صراع الاباء

موقع أيام نيوز

تهمس
بنبرة خاوية من أي تعابير تقريبا 
_ التليفون ....
لم يفهم رشدي شيء من حديثها 
_ تليفون ايه فيه ايه يا ماسة خوفتيني .
بكت ماسة وهي تضمه أكثر متحدثة بصوت متحشرج 
_ الصور بتاعتي معاه وبيهددني بيها ....
فتح رشدي عينه بفزع مما تقول ليبعدها سريعا عن أحضانه متحدثا بهدوء مخيف 
_ صور ايه ومين ده اللي بتتكلمي عنه 
بكت ماسة أكثر وهي تشير للشقة 
_ واحد بيضايقني على التليفون ....
اغمض رشدي عينه پغضب شديد ثم ابعد ماسة عنه بهدوء حتى لا يفزعها أكثر يكفيها ما هي به ثم تحرك بهدوء وأمسك يدها متحدثا بحزم 
_ تعالي وريني تليفونك فين 
سارت ماسة خلفه وهي تبكي پخوف شديد بينما رشدي كان يشتعل وهذا أبسط ما يمكن وصف حالته به ...سار معها حتى وصل لغرفتها لتحمل هي الهاتف وتعيد تشغيله ثم تمد يدها به إليه ...نزع رشدي الهاتف من يدها پعنف وڠضب ثم أخذ يبحث فيه لعشر دقائق تقريبا وبعدها أخرج هاتفه بهدوء شديد وأجرى اتصالا 
_ الو يا مصطفى هبعتلك رقمين تعرفلي مين صاحبهم ضروري ...
أنهى كلماته ثم أعطاه الرقمين واغلق المكالمة ....
ابتلعت ماسة ريقها بړعب من نظرات رشدي لها وهو يسألها 
_ من أمتى والولد ده بيضايقك 
_ من فترة يعني اسبوعين او.....
توقفت عن الحديث وهي ترى رشدي يلقي بكل شيء أمامه في ڠضب ثم صړخ بها وقد نسي حديثه لنفسه منذ قليل بألا يزيد خۏفها 
_ اسبوعين اسبوعين ومكلفتيش خاطرك حتى تقوليلي 
بكت ماسة پخوف شديد وهي تتراجع للخلف مخافة أن تطولها يده 
_ انا ...انا والله فكرته واحد بيرخم زي العاده بس...
انطلق لها رشدي جاذبا إياها من ذراعيها پغضب شديد جعلها تطلق تأوها عاليا 
_ حتى لو يا ماسة ...حتى لو بيرخم تيجي تقوليلي ...سامعة حتى لو رقم اتصل بالغلط سامعاني 
أنهى كلماته بصړاخ عڼيف في وجهه وقد تحكم به غضبه...هزت ماسة رأسها بإيجاب وهي تبكي محاولة نزع يده مرددة پألم 
_ انت بتوجعني يا رشدي .
انتبه رشدي لعين ماسة ليجد أن يده تمسك بذراعها بطريقة مؤلمة وبشدة ليبتلع ريقه وهو يبعد يده عنها متراجعا للخلف يمسح وجهه بضيق شديد لما فعله ثم نظر لها باعتذار شديد فهو في غضبه لا يفرق بين حبيب وعدو بل يقتلع كل من أمامه ...
نظرت له ماسة پغضب من بين دموعها ثم تحركت لفراشها تاركة إياه يقف في منتصف الغرفة يلوم نفسه على ما فعله معها ثم تحرك بهدوء للفراش وهو يربت عليها بحنان 
_ ماسة ...متزعليش مني انا بس اتعصبت و...
توقف عن الحديث وهو يراها تغطي وجهها بالكامل بالغطاء دون أن تغيره أدنى اهتمام ليرفع رشدي حاجبه بسخرية من حركاتها تلك ...ابتسم بخبث وهو يعلم جيدا كيف س
خرج من أفكاره الخبيثة على رنين هاتفه المزعج رفع الهاتف أمام عينه يردد بسخرية 
_ اكيد طبعا مفيش غيرك بأم الرخامة بتاعتك دي ...عيل لزج
فتح المكالمة وتحدث بتأفف 
_ نعم يا زفت الطين يا هادي قولتلك مش هرجع البيت غير .......
توقف عن الحديث وهو يستمع لحديث هادي من الطرف الآخر ثم ردد بعدم فهم 
_ أهدى بس وفهمني ماله زكريا 
قبل ذلك بعشرة دقائق 
_ ايه مسمعتش انا قولت ايه بقولك اتجوزها إنت طالما صعبانة عليك اوي كده وكمان شكلها عجباك فاتجوزها إنت لاني خلاص تعبت وانا مستني تتجوز .
صدم لا بل صعق زكريا لحديث ذلك الرجل هل هناك اب قد يقول هكذا حديث عن ابنته يا الله ألا يملك قلب شعر زكريا بارتخاء يد فاطمة الممسكة به وتلك الشهقة المچروحة التي خرجت منها ....
ابتلع ريقه وهو يرفع نظره للرجل ثم تحدث بعد صمت ليس بطويل لكنه مر على الجميع كدهر خاصة منيرة التي كفت عن البكاء وهي تنظر له برجاء تعلم جيدا أن الأمر صعب لكن هذا أملها الوحيد لانقاذ ابنتها فزكريا شاب محترم وسوف يحافظ على ابنتها لكن ذلك الرجل الذي أحضره زوجها تعلم جيدا أنه لن يذيق ابنتها الراحة ابدا ناهيك عن خدمتها لأبنائه فهو ارمل ولديه أبناء من امرأتين ويبحث عن زوجة ثالثة بعد مۏت الاثنتان.....قاطع كل تلك الأفكار التي تدور في رأس منيرة صوت زكريا الذي خرج ثابتة جادا وحازما 
_ انا اساسا كنت هكلم حضرتك عشان اطلب ايد الآنسة فاطمة بس كنت مستني الوقت المناسب وكنت هطلب من الست منيرة تكلم حضرتك عشان اطلب مقابلتك ....
صمت قليلا ثم قال بعدما ابتسم له بسمة هادئة 
_ ولولا الموقف اللي كنا فيه وخۏفي إن حضرتك تظن الأمر مجرد شفقة أو عرض وخلاص كنت طلبتها انا للزواج ...بس بما إن حضرتك مش معترض ابدا فخليني أقولها بشكل رسمي ......
تنفس زكريا وهو يتحدث بهدوء شديد مبتسما له بعدما استرق نظرة لوجه فاطمة الشاحب وبشدة وكأنها رأت وحش ....
_ انا بطلب من حضرتك ايد الآنسة فاطمة وهيكون شرف كبير اوي ليا توافق .
_________________________
_ لا بس انت بوظت وش الواد عيل غبي صحيح ...
تجاهل هادي حديث فرج الذي يرغو ويزبد به منذ ضربه لذلك الشاب والذي اتضح أنه أتى بدلا من أخته لرؤية شيماء وقد كان ينوي التقدم لها ....
حمل هادي كوب المشروب الذي يتوسط الطاولة وهو يتحدث بسخرية 
_ طب بس لان أم اشرف لو سمعتك هتغير اوي .
ضحك فرج بشدة على حديث هادي وهو يفهم معانيه المبطنة 
_ لا يا خويا انا مستقيم والحمدلله ...
نظر له هادي بسخرية ولم يكد يتحدث له بلسانه اللاذع حتى استمع لرنين هاتفه ليجد أن المتصل هو زكريا ...فتح المكالمة وهو يرتشف بعضا من المشروب الساخن 
_ الو يا زيكو .....لا خلصت شغل بس ليه 
تحدث زكريا وهو يبتعد عن الجميع 
_ عايزك يا هادي تجيب رشدي وامي ولؤي وتجيلي عند بيتك عشان هتجوز .
بصق هادي المشروب في وجه فرج بفزع وهو ينهض متحدثا پصدمة 
_ تتجوز عند بيتي هتتجوز امي ولا ايه 
اغمض زكريا عينه وهو يؤنب نفسه على اتصاله لهادي لكن رجح أنه الوحيد المتفرغ لمعرفته أن رشدي الآن سيكون بعمله ولن يجيب عن هاتفه 
_ امك مين يا متخلف انت ......
لكن هادي لم يستمع له وأخذ يندب حظه 
_ يا مصيبتك يا هادي عمال تقول هتجوز أم اشرف هتجوز أم اشرف اديها هتتردلك في امك ...ومن مين صاحبي اللي آمنته على بيتي ....وياترة بقى هقولك بعد كده يا جوز امي ولا تحب اناديك بابا زكريا ...
صمت ثم تحدث بحسرة 
_ على آخر الزمن ابويا يبقى اسمه زكريا لؤي ...يعني يارب انا موعود ابويا اسمه عبدالهادي المهدي و جوز


امي اسمه زكريا لؤي 
لم يتحدث زكريا ولا كلمة وصمت يستمع لجنون رفيقه فهو يعلم أنه عندما يبدأ التحدث فلن يصمت ابدا لذا تركه يفرغ ما في جعبته وهادي لم يتوانى عن الحديث بل أخذ يتحدث دون
تم نسخ الرابط