متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
وهذا الحمل الثقيل لها وحدها ولينكسر ظهرها حتى ف من سيشعر بها أو يرفعه عن كاهلها
وفي مكان آخر
في منزل مسعود ابو ليلة والذي كان يتناول وجبة أفطاره حينما تفاجأ بقبلة سريعة على جانب خده الأيسر جعلته يرفع رأسه إليها متفاجا
وه دي الجلعانة صحيت
ضحكت صبا وهي تطوق بذراعيها على عنقه من الخلف تقول بدلال
جلعانة على حس ابويا حد له حاجة عندي
اه يا بت الكلب انت هو دا اللي انت فالحة فيه.
قهقهت تشدد بذراعيها لتقبله على الجهة الأخرى وهو يدعي الضيق
يا بت بطلي ثغرنة ميوعة ع الصبح انا مش فاضيلك .
صدر صوت زو جته والتي كانت خارجة من المطبخ بصنية الشاي
ولو متفضلهاش هي أمال هتفضى لمين
ناكفها مسعود بجرأة ونظرة ذات مغزى
قالها لتطرق زبيدة برأسها مسبلة أهدابها عنه بابتسامة مستترة بخجل وكأنها فتاة صغيرة ف تعلقت أنظار مسعود بها حتى جلست على كرسي المائدة بجواره نزعت صبا ذراعيها لتشاكسه بشقاوة مع متابعتها لأنظار أبيها التي لم يرفعها عن زو جته
نحن هنا يا عم ابو ليلة.
إنتبه عليها الاخير فسألها باستدراك
مجولتليش يعني إيه اللي مصحيكي بدري
ما انت عارف يا بوي النهاردة رايحة الشغل اللي قولتلك عليه
ضغط مسعود بأسنانه على طرف أسفل شفته بغيظ وهو يتابع تهربها منه مغمغا داخله بغيظ وكلمات حانقة غير قادر على منعها بعد هذا الوعد الذي قطعه لشهد بسببها.
استيقظ على صوت المنبه المجاور لرأسه على الكمود فرك بكفه على عينيه قليلا بانزعاج حتى تمكن من الاستيقاظ ليغلقه ف انتبه على الفراش الخالي جواره انتفض على الفور ينهض وينزل قدميه إلى الأرض بعد أن لمح خيالها بشرفة الغرفة التي كانت مفتوحة وستائرها الحريرية تتطاير أمامه خطا حافيا على أقدامه كي لا تشعر به حتى أذا وصل إليها لف ذراعيه حول جذعها من الخلف يجفلها ف انتفضت شاهقة بصوتها الرقيق تردد
قهقه يقبلها أعلى رأسها يشتم رائحتها العطرة ليقول بهيام
صباح الفل والياسمين الجميل صاحي بدري وسايب السرير بارد جمبي ليه
ضحكت نور متنعمة يغمرته وهي تجيبه
اعمل إيه طيب ما انا لقيت نفسي صحيت بدري ومقدرتش استنى في السرير قولت اشم هوا وامتع عيوني شوية بمنظر الخضرة في الجنينة.
فعلا عندك حق مفيش احلى من اللون الأخصر ع الصبح مع نسمة البرد الجميلة والوجه الحسن اللي بين إيديا .
ضحكت نور بسعادة تكتنفها مع كل كلمة غزل تسمعها منه وقالت بعشق
ربنا ما يحرمني منك يا مصطفى انت بقيت بالنسبالي الروح روحي اللي بعيش بيها.
وانتي قلبي اللي من غيره أموت.
سلامة قلبك.
قالتها نور على الفور بجزع قبل أن تجفل على صوت بوق السيارة الذي صدح من خلفها ف الټفت مع مصطفى للأسفل نحو البوابة الحديدية الضخمة التي فتحت على مصراعيها لدخول سيارة عدي عزام شقيق زو جها والذي انتبهت على تشنجه واحتداد عينيه من خلفها متابعة دخول الاخر حتى وصل إلى مدخل القصر الداخلي فترجل بزهو ليترجل ليتناول سترته يعلقها على ذراعه قبل ان ترتفع رأسه إلى الأعلى ليغمز بطرف عينه وهو يلقي تحيه بكف يده ألى مصطفى وزو جته قبل أن يغلق باب السيارة ويكمل ليصعد الدرجات الرخامية قبل ان يدخل القصر خرج صوت نور لتسأله مستغربة
هو اخوك خرج امتي عشان يلحق يرجع بدري كدة
تبسم ساخرا مصطفى وهو يرتد بأقدامه للخلف قبل أن يرد پغضب وهو يعود للداخل
دا على أساس بقى إنه قضى ليلته في البيت اساسا!
عاد أمين من وردية عمله الصباحية ليلج لداخل منزل الأسرة الذي ترعرع به ويجمعه بوالدته وشقيقيه حسن هم أن يهتف بالأسم عليهما ولكنه توقف على صوت الأغنية التي تصدح من مذياع الراديو بالشرفة الكبيرة بالصالون.
يا صباح الخير ياللي معانا
الكروان غنى وصحانا
والشمس طالعه في ضحاها
والطير اهي سارحه في سماها
يالله معانا .. يالله معانا
يا صباح الخير ياللي معانا
ياللي معانا
اقترب منها ليجد والدته تدور بالدورق المخصص على كل أصيص لتسقي النباتات والزهور المزروعة به تبسم ليلقي التحية وهي التي كانت تدندن مع كلمات الأغنية انتبهت لترفع رأسها إليه فتطالعه بابتسامة رائقة لوجهها الصبوح ونظارتها الطبية ذات الإطار القديم
صباح الفل يا ست الكل.
صباح الهنا على عيونك .
قالتها مجيدة وهي تضع الدورق على الأرض لتكمل وهي تقترب منه
جيت في الوقت المناسب يالا بقى عشان تفطر معايا أنا واخوك هو صحي و وزمانه خارج دلوقتي من اؤضته.
قبلها امين على أعلى رأسها المغطى بحجاب صغير وقال بصوت مجهد
معلش بقى خليها وقت تاني انا ھموت وانام اصلا.
قالها وتحرك أوقفته مجيدة قبل أن يبتعد
يا حبيي طب كل لقمة وبعدها ريح براحتك.
ربت بخفة على ذراعها قبل أن يكمل ابتعاده عنها
تسلميلي يا ست الكل أنا وأكلي لقمة خفيفة في القسم قبل ما اجي اشوفك الضهر بقى.
في طريقه كاد أن يصطدم بشقيقه المهندس حسن والذي كان خارجا من غرفته ف قهقه له ضاحكا بالتحية قبل أن يتجاوزه الاخر ليدلف لغرفته ويغلقها عليه ف اقترب حسن ليجلس على مائدة الطعام ويشارك والدته والتي تنهدت بقنوط قائلة
حاله مش عجبني.. وانت كمان مش عجبني ونفسي اعرف اخرتها إيه معاكم
قالت الأخيرة بعصبية جعلت حسن يضحك لها وهو يتناول كوب الشاي ويحرك سكره بالملعقة فقال بدفاعية
الله يا ست الكل وانا ذنبي إيه بس
هتفت بسخط
عشان ولا واحد فيكم فرحني ولا جبر بخاطري وانا ھموت وابقى جدة هتمعلوها امتى بس لما اموت!
صلي ع النبي يا ماما ليه العصبية دي بس
قالها حسن يمتص ڠضبها ثم تابع
ع العموم انا بعمل اللي عليا وبحاول وعلى ايدك كذا مرة نعمل محاولات خطوبة وجواز وتتفركش على اخر لحظة لكن النصيب بقى.
رددت مجيدة خلفه متنهدة بتأثر
اه النصيب النصيب ده اللي خلى اخوك يتعلق بواحدة مش حاسة بيه ولا شايفاه اساسا وهو برضوا مش قادر يشوف غيرها..
قال حسن رغم تأثره هو الاخر
انا واثق إنه لو لقى بنت الحلال اللي يحبها وتحبه أكيد هينسى الدنيا معاها مش بس صحبتنا دي.
تبسمت مجيدة تقارعه ساخرة وقد انقلب مزاجها للمرح فجأة
شوف يا خويا مين اللي بيتكلم انت يا حسن!
ضحك المذكور يدعي الخجل والڠضب
يوووه بقى عليكي يا مجيدة هو انتوا شايفني جبلة ومبحسش يعني ولا إيه بس
قهقهت مجيدة بضحكاتها توميء برأسها مما جعله يدعي البؤس متابعا
طب جامليني طيب في وشي كدة لدرجادي انتوا واخدين فكرة وحشة عني
إنتهى من تمريناته الصباحية في صالة الالعاب ثم خرج بجذعه العاړي يصعد درجات منزله الضخم حتى الطابق الثاني بحيوية ونشاط وقد تخلى عن العرج الذي صاحبه لعدة سنوات بفضل إرادته الفولاذية وتصميميه على النجاح حتى في هذا الأمر.
هم ان يدخل إلى جناحه ولكنه تراجع فجأة ليذهب إلى
متابعة القراءة