قلب ارهقته الحياة
المحتويات
تعيش على المنبهات و ال
تخرج من غرفتها نهائيا لولو توصية خالد لذينب بالعناية
بها لحدثت لها أشياء ال تحمد عقباها من رفضها االهتمام
بنفسها .
....ما دخلتى غرفتى من أيام قلت اجيلك انا..
انتفضت على هذه الجملة الصادرة من األمير التفتت
وجدته يقف أمامها بكامل عنفوانه وكأن عمره قد نقص
عشر سنوات
...فى حاجة تانية انا وافقت خالص...
195
...وأجيت أبلغك بموعد ملكتك ياعروس.. .
...يعنى إيه ملكتى.. .
...كتب كتابك ياهدى...
...على طول كدة...
...بعد يومين يكون خالد أنهى كل اشغاله منشان يفضل
هنا وقت لحين يحدث حمل...
ارخت هدى عينيها لألرض من تلميحه ثم قالت
...أنا جاهزة فى اى وقت...
...انشاهلل على خير وما تزعلى منى ياهدى انتى غالية
عندى لكن حفيدى أغلى من الدنيا.. .
196
تم كل شئ كما أراد األمير تماما وبدأت خطته فى التنفيذ لكن
مع فارق بسيط هو قرار خالد بانتقال هدى لشقته الخاصة
فى الرياض وليس بعد حدوث الحمل ووافق األمير على
ذلك فهو على يقين أنها تحتاج لبعض الراحة النفسية بعد ما
فعله بها
تحتاج هذه الراحة لتأكل وتهتم بنفسها حتى يتم الحمل ويتم
الحفاظ عليه بدون اى مشاكل متعلقة به
197
الفصل التاسع عشر
وقف يتابعها وهى تتجول فى الشقة التى ستقضي فيها أيام
سجنها لحين أن يأخذ منها طفلها
كانت شقة راقية تتكون من 4 غرف وصالتين وثالث
حمامات ومطبخ مفتوح على صالة منهما
دخلت غرفة النوم الرئيسية فوجئت بوجود حقائبها أمامها
على األرض ابتسمت واتجهت للشرفة فتحتها ووقفت
أمامها اجمل ما فى هذا المكان هو كثرة المساحات
دخل خلفها بدقائق وجدها تقف فى الشرفة رغم انتباهها
لدخوله لكنها أم تلتفت له اقترب منها وهو يسأل
..عجبتك
...وال معجبتنيش هتفرق ايه
198
...بالش كدة ارجوكى ياهدى...
..ممكن تسيبنى اغير هدومى...
...ممكن طبعا انا اصال خارج...
عندما وصل للباب استدار لها
...بالش تحاولى تخرجى ياهدى فى برة اللى هيمنعك...
...مهو مش هيسيبهالك مفتوحة كدة وال كان هيوافق انك
تعيشى لوحدك كدة إال بشروط...
...تصدق عندك حق ... قالتها بسخرية
...الدفتر ده فى أرقام السوبر ماركت والصيدلية وأسماء
199
وأرقام مطاعم كتير وفى فلوس فى الدرج ده اطلبى اللى
انتى عايزاه يجيلك لحد هنا...
..شكرا...
األرض ال تصدق ما وصل إليه حالها لو سمعت كالم أمها
وما تركت البلد لما آل الحال لما عليه اآلن.
سندت رأسها للحائط هى حقا تحتاج لتتحدث لتخرج كم
الشحنة التى بداخلها فى الحديث ألحدهم لكن من ستتحدث
إليه فى هذه الوحدة القاټلة منى
وبدأت محاوالت االتصال بها.
بعدما قصت عليها ما حدث ألكثر من ساعة
....طيب الشرط األوالنى ومقبول ومفهوم طيب والتانى
200
ايه اللى خالكى تقررى أن الموضوع ده يتم المعاشرة ليه
ميكونش زرع وتكون البويضة منها فعال...
...كان الزم يامنى مينفعش غير كدة انا مش هقطع ابنى
ويقضى طول حياته مقسوم اتنين وميعرفش مين أمه الزم
يكون له أم واحدة حتى لو مش هى اللى فى شهادة ميالده
مسيره يوم هيعرفنى وهيجيلى قلبى حاسس بكدة...
...يانهار ابيض ياهدى حرام عليكى تعيشى كل ده لوحدك
كنتى قلتلنا ... .
...ولو قلت هتعملولى ايه ال انتى وال أمى وال اخواتى
وال عندى أى حد يقدر يعملى أى حاجة يعنى وحيدة من
يومى زى ما بيقولوا وضعيفة يقدروا يضيعونى فى اى
لحظة وكانوا هيعملوها لوال وافقت .. .
..طيب وبعدين...
...وال حاجة هعمل اللى هم عايزينه وارجع مصر
201
وبعدين بقى يحلها ربنا...
..وخالد ايه نظامه ابيض ياورد...
...خالد مغلوب على أمره زييو زييى ميقدرش يقف قدام
ابوه مهما كان وأن وقف مش هيكون عشانى انا يامنى...
...مش عارفة اقولك ايه بس...
...متقوليش حاجة انا كلمتك بس ألنى فعال كنت محتاجة
أحكى وإال كنت اټجننت ومينفعش مع ماما وال البنات
ھيموتو من القلق وخالص وخدى بالك اوعى لسانك
يخونك مع حد...
...متقلقيش ربنا يستر هطمن عليكى أذاى...
...هبقى اكلمك انا لما تسمح الظروف...
202
أما عن خالد فقد ذهب لوالده كما طلب منه اوصلها بنفسه
للشقة ولم يتركها لألمن يوصلوها كما طلب والده.
...تعال ياخالد إيش األخبار...
...وال شي...
...ما تزعل منى ما قصدت يحصل بهيك طريقة لكن ابيك
تعترف أنى سويت شئ بتريده..
...أنا...
...كنت بتريدها وأنا سويتلك الطريقة ...
...ما كنت ابيها بهيك طريقة...
...إيش تبغى تطلق ليان وتتزوجها بتفتكر أنها تصلح
تكون زوجة لخالد فياض...
203
...بتعرف أنى ما اعتبر نفسى منتمى لهاالعيلة من بعد ما
كسحتونى... .
...ما حدا كسحك ياخالد انت تركت البيت برغبتك....
...الكالم فى الماضى ما صار مهم بالنسبة الى إيش تبغى
منى دالحين.. .
...أبيك تعرف أنى ما راح اسمحلك بأى شي غير ما أبغى انا
...
...ما تقلق من ها الموضوع لكن ابيك تعترف أنه ابنى انا
ابنى ياأبى...
...وحفيدى ياخالد...
...ياأبى الخر مرة بأرجوك ما تدخلتى فى هذي الدوامة
ممكن اتجوز طبيعى د وأعطيك الحفيد اللى ابغيه انا ما
204
عديت 72 سنة...
...انتهى الكالم ياخالد ماراح تطلق ليان والطفل راح يكون
ابنها وانت ما راح تسوى أى شي غير هيك وإال وهللا
ياخالد انهيلك هاى البنت من على وجه األرض ..
...وصلت آلخرها ياأبى العمر قصير يابية قصير...
..وصلت ألنك تتمنى ألبوك المۏت.. .
...وهللا ما اتمنيته ابدا اتمنيتلك طولة العمر ألن ما إلى
غيرك ياأبى لكن انت نفسك كنت فى حضن المۏت
واألعمار بيد هللا ابغى أمشى من هنا سالم عليكم....
عاد خالد لهدى مرة أخرى وجدها تقف فى المطبخ تجهز
طعام للعشاء لكن من استغراقها فى التفكير لم تنتبه
لدخوله
205
إستمر يراقبها لثوانى وهو يفكر فيها للحظة أدرك أن والده
لديه حق فى شئ واحد هو أنه يجب أن يستمتع قدر ما
يستطيع فهو ال يعلم حتى كم من الوقت سيبقى معها.
....بتعملى ايه
انتفضت هدى من المفاجأة
...انا اسف معرفش انك سرحانة اوى كدة..
...السرحان شوية اوى على اللى انا فيه ده...
اقترب منها وهو يتجول بعينيه فيما تفعل
...بتعملى ايه..
...مكرونة بالصلصة وفراخ...
...ليه تتعبى نفسك كنتى طلبتى أكل وخالص.. .
206
...انهارضة وال بكرة وال بعده الموال طويل...
...أساعدك طيب...
...خلصت هتاكل معايا....
...اكيد مأكلتش من الصبح...
ظهر التوتر الواضح على هدى فى وجوده توتر اندهشت
منه هى نفسها والحظه هو يبدوا أنها قلقة من المفترض
انه سيحدث اآلن معه ولديها الحق فهى من المفترض أنها
بكر لم تذق من هذا النوع من الحياة بعد
وقفت لتغسل اطباق الطعام وقف خلفها وهو يقول
....أنتى مغطية شعرك ليه...
تجمدت هدى من سؤاله وتوففت يدها عما تفعل لكنه لم
يهتم وأكمل
207
...أنا لوحدى هنا معاكى وفرض أنى جوزك...
لم ترد ومازالت مكانها لم تتحرك اقترب هو انتفضت من
لمسة يده لكنها لم تتحرك ولم تقاوم
أدارها لتواجهه امتدت يده لفك حجابها أنزل الحجاب
وفك رباط شعرها فانسدل على ظهرها
ابتعد عنها خطوة وتأملها للحظة ثم قال
..تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك...
...مراهن على ايه...
..إن لونه بنى...
...كويس كسبت الرهان...
..تعرفى كمان انك فعال جميلة جدا...
208
...بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان...
...عندى انا أجمل..
بمجرد ما أنهى كلمته و بدون اى مقدمات تقدم منها والتهم
شفتيها التى لطالما حلم بهما لوقت طويل لم تفكر هدى فى
المقاومة فلطالما قاومت على ماذا حصلت
فقط استسلمت بل بادلت أيضا فهى تريده هى األخرى
ارادته رغم كل الظروف ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث
هو بداية النهاية .
209
الفصل العشرون
فتحت عينيها وهى
متابعة القراءة