متيم انا بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


بتتخانقوا ولا بتهزروا
قالها قاطبا بتوجس
على الفور نزعت لينا كفيها بحرج لتعطي الفرصة لشهد تلتقط أنفاسها وتحاول التوازن أمام حسن الذي كان يراقب احمرار وجهها بابتسامات تلملمها بأثر الضحكات السابقة فقالت
لا بشمهندس مفيش خناق ولا حاجة ربنا ما يجيب خناق.
اضافت لينا على قولها
دي حاجة بسيطة يا بشمهندس عشان بس الهانم تحرم تطول لسانها تاني. 

رمقتها شهد مضيفة عينيها بتوعد ورد حسن يقارعها
واضح كدة ان طبعك الحامي دا يا انسة لينا مع الكل حتى مع اقرب الناس ليكي مش بس مع أمين اخويا.
عبست ترفع طرف شفتها بغيظ وتولت شهد تغير دفة الحديث تجنبا لبدء مشاجرة أخرى قد تفتعلها صديقتها المچنونة
ما قولتليش يا بشمهندس اخبار عبيد إيه
بابتسامة صافية اجاب يطمئها
الحمد لله يا ستي ربنا كتبله عمر جديد ودلوقتي فاق من الغيبوبة وبقى حاسس بالدنيا. 
بجد
هتفت بها وهي تعتدل بجذعها لتتابع باهتمام
يعني كدة هيعيش ومش ھيموت
تعقد حاجبيه يجيبها بدهشة لسؤالها المباشر
لا إن شاء الله ما يموتش ربنا يحفظه لامه واخواته البنات انا كنت معاهم من شوية دول كمان مش مصدقين لحد دلوقتي رغم انهم شافينه بعيونهم .
تمتمت بالحمد وتدخلت لينا تقول
اكيد عشان الصدمة صعبة عليهم دا غير انه محتاج وقت على ما يقدر يتفاعل معاهم ضړبة المخ دي حاجة صعبة اوي وبتحتاج وقت على ما البني ادم يرجع لطبيعته.
أومأ حسن يوافقها
فعلا عندك حق انا عرفت من الدكتور انه هيفضل تحت الملاحظة عشان يعرفوا كمان درجة الوعي عنده. 
انا عايزة اروح اشوفه. 
قالتها شهد وهي تنزل بقدميها على الأرض قبل أن يوقفها حسن على الفور بقوله
أوعي تتحركي من مكانك يا شهد الدكتور بتاعك منبه عليا جامد انك متروحيش هناك ولا تشوفيه أي شيء يأثر على أعصابك. 
هتفت به منفعله
معني كدة ان حالته لسة خطېرة أمال بتطمني ليه بقى ومش عايزني اروحله
هتف هو الاخر بدوره حازما
انا مقولتلكيش انه رجع ووقف على رجليه احنا اطمنا بس انه رجع للأحياء ومتفقين ان حالته صعبة وهتحتاج وقت ورعاية الدكاترة مش سايبنه وأهله أنا شرحتلهم عن حالتك يعني مفيش داعي لزيارتك الكريمة. 
ازاي يعني.......
تفوهت بها تنوي الجدال قبل أن تقاطعها لينا بصرامة
اسمعي الكلام يا شهد وبطلي عند بقى جيتيك هنا من الأول كانت غلط كان كفاية اوي تهتمي من بعيد لبعيد وانتي عارفة ومتأكدة إن اعصابك مبتتحملش!
حدجتها بنظرة غاضبة اخرستها عن التكملة وتدخل حسن بسؤاله
عارفة ومتأكدة من إيه
ردت شهد بوجه عابس
متشغلش نفسك انت يا بشمهندس انا بس كنت عايزة اسأل الدكتور المسؤل عن حالتي عشان اخرج بقى.
في انتظارها في داخل الحافلة التي تقل مجموعة كبيرة من موظفي الفندق تفاجأت صبا بالهيئة الجديدة لصديقتها التي صعدت بثقة وتخايل حتى جلست بجوارها تلقي التحية بابتسامة
صباح الخير يا صبا.
بتأمل شديد ردت تجيبها
صباح النور يا حبيبتي ايه التغير ده
قالتها مشيرة على قصة الشعر الجديدة والزينة المتقنة لوجهها ضحكت الأخرى تقول بلهفة
عجبتك التسريحة ولا المكياج دا لسة كمان لما اقبض هجننك بالطقمة اللي هاجيبها ما انا لازم اللبس واهتم بنفسي.
القت صبا نظرة خاطفة نحو بعض الأشخاص الذين انتبهو للحديث لتخاطبها بنظرة محذرة
وطي صوتك شوية الموظفين بقوا مركزين معانا .
ياختي وما يركزوا.
قالتها ثم توقفت على الفور للنظرة القوية من صبا فتابعت بصوت خفيض
انا بس كنت عايزة اسالك حلو عليا الشعر القصير ولا المكياج مظبوط كدة على بشرتي ولا لسة في أثر بهتان
صمتت صبا قليلا بتفكير ترمقها قبل أن تجيبها
أكيد طبعا التغير كويس بس انتي مقولتيش انك رايحة الكوافير امبارح أو عندك مناسبة تخليكي تعملي دا كله.
ضحكت مودة لتقول مبتهجة
لا ما انا مروحتش الكوافير دي واحدة صاحبتي بس إيه ممتازة عملت معايا شغل ماسكات وحاجات للبشرة والشعر ولا شغل الصالونات الكبيرة الغالية.
توقفت لتلتف للأمام بشرود تتمتم
بنت حلال أوي! ربنا يخليها.
وصلت الحافلة لمقر العمل ليترجل منها الموظفون والموظفات كل فرد في اتجاه قسم عمله وتفرقت مودة عن صبا بعد أن ولجتا الإثنتان بداخل الفندق كل واحدة في اتجاه صبا والتي كانت في طريقها نحو غرفتها تفاجأت بإحدى العاملات توقفها
انسة صبا لو سمحتي استني. 
الټفت إليها باستفسار تسأله
نعم عايزني في حاجة
اجابت المرأة بعملية قبل أن تلتف وتتركها
مش انا يا انسة دا عدي باشا هو اللي طالبك. 
تطلعت صبا نحو الجهة التي أشارت نحوها المرأة قبل أن تغادر لتجد هذا المتعجرف جالسا على مقعده في الركن الذي أصبح خاص به وحده واضعا قدم فوق الأخرى يناظر في بعض الأوراق الخاصة بالعمل زفرت داخلها بضيق قبل أن تجر قدميها عنوة لتقف أمامه ملبية
أفندم حضرتك. 
رفع عينيه عن الأوارق بنظرة خاطفة قبل أن يجيبها بعد دقيقة من الصمت
الناس بيقولوا تحية الصباح الأول وبعدين يتكلموا.
بشبه ابتسامة ليس لها معنى ردت بغيظ تكتمه
صباح الخير يا فندم كنت عايزني في إيه بقى
ازاح الأوارق من فوق أقدامه ليضعهم على الطاولة القريبة منه قبل أن يرد
مستأذنتيش ليه امبارح قبل ما تخرجي وتكسري أمر مديرك
برقت عينيها الجميليتين لتقول باندهاش
انا كسرت أمرك ومستأذنتش كمان يا فندم انا مبلغة حمدي وواخدة منه الإذن......
كان يجب الإذن يبقى مني أنا مش حمدي. 
قالها بمقاطعة حادة ليردف
أنا اللي أصدرت الأمر يبقى تيجي لحد عندي وتطلبي وانا بقى ساعتها اقرر إن كنت هسمح أو لأ انا رئيس العمل والمالك مش حمدي .
زاد احتقانها وزاد الڠضب المكتوم بداخلها منه ودت أن تقرعه برد يناسب عنجهيته ولكنها تمالكت لتنهي الأمر بدبلوماسية تعلمتها قريبا لتجيبه
تمام حضرتك في أي حاجة تاني
ردها المبهم وهذه الابتسامة الصفراء وكأنها تقصد التهوين من الأمر لإنهاء الحديث يزيد من غضبه ذكائها الحاد يقطع عليه حبل أفكاره وما قرره منذ الأمس لعقابها.
عايز حاجة تاني يا فندم
عادت بقولها له فلم يجد أمامه سوى أن يصرفها بهزة خفيفة من رأسه تلقفت الأمر الغير منطوق حتى تذهب من أمامه على الفور لتقع عينيها على من ولج للفندق بخطوته السريعة لتعدو نحوه كطفلة متلهفة تهتف بإسمه 
مستر شادي مستر شادي 
توقف هو الاخر لها بابتسامة يستقبلها ثم يتابعا طريقهما نحو الغرفة التي تجمعهما للعمل 
أمام انظار الاخر وهو يتابعهما مظلم الوجه مغمغما باحتقان
ماشي ماشي يا صبا!
بتخايل وثقة كانت تسير داخل غرفتها بعد أن أنعشت جسدها بحمام دافئ تغمرها رائحة العطور التي تختلط مع مياه حمومها برفاهية ليست متوفرة سوى للقليل وقفت أمام المرأة لتزيح عن رأسها المنشفة الصغيرة وتتغلغل بأناملها داخل الخصلات الفاحمة المبللة لقد قضت ليلة رائعة بالأمس بعد أن فاجئها كارم ليدعوها لسهرة خاصة بهما معا في أرقى المطاعم ليجعل جميع العمال والمسؤولين به تحت خدمتها بمعاملة ملوكية جعلتها تحلق معه بسعادة لتتذكر أنها فائزة به حتى رغم العيوب الكثيرة بشخصيته إلا أنه يحاول من أجل إرضاءها وهذا تكفي.
تنهدت براحة تغمرها ثم تحركت بخطواتها لتجلس
 

تم نسخ الرابط