متيم انا بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


منهيا الجدال بقوله
انا كدة قولت كل اللي عندي انا مش محامي تحت التمرين لا دا انا راجل ليا اسمي كمان يعني لو حابة تغيري وتجيبي محامي تاني انتي حرة عن اذنك 
خرج الرجل منهيا اللقاء قبل انتهاء موعد الزيارة ليتركها ټضرب الأرض بأقدامها وتصميم على عدم الاستسلام.
أمام المراة وقد كانت جالسة من أجل التزين والتجهيز لمقابلة العريس المرتقب ولكن بعقل شارد بل توقف هناك في هذا المقهى وعلى الطاولة التي ضمتها معه لقد اخبرها بعشقه وهي لم تعترض او تعنفه كرد فعل طبيعي منها بحكم طبيعتها المتحفظة والتي لا تقبل التهاون في هذا الأمر انه لم يكن اعترافا بل هو صرخات من العمق هي ليست عمياء حتى لا تعرف بصدق من يحدثها أم كذبه حتى وهي قليلة الخبرة ولم تختبر مشاعرها قبل ذلك سوى ببعض الإعجاب اللحظي بهذا أو ذاك ولكن معه........

لسة مخلصتيش يا صبا
هتفت بها والدتها وهي ټقتحم الغرفة لتنتشلها من حالة الشرود التي تلبستها وخرج ردها يسبقه حمحمة خفيفية في محاولة منها لاستجداء التركيز
لااا ما انا مخلصة اساسا اها وجاهزة هو العريس وصل
ردت زبيدة بصوت يتخلله الحماس والبهجة
هو وابوه كمان بس ايه يا صبا بسم الله ما شاء الله طول وعرض وحاجة تفرح جومي ياللا عشان تحضري وتشوفيه بنفسك أكيد هيعجبك.
نهضت عن مقعدها تلتف إليها مرددة باستهجان
أكيد هيعجبني! على طول كدة يامة ومن أول نظرة كمان
شددت زبيدة على الكلمات بقصد قائلة
وايه اللي يمنع انتي بس افتحي جلبك ونضفي مخك من الفكر اللي مالوش فايدة وهي تسلك يا بت بطني.
أومأت رأسها بتفهم رغم استشعارها بمغزى خفي خلف حديث الأخرى والتي تحركت تسبقها قائلة
تعالي ياللا وريا حصليني.
توقفت خلفها قليلا تسحب شهيقا كثيفا من الهواء ثم تطرده لتتحكم بعض الشيء في توترها ثم تبعتها حتى غرفة الاستقبال التي يجتمع بها الضيوف مطرقة الرأس بخجل ووالدها ينهض عن مقعده ويقدمها برزانة
وادي العروسة وصلت اهي ومعاها أمها كمان. 
يا ما شاء الله بعيلتك اللي تفرح يا ابو ليلة
تفوه الرجل الكبير وقد نهض يستقبلهما بترحيبه ليصافح زبيدة في البداية قبل أن يأتي دورها ليهلل بغبطة اخجلتها
يا اهلا يا اهلا بست الحسن والجمال باه يا ابو ليلة يا عفش عرفت تخلف البنتة الزينة دي كيف يا واض
قالها وانطلقت ضحكات الجميع حتى صبا لم تكبت ابتسامتها ثم استلت كفها منه تصافح العريس المذكور بدون ان ترفع رأسها إليه.
وعلق الرجل مرة أخرى
وكمان مش رافعة عينها من الأرض لا يا عروسة احنا معندناش الكلام ده دا واد عمك تبصي وتملي عينك منه زين عشان لو معجبكيش تجولي على طول ومتتكسفيش.
للمرة الثانية ينجح الرجل بمزاحه لتخفيف التوتر بالضحكات بين الجميع وتبادل معه مسعود الرد بألفة هو الاخر يناطحه بالمفردات الجنوبية بقصد ترك المجال لتعارف الشباب.
مخلصة كلية ايه يا صبا
سألها الشاب بقصد فتح حديث ودي معها وجاء ردها بروتينة وقد تحققت من رؤية جيدة له لم تكذب والدتها حينما وصفته بالعريس اللقطة وسيم الوجه بهيئة مبهرة يرتدي ملابس المدينة ويتحدث بلباقة
كما أنه مناسب لها في نفس العمر فلم يتعدى الثلاثون ربيعا بعد اذن ماذا تبقى لها من عيوب حتى تأخذها حجة وترفضه....
مساء الخير يا جماعة عاملين ايه
القت بالتحية وهي تضع من يدها الأكياس الممتلئة باحتياجات المنزل اعلى الطاولة التي تتوسط الردهة قبل أن تقترب بخطواتها من مجلسهن أمام شاشة التلفاز المعلقة على الحائط في متابعة لإحدى المسلسلات الدرامية الجديدة والتي ادعت نرجس التركيز في مشاهدتها كي ترد بعدم انتباه 
مساء الخير
تغاضت شهد عن تجاهلها وتوجهت لشقيقتها التي كانت مختفية منذ الأمس في غرفتها 
ازيك يا أمنية مش ظاهرة من الصبح يعني هو انتي كنتي تعبانة
تطلعت لها الأخرى بملامح مبهمة لمدة من الوقت قبل ان تجيب بهز رأسها وصوت خفيض خرج كالهمس
حمد لله كان صداع وراح لحاله.
بلفتة مهتمة اقتربت لتجلس على ذراع الكرسي المقابل لها تخاطبها بقلق
كان صداع بس ولا فيه حاجة تانية معاه انتي شكلك متغير اساسا.
قبل أن تجيبها خرج الرد من نرجس بمغزى
لا متشغليش نفسك بقى يا شهد ما هي قالتلك شوية صداع وراحوا لحالهم مش مستاهل يعني الموضوع تزعلي نفسك وانتي عروسة جديدة.
رفعت رأسها نحوها وقد فهمت إلى ما ترمي إليه بهذه اللهجة الملتوية قاصدة بجبن تذكيرها بعقد زواجها بالأمس فجاء ردها بقوة
ولو كنت عروسة وعلى الكوشة كمان برضوا هسأل واطمن واراعي عشان هما خواتي...... حتى لو هما مقدروش ولا كسفوني قدام ألناس بخروجهم وقت فرحتي.
قالت الأخيرة موجهه النظر نحو شقيقتها التي ابتعلت ريقها بحرج ترد
انا خرجت عشان كنت تعبانة....
قاطعتها نرجس تواصل إظهار الڠضب تنفيذا لتعليمات سميرة شقيقتها
لهو انتي خدتي بالك من خروجها يا شهد وزعلتي كمان! معلش بقى يا حبيبتي اصل المفاجأة خضيتها. 
رددت خلفها وكأنها تراها لأول مرة
المفاجأة خضيتها....... ايه لزوم تلقيح الكلام يا مرات ابويا ما انتي لو عايزة تفهميني انك زعلتي بموضوع كتب الكتاب المفاجئ قوليها وبصراحة وانا مش هلومك عشان عارفة ان معاكي حق بس انتي بقى لو كان هامك اوي كنتي تيجي تعاتبيني في وشي عتاب الحبايب وانا ساعتها هفهمك السبب اللي خلاني عملت كدة لكن الأسلوب ده يزرع الفرقة ما بين الأخوات 
افحمتها بالرد حتى تقصلت عضلات وجهها بحنق جعلها تبتعد بنظرها نحو المسلسل الذي تتابعه تتهرب من المواجهة كعادتها 
أما شهد فحينما عادت للأخرى تفاجأت بهذا التغير الذي يغلف ملامحها صامتة هادئة وقد اختفت هذه الشراسة التي تدعيها طوال الوقت وكأن بها شيئا ما.
عادت لتسألها مرة أخرى 
انتي كويسة
ردت بشبه ابتسامة اعتلت ثغرها
ما انا قولتلك يا شهد كان صداع وراح لحاله.
طب براحتك. 
تمتمت بها لتزفر ناهضة من أمامها مردفة
ع العموم انا كنت عايزة ابلغكم بالعزومة اللي عملاها طنت مجيدة اصلها كانت عايزة رقمك يا خالتي نرجس عشان تبلغك بنفسها.
شددت شهد على الأخيرة بقصد فهمته الأخرى لتدعي عدم الاكتراث في الرد عليها
ما هو رقمي عندك ادهولها وانا هقول لأ يعني
تمام.
قالتها شهد وما همت أن تستدير عنهما ذاهبة حتى تفاجأت بقول شقيقتها
الف مبروك يا شهد.
بابتسامة من القلب ردت بكلمات مقصودة
الله يبارك فيكي وعقبالك انتي كمان....... مع اللي يستاهلك. 
قالتها ثم استدارت ذاهبة لتتركها تنظر في أثرها بصمت قطعته والدتها بمصمصة من بين شفتيها مغمغمة
ايوة بقى عيبي على كيفك ما انتي خدتي المهندس وعبيتي ايدك منه كمان. 
لم تشاركها التعقيب بل انتبهت لتخرج هاتفها تنظر بسجل الاتصالات التي زادت بعدد اخر منه وعلمت أنه ما زال يحاول تنهدت بعدم اكتراث لتعيده مرة أخر بجيبها وعلى نفس وضعه الصامت ثم اندمجت مرة أخرى في مشاهدة المسلسل
عادت ميرنا بعد انتهائها من زيارة المحامي المكلف بالدفاع عنها وراسها المشتعل على وشك الإڼفجار لا تصدق ما يحدث وما ورطت نفسها به كانت تظن أنها الذكية
 

تم نسخ الرابط