متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
مشددة على أحرف الكلمات
احنا في مكتب شغل يعني الباب مفتوح لأي حد يدخل زي ما ډخلتي كدة انتي وخطيبك من غير احم ولا دستور حتى هو انتوا كنتوا فين بالظبط
رد ابراهيم وعينيه تتجول في انحاء المكتب لتقف على الصورة المؤطرة الكبيرة على أحد الحوائط لوالد شهد
ما قالتلك كنا قريبين من هنا يا شهد الله يرحمك يا عمي ويبشبش الطوبة اللي تحت راسك كنت طيب وأمير وپتموت فيا.
كان بېموت فيك! ...... طب كويس.
قالها بعدم اكتراث ليزيد من احتقان الاخر وعلقت شهد وهي تنهض لتلملم الملفات والأوراق الهامة من فوق سطح المكتب
معلش هنقطع عليك حبل ذكرياتك مع الوالد الله يرحمه ويحسن إليه عشان يدوب عشان ميعاد المرواح أزف.
تدخلت أمنية قائلة
صاحت بها شهد وقد كانت على حافة الإڼفجار
تقعدوا فين احنا هنمشي كلنا بقولك ميعاد المرواح أزف.
قالتها وهي تضع الملفات في أحد ادراح المكتب لتغلقها جيدا بالقفل قبل أن ترفع رأسها على قول الأخرى
ربنا يعينك يا أختي بكرة بقى لما اساعدك هشيل عنك كتير اوي.
نعم
بقولك هساعدك يا حبيبتي يعني تتشطري كدة وتجبيلي مكتب في الأوضة الصغيرة اللي جوا دي أو حتى جمبك هنا عشان امسكلك الحسابات واشيل عنك بقى.
افتر فاهها في محاولة لاستيعاب ما تقوهت به وحركت رأسها باستنكار يقارب السخرية لتردد
نعم يا ختي سمعيني تاني
باباااا
ميسون التي تفاجأت بحضوره تسمرت على أريكتها باضطراب افقدها توزانها فبرغم ڠضبها والقهر الذي يشق قلبها منه إلا أنها لا تنكر هذا الصخب الدائر بصدرها الان لوعة الإشتياق التي فاقت ألم الفراق تجاهد لضبط انفاسها المتلاحقة حتى لا تفضحها وهو يقترب منها بحضوره الطاغي والأطفال حتى بلغ منها الإرتباك أن تشعر ببرودة طفيفة بأطرافها ترقبا لتحيته أو ربما عودته أو ربما مصالحتها.
قالها بإماءة خفيفة برأسه نحوها أصابتها بخيبة أمل بدلت بها كل المشاعر التي داعبت خيالها منذ قليل انه حتى لم يكلف نفسه عناء مصافحتها أن تعانق كفه كفها أن تشعر ولو لثواني قليلة بدفء قربه الذي حرمها منه منذ شهور جلس أمامها على أحد المقاعد وهو ما زال يحتضن طفلها الأصغر واليد الأخرى تناكف الاخر بالتمرير على شعر رأسه الكستنائي القصير يتجاهلها عن عمد وكأنها جماد كالأريكة التي تجلس عليها جاف وقاسې معها ومع ذلك يمارس دور الأب الحنون مستغلا عدم نضج الأطفال في السؤال عن بعده.
إياد زياد روحوا انتوا الاتنين على اوضكم وكفاية لعب
بدا على وجه الأول الاعتراض ولكن الأصغر كان أكثر جرأة في التعبير عن احتجاجه
انا عايز أفضل مع بابي مش عاور اروح اوضتي.
زادت بحدة وشراسة يحركها العند
أنا قولت روحوا دلوقتي...... عايزة اكلم بابا في موضوع مهم.
سمع الاخير لينزل بطفله على الأرض يهادنه ويطالب الاخر لاتباع الأمر
اطلعوا دلوقتي على أؤضكم واجهزوا عشان نص ساعة كدة وهنخرج نتفسح.
هلل الإثنين بكلمات المرح قبل أن يركضا سريعا لتبديل ملابسهم في انتظاره وحين خلى المكان عليهما سألها
نعم يا ميسون عايزة إيه
اردف بسهولة زادت من سخطها لترد بانفعال متخلية عن واجهة القوة التي تتصنعها
عايزة اعرف ايه أخرتها اخرة الهجران دا إيه يا عدي
مط بشفتيه يضع قدما فوق الأخرى ليجيبها ببرود
السؤال ده تجاوبي عليه انتي يا ميسون.
سألته بخفوت وقد توجست من إجابة تحزنها
يعني إيه وضح أكتر.
بلهجة المسيطر الواثق نهض فجأة عن مقعده يصعقها بقوله
لا انتي فاهمة كويس يا ميسون حددي انتي عايزة ايه وانا تحت أمرك في كل اللي تطلبيه عن أذنك بقى اروح اشوف والدتي في جناحها.
بصق كلماته وتحرك ذاهبا نحو مقصده غير عابئا بأثر القرار عليها وقد توقف النفس بصدرها أو هو مفعول الصدمة التي أصابت قلبها فنسي أن يعمل.
بهذه السهولة يخيرها على الفراق! بهذه السهولة يلفظها من حياته وكأن ما بينهم لم يكن شيء ذا قيمة يستدعي المحاولة لإصلاحه وان كان هو كذلك فكيف سيكون وضع الأطفال
وفي داخل مقر عمله بقسم الشرطة وبعد أن عاد من مأمورية سريعة لم تستغرق منه وقتا كبيرا أو جهد مضاعف في القبض على أحد المجرمين المبلغ عنهم في أحدى المدن الساحلية وكأن مزاجه الرائق بهت أيضا على حظه اليوم حتى في العمل جلس بأريحية على مكتبه ليتناول الهاتف لإجراء المكالمة التي يؤجلها منذ الصباح فجاء الرد بعد فترة وليس على الفور كالمرة السابقة
ألوو مين معايا
ألوو أنا أمين يا لينا عاملة ايه بقى
صمتت لبرهة قبل أن يصله ردها
اه.... هو انت اتصلت بيا قبل كدة من الرقم ده عشان حاسة ان الأرقام دي مش غريبة عني.
أبعد الهاتف عنه قليلا ليغمغم بصوت خفيض لم يصل إليها
من مرة واحدة وحفظتي الأرقام دا انتي اروبة وحقنة كمان.
ألوو يا حضرة الظابط روحت فين
هتفت بها من الناحية الأخرى حينما طال صمته ورد يجيبها على الفور
أيوة يا لينا أنا معاكي ااه انا كنت بتصل بخصوص السلسلة اللي قولتي عليها.
ردت بلهفة
أيه ده بجد لقيتها يا أمين.
تبسم بمكر يجيبها
انا لقيت واحدة بس انتي لازم تقولي عن المواصفات عشان اتأكد.
مواصفات ايه هي لدرجادي العربية عندك سداح مداح ولا هما كتير أوي كدة.
فهم مقصدها فتابع بخبث دون أن يصحح لها الخطأ
الله يا لينا كتير ولا قليلين بقى مش تقولي عن مواصفات سلستلك عشان لو مش مطابقة ادور بقى على صاحبة النصيب.
زفرت بصوت عالي كاد أن يثقب أذنه لتردف بحنق
السلسلة دهب واحد وعشرين وو....
خلاص يا لينا انا واثق فيكي خلي بقية المواصفات لما اقابلك وتشوفيها بنفسك.
تقابلني فين
هبلغلك ع المكان بس قوليلي انتي بتخرجي امتى من الشغل
جيتي لوحدك يعني المرة دي يا نور دا حتى قبل ميعاد الجلسة.
تفوهت بها الطبيبة التي كانت جالسة أمامها تطالعها بتمعن وقلمها الذي تدون به الملاحظات داخل دفترها تتلاعب به شاعرة بأن بها شيئا ما متغير.
لترد الأخرى بعد أن ارتفعت أنظارها إليها بنبرة خاوية
يمكن عشان اختصر واخلص بقى بدال ما احنا بندور في دايرة مفرغة كدة مفيهاش أي نتيجة.
تبسمت المرأة ترد عن قناعة
انتي بتقولي مفيش بس انا متأكدة ان في نتيجة بدليل قعدتك قدامي دلوقت.
بسخط لم تقوى على كبته وشراسة المضطر لفعل شيئا ما مرغما هتفت بها
عشان انا اللي قررت اتكلم بعد ما تعبت وفاض بيا هتكلم عشان تعرفي اني على حق.
حافظت الطبيبة على هدوئها وزادت في اللطف كي تمتص ڠضب الأخرى
طيب براحة على نفسك
متابعة القراءة