متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
في الشغل.
نهض هو الاخر وبحنق يسألها
والخروجة بتاعتنا يا أمنية
ردت ببساطة وهي تبحث في حقيبتها عن سلسلة المفاتيح
أجلها يا ابن خالتي أو براحتك عادي يعني.
قالتها وتحركت نحو الباب ذاهبة ومن خلفها قبض على كفه پعنف حتى ابيضت مفاصله ولكنه استدرك فجأة ليسألها
وهاتروحي ان شاء الله لوحدك بقى
أكيد طبعا بالمواصلات العادية بس دا لحد اول الطريق هناك وبعدها هتصل بشهد تيجي تاخدني بعربيتها توصلني ع الموقع ما قبل تروح هي مشوارها.
اومأ برأسه يدعي التفهم قبل أن يصدر قراره بحسم
خلاص بقى يبقى اوصلك في طريقي واهو يبقى العربية عملت لها فايدة وخلاص .
بعد قليل
كانا الاثنان يستقلان السيارة المذكورة بقيادته يخترق بها الطريق الخالي في المناطق السكنية الجديدة أبنية غير مكتملة وأبنية اكتمل بناءها ولكنها ما زالت لم تسكن بعد فخرج صوته متسائلا بفضول
ردت وعينيها منشغلة في مراقبة الطريق
اختى في المنطقة اللي بعد دي ما هي مدينة متكاملة واخدها المصلحة وبينتهوا منها جزء جزء قبل التسليم والتشطيب.
الهدوء الشديد وخلاء المنطقة المريب إلا من أعداد قليلة جدا تمر سريعا وتختفي في طريقها نحو الوجهات التي تقصدها جعل عقله يومض بفكرة شيطانية اكتملت ونضجت معالمها حتى توقف فجأة وبدون سابق إنذار امام إحدى الأبنية النصف مكتملة
وقفت هنا ليه
التف إليها برأسه وملامح مبهمة يغلفها الغموض يرمقها بصمت اثار بقلبها الارتياب لتعود إليه سائلة مرة أخرى
وقفت ليه يا ابراهيم
وفي مكان آخر
وقد انتظرها اليوم في سيارته بناءا على طلبها حينما اتصلت كي تخبره عن رغبتها في استرداد الشيء المفقود منها كان بجوار المبنى الذي تعمل به على الميعاد وصلت لتصطف سيارتها في المكان المخصص قبل أن تترجل منها بخطواتها الرشيقة حتى وصلت إليه لتنضم في المقعد الأمامي بجواره مبادرة بإلقاء التحية على عجالة
صباح النور يا ست لينا عاملة ايه انتي كمان بما اننا بندخل على طول ع الأسئلة.
قالها بلمحة ساخرة لم تسجيب لها حتى ولو بنصف ابتسامة وردت بجفاء
كويسة اوي ممكن بقى تديني القلب
زوى ما بين حاجبيه مستغربا طريقتها المتعجرفة ليرد بتساؤل
على طول كدة طب خدي نفسك الأول هو انتي زعلانة من حاجة يا لينا
وايه اللي يخليني زعلانة ومين دا اللي يقدر يزعلني اصلا
طالعها مشدوها بعدم فهم فهذه المچنونة المتقلبة على الرغم من استمتاعه بشراستها الا أنها تثير حيرته في البحث عن السبب.
بتريث شديد اشار بكفه يخاطبها بهدوء
طيب ممكن بس تهدي شوية وانتي بتكلميني انتي جامدة أكيد ومحدش يقدر يزعلك.
ما تحاولش تاخذني على قد عقلي يا أمين انا مش مچنونة وهات القلب بتاعي ياللا ياللا هاتوا.
ضحك مجلجلا بصوته ليتناول العلبة المغلقة من جيب سترته ثم قدمها لها قائلا
اهو اهو القلب يا ست العاقلين انتي مش مچنونة دا انا اللي ستين مچنون كمان وحياتك عندي يا شيخة.
ظلت زامة شفتيها حتى وهي تتناولها باستغراب ازداد أكثر حينما فتحت العلبة لتفاجأ بسلسال كامل من الذهب يتدلى القلب منه رفعته أمام عينيه متسائلة
إيه ده يا أمين إنت حطيته في سلسلة تانية ليه
توقف عن الضحك يجيبها
عشان دا مكانها الصح غلط يتحط وسط مجموعة ويبقى مهمل وسطهم وكأنه شيء عادي قلبك دا غالي اوي مينفعش معاه شريك.
رفعت عينيها عن تأمل السلسال وقد وصلها المغزى الصريح فقالت بتوجس
هو انا ليه حاسة ان ورا كلامك ده فيه معنى مبطن.
رد معترفا ببساطة أذهلتها
ما هي دي الحقيقة يا زكية ولا انتي فاكراني يعني برمي فلوسي في الأرض وهجيب دهب كدة لأي واحد تعدي في حياتي.
شهقة عالية صدرت منها أعقبها التساؤل بانفعال
قصدك ايه يا سعادة الظابط لتكون نيتك رايحة لحاجة غلط
اشار بسبابته نحوها بثقة
أنتي عارفة كويس قصدي ايه فبلاش تلفي وتحوري عليا قولي بقى رأيك
تسائلت تدعي عدم الفهم
في ايه
الله اتعدلي يا لينا.
قالها بانفعال أثار ضحكاتها الشقية رغم مسحة الخجل بها وظل هو يراقبها باستمتاع حتى انقلبت فجأة ثائرة به
اه بس دا مكنش باين امبارح لما اتغيرت خلقتك فجأة اول اما سمعت باللي عمله عدي عزام عشان يراضي صبا بنت عم ابو ليلة كنت غيران عليها بقى ولا إيه
ضړب كفا بالاخر يردد بعدم تصديق وقد فهم الان سبب ثورتها
يخربيت دماغك بقى كل القلبة دي عشان السبب ده ومطلعاني انا كمان اللي بغير.
قال الاخيرة بضحكة زادت من حنقها ولكنه تابع بجدية
افهمي بقى مشكلة صبا والفخ اللي كان منصوب لها أنا عارف بيه من فترة دي حكاية طويلة وقضية كنت ماسكها أنا وزميلي.
عقبت بما يشبه الأمر
خلاص يبقى احكيها.
تبسم بمكر يفرض شروطه
تمام اوي ومستعد احكيها بالتفاصيل كمان بس الاول اسمع رأيك واخد منك ميعاد نزوركم فيه انا والست الوالدة.
نننعم كل دا عشان تحكيلي
مش انتي عايزاني تعرفي الحقيقية يبقى لازم بقى يبقالك عندي صفة رسمية عشان احكيلك بيها ولا ايه
.
أسفل المظلة التي تعمل على حمايتها من أشعة الشمس الحاړقة في هذه المنطقة الساخنة بعمل العمال المتواصل لإنجاز المطلوب والإنتهاء من الوحدات السكانية الجديدة كانت هي لم تكف بعد عن محاولات الإتصال بشقيقتها لمعرفة السبب في تأخرها حتى الآن.
رفعت رأسها فجأة على نداء مساعدها
ست شهد تحبي نجيبلك غدا معانا
نفت بهز رأسها تقول بعدم تركيز
لالا متجيبش حاجة يا عبد الرحيم أنا أساسا ماشية بس انت زود السندوتشات وجيب كام علبة كانز ساقعة عشان اللجنة اللي على وصول واعمل حساب أمنية معاهم.
طيب هي فينها مجاتش ليه لحد دلوقتي
سؤاله المباشر أعادها لنفس النقطة وهذا القلق الذي بدأ يتزايد بالوقت الذي يمر في انتظارها بعد أن أخبرتها بقرب الوصول منذ فترة تقارب الساعة.
زفرت لتجدد المحاولة فجاء هذه المرة الرد ولكن بصوت اخر
الوو يا شهد.
قطبت في البداية تكذب الصوت ثم ما لبثت أن تستعيد شراستها في الرد باستهجان
بترد ع التليفون ليه يا أستاذ انت في أمنية أختي خليني اكلمها البت دي
ما هو انا بكلمك عشان كدة يا شهد أمنية أغمى عليها معايا في السكة وانا مش عارف اتصرف ازاي
وصلها الرد بنبرة بدا فيها الجزع مما جعلها تردد خلفه بارتياع وعدم تصديق
اختي أنا اغمي عليها انت بتقول ايه
عاد يضيف لها مؤكدا
والنعمة زي ما بقولك كدة احنا كنا قربنا نوصلك أصلا بس انا اتفاجأت بيها بتسخسخ من جمبي وقفت العربية على ناحية اشوف مالها لقيتها بتشهق ومش عارفة تاخد نفسها خرجت بيها من العربية لتكون مخڼوقة من الحر والسخونة ودخلت بيها في عمارة مبنية جديد عشان الضلة والهوا يعني بس بقالي فترة جمبها بهوي بالورقة وافوق فيها لكن برضوا مفيش فايدة.
بلغ بها الړعب حتى تحركت قدميها نحو سيارتها بدون تفكير
متابعة القراءة