صراع الاباء

موقع أيام نيوز

حابة اسأل إذا كنتم حابين أي مشروب أو محتاجين أي شيء 
نظر فرانسو للمضيفة ثم بعدها نظر لبثينة التي حتى لم تكلف خاطرها عناء الاستدارة ورؤية ما يحدث جوارها 
كوباية عصير برتقال إذا سمحت 
ابتسمت له المضيفة وهي تهز رأسها ثم مدت يدها حاملة أحد الاكواب التي ترتص على الطاولة الجرارة الخاصة بها ووضعتها على الفاصل بين الزوجين ثم تساءلت إن كانوا بحاجة لشيء آخر ورحلت سريعا دون كلمة إضافية 
اشربي 
استدارت بثينة ببطء تنظر لفرانسو بتعجب لتجده يشير بعينه على كوب من العصير مشيرا إليها أن تحتسيه لكنها لم تبدي أي ردة فعل ثم استدارت مجددا تتجاهله 
ابتسم فرانسو بسخرية وهو يحمل الكوب ثم جذب يدها من جوارها ووضعه بها مقربا وجهها منه هامسا 
حذاري تديني ضهرك مرة تانية سامعة لما اكلمك تبصيلي وتحترميني يا بثينة وإلا اقسملك إن رد فعلي مش هيعجبني 
ايه هتقول لهادي 
ابتسم فرانسو وهو يراقب تجاوبها معه واخيرا ثم قال 
لا يا قلبي مش انا اللي اروح وأفصح مراتي قدام حد حتى لو كانت هي تستاهل القتل بس انا ليا عقاپ خاص بيا ومش حابب إنك تجربيه مفهوم 
نظرت بثينة له قليلا لتشرد في عيونه الملونة وهي تطرح سؤالا غبيا قليلا لا تعلم كيف خطړ على بالها في ذلك الوقت 
هو انت ازاي بتتكلم كده 
جفل فرانسو للحظات بسبب ذلك السؤال الغريب لكنه رغم ذلك ابتسم بسمة صغيرة مشيرا لفمه 
من بقي 
أدركت بثينة سؤالها الغبي الذي طرحته في وقت خاطئ وبشكل خاطئ غبي وهي من تعاهدت ألا تحدثه حتى يسأم منها ويتركها في حال سبيلها ابتسم فرانسو وهو يقرأ دواخلها بكل سهولة ثم قال يعود لمقعده مشيرا إليها أن تشرب عصيرها 
والدي فرنسي بس والدتي مصرية عشان كده بتكلم عادي 
ارتشفت بثينة رشفة سريعا لترطب حلقها بعدما تفوهت بتلك الكلمات السخيفة لكنها توقفت وهي تستمع لحديثه ذلك ليخرج من فمها ثاني اغبى جملة بعد جملتها السابقة 
يعني إنت فرنسي من ناحية ابوك هو ابوك كان مسلم 
فتح فرانسو عينه پصدمة شديدة لحديثها ذلك وهو يجيب بسخرية 
لا بوذي 
لوت بثينة شفتيها بحركة حانقة تدرك سخريته منها لكنه وقبل أن تتحدث أجابها بجدية عن سؤالها 
بابا كان بلا ديانة و
لم يكمل حديثه ليفزعه شهقتها وهي ټضرب صدرها مرددة 
ملحد 
جز فرانسو على أسنانه پغضب شديد وهو ينظر حوله ليرى إن كان أحد قد انتبه له ثم أعاد بصره لها يزجرها لتبتلع ريقها پخوف وتسمع صوته يجيبها 
بقول كان يعني زمان كان كده مكنش بيؤمن بالاديان اساسا لغاية ما صاحب في جامعته شاب سوري مسلم وبقى اقرب شخص ليه ووقتها بدأ يدرس تصرفاته ودينه ويبحث عن الاسلام لغاية ما أعلن إسلامه بعد صداقتهم ب٩ شهور وبعد إسلامه بسنتين قابل والدتي اللي كانت بتكمل دراسة هناك واتجوزوا ثم إن ازاي ممكن يجي على بالك إن والدي مش مسلم اصل لو هو مش مسلم ازاي والدتي هتتجوزه يا غبية أنت 
تعجبت بثينة من تلك القصة وهي تنظر له بانبهار حتى ألقى جملته الأخيرة في وجهها جعلها تفكر حقا انها كانت غبية لتسأل سؤال كهذا لكن لحظة هل نعتها للتو بالغبية 
نظرت له پغضب شديد وفتحت فمها لتذيقه مرارة لسانها الذي لا تملك غيره لكنها توقفت پصدمة شديدة تفتح عينها بشكل مثير للضحك وكأن عينيها ستخرج من محاجرها وهي تجده يجذبها لاحضانه پعنف دون أي مقدمات حتى هامسا لها بصوت رخيم 
دلوقتي بقى اسكتي شوية عشان تعبان وعايز انام قبل الحړب اللي هتحصل 
نست بثينة ما فعله للتو وركزت في كلماته بعدم فهم 
الحړب 
امممم حرب وشكلها هتكون شرسة اوي بس تعرفي انا مطمن لاني واخد معايا واحدة بتنافس ابليس 
كان هادي يجلس في الصالة وهو ينظر للمنزل الفارغ حوله بعدما رحل الجميع عقب عقد قران بثينة ورحلت والدته رفقة والدة بثينة لتواسيها في اليوم الأول لبعد ابنتها 
نظر هادي حوله وهو يتساءل هل قام بالشيء الصحيح ام هل فرط في وصية والده وعمه هو سأل جيدا وعلم كل شيء عن فرانسو ومن حديثه وطريقة تصرفاته علم جيدا أنه الوحيد الذي يصلح لبثينة لكنه بداخله ورغم كل ذلك لا يستطيع أن يمنع قلقه على ابنة عمه التي كانت بمثابة اخت له طوال فترة حياته 
مسح وجهه وهو ينهض بتعب شديد لا يود ترك نفسه للافكار سيذهب اليوم للمبيت عند


زكريا و
قاطع أفكاره صوت طرق على باب المنزل ليتجه صوبه سريعا وهو يعلم جيدا صاحب تلك الطرقات و قد صدق حدسه بالفعل وهو يجد رشدي يقف أمام الباب وجواره زكريا وهما يبتسمان له ويردد زكريا 
عرفنا إنك هتبات ليلتك وحيد انهاردة فقولنا نيجي نونسك 
ابتسم هادي وهو يبعد عن الباب ليفسح لهما المجال للدخول 
يا راجل تصدق تأثرت وقربت اصدقكم 
ضحك رشدي وهو يغلق الباب خلفه غامزا له مشيرا للحاسوب الخاص به الذي يحمله 
طب متصدقش اوي لاننا اساسا جايين عشان حاجة تانية خالص 
ابتسم هادي بسخرية وهو يتحرك صوب المطبخ محضرا بعض من المشروبات التي ابتاعها اليوم لعقد قران بثينة 
من غير ما تقول باين على وشكم ها اتحفوني أي مصېبة ألقت بكم 
ابتسم رشدي وهو ينظر لزكريا ثم تحدث بخبث 
مصطفى 
_
انا مش فاهمة ايه لازمته القمص ده 
نظرت ماسة لفاطمة بملامح منكمشة غيظا مما حدث صباحا مع رشدي فهي لم تنسى ما فعله وكيف كسر قلبها حتى أنها لم تدعه يلمحها من وقتها فعندما عادت من عنده صباحا جمعت بعض الثياب لها وجائت لفاطمة هنا وجلست معها ثم جلست مع والدتها أثناء حضور فاطمة لعقد قران تلك العقربة بثينة وقد رفضت أن تدع رشدي يرى وجهها وتعلم جيدا أنه لم يعد للمنزل حتى الآن فهو عاد من العمل على عقد القران ولم يكتشف اختفائها حتى الآن 
يا ماسة يا حبيبتي ما هو أنت متعصيش كلامه وبعدين تيجي تطبي عليه في شغله بدون اي انذار وفي لحظات هو ليه متعصب فيها و عايزاه يسامحك عادي ده أنت اللي قولتي بلسانك إن عصبية رشدي صعبة ومش بيهدى بسرعة 
نظرت لها ماسة بغيظ شديد ثم همست 
ايوة بس هو مسألش عليا من الصبح ولا حتى قال يعدي يشوف حصلي أيه 
صمتت قليلا ثم أضافت بتفكير 
تفتكري يكون بيخوني 
يخونك ماسة حبيبتي أنت بتخرفي هو هيخونك امتى وازاي هو ملاحق على مصايبك عشان يكون عنده رفاهية الخېانة 
زفرت ماسة بحنق شديد ثم ألقت نفسها على الفراش تنظر للسقف وهي تردد بحنين 
وحشني اوي يا فاطمة وحشني اوي تعرفي أنه بقاله كتير ما اخدنيش في حضنه وطبطب عليا وقالي ماستي زي ما كان دايما يعمل 
سقطت دموع ماسة بحزن وهي تقول 
حاسة إنه بدأ ينساني انا انا عايزة أباظة اللي
حبيته
تم نسخ الرابط