متيم انا بقلم امل نصر
المحتويات
ايه ازيك يا بشمهندس نورت الحارة .
هتف بها ابراهيم وامتدت كفه إليه يريد مصافحته ف اضطر أن يخرج له ذراعه من النافذة التي انفتح زجاجها مرددا ببعض المجاملة رغم انزعاجه من هذا الأسلوب الغريب
اهلا يا ابراهيم عامل ايه
هتف بصوت عالي باعتراض
لا يا سيدي انا مينفعش معايا السؤال كدة من باب العربية انت تنزل معايا ع القهوة ناخد فنجانين ولا كوبايتين شاي ساعتها بقى هقولك عامل ايه وكل اللي انت عايزه
ايه يا عم البشمهندس سكت ليه ولا يكونش هتتكبر على اهل المنطقة دا احنا حتى كلنا ولاد تسعة وعروستك ست الحارة مننا.
زفرة سريعة اطلقها حسن قبل ان يرد على كلماته
تكبر ايه يا عم انت كمان انا بس مستعجل من الصبح برا وعايز اريح شوية.
والله عارف انك من الصبح مع العروسة بتنقي الشبكة وانا بقى بالمناسبة دي عايز افتح صفحة جديدة مع بعض دا احنا خلاص هنبقى عيلة عايز أصاحبك يا سيدي.
أمام هذا الإلحاح اضطر حسن ان يوافق ليصطف سيارته في احدى الأماكن القريبة وجلس معه على طاولة صغيرة في خارج المقهى الشعبي.
وكان الطلب كوبين من الشاي بناء على رغبة حسن الذي كان يرتشف به ساخنا على مضص حتى ينتهي من هذا اللقاء الثقيل والاخر لا يتوقف عن أدهاشه بهذه الترحاب الغير عادي
دكر !
قالها حسن بازدراء ليواصل استنكاره
ما تنقي الفاظك يا أستاذ ابراهيم.
ضحك المذكور بصوت عالي وكأنه قد سمع منه مزحة ليردد بتفكه
رد حسن بابتسامة خالية من المرح
ماشي يا سيدي الله يحفظك ع العموم انا مش شايل منك ولا حاجة انت بنفسك قولت اننا هنبقى عيلة يعني عفا الله عما سلف.
وضع كفه على صدره مرددا بتفاخر
تشكر يا عم البشمهندس واحنا كمان رجالة ونعجبك.
اومأ له بحركة من رأسه مع هذه الابتسامة المصطنعة ليرتشف الشاي من كوبه وارتشف ابراهيم ايضا قبل أن يتابع بالحديث
مقتول!
تفوه بها حسن كتساؤل فردد الاخر مصححا
يعني مش مقتول بالظبط.... بصراحة مش عارف بس دا اللي اتقال وقتها يعني عشان الطار اللي عليه.
طار كمان انت بتقول ايه
متصنعا الندم ردد إبراهيم يدعي الأسف
يا نهار أبيض أنا بايني لبخت ولا ايه بس اقولك بصراحة بقى إنت لازم تعرف ما هي لو شهد مقالتلكش يبقى عندها حق اصلها حاجة تكسف يعني.
زجره حسن بانفعال
حاجة ايه اللي تكسف يا جدع انت هو في ايه بالظبط
اطرق برأسه ليطلق تنهيدة مطولة قبل أن يجيبه
شوف يا عمنا انا هقولك ع الناهية انت طبعا ملاحظ ان شهد وأخواتها مقطوعين مسألتش نفسك في مرة هما ازاي كدة ملهمش عم ولا ايها صنف راجل في عيلة ابوهم
ظل حسن بصمته وقد عبس وجهه وتجهمت ملامحه بشدة لينطلق الاخر في حديثه
انا بقى هقولك ع السبب .
كالعادة حينما يغلب في البحث عنها عندما تغيب تسحبه قدميه نحو الغرفة التي تبعد تقريبا عن كل الصخب في المنزل حيث تحتل جهة وحدها لتكون كالمأوى الامن لها بذكرياتها مع الكتب القيمة والأشياء الأخرى التي ضمتها مكتبة والدها قديما.
طرق بخفة قبل أن يدفع الباب ويلج إليها فوجدها أمام النافذة الزجاجة الضخمة والتي تحتل جزءا كبيرا من الحائط حيث تطل على الحديقة وما تحتويه من اشجار خضراء وزهور تبعث بالروائح المختلفة في الأجواء بمشهد يريح العين ويسر القلب هذا في الحالة العادية وليس في هذا الظرف حيث يعصف بها القلق والحيرة كما يراها الان.
انتبهت إليه ف التفتت تطالع خطواته وهو يقترب حتى إذا وصل إليها وبدون التفوه بأدنى حرف القت نفسها عليه لتضم خصره بذراعيها وتريح رأسها المتعب على موضع قلبه
شدد عليها هو الاخر ليحتويها ويغمرها بدفئه عله يخفف عنها ولو قليلا ظلا على هذا الوضع لمدة من الوقت لا يصدر سوى صوت أنفاسهم حتى قالت اخيرا بعد فترة طويلة من الصمت
يا ترى هيعمل فيها لما يعرف منها ولا المصېبة كمان لو كشف الموضوع لوحده.
زفر يطرد دفعة كثيفة من الهواء ليرد شاردا في اللون الأخضر أمامه وكأنه يحدث نفسه
مش هيعمل حاجة.
استلت نفسها منه لتنظر إليه بتمعن سائلة
هو مين اللي مش هيعمل حاجة هو انت ناسي ان احنا بنتكلم عن مين
نفى برأسه ليردف بتصميم
لأ مش ناسي وعارفه كويس كمان وبرغم كدة بقولك انه مش هيقدر يأذيها.
بنظرة ساهمة كانت تتطلع إليه لتقول بعدم اقتناع
لا دا انت باينك نسيت بجد يا طارق ولا يمكن مش مقدر حجم المصېبة اللي عملتها رباب دا كارم اللي ممكن ېقتل قتيل لو حد فكر بس يمس صورته.
واصل يجيبها بالنبرة الواثقة
برضوا أنا لسة على رأيي دا إحساسي يا كاميليا كارم بكل جبروته دا لكن برضوا عنده قلب مش وحش زي ما قالت اختك انا شوفت نظرته ليها شوفت دراعه اللي ارتخى بسلاحھ بمجرد ما سمع كلمتين منها ونفذ لها رغباتها كمان انا راجل عاشق وافهم كويس في حالة الراجل لما يبقى زيي هو ممكن الڠضب يعميه في البداية....
ما هو دا اللي انا خاېفة منه.
هتفت بها مقاطعة بتشدق ورد محافظا على هدوئه
حتى لو دا حصل برضوا هيلين في الاخر هي بس عايزة شوية حرص وصبر وزي ما قولتي انتي لازم الحقيقية تيجي منها هي الاعتراف مهما كانت خسايره في البداية واضحة لكن ع الأقل بيقصر مسافات كتير من البحث والحيرة.
يعني هو قالك انه كان هربان من الطار ولا الطار اتاخد منه.
سألته مجيدة بعد أن سرد أمامها الحديث الذي دار بينه وبين هذا المدعو ابراهيم وجاءت إجابته بفتور قد حل على كل خلية من جسده
مش عارف يا ماما حكاية اتاخد منه دي ولا لأ بس هو أكدلي ان بلدهم مشهورة برفع السلاح ووالد شهد هرب من دورو في الطار اللي كان مطلوب فيه من عيلة تانية وجه واستوطن هنا مع مراته والدة شهد قبل ما ربنا ياخد أمانته ويتجوز بعدها اللي اسمها نرجس دي ويعيش معاها كام سنة قبل ما يلاقوه مقتول في مبنى تحت الإنشاء من ضمن المقاولات اللي كان بياخدها.
صمتت قليلا متمعنة النظر في ملامحه قبل أن يخرج صوتها
طب وانت
متابعة القراءة