صراع الاباء
المحتويات
هي بتشتكي من حاجة أو الفترة الأخيرة كانت مريضة ولا حاجة !
تحركت منيرة وجلست على أحدي الارائك وهي تبكي دون كلمة واحدة وماذا تقول في حالتها تلك هل تستطيع الكلمات أن تعبر عما يسكن داخلها
_
في الداخل كان يضمها وهو يشعر وكأن قلبه يكاد يخرج كمدا على حبيبته يتسائل عن سبب وصولها لتلك المرحلة وهو من تركها سعيدة مبتسمة
_ انا مكانش عندي حد يا زكريا مكنش عندي حد
لم يفهم زكريا حديثها ورغم ذلك شعر بقلب ينقبض بۏجع لنبرتها هامسا لها
_ مش فاهم قصدك ايه يا فاطمة وضحي
رفعت فاطمة وجهها من على صدرة وهمست له بأعين محتقنة بالډماء من كثرة بكاءها
_ شايف إنك نسيت ربنا في الحسبة دي يا فاطمة ربك اللي دايما معاك وجنبك ربك اللي اقرب ليك من كل الناس
نظرت له فاطمة قليلا قبل أن ټنفجر في البكاء وهي تهتف بۏجع شديد
أوقفها زكريا وهو يرى الصراع الذي يدور داخلها والذي كان واضحا تماما على وجهها
_ انت تائبة يا فاطمة يكفي إنك تعرفي تقصيرك فين وتصلحيه وربك غفور ولو تحبي نبدأ سوا من الاول أنا معنديش مانع
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليبتسم هو ويبعد شعرها عن وجهها هامسا بحب
نظرت له فاطمة لثواني لم تفهم قصده حتى لمع مقصده فجأة في رأسها لتبتسم بسمة متسعة وهي تهز رأسها بلهفة شديد وبسرعة توافقه فهي لن ترفض تلك الفرصة الذهبية للتقرب من الله وايضا للبقاء جواره حصنها الآمن وحضنها الدافء
_ أنت الجزء اللطيف الذي ألتجئ إليه كلما أتعبنى العالم لذا اعتني بنفسك لأجلي غاليتي
__
كان المكان هادئ بشكل كبير يتخلل ذلك الصمت صوت مضغ الطعام وتصادم الملاعق
نهضت الام لتحضر طبقا ما من المطبخ كانت قد نسبته بالخطأ ليتحدث الشاب الكبير الذي يترأس طاولة الطعام وهو ينظر لأخيه الأصغر بنظرات تبدو كما لو أنها تخترقه
انتبه مصطفى من طعامه على حديث أخيه الأكبر ليكرمش ملامحه بتعجب متسائلا
_ صاحبي صاحبي مين
ابتسم جمال بسمة باردة وهو يتناول طعامه ببطء مثير للأعصاب خاصة على مصطفى
_ رشدي مش هو صاحبك برضو
ابتسم مصطفى بسخرية وهو يكمل طعامه
_ اه صاحبي فعلابس كان عندك يعني بيعمل ايه
_ كان جاي يشوف مراته لأنها كان مقبوض عليها في خناقة في مؤتمر كده
_ ماسة
كانت ردة فعل سريعة من مصطفى على حديث أخيه الأكبر ليندم بعدها على ما نطق وهو يرى نظرات أخيه ترتفع من طبقه ثم توجه إليه وهناك بسمة مخيفة ترتسم على جانب فمه وهو يهتف بنبرة قد تبدو عادية للبعض لكن بالطبع ليس له هو
_ وانت عرفت اسمها منين
ابتلع مصطفى ريقه وهو يحاول أن يدعي انشغاله في الطعام
_ ما انت عارف إن رشدي صاحبي واكيد يعني اعرف عيلته وووو
_ بس مش مراته يا مصطفى
نظر مصطفى لأخيه يحاول ادعاء الثبات
_ قصدك ايه يا جمال بتلمح لايه
عاد جمال بظهره للخلف هو ينظر لأخيه نظرات مرعبة ثم قال بتقرير
_ بقالك اسبوعين تقريبا بتسهر بشكل مريب ومعظم اتصالاتك بيتذكر فيها الاسم ده ماسة يا ترى دي صدفة ولا
ترك جمال كلامه معلق ليشعر مصطفى بأن الهواء نفذ من حوله فاخيه ليس سهل البتة وإن اكتشف ما يفعل بقسم أنه سيقتله باپشع الطرق
_ دي دي هي واحدة اعرفها كانت قصداني في خدمة وده تشابه اسماء يعني مش
صمت مصطفى لا يعلم ما يقول ليبرر موقفه لكن فجأة اخترق مسامعه صوت أخيه الذي يبدو كما لو أنه فحيح
_ اتمنى يكون فعلا تشابه اسماء لأن لو طلع شكي صح صدقني مش هيكون عندك حتى فرصة ټندم
أنهى جمال حديثه ليضرب الطاولة پعنف ثم نهض تاركا خلفه اخيه يكاد قلبه يتوقف من الړعب مفكرا أن جمال قد يعلم عن أفعاله انتفض فجأة على صوت رنين هاتفه ليمسكه وهو مازال يرتجف ړعبا مجيبا بخفوت
_ الو
_ الو يا
برنس اخبار الدنيا عندك ايه
زفر مصطفى يحاول تهدئة نفسه
_ اسكت بالله عليك عشان قلبي كان لسه هيقف من شوية
_ ايه ده ليه كده حصل ايه
كان الړعب ظاهرا في صوت رفيقه ليجيبه مصطفى وهو ينظر لغرفة أخيه
_ جمال بقى ينخرب ورايا وشاكك بالموضوع إياه بتاع رشدي
انطلق ضحكة من الجانب الآخر تبعه صوته
_ يا اخي اخوك ده كان مشروع جن بس فشل حقيقي مرعب ده انا لما بقف قدامه بحس اني عايز اعترف بكل البلاوي بتاعتي من هيبته
ارتسمت بسمة سحرية على جانب فم مصطفى
_ شوف يا اخي انتم الاتنين نفس الاسم بس شتان ما بينك وبينه
ضحك الاخر وهو يجيب
_ سيبنا من اخوك وقولي هتيجي امتى عندي
اغمض مصطفى عينه مجيبا بحيرة
_ كنت الاول مقرر اخلص من حوار ماسة ده واسافرلك بس شكلي كده هسرع الموضوع المهم انت ظبطلي الدنيا عندك
علت بسمة خبيثة وجه الاخر وهو يجيب
_ عيب عليك يا برنس انت بتكلم جيمي مش واثق في جيمي ولا ايه
ضحك مصطفى وهو يردد بخبث
_ لا عيب ازاي وهو انا ليا غير جيمي ربنا يخليلي جيمي رفيق السوء وكل المصاېب
__
تحركت بخفة في الحارة وهي تحمل بيدها مصحفها الخاص متجهه صوب منزله بسعادة نادرا ما اعتلت ملامحها ونادرا ما زارت قلبها وكيف لا وقد أصبح هو يسكن جسدها كله
تحركت فاطمة بحركات سريعة وخفة جهة المنزل الخاص بزكريا وهناك بسمة جميلة ترتسم على ملامحها فاليوم ستعود مجددا لشيخها لكن تلك المرة بقلب مطمئن مرتاح وليس قلق مرتاب
دقت فاطمة جرس الباب وانتظرت قليلا بشوق كبير حتى اطل وجه وداد البشوش وهي ترحل بها مضيفة
_ فاطمة بنت حلال والله لسه عاملة كيكة عسل ادخلي نأكل سوا لغاية ما زكريا يرجع من المدرسة
_ كده كل شيء واضح
أنهى زكريا كلامته وهو يضع قلمه في حقيبته بعدما انتهى للتو من حصته منتظرا أي سؤال من أحد لكن لم يصدر من أي فتاة شيء ليهز رأسه برضا وهو يبتسم لهن بسمة صغيرة
_ تمام اشوفكم
الاسبوع
متابعة القراءة