متيم انا بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


المۏت ومن أي حاجة عفشة..
استمرت تشهق بالبكاء بعد ان اخافها برد فعله حتى استفزته ليهتف بها ساخطا
كل البكا ده عشان شغلانة خاېفة تروح منك يا بت الكلب
رفعت رأسها عنه لتجيبه بعتب
ايوة يا بوي وانت عارف ووافجت بعد تعب في الزن والمناهتة معاك لزوموا إيه بجى توجف جلبي
لزومو إني خاېف عليكي.
قالها أبو ليلة بنظرة صادقة أثرت في صبا وزاد عليها بقوله

مش عايز اجي في يوم واندم يا صبا اني وافجتك عايز راسي تفضل مرفوعة دايما بيكي وبخواتك سمعاني
أومأت برأسها تجيبه بقوة
سمعاك يا بوي وكلامك كله على راسي انتي مخلف راجل تالت يا بوي.
قالتها لتفاجأ بلسعة من كفه الخشنة على جبهتها ليردد لها بحزم مصطتع
وهو انتي لو راجل صح يا بت الفرطوس انا كنت خۏفت عليكي أصلا.
ضحكت صبا تتقبل مناكفته ببهجة تغمر قلبها ومن خلفها كانت زبيدة والدتها هي الأخرى تبتسم لفرحتها رغم تبادلها نظرات القلق مع زو جها قبل ان تترك أمرها لله وهو خير حافظ
في منزل شهد والتي ولجت فجأة إليه بعد أن فتحت بمفتاحها لتجفل نرجس وبناتها الاتي كنا يجلسن في الصالة بحالة من القلق اكتنفتهم جميعا لتأخرها حتى هذا الوقت ومبيتها خارج المنزل. 
القت إليهن التحية بلهجة طبيعية كالعادة
مساء الخير. 
شهد!
قالتها رؤى و انتفضت على الفور نحوها تخاطبها بصوت باكي
كدة برضو يا شهد تباتي برا البيت وتتاخري لحد دلوقتي كمان.
ربتت شهد بكفيها على جانبي كتفيها وقبلتها فوق رأسها بابتسامة حنونة قبل أن تذهب بأنظارها نحو الجالسات الأخريات
مساء الخير يا جماعة عاملين إيه
ردت نرجس ولم تجيب الأخرى
مساء الخير يا شهد قلقتيني عليكي يا حبيبتي دي عاملة تعمليها برضوا
تبسمت شهد بجانبية لترد
فيكي الخير يا مرات ابويا معلش بقى ان كنت قلقتك.
قالتها ثم انتقلت نحو الأخرى توجه الخطاب لها
إيه يا أمنية وانتي كمان مقلقتيش عليا
رمقتها الأخيرة بنظرة حانقة لتجيبها بغيظ وهي تشيح بوجهها عنها.
وهو مين الأولى بالسؤال إللي كانت متصابة ودخلت المستشفى ولا اللي سابتها ومسألتش فيها 
هبطت شهد بأنظارها نحو ساعد الأخرى الملتف بالأربطة الطبية لتشهق بتصنع وتدعي الإجفال
يا نهار أبيض.... دا نسيت...
توقف فجأة لتردف بعد ذلك
على كدة بقى مش هتعرفي تستقبلي الضيوف
سألتها أمنية بانتباه
ضيوف مين
ردت شهد على الفور بحدة رافعة حاحبا واحدا
ابراهيم ابن خالتك اصل اللي انتي متعرفهوش بقى انا قبل ما ارجع وادخل البيت بعت عبد الرحيم لولدته يبلغها اني مستنياهم هي وجوزها وابنهم النهاردة.
رددت أمنية بعدم تصديق
انتي بتقولي إيه انتي أكيد بتهزري
لا يا حبيبتى بتكلم جد دا ميعادهم خلاص بعد ساعة من دلوقتي كمان.
قالت الاخيرة شهد لتشير بسبابتها على الساعة الملتفة نحو معصمها
ابراهيم وعيلته على وصول يعني يدوبك تلحقي تجهزي نفسك ولا انتي تعبانة وعايزة تأجلي. 
انتفضت أمنية تنهض عن مقعدها قائلة قبل أن تتحرك سريعا نحو غرفتها
لا طبعا مش عايزة تأجيل.
بعد ذهابها إلتفت شهد لنرجس تخاطبها هي الأخرى
إيه يا مرات ابويا مش ناوية انتي كمان تشوفي هتحضري إيه للچماعة ولا انتي عايزة تضايفيهم بالشاي
نظرت إليها نزجس مزبهلة لبعض اللحظات قبل أن تنهض بحرج مرددة
لا خلاص بقى هقوم اشوف في إيه في المطبخ ينفع دول مهما كان جاين ضيوف. 
بشبه ابتسامة ساخرة تتبعتها شهد حتى اختفت في المطبخ قبل ان تلتف إلى شقيقتها الصغرى والتي كانت تطالعها بريبة بابتسامة واسعة زادت من حيرتها قالت شهد 
وانا كمان هروح اجهز واغير هدومي بحاجة عدلة عن إذنك يا رؤى .
.... ..
طرقت بخفة على باب غرفة المكتب الخاصة به وقد كان منشغلا كالعادة على حاسوبه في اعماله التي لا حصر لها ولا تنتهي أبدا سمع وارتفعت أنظاره نحوها وقد كانت واقفة امامه بهيئتها التي ټخطف الأنفاس ف ابتسم لها ابتسامة رائقة مرحبا بها بقوله
النجمة بذات نفسها عندي! دا إيه الحلاوة والنور ده
قالها وعينيه تجول على ما ترتديه بجرأة مداعبة أنوثتها فقد كانت ترتدي منامة شفافة تظهر ما أسفلها بسخاء وفوقها كان مئزرا مفتوح بنفس اللون الوردي والذي زاد على بشرتها البيضاء بإغواء مع ابتسامة تكمل سحرها وهي تدلف إليه بدلال متصنعة العتب
لا نجمة إيه بقى ولا فنانة دي اللي يسيبها جوزها ملطوعة كدة في أوضتها من غير ما يعبرها.
نزع النظارة من على عينيه ليدفعها على سطح المكتب يتابعها بصمت حتى جلست على المقعد أمامه فقال مشاكسا
يا نهار أبيض انا عملت كدة فعلا دا انا ابقى راجل معنديش ډم بقى
تبسمت تقارعه
والله انا مقولتش إنت اللي بتقول على نفسك.
ظل وجهه على الإبتسامة الساحرة وهو يناظرها بصمت فتابعت 
هو دا اللي انا واخداه منك.
ردد خلفها
ايه بقى اللي انتي واخده مني
ردت بارتباك اختلط بمرحها
بتلغبطني نظراتك الخبيثة دي دايما بتخليني انسى انا جاية في إيه ولا رايحة فين
توسعت ابتسامته حتى ظهرت اسنانه وقال بمغزى
طب والله دي شهادة نعتز بيها بقى لما يبقى العبد لله بيأثر في النجمة بالشكل ده لا دا انا ابقى جامد بقى.
تنهدت بصوت عالي تستند بمرفقها على سطح المكتب امامه قائلة
مش بقولك دايما كدة ملخبطني يالا بقى المهم هو انت مش ناوي تخلص كدة وتفضى ولا انا هفضل كدة لوحدي لحد اما انام
ضيق عينيه قليلا بتفكير يزوم بفمه قبل ان يقول
مش عارف ليه حاسك كدة وكأنك عايزة تقولي حاجة.
اومأت برأسها بابتسامة صامتة فقال بتشجيع
طب وساكتة ليه اتكلمي يا ستي وقولي هتستني إيه
بدا على ملامح وجهها التوتر وهي تضغط بأسناناها على شفتها السفلى ثم قالت بتردد
بصراحة انا كنت عايزة اكلمك على موضوعنا يا مصطفى.
ناظرها باستفهام لتستطرد على الفور
عايزة اكلمك على موضوع الخلفة.
تجعدت ملامحه أمامها بإحباط فهتفت بتذمر
يا مصطفى بلاش رد فعلك ده وحياتي عندك مينفعش إن الحياة ما بينا تستمر كدة لازم يكون في أطفال.
هتف بها بضيق
وانا اعترضت ما انا روحت معاكي كذا مرة لكذا دكتور وكل كلامهم واحد أن انا وانتي طبيعين ومفيش حاجة تمنع اعمل إيه بقى في رزق ربنا هجيبه بالعافية مثلا
استغفر الله العظيم من قال كدة بس
قالتها ثم تابعت بنبرة باكية
انا اقصد اننا نحاول تاني وتالت ورابع ولو منفعش ده ينفع غيره اكيد في مشكلة امال إيه اللي مانع بس لما نقعد بالسبع سنين كدة 
تنفس بعمق يضغط بالسبابة والإبهام على أعلى عظمة أنفه بتعب أثر بها لما تعلمه مما يمثله هذا الأمر من حساسية بالنسبة إليه فقد يأس من كثرة المحاولات حتى أصبح يكره التحدث به كما تعب أكثر من تسلط والدته وكلماتها السامة في عدة مواقف حدثت معهما وكان رده الدائم بالدفاع المستميت عن زو جته والاكتفاء بها أن لم يكن هناك رزق في الأطفال فقالت بنبرة معتذرة
انا اسفة يا مصطفى لو بضايقك بس انا والله.....
قطعت مجبرة بتأثر حتى دمعت عينيها فنهض هو من محله ليرفعها ويضمها بقوة بين ذراعيه
 

تم نسخ الرابط