متيم انا بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


انا على فكرة بس اللي عايزك تفهميه انتي هو اني عمري ما اتعرضت للمواقف دي مع الناس اللي بحبهم والدي لما تعب مخدتش يوم بليلة واتوفى وماما ربنا يخليها لسة موضعتنيش في موقف اختبار زي اللي اتحطيت فيه معاكي انا لو بإيدي كنت شيلت كل الألم منك وخدته ليا بعيد عنك.
زادت من التشبث به متنعمة بدفئه ورائحته التي تعشقها تردف ردا على كلماته

بعد الشړ عليك يا حبيبي حمد لله انا متقبلة اختبار ربنا.
تبسم بمكر يبعد رأسها بخفة ليطالع وجهها الجميل قائلا
بس بيني وبينك يعني فين الصعوبة اللي بتتكلمي عليها دي دا انا بشتغل يدوب ساعتين وبعدها اطلع عندك ادلع نفسي بقعدة حلوة معاكي يا في الجنينة تحت او في الأوضة هنا اخدلي حضن او بوسة من خدود القمر.... ولا شفايفه. 
قالها ودنى برأسه يقتطف قبلة متمهلة شغوفة رغم حرصه الشديد حتى لا ېؤذيها فرأسها لم تستعد حالتها العادية بعد ليتبعها عدد آخر على أنحاء وجهها يبث بها عشقه الكامن بين أضلعه داخل هذا الصغير الذي أصبح يضخ الډم من أجلها واجل اسرته الصغيرة.
كارم .
اجفل فجأة على صوت والدته يتبعه طرق على باب الغرفة تسحب من جوارها بهدوء حتى فتح للأخرى والتي دلفت خلف طفله الصغير
بابي.
يا قلب بابي.
قالها وهو يتلقفه بين ذراعيه ثم قام برد التحية لوالدته بقبلة على جانب وجهها قبل أن تسبقه للداخل قائلة
عاملة إيه مراتك النهاردة إيه أخبارك يا حبيبتي
همت لتعتدل بجذعها ولكن المرأة أوقفتها
أوعي تتحركي خليكي زي ما انتي انا اساسا كلمتين وماشية على طول.
ليه طنت هو انتي لسة قعدتي
اضاف كارم هو الاخر
ايوة يا ماما اقعدي الأول وبعدها اتكلمي براحتك. 
يا حبيبي انا مش تعبانة انا بس كنت عايزة اخد رأيك في مشوار كدة أصل الست مجيدة كلمتني بنفسها دا غير الدعوة اللي وصلت من أيام هتقدر تحضر النهاردة فرح أولاد عمك أمين وحسن
سهم بنظرته نحوها ثم انتقل نحو زوجته بشيء من توتر وقبل أن يعترض سبقته هي
مش أمين دا اللي هيتجوز لينا سكرتيرة طارق دي زهرة وجوزها كمان هيحضروا مع كاميليا خلينا نروح مع طنت يا كارم.
احتج قائلا بحدة
ازاي يعني هو انتي حمل سهر ولا أغاني وزيطة ثم أمين نفسه ده انا مش قابل اروح فرحه لو كان اخوه بس كنت عديتها. 
اشاحت بوجهها عنه تفمغم بكلمات غير مفهومة جعلته يردف سائلا بحنق
بتبرطمي تقولي إيه يا رباب
ردت بهمس وكذب
مبقولش حاجة واعمل اللي انت عايزه.
كز على أسنانه بضيق فتدخلت والدته تأخذ حفيدها منه
براحتكم انتوا الاتنين انا هاخد عمار ونروح لوحدنا على الأقل يتعرف على ألأطفال اللي زيه من العيلة.
تحركت ذاهبة وقبل أن تصل للباب أوقفها بقوله
استني يا ماما.
الټفت تجيبه
نعم.
القى بنظرة خاطفة نحو التي ما زالت على صمتها تكظم غيظها وتنظر في أي جهة إلا نحوه.
فقال زافرا بسخط
إحنا كمان رايحين معاكي.
تطلعت إليه بلهفة فتابع حازما
ساعة بالكتير ونكون راجعين. 
قالها وتحرك يسبق والدته في المغادرة والټفت إلى كنتها تبادلها ابتسامة النصر وقد نجحت خطتهما
في منزل ناصر الدكش 
خرجت من غرفتها القديمة بعد أن ارضعت صغيرتها تهتف بأسماء أهل المنزل من شقيقاتها الفتيات
يا رؤى يا أمنية انتوا فين يا بنات
احنا هنا في أؤضة شهد يا فريال .
تحركت على الصوت لتلج إليهم وتتسمر على مدخل الغرفة ترمقهم بدهشة
يا ما شاء الله فاتحين درج الفلوس بتاع اختكم وبتندهوا عليا كدة عادي طب انا هفتن عليكم
ضحكت أمنية معقبة وهي تحصي عدد الأوراق النقدية التي في يدها
روحي افتني يا اختي هي علم بكل شيء أنا أصلا واخداهم لعبد الرحيم عشان يلف بيهم ع العمال ويقبضهم ما انتي عارفة يا عسل اختك في الصالون دلوقتي ومش فاضية. 
أنا كدة معايا ست الاف.
هتفت بها رؤى قبل أن تتناولهم من أمنية لتضعهم على الحزمة التي معها لتردف
ع التمانية اللي معايا يبقى كدة اربع تاشر حلو اوي على أجرة العمال احنا لسة ورانا مصاريف كتير.
رمقتها شقيقتها الكبرى بإعجاب لتكمل بخطواتها حتى وصلت لتجاورهم على الفراش قائلة بفخر
ما شاء الله عليكي يا أمنية خدتي ع الوضع وبقيتي تتكلمي زي شهد بالظبط باين الشغل نفعك. 
أبت الاخيرة أن تتطرق للماضي المخزي بنظرها وردت بقوة جديدة عليها
طبعا أكيد الشغل للست أحسن من أي شيء وأي راجل حتى وانا الحمد لله مش بشتغل عند حد انا بشتغل في ملك ابويا الله يرحمه وبكرة المكتب بتاعه يبقى أكبر مكتب مقاولات فيكي يا جمهورية بإيد بناته ان شاء الله أسيبك بقى.
قالت الأخيرة وهي ترفع الحقيبة التي امتلأت بالنقود أعلى كتف ذراعها ثم لفت حجابها على عجالة وخرجت على الفور عقبت فريال في أثرها
اختك يا رؤى اتغيرت وبقت شخصية تانية دي حتى في شكلها الخارجي عودها خس وبقت مظبوطة.
ردت رؤى بابتسامة مبتهجة
ومتخسش ليه وهي استلمت تقريبا معظم الشغل مع الشهد وطول النهار على رجليها ما هي الانتخة زمان هي اللي كانت متخناها.
اومأت فريال تهزهز في ابنتها بتفهم قبل أن تقول
سبحان الله بعد ما فاقت من الوهم بتاع الحب مع الزفت ابراهيم اللهي ربنا ياخده اختي حست بنفسها ياريتها اڼصدمت بحقيقته من زمان. 
كل حاجة بتيجي في وقتها.
تفوهت رؤى بالعبارة ثم تناولت منها الصغيرة تداعبها وتشاكسها وسألتها اثناء ذلك
ماما فين مش سامعة صوتها يعني
مصمصت فريال بشفتيها لتقول بامتعاض
اهي اللي عايزة الصدمة صح هي امك تصدقي بالله الست دي لحد الآن بتكلم خالتك وحزينه ع اللي حاصلها هي وابنها.
سمعت رؤى وامتعض وجهها بضيق تتمتم
ربنا يهدي.
بداخل المحل الذي افتتح حديثا خطت حتى توقفت بجوار العارض الزجاجي تستند عليه بمرفقها مستغلة انشغال الأخرى بترتيب بعض البضائع من هدايا وأغلفة وعلب أدوات مكياج مختلفة تأملتها قليلا بتسلية قبل أن تجفلها بصيحتها ممازحة
عندكم شامبو يا انسة
شهقت مودة بخضة قبل أن تلتف اليها بوجه مزعور لكن سرعان ما استعادت توازنها لترد مستجيبة للمزاح وتهتز بجسدها تقليدا للمشهد المشهور
لأ يا ختي عندنا دباديب.
ضحكت صبا بملأء فمها حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتردف بمرح
أموت أنا في قفشات الأفلام. 
رمقتها مودة بتفحص يعجبها هذا الإشراق الذي يزين ملامح صديقتها فقالت بمشاكسة
انا شايفة الحلوة مزاجها عالي النهاردة إيه ناوية تحققي أمل الأستاذ شادي وتخرجي معاه
أطلقت شهقة تصنعت بها الصدمة لتنكر قائلة
اطلع مع مين يا ست مودة عايزة بت ابو ليلة تطلع مع عريسها اللي كتب كتابه عليها بس امبارح كمان مش كفاية انه رضي بيه وسلمه جوهرته النفيسة كمان عايزاه يسمح بالسرمحة والكلام الفارغ ده
يا شيخة! 
قالتها بتهكم قبل أن تتابع وتسألها بفراسة وتوجس
بت انتي كلامك مش راكب على بعضه معايا إيه اللي وراكي.....
قلم يا مودة.
انتفضت مجفلة وخرجت هذه المرة شهقتها بغير افتعال لتستدير إليه وتجده أمامها مباشرة يرمقها بأعين مشټعلة يعتلى تعابيره الغيظ مكررا نحو مودة
 

تم نسخ الرابط