامت هدى
وجلست بجانبه رفعت رأسه لتواجهه تحسست بشړة وجهه
بأطراف اصابعها 
مد يده وأخذها فى حضنه طويال وهو يقول
...سامحينى ياهدى مش قادر احميكى أو امنعه عنك كل
اللى قدرت عليه انك تكونى مسؤوليتى وانى ابعدهم عنك
طول الفترة دى لحد ما االقى حل للمهزلة دى ...
رفعت وجهها له وهو تقول .... قولتلى انك عاملى مفاجأة 
صح...
ابتسم لها ... أخيرا طلبتى حاجة صح ياستى مفاجأة
هتفرحى بيها اوى...

226
...شوقتنى ايه هى 
...بكرة هقولك دلوقتى بقى هقولك حاجة تانية حاجة
بتتقال وبتتعمل ...
...هههههههههههههههه. .

227
الفصل الثانى والعشرون
خرج خالد والساعة لم تتعدى السابعة صباحا يعد اتصاالت
مستمرة من والده بالحضور فورا 
خرج ووعدها أنه لن يتأخر اتصل بها عند الحادية عشر
اتصل بها وطلب منها أن ترتدى مالبسها فسوف يرسل لها
سيارة الصطحابها إليه 
ارتجلت من السيارة وجدت نفسها أمام مطار الرياض 
أشار لها الرجل السائر معها باالستمرار فتبعته كان نفس
الطريق الذى مرت به اول وصولها إلى هنا اول مرة لكن
هذه المرة من الخارج للطائرة وليس العكس 
استقبلها خالد وقت دخولها الطائرة وامسك بيدها حتى
اجلسها وجلس فى الكرسى المقابل لها 
اغلقت األبواب فور وصولها وبدأت الطائرة فى الحركة ثم
الصعود للهواء 
...مش هتقوللى احنا رايحيين فين ...

228
...قولتلك مرة مفاجأة بس فى حاجة مهمة الزم نتكلم فيها
االول ...
... خير ..
...خير أن اتكلمت مع والدى بخصوصك من يومين ...
اختفت االبتسامة من على وجهها وهى تقول
...من ناحية ايه ...
... مسؤوليتك وطريقة التعامل معاكى لحد ما يتم اللى هو
عايزه ...
...يعنى إيه مش فاهمة ...
... يعنى أى حاجة هتم معاكى مسؤوليتى بشرط أن
الموضوع ده يتم من غير ما حد يعرف 
يعنى من االخر كدة ياهدى ممكن اعملك اللى انتى عايزاه 
وانتى كمان تعملى اللى انتى عايزاه لو خافظتى على سر
الموضوع اللى بينا 

229
ولو رفضتى ترجعى للمعاملة األولى تفضلى فى الشقة 
متخرجيش لحد ما تولدى 
ايه رأيك تختارى ايه 
..وفى االحتمالين هيتم إللى انتوا عايزينه ...
...طبعا وانتى ممكن دلوقتى تكونى حامل اصال ها 
موافقة وال
 

تم نسخ الرابط