متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
متأخرتيش ولا حاجة انا بس مستغربة النهتان دا كله هو انتي كنتي بتجري
أومأت مودة بهز رأسها وصدرها يصعد وبهبط بتسارع حتى تمكنت من التقاط أنفاسها جيدا لترد
مش جري بس انا كنت سريعة قوي في خروجي بعد ما اتأخرت في الوردية وبصراحة كنت عايزة اللحق قبل أتوبيس الموظفين ما يوصل.
قصدك قبل البرنسيسة ما تشوفك
قالتها ميرنا بحدة تحدجها بغليل أربكها لترد بمماطلة لم تنطلي عليها
يا شيخة اممم
قالتها بتهكم صريح لم تغفل عنه مودة ولكنها تغاضت تتدعي التجاهل لتسألها عن الأهم الان
مقولتليش بقى هتاخديني على فين كدة
إبتسامة سريعة اعتلت ثغر الأخرى لتميل برأسها تقول بثقة
عشان نشتري كل اللي احنا عاوزينه نخرج من محل ندخل التاني دا غير الڤرجة ع العروض اللي هناك دا انا ههوسك.
بحماس كبير كطفلة توشك على الخروج في رحلة مع أباها هللت تصفق بكفيها مرددة
هاااي ايوة بقى يا أحلى ميرنا ما يحرمني منك
ولا منك انتي كمان يا قلبي
في طريق ذهابه للمغادرة بعد انتهاء نوبة العمل وقعت عينيه عليها وهي تقطع طريقها من الجهة الأخرى بوجه تبدل عن ملامحها العادية فقد كانت عابسة شاردة في أمر ما جعلها لا تنتبه إليه إلا بعد مدة ليست قليلة من الوقت رغم وقوفه في انتظارها اتجاه أنظارها بالضبط.
انتي جاية منين يا صبا وفين صاحبتك اللي بتمشي معاها.
تنهدت بثقل تجيبه بحيرة وقلق تغلغل داخلها دون سبب واضح له
صاحبتي مشيت وسابتني انا روحت اسأل عنها في قسمها قالولي انها مخلصة شغلها من نص ساعة اتصلت بيها قالتلي انها في موعد ضروري طب هو إيه قالت انها هتعملي مفاجأة.
مفاجأة!
تلفظ بها متعجبا ليردف وهو يستكمل طريقه معها
أتمنى.
قالتها لتصمت لحظات قبل أن تستطرد بما يقلقها
اللي محيرني انها عرفت تخبي عليا المرة دي مكدبش عليك بس مودة دي أخيب واحدة تعرف تخبي او تكتم سر مكشوفة دايما قدامي.
ظل صامتا بأعين مشبعة بالإعجاب يطالعها صبا المميزة والرائعة دايما لا تتوقف عن ابهاره الأ يكفيها تضخم قلبه بعشق ميؤس منه وقرب منها يهلكه بعذابا لا يجد له حل
صبا لو حاسة نفسك هتضايقي من الرجوع وحدك في اتوبيس الشغل انا ممكن اوصلك.
نفت برأسه تفاجئه الرد
لا ما انا مش هركب الأتوبيس المرة دي اصل طريجي مختلف ابويا وامي سبجوني على خطوبة شهد بنت المرحوم صاحب ابويا وانا اتصلت بأوبر وهحصلهم.
اومأ رأسه بتفهم قبل أن يستدرك وتتغير ملامحه بشراسة قائلا
يعني هتركبي تاكسي مع سواق لوحدك
أيوة طبعا وفيها ايه دي يعني
قالتها بعفوية قبل أن يفاجئها بعصبيتة
مفيش ركوب مع حد غريب لوحدك اركبي انا هوصلك المكان اللي انتي عايزاه.
ايوة بس انا طريجي غير طريجك.
هغير طريقي وهوصلك المكان اللي انتي عايزاه اخلصي يا صبا
قالها حازمة مسيطرة لدرجة جعلتها تتحرك على الفور مذعنة لأمره بدون تردد لتستقل المقعد المجاور له في الأمام فجلس هو أيضا يتخذ مقعده خلف عجلة القيادة ولم يشعر بالوضع سوى بعد أن وصلته رائحتها المسکية لينتبه اخيرا لتهوره وقد طغى حضورها على الأجواء من حوله انها بجواره وداخل سيارته حسناءه الفاتنة التي لطالما ابتعد عن محيطها بإرادته انها بالقرب الان أيضا بإرادته بزفرة متعبه تحمحم يخاطبها بعد أن ابتلع ريقه وأنظاره موجهه للأمام يدعي الانشغال بالقيادة
اربطي حزام الأمان عليكي كويس يا صبا.
سمعت لتنفذ ما طلب منها بطاعة صامته ثم الټفت رأسها للطريق من نافذة السيارة بشرود اثار فضوله ليرمقها بنظرة جانبية سريعة قبل أن يعود لقيادته بتأنيب ضميره اليقظ دائما ليتمتم داخله بالإستغفار يناجي العون من الله.
كالأعصار ولج المنزل ليصيح على والده الجالس على مائدة الطعام يتناول وجبة غذائه
قاعد في بيتك وبتاكل كمان طبعا ما انت نايم على ودانك يا حج ومش داري باللي بيحصل.
توقفت اللقيمة بحلق عابد ليكف عن المضغ متسائلا بحنق
نعم يا روح امك داخل زي زعابيب امشير وبتهلفط بكلام مش مفهوم أنت شارب ولا شامم يالا
لا انا شارب ولا انا شامم انا بس صعبان عليا الهيبة والمرجلة لما يداس عليها وتتعامل زي الغربا.
قالها وتقدم بخطواته ليميل برأسه نحو والده يردف بغليل وحقد يريد بث الفتنة بقلب الرجل
المحروسة اللي بتشكر فيها وفي تربيتها قرطستك وراحت اتخطبت في بيوت الناس من غير ما تعملك اعتبار ولا خاطر وكأنها ملهاش أهل .
ضاق الرجل وفاض به ليهدر به ساخطا بنفاذ صبر
ما تفسر يا بن الهبلة وبطل اللغازك انا معنديش مرارة .
وقبل أن يهم ابراهيم بالرد سبقت والدته تتدخل بفحيح
ابنك يقصد شهد يا حج اصلها فاجأت الكل امبارح عشية بخبر خطوبتها على المهندس من غير شورة ولا قوله من حد ولا اكن ليها اهل دي مهانش عليها حتى تدي خبر لاختي اللي ربتها زي امها وعاملالها خدامة تخدمها بلغتها بالخبر كأنها واحدة غريبة ولا تسوى.
انتعش إبراهيم وقد وجد من تؤازره ليزيد على الرجل
لا وعلى كدة مكفهاش كمان عاملة النهاردة قراية فاتحة وجايبة الراجل الصعيدي اللي اسمه ابو ليلة عشان يبقى وكيلها طب كانت افتكرت وقدرتك ع الأقل تعمل حساب للجيرة ولا النسب حتى دا انت كل ما تشوفها تنفخ فيها وتكبرها وهي سوسة وقلبها اسود.
بوجوم ظاهر تطلع الرجل إلى الاثنان صامتا عدة لحظات قبل أن يوجه السؤال لزوجته
وعلى كدة عاملة ليلة ع الواسع ولا حاجة ع الضيق
رفعت كفيها للأعلى مرددة بادعاء عدم الفهم
الله أعلم يا حج دا انا عرفت الحكاية دي بالصدفة واختي بتكلمني في التليفون أصلها كانت مقهورة يا حبة عيني وانت عارفاها غلبانة ما تقدر تعترض ولا تدي رأي حتى معاها دي بت شديدة وكلمتها من دماغها.
بقبضة كفه المضمومة طرق ابراهيم على سطح المائدة أمام الرجل يطالبه مشددا
إنت لازم يبقالك كلمة في الموضوع دا يا عم الحج ولا تكبرك في الۏحشة عشان مصلحتها وتيجي عند الفرح ولا تعبرك.
أمام مراتها وقد استسلمت اخيرا لواقعها لتمسك الفرشاة وتجرب وضع المساحيق على البشرة التي اهملتها فترة طويلة حتى نست أنها أنثى ليأتي هذا اليوم الذي تجبر على التزين فيه من اجل هذه المناسبة
بحيلة اقنعت بها نفسها أن الأمر مجرد خطبة فترة تمهيدية حتى تستوعب الأمر وفرصة للتجربة إذا نجح الأمر كان بها وان فشل.........
زفرت بتحريك رأسها حتى تجليها من هواجس ومخاۏف
متابعة القراءة