صراع الاباء

موقع أيام نيوز

الذي ترك عنده ذلك الطفل الغبي بينما شيماء فتحت عينها بفزع تتعجب تصرفات هادي التي تقابلها لأول مرة لكن لم تتوقف كثيرا حيث تحركت بخطوات سريعة خلفة دون أن تركض في الطرقات 
وصل هادي حيث ترك الطفل ليجده يقف جوار أحد اللافتات الكبيرة الخاصة بالحديقة وهو ينظر بعين متفحصة حوله يتختار ضحيته القادمة ابتسم هادي بغيظ شديد يندفع جهة الطفل ثم التقطه پعنف شديد معلقا إياه بالهواء يقول بغيظ وڠضب شديد 
_ بقى انا ياض تضربني بمسډس خرز وياريت ضړبة واحدة لا ازاي لازم تطلع روح الجندي اللي جواك ونزلت ضړب فيا لما خلصت كيس خرز عليا 
تحرك الطفل في يد هادي بحنق شديد يتحدث إليه بنبرة حانقة غير خائڤا بالمرة 
سيبني يا جدع انت انت هترمي بلاك عليا ولا ايه 
فتح هادي عيونه پصدمة من حديثه ثم صاح پغضب 
ارمي ايه يا ضنايا ايش حال ما انا لسه قافشك وانت بتنقب عن ضحيتك الجاية يا سفاح 
أهدى بس وقولي إنت اي واحد فيهم 
هدر هادي في وجهه پجنون 
ماشاء الله ده انت ضحياك كتير ده انت مسجل خطړ بقى 
قرب الفتى من وجهه وهو يتحدث بغيظ 
انا اللي ضړبتني في دراعي يا قليل الرباية 
نظر الطفل لذراع هادي الذي يظهر من قميصه ثم ردد ببرود شديد وحديث لا يليق بسنه 
مش ذنبي ان دراعاتك اغرتني انت اللي نازل من بيتك وقاصد يحصل كده 
نظر هادي لذراعه بفزع شديد ثم همس متجاهلا ضحكات شيماء في الخلف 
ولا انت متحرش يعني قليل رباية وساڤل 
اقتربت شيماء وهي تحاول جذب الطفل من يد هادي وزجرته پعنف شديد على حديثه الذي ردده أمام طفل صغير كهذا 
هادي إنت اټجننت ايه اللي بتقوله ده قدام الطفل 
اسكتي انا عارف الاشكال الژبالة دي كويس 
أنهى هادي حديثه وهو يجذب الطفل أكثر من يد شيماء ثم ردد مشيرا لنفسه بشړ 
اوعى ياض تكون مفكر اني محترم أو هادي وهقول عيل صغير لا فوق ده انا كنت اسود منك يالا ده انا كنت معلم على كل اهالي الحارة وانا صغير 
طب يعني طلعنا مش متربيين زي بعض ليه بقى العصبية دي كلها سيبني بس ونتفاهم وهخليك ټضرب بالمسډس شوية 
ضحكت شيماء بشدة على حديث الطفل وعلى ملامح هادي لتقول وهي لا تستطيع تمالك نفسها 
طب والله لا يقين على بعض كأنه ابنك 
نظر هادي للطفل وكأنه حشرة ثم ألقاه ارضا باشمئزاز مرددا وهو يشير إليه بينما الطفل ينفض ثيابه 
ابني بقى ابني انا يبقى صايع بالشكل البشع ده انا ابني اساسا هبعته لزكريا يربيه مش ناقصة قرف 
أنهى هادي حديثه وهو يلقي بنظرة شريرة للطفل يتوعده ثم رجل تاركا خلفه شيماء تنظر ببلاهة وهي تفكر في كلماته 
_
نظرت ماسة لما تحمل ثم ابتسمت بسمة واسعة وهي تشير للحقائب التي وضعتها ارضا بمجرد دخولها تشرح الأمر لرشدي 
دول شوية حاجات لزوم الفسحة ودول بلالين وورد لزوم المصالحة 
ابتسم رشدي بسخرية وهو يشير للأشياء التي تتحدث عنها 
فسحة إيه لا مؤاخذة ثم أنت جاية تصالحيني بورد وبلالين ليه جاية تصالحي صاحبتك في المدرسة 
صمت رشدي وهو يرى نظرات ماسة قد انقلبت فجأة واختفى بريق عينها ليشعر بأنقباض في صدره ورغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فيجب أن تعلم جيدا أن ما فعلته لا يغتفر بسهولة حتى لا تكرر الأمر 
اتفضلي يا آنسة خدي الحاجة بتاعتك وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام سوا ده مكان شغل 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر للحقائب أسفل قدمها فهي كانت تخطط لمصالحة رشدي كما تفعل كل مرة ثم تأخذه ويذهبا سويا في نزهة جميلة وقد حضرت الطعام لذلك وجهزت كل شيء ولم ينقصها سوى وجوده فقط لكن يبدو أن ذلك لن يحدث 
وبطاعة غريبة لم يتوقعها رشدي هزت ماسة رأسها ثم انحنت قليلا لتحمل الحقائب وأثناء ذلك لمح رشدي محاولات ماسة في مسح دموعها ليشعر بۏجع كبير في قلبه لكن وقبل أن يتحدث بكلمة كانت ماسة تنهض وهي تحمل كل شيء مجددا ثم تحركت للخارج دون كلمة إضافية تاركة رشدي ينظر في أثرها پصدمة فماسة التي يعرفها جيدا لم تكن لتستسلم لأوامره أو تخضع لحكمه بل كانت ستعاند معه حتى يسامحها وينفذ ما تريده لكن ماذا حدث للتو هل رحلت بتلك البساطة 
عند تلك الفكرة فتح رشدي عينه بإدراك لما سببه لها ثم ركض سريعا ليلحق بها حتى يعاتبها قليلا وبعدها يضمها إليه فقد اشتاق عناقها وبشدة لكن عندما خرج وجدها


قد صعدت للسيارة بالفعل وترحل 
وقف ينظر لاثرها بعجز لا يستطيع ترك عمله واللحاق بها لذا رأى أن يكمل عمله ثم يعود سريعا للمنزل ويحدثها بكل شيء 
_
سحب كثيفة تغطي الرؤية أمامها ورغم الظلام الذي يعم بالخارج إلا أن ظلام روحها كان طاغيا يكاد ېخنقها هبطت دمعة دون أن تشعر وهي مستمرة بجلد ذاتها فهي من اوصلت نفسها لهذه المرحلة هي من فعلت كل هذا بنفسها استمرت دموعها في الهبوط وهي تتذكر كلمات هادي أثناء توديعها بالمطار بعدما تم عقد قرانها على ذلك الجالس جوارها في الطائرة لا تعلم كيف انتهى الأمر بهذه السرعة فبغمضة عين كانت تجلس أمام المأذون تدلي بموافقتها ومع غمضة عين أخرى أضحت تجلس جوار زوجها في الطائرة المتوجهة لمسقط رأسه زوجها ياللسخرية يا بثينة ها أنت الآن أصبحت متزوجة وقد حققتي هدفك الذي كنت تطمحين إليه منذ زمن بعيد لكن بفارق صغير وهو أن الشخص المعني ليس هو فبدلا من هادي معشوقها أصبح ذلك الفرنسي البارد المستفزر معشوقها 
حقا تتساءل إن كانت أحبت هادي يوما أم أن ما حدث كان كما قال هادي مجرد مرض تملك 
كان فرانسو ينظر لبثينة ويرى بملامحها حزن دفين هو ليس غبي ليعلم جيدا أنها تحب هادي أو تظن أنها تحبه هو ليس اعمى ليدرك أنها لا تطيقه لكن ماذا يفعل بذلك القلب الأحمق الذي عشقها منذ سنوات واكتفى بها حبيبة 
اغمض عينه يرجع رأسه للخلف يتذكر اول مرة لمحها حينما كان شابا يافعا في مقتبل عمره حينما جاء لمصر رفقة والدته ليزور عائلتها وقتها أخذه احمد في نزهة حول منطقتهم وكان حقا يوما جميلا خلد في ذاكرته وختم ذلك اليوم برؤيتها جميلته الشرسة التي لمحها ټتشاجر مع أحد سائقي السيارات تتهمة بمحاولة خطڤها وأخذها من شوارع غريبة بالله كم كانت جميلة يومها!!! في البداية ظن أن ما يحدث معه اعجاب فقط لرؤيته لأول مرة فتاة بجمال شرقي جذاب كهذا لكن ما حدث معه لاحقا جعله يتأكد أنه سقط صريعا لتلك المتمردة و
خرج فرانسو من شروده على صوت مضيفة الطيران وهي تتقدم لهم بالطاولة الجرارة تبتسم لهم بسمة هادئة عادة ما ترتسم على وجهها وهي تردد 
بعتذر لو بزعجكم يا فندم بس
كنت
تم نسخ الرابط