عشق الياس

موقع أيام نيوز

الفصل الاول 
في احدي المناطق المتوسطه في مدينة الاسكندريه كان الطريق هادئ قليلا فأذان الفجر لم يؤذن بعد في احدي هذه المنازل المتراصيه بجانب بعضهاكانت تجلس خديجه في غرفتها علي سجادة الصلاة تقرأ ايات الذكر الحكيم بصوت خاشع لا تشعر بمن حولها فهي الان لا تستمتع لصوت سوي لكلمات الله تشعر بالراحه تملئ قلبها كلما قرأت هذه الايات تشعر كأن الله يحدثها يوعدها بالعوض الذي سيأتي يوما ماظلت علي هذه الحاله لبضع الوقت حتي انتبهت لصوت طرقات علي باب غرفتها صدقت ثم اغلقت مصحفها مقبله اياه قبل ان تضعه علي المنضده نهضت متوجهه الي باب غرفتهافتحته لتجد والدتها التي ابتسمت لها بحنان هاتفه 

_ايه ياديجا لسه مخلصتيش 
ردت خديجه بتساؤل وهي تدخل الي الغرفه وتجلس علي الفراش 
__ليه هو الفجر اذن 
اماءت ايناس مردفه بمرح وهي تجلس امامها علي الفراش 
_اه ياستي لسه مأذن حالا وانتي كالعاده مسمعتوش
قهقهت خديجه وهي تهتف 
_اعمل ايه بس يانوسه ماانتي عارفه لما بقرأ قرأن بنسي كل حاجه حواليا ومش بسمع غير كلام ربنا اللي بقرأه بس
ردت ايناس بحنان 
_عارفه ياقلب نوسه يلا بقي تعالي نصلي جماعه انا وانتي عارفه بابا نزل يصلي الفجر في المسجد
اماءت خديجه موافقه وهي تردف 
_اشطا وراكي علطول
غادرت خديجه الغرفه خلف والدتها متوجهه نحو المصلي الذي مخصصه والدها للصلاه وقفت هي في الامام ووالدتها في الخلفثم بدأت تقيم الصلاه بصوتها الهادئ الخاشع بعدما انتهوا من الصلاه التي هي عادتهم منذ الصغر اردفت خديجه بابتسامه مرحه 
_تقبل الله يا نوستي
ردت والدتها عليها بابتسامه مرحه 
_منا ومنك يا حلوه
هتفت خديجه بابتسامه 
_امين يارب 
انتي والدها بعد قليل فقبلته من وجنتيه هاتفه 
_تقبل الله يايويو 
ردت والدها بضحكه بسيطه وهو يجذب وجنتها 
_منا ومنك ياشقيه
اردفت خديجه بابتسامه 
_امين يارب
انا داخله انام شويه بقي 
اردف يونس بتساؤل 
_انتي هتنزلي الشغل الساعه كام ياديجا 
اردفت خديجه بهدوء 
_بعد ما اصلي الظهر ياحبيبي انت عارف محدش بيجي الشركه قبل كده
المهم متنسوش ساعتين وصحوني 
هتفت ايناس بهدوء 
_انتي بتتعبي في الشغل خليكي نايمه شويه كمان يعني ده لسه الساعه خمسه
اردفت خديجه بابتسامه 
_الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول اللهم بارك لأمتي في بكورها
امال الليل ده اتعمل لأيه مش علشان ننام فيه 
ده كلام الحق سبحانه وتعالى هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ويقول سبحانه وجعلنا نومكم سباتا. وجعلنا الليل لباسا. والنهار معاشا.
كل ده ياامي معناه اننا لازم تصحي بدري علشان النوم ده لليل وبس 
اماءت ايناس بموافقهفتوجهت خديجه الي غرفتها لتغط في نوم عميق. 
................................................................................
في منزل اخر قريب من هذا المنزل فهو علي بعد بضع خطوات فقط استيقظ خالد منذ الساعه الثانية صباحا فهذه عادتهم منذ صغرهم يستيقظوا ليصلوا قيام الليل ثم يظلوا حتي الفجر يقرأو القرأن ويذكروا اللهلم يرد خالد ان يوقظ زوجته فهي ټتشاجر معه عندما يوقظها لكنه لم يقف يوما عن ايقاظها لتصلي الفجر برفق لتنهض بتذمر غير راضيه عن ايقاظها كل يوم حتي تصلي عندما استمع خالد لصوت الاذان الاول نهض متوجها الي غرفته جلس بجانب زوجته علي الفراش هاتفا وهو يوقظها برفق 
_ميهو حبيبتي قومي يلا علشان تصلي الفجر يلا بطلي كسل بقي 
اردفت مها بأنزعاج يشوبه النوم 
_هو انت مش هتزهق ابدا من موضوع الصحيان ده بقالنا اربع سنين متجوزين مفيش يوم مصحتنيش فيه انا زهقت بجد 
هتف خالد بصبر 
_انتي رفيقتي للجنه ياميهو 
انا نفسي تبقي مراتي في الجنه زي ماانتي مراتي في الدنيا 
ده روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها صحيح الترمذي 
صلاة الفجر خير من النوم ياميهو 
نظرت له مها بانزعاج هاتفه وهي تنهض من علي الفراش 
_خلاص يا خالد قومت اهو مش عارفه انا انت شاغل دماغك بيا ليه متسيبني براحتي
رد خالد محاولا الهدوء من اسلوبها الغير لائق 
_علشان انتي قدوة عيالك يامها 
لما يتعودوا انهم يسمعوا صوت ماما كل يوم وهي بتصلي الفجر في وقته هيتعلموا بعد كده انهم يصحوا ويصلوا معاكي 
نظرت له باستخاف قبل ان تغلق باب االمرحاض تنهد خالد بنفاذ صبر فهو يفعل كل شئ معها حتي تتغير لكنها لا تتغير ولا حتي تنتبه لاطفالهايؤنب نفسه يوميا انه لم يستمع لحديث اخته عندما فاتحها في زواجه من مها قالت له انها لا تشبهه وانها لن تسعده قالت انهم مختلفين لدرجة انهم لن يناسبو بعض لكنه عاند ورفض الانصات لحديثها وها هو اليوم يري نتيجة عناده وليس عليه فقط بل وعلي اطفاله ايضا شعر بشئ يفتح الباب ببطئ نظر الي الباب بابتسامه حنونه ليري طفله يركض اليه بعدما فتح الباب حمله خالد واجلسه علي قدمه هاتفا بحنان وهو يربت علي ظهر صغيره 
_صاحي بدري اوي ليه يا أيان
اردف أيان بطفوله 
_عايز الوح معاك 
ابتسم خالد بشده هاتفا 
_تروح معايا فين بقي يا بطل 
رد أيان بحماس 
_اقابل لبنا واحكيله كل حاجه عملتها وزعلان منها ونفسي فيها
مش انت ديما لما بسألك بتعمل ايه بتقولي بقابل ربنا وبتكلم معاه وبحكيله كل حاجه زعلان منها ونفسي فيها انا كمان عاوز اعمل كده
ها قد بدأ يحصد ثمار زرعته الذي بدأ ان يزرعها منذ ولد هذا الصغير نظر لطفله بحنان هاتفا 
_عيوني تعالي يلا نتوضي وبعدها ننزل المسجد علشان نقابل ربنا ونتكلم معاه 
نزل الصغير من علي قدم والده وركض تجاه المرحاض ليصطدم بوالدته التي هتفت پحده احزنت الصغير 
_مش تحاسب ياولد وانت بتجري انت ايه معندكش مخ ولا عقل عيل غبي صحيح
نظر أيان الارض قبل ان يهمس بحزن 
_اسف يامامي
شعر خالد پألم في قلبه لمنظر طفله الحزين فأيان لم يكن من الاطفال العنيده ولا يعند الا قليلا نظر لمها عله يجد نظرت حزن لمنظر طفلها المنكس الرأس لكنه لم يجد الا نظره غرورثم وجدها تغادر من امام الصغير ببرود هز رأسه بيأس منها ثم اقترب من طفله وجثي علي قدميه حتي يصبح في مستوي طوله هاتفا بحنان وهو يربت علي رأسه 
_مامي متقصدش ياينو هي بس مټعصبه شويه 
وانت بعد كده ياحبيبي ابقي خد بالك علشان متخبطش في حد تاني اتفقنا 
اردف أيان بخفوت 
_اتفقنا 
صاح خالد بحماس 
_اذن هيا الي المرحاض حتي نتوضئ 
حمل طفله وركض به الي المرحاضبعد قليل اصطحب خالد طفله وتوجه الي المسجد جلست مها علي الاريكه فهي تظل جالسه حتي يأتو وتقول لزوجها انها صلت ثم تدلف لغرفتها حتي تغفي لم يؤنبها ضميرها يوما علي كذبها او علي عدم صلاتها انتبهت لصوت بكاء طفلتها وهو يتعاليلتتنهد بنفاذ صبر قبل ان تتجه الي غرفة نوم الاطفال لتجدها تبكي بقوه حملتها بزهق ثم بدأت تربت علي ظهرها بسرعه حتي تغفي فهي لا تحب الاطفال
 

تم نسخ الرابط