متيم انا بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


عنها
مساء الخير يا جماعة منورين
ردد الجميع من خلفه التحية وزادت والدته بقولها
اخيرا جيت يا أمين روح غير هدومك ياللا وتعالي عشان ناكل اخوك وخطيبته زمانهم على وصول.
قطب متسائلا باستغراب
ايه ده هو انتوا لسة ما أكلتوش دا ميعاد الغدا عدى من زمان ايه يا مجيدة انتي جايبة الناس تجوعيهم
ضحك الجميع وارتفع حاحبيها بذهول لتغمغم بحرج قبل أن تجيبه

شوفي يا اختي الواد حصل ظرف طارق يا حضرة الظابط والعرسان اللي معمولة العزومة على حسهم اتأخروا يعني مينفعش ناكل من غيرهم يا ناصح.
مال بوجهه أمامها بابتسامة مشاكسة فضحكت كالبقية لتعقب رؤى بمرح
متقلقش يا حضرة الظابط احنا اساسا من ساعة ما جينا بوقنا متقفلش طنت مجيدة قايمة معانا بالواجب اشي فاكهة إشي مسليات يعني مفيش مكان للجوع اساسا. 
تبسم ليعود لمناكفة والدته بخبث
إخص يعني كدة مش هياكلوا بنفس مفتوحة ع السفرة. 
شهقت مجيدة لتأمره بغيظ
امشي يا واد من وشي امشي.
خلاص يا ستي ماشي اهو متزقيش
قالها وهو يبتعد من أمامها بدراما وقد امسكت له أحدى الأطباق بټهديد لدفعها نحوه وأصوات النساء حولها تصدر بضحكات مقهقهة. 
انتعش هو الأخر ليستدير ذاهبا نحو غرفته ولكن برؤيته لظل خيالها في الشرفة غير وجهته على الفور ليصل إليها وقد كانت جالسة على مقعد خشبي وحدها متكتفة الذراعين بجوار الأزهار المتنوعة تطالعهم باستمتاع حتى ارتفعت عينيها إليه فور أن انتبهت لوجوده فخاطبها قائلا
مكنتش أعرف انك بتحبي الزهور كدة
تبسمت تجيبه بدلال فطري وهذه النعومة بشخصيتها رغم تقلبها الدائم
والله دا طبع فيا من الأول بس انت بقى اللي فهمت غلط المرة اللي فاتت......
ضحك متذكرا
قصدك يوم الخناقة لما رؤى كسرت القصرية اللي امي دفعتني تمنها بعد كدة
ضحكت هي الأخرى معقبة على قوله
معقول! يعني طنت مجيدة دفعتك تمنها
اه وربنا دي ست قادرة اساسا ودا من اعز ممتلكاتها استني هنا هو انتي فرحانة فيا
سألها الأخيرة باستدراك متأخر لتؤكدة به بهز رأسها وهذه الشقاوة التي تفقده صوابه ليدعي الامتعاض بقوله
دا انتي قلبك اسود اوي.
اوي وجدا كمان عشان تستاهل.
قالتها ليشاركها الضحك قبل أن تتوقف فجأة وتذكره
اه صحيح أنا نسيت اما أسألك لسة برضوا ملقتش القلب
رمقها بنظرة حانية وابتسامة غير مفهومة ليجعلها منتظرة عدة لحظات قبل أن يجيبها
لا ما انا لاقيته خلاص بس معلش بقى نسيته في درج المكتب في الشغل ابقى فكريني اقابلك وادهولك.
التف ليغادر من أمامها وصوتها يردد من خلفه
يعني لسة كمان عايزني افكرك تاني يا أمين.
هم ليرد عائدا لها مرة أخرى ولكنه توقف مثلها على دلوف شقيقه يسحب بيده شهد للداخل مرددا بتهليل
أحنا جينا يا جدعان فين الأكل يا مجيدة ھنموت من الجوع.
منور يا سعادة الباشا.
هتف بها مسعود مرحبا بالرجل الغريب وزيارته الغريبة بحضور أبناءه الاثنان وابنته صاحبة الشأن على حسب ظنه والتي ظلت جالسة بلفتة غريبة بالقرب من رئيسها في العمل شادي جاره في السكن والذي فاجئه بفعله هذا اليوم.
تحمحم عدي بحرج مانعا نفسه من تقيم المنزل المتواضع مقارنة بالمستوى الذي نشأ عليه دائما يدعي الدماثة بقوله
دا نورك يا حج مسعود البيت منور بأهله.
تسائل فراج بعفوية يومئ بذقنه غير مباليا
على كدة انت البيه اللي طالع في الصورة مع صبا اللي معمول عليها الكلام والحديت من امبارح
تعرق بحرج متزايد شاعرا وكأن دلوا من الماء البارد القي في وجهه فقال مصححا
انا عدي عزام صاحب الفندق اللي شغالة فيه صبا وشادي كمان اما بقى عن حكاية الصورة فدا سوء تفاهم انا كنت حابب اوضحه.
وصل يا مستر عدي وأهلي خلاص فهموا اللي فيها .
خرجت منها بحدة ملفتة رغم مجاهدتها في كبت الڠضب بداخلها نحوه بعد أن علمت بكل الحقائق الخفية من صديقتها.
انتبه على قولها ليردف بدهشة يشوبها الفضول
فهموا اللي فيها! طب كويس والله انا كنت فاكر غير كدة بحكم البيئة المتحفظة عندكم يعني.
تدخل حجازي الشقيق الأكبر ليدلي بدلوه
دي ملهاش دعوة بالبيئة ولا ناس البندر ولا القرى دا سيرة بنات الناس وكلام في العرض يعني امور تودي في داهية بس احنا الحمد لله متأكدين من بتنا دا غير ان صاحبتها حكت الموضوع كله وعرفنا بت الحړام السبب في كل اللي حصل.
بنت حرام مين
تسائل بها بعدم فهم فجاءه الرد من شادي والذي كان هادئا بسكون مريب رغم سريان الحمم بأوردته ورغبة قوية تدفعه لتهشيم الوجه الوسيم ولكن تقديرا لها التزم ضبط النفس ليرد على السؤال بمغزى صريح
مودة يا سعادة الباشا عرفت بكل اللي عملته ميرنا اصلها كانت في السچن معاها قبل ما تطلع براءة دا غير انها سمعت بمكالمتها....... 
توقف يرى انسحاب الډماء من وجهه وهلع جلي ابتسم على ملامحه ليرد بعد فترة من الوقت
قصدي لما اتفقت مع شريكتها وشيرت الصورة اللي كانت لاقطاها قبل كدة في عيد الميلاد اياه اثناء ما كانت هي في الحمام فاكر يا عدي باشا
ابتلع ليومئ برأسه بتشنج ثم تدارك ليهدر بانفعال مبالغ
البنت دي انا لازم اربيها مكنتش انها بالأخلاق دي قسما بالله ما كنت اعرف انها السبب في الملعوب الخطېر ده ازاي جاتها الجرأة تعمل كدة
اثناء قوله كان يتنقل موزعا انظاره نحو الجميع حتى اصطدمت عينيه بها وهذا الجمود الظاهر على هيئتها بشكل أثار توجسه فكان رد والدها برزانة كعادته
مفيش داعي نحرجوا في دمنا ولا نتعصب وهي اساسا في السچن ربنا يجازيها بعملها. 
أمين يارب هي وكل اللي يتسبب في أذية بتي.
هتفت بها زبيدة وهي تقترب حاملة صنية المشروبات قبل أن ينتفض فراج يتناولها منها ليضعها على الطاولة في المنتصف وقال عدي ردا عليها
أكيد يا حجة انتي معاكي حق بس انا كنت جاي لغرض تاني النهاردة. 
التف الجميع نحوه باستفسار وتساؤل خرج من مسعود
غرض ايه تاني اؤمر يا بيه.
القى عدي بنظره نحو صبا ليجيب الرجل قائلا
انا كنت جاي وعشمان في كرمك يا حج ابو ليلة انك تجوزني صبا.
بذهول شديد تطلع إليه الجميع ف استغل الصمت من جهتهم ليردف مستطردا
انا عارف انكم مستغربين الأمر بس انا راجل دوغري ومليش في اللف ولا الدوران صبا بنت ممتازة وانا مستعد اتقالها بالدهب هو بس الأمر في البداية هيبقى غير معلن على ما اظبط نفسي.....
الكلام دا حضرتك مش لما يبجى فيه موافجة الأول
هتفت بها مقاطعة استرساله ليرد پصدمة لا تقل صدمة الباقين
قصدك ايه يا صبا
رمقته بنظرة متحدية أثارت بداخلها التعجب عن سببها قبل أن تفاجأه وتفاجأ الجميع قائلة
جصدي اني هوافج ازاي وانا مخطوبة اصلا هو انت متعرفش يا عدي باشا اني مخطوبة لمستر شادي!!!!
توقف بالسيارة في جانب الطريق وبالقرب من إحدى محلات الأطعمة الشهيرة فخاطبها متسائلا ليخفف قليلا من توتر الأجواء حولهما
تحبي اجيبلك حاجة تكليها
رفضت بهز رأسها وبدون صوت استفزه عدم الرد منها وهذا الانكماش على كرسيها المجاور له بابتعادها حتى كادت أن تلتصق بالباب لتجعله
 

تم نسخ الرابط