صراع الاباء
المحتويات
يتحدث وهو يبكي پعنف فهو حتى لم يتمكن من حمايتها نفسيا من رؤية ذلك الحقېر ليأتي له صوتها من الداخل
امشي يا زكريا ومترجعش لاني مش هجبلك غير الحزن وبس صدقني بعدك عني احسن ارجوك امشي
ضړب زكريا الباب پغضب شديد لېصرخ بها من بين دموعه
وأنت مالك حد اشتكالك افتحي الباب بقولك
صړخت فاطمة من الداخل بۏجع شديد به
كل يوم كل يوم كنت بكون سعيد لاني بصحى وعارف إنك مراتي وعلى اسمي كل يوم عشان كنت عارف إني هسمع صوتك كل يوم عشان عارف إني هشوفك يا فاطمة كل يوم وطول ما انت معايا هفضل سعيد افتحي الباب ارجوك
ارجوك يا زكريا سيبني وعيش ارجوك ابعد عني
اغمض عينه بۏجع وهو يهمس لها بۏجع شديد
يا ليت كان ذلك ممكنا غاليتي لكن والله حكم على قلبي أن يكون سجينا مؤبدا لقلبك
بكت فاطمة من الداخل أكثر لا تتحمل حديثه ذلك لتسمع بعدها جملته بصوت مخټنق من الدموع هامسا وكأنه يحدث نفسه
فجأة فتح الباب بشكل فاجئ زكريا ولم يكد يستوعب الامر حتى كانت فاطمة تلقي بنفسها بين أحضانه وهي تبكي پعنف هامسة له ألا يتركها ابدا أن يظل جوارها دائما فهي لا تسطيع من دون ليهمس هو لها بعشق
حتى وإن ود العقل تركك فمن يقنع القلب بالتخلي عنك
_ ظلام هو كل ما يمكنه رؤيته في ذلك المكان ېصرخ منذ ساعات لكن لا أحد يجيبه ابدا شعر بالانهاك الشديد ليتوقف عن الصړاخ وهو يتذكر كيف جاء هنا فبعدما رأى تلك الفتاة في المطعم وركضها بذلك الشكل ومعرفة من تكون ركض سريعا مبتعدا عن المكان عائدا لمنزله حتى يتحدث مع جمال رفيقه بعيدا عن الأعين وما كاد يهبط من سيارته حينما وصل المنزل إلا وشعر أن هناك ثقل شديد يهبط على رأسه مسببا في أغماءه وها هو منذ افاق وهو يحاول مناداة أحد ليفك وثاقه لكن ما من مجيب أخذ يسب پعنف شديد وهو يتخيل أن تلك الحقېرة عادت وأخبرت زوجها بأمره لكن إن هذا صحيح هل سيتمكن زوجها من فعل كل ذلك في هذا الوقت القصير أو حتى أنها لم تخبر زوجها إذا من أحضره هنا
نهايتك على أيدي يا حيوان
أنهى حديثه وهو يخرج هاتفه ثم ضغط على بعض الأزرار ووضع الهاتف على أذنه في انتظار أن يجيبه أحد وصل إليه صوت عبر الهاتف ليتحدث بجمود شديد وهو مازال ينظر لأخيه
بشړ
هبعتلك عنوان تعالوا عليه
كان لا يعي بأي شيء حوله سواها هي فقط تلك التي تستوطن أحضانه ومن قبلها قلبه كان يضمها وهو يشعر بالجوع يكاد يفتت قلبه يتذكر حديثها السابق عن انفصالهما
بينما هي كانت فقط تكتفي بأحضانه عن الكون كله متسائلة كيف تصبح حياتك غريبة بدون شخص ما بعدما كان ذلك الشخص غريبا عن حياتك
عايزة تسبيني يا فاطمة
كان سؤالا معاتبا خرج منه دون وعي يود فقط أن يتأكد أنها لن تكرر الأمر مجددا أو تنطق بتلك الكلمات التي قټلته مرة أخرى
رفعت فاطمة عينها له وهي تحاول ألا تبكي مجددا فيكفيها بكاءا حتى اليوم يكفيها ضعفا وخذلانا
احيانا بتمنى إني كنت اتجوزت الراجل اللي بابا جابه ولا اني اتجوزتك يا زكريا وعذبتك معايا واحيانا مش بقدر اتخيل ازاي كان ممكن تكمل حياتي من غيرك مش عارفة انا عايزة ايه بس كل اللي عايزاه إني أفضل كده يا زكريا في حضنك دايما مهما قولتلك ابعد اوعك تبعد ارجوك متسبنيش يا زكريا
تنهد زكريا وهو يضمها إليه بحنان يدرك ذلك الصراع داخلها جيدا يعلم بما تفكر ويعلم ما تشعر ويا ليته كان له سلطة على عقلها لمحى تلك الأفكار ويا ليته يملك حكم على قلبها لأخذ منها أحزانها كلها لكن كل ما يمكنه فعله الآن هو أن يحاول القصاص لها وبعد ذلك سيعمل على بناء ذكريات أخرى سعيدة له معها
قطع كل ذلك صوت رشدي الذي تنحنح وهو ينظر حوله للجميع المستمتع بما يحدث رفع زكريا نظره لرشدي بحنق شديد وقد استوعب الان أين هما
اقتربت ماسة من رشدي وهي تجفف دموعها متحدثة بغيظ شديد
جرا ايه يا اخ انت ازاي تقطع لحظة رومانسية زي دي ولا هو عشان إنت ملكش فيها فمش مقدر
ابتسم لها رشدي بعدم تصديق لما تقول ثم أشار لنفسه باستنكار هادرا
انا انا مليش في الرومانسية طب خلي حد غيرك يقول كده طيب
نظرت له ماسة بملامح ممتعضة لا تنسى ما قام به معها البارحة ثم هتفت بغيظ شديد
لا تكونش مفكر الكلمتين اللي بتقولهم دول رومانسية
شهق رشدي وهو يعود بجذعه العلوي للخلف هاتفا بردح كالنساء
نعم يا ختي كلمتين كل اللي عملته من وقت ما اتصيت في نظري واتجوزتك من سنين كلمتين ليه كنت بقول كل سنتين حرف ولا ايه
هز هادي رأسه بشفقة
لا حول ولا قوة إلا بالله يابني ده انا لسه كاتب كتابي على اختك وخلاص اجتزت مرحلة الاحضان ده انت بعيد اوي
نظر له رشدي بشړ كبير يزجره بعينه
اسكت انت حسابك معايا بعدين عشان الاحضان دي وانت حاضر لما نرجع البيت هوريك الكلمتين
اشاحت ماسة بيدها بعدم اهتمام وهي تتذمر منه
يا عم بقى انتم مفكرين نفسكم بتعرفوا تتكلموا بص زكريا كان بيعاكس فاطمة بالفصحى ازاي انا عايزة واحد يكلمني فصحى ويقولي فديتك روحي يا روح الفؤاد
نظر الشابان لزكريا بملامح جامدة ليرفع زكريا حاجبه بمعنى ماذا
زفر رشدي ثم اقترب من ماسة قليلا وهو يهمس لها بنبرة حنونة بشدة
عايزة فصحى يا ماستي وحد يقولك روح الفؤاد
هزت ماسة رأسها بنعم وهي تربع ذراعيها لصدرها تدعي الڠضب لتسمع بعدها تلك النبرة المغرية الحنونة التي خرجت من فم رشدي
اذهبي للچحيم يا روح الفؤاد
أنهى رشدي حديث وهو يشير لكلا من زكريا وهادي أن يتبعوه ثم خرج دون أن ينظر نظرة واحدة حتى لماسة التي تجمدت في ارضها من حديثه تفتح فمها پصدمة كبيرة لا تصدق كيف خدعها ذلك المحتال بنبرته الحنونة وهي من أغمضت عينها استعدادا لحديثه المعسول
راقبت ماسة خروج زكريا وهادي خلف رشدي لتمد اصبعها في الهواء تشير به نحو الاتجاه
الذي
متابعة القراءة