صراع الاباء
المحتويات
قلبه
ليشير جهة الغرفة التي دخلت لها منذ قليل
_ هي ...هي كانت ...هي ....
صمت ولم يعرف ماذا يقول ..صمت لكن ضړبات قلبه الهادرة لم تصمت .
__________________
_ خلاص يا مرسي قولتلك كل حاجة هبلغك بيها ...
كان ذلك صوت منيرة الحانق محدثة زوجها الذي يصر على أن تخبره تحركات ابنتها كلها ..
سمع الأثنان صوت يقترب منهما متحدثا بهدوء لكن خبيث
انهت حديثها وهي تنظر لغريمتها التي تقف أمام زوجها
_ ازيك يا منيرة ...عاش من شافك .
ابتسمت منيرة بسمة حانقة وبشدة مجيبة إياها بهدوء
_ الحمدلله يا صفية ..اهو عايشين .
_ وبنتك عاملة ايه يا حبيبتي مجبتهاش معاك ليه على الاقل كانت جات هيصت شوية مع البنات .
زفرت منيرة بغيظ شديد فهي تعلم إلى ما ترمي تلك الحية
لوت صفية فمها يمينا ويسارا بسخرية
_ ياحسرة على ايه يعني ياختي انا قولت تيجي تفرفش لها شوية وتشوف الافراح ...يعني لا هتعمل فرح ولا تحضر افراح يا عيال
أحمر وجه منيرة لتحدث صفية عن هذا الأمر المحظور في هذا المنزل وفي كل مكان لتصيح فيها بهياج
انهت حديثها اللاذع والذي أصابت به صفية في مقټل ثم نظرت لزوجها پغضب شديد لوقوفه هكذا كعمود الإنارة دون الدفاع عن ابنته أمام زوجته البغيضة تلك ...
_ عن اذنكم ترجع البيت لاحسن فاطمة لوحدها ...ابقى قول لأختك يا مرسي إني سبقتها لما تخلص الحنة براحتها يبقى تحصلني..ولو عايزة تبات براحتها
_ مرات عمي أنت ماشية ولا ايه مش هتاكلي
رمقتها منيرة بشړ كبير وسخط
_ تسلمي يا حبيبتي يبقى ناكل في فرحك .
نظرت علياء لأثر زوجة عمها الغاضبة بتعجب لكنها رجحت الأمر لحدوث مشاداة بينها وبين والدتها كالعادة ...فمنيرة تكون زوجة عمها الذي تزوج والدتها بعد مۏت والدها ...ليصبح مرسي في مقام والدها بعد الزواج من والدتها ...
دقائق عصيبة مرت على زكريا الذي كان يقف في الخارج مع هادي و والدته وسناء بعدما أتوا خلفهم بسرعة ...
خرج الطبيب ليتجه له زكريا بړعب شديد وهو يسأله عما حدث
_ خير يا دكتور هي كويسة
هز الطبيب رأسه بإيجاب أنها بخير
_ متقلقش هي كويسة دلوقتي ...
_ طب هو ايه اللي حصل !
_ معرفش ...
شهق زكريا بفزع مصطنع وهو يعود للخلف
_ يا ستير يارب ....ودي ليها علاج ولا نسفرها برة يا دكتور
رمق الطبيب زكريا بحنق لعلمه أنه يسخر منه
_ حضرتك بتتريق
ابتسم زكريا بسمة مغتاظة وقد بدأ يفقد هدوءه
_ يعني هو الكلام اللي حضرتك بتقوله منطقي يعني لو حضرتك معرفتش هي فيها إيه مين اللي هيعرف هادي
أنهى حديثه بسخرية مشيرا لهادي الذي يقف جواره ليتحدث هادي بحنق
_ الاه وماله هادي مش يمكن اطلع بعرف وأنا معرفش بعدين متنساش اني كنت علمي علوم ..ده انا جبت ٩ من ١٥ في أحياء اولى ثانوي
رمقه زكريا بشړ ليصمت ثم نظر مجددا للطبيب الذي بدأ يتحدث متغاضيا عن حديث الاثنين
_ الآنسة معندهاش أي شيء عضوي ابدا اقدر أشخص منه مرض ...عموما أنا طلبت تعمل أشعة على الرئة عشان نتأكد اكتر ...بس موضوع شلل الجسم اللي حصل ده نفسي مش عضوي ...ياريت تعرضوها على طبيب نفسي افضل .
أنهى حديثه وهو يستأذنهم للرحيل تاركا الجميع يقف بتعجب من حديثه ...فما هي الحالة النفسية التي قد تؤدي لشلل جسدها
فجأة انتبه الجميع لصوت بكاء يأتي من نهاية الممر والذي لم يكن سوى لمنيرة التي حدثتها وداد بمجرد دخولها للمشفى واخبرتها كل ما حدث ....
اقتربت منيرة وهي تكاد ټنهار ارضا من كثرة الړعب الذي يسكن قلبها على ابنتها ...اتجهت لها وداد سريعا تحاول تهدئتها لكنها استمرت في البكاء تلوم نفسها لتركها ابنتها وحدها في المنزل رغم علمها بحالتها ....
لم يفهم زكريا مقصدها لكنه استأذن من الطبيب لتدخل عند ابنتها وتطمئن عليها ...ثم نظر لوالدته وأخذ هادي ليدفع ثمن الفحص الذي أجراه الطبيب .......وهو يتنهد بتعب فهذا اليوم كان ملئ بالمفاجآت حقا .....
____________________
_ تعالى يابني ډخلها الاوضة دي
اردفت منيرة وهي تشير لغرفة فاطمة التي يحملها زكريا ....دخل زكريا للغرفة بحرص شديد وخوف على تلك التي تتوسط أحضانه ثم انحنى قليلا على الفراش جاعلا إياها تتمدد بحذر شديد وما كاد يبتعد عنها حتى وجد يدها ما تزال تتمسك في ثيابه پعنف كما كانت تفعل حينما اخذها للمشفى ...
ابتلع زكريا ريقه ثم ابتعد سريعا مستغفرا ربه ....
واخيرا استطاع الفكاك منها ثم كاد يخرج خلف والدتها لولا أنها أمسكت يدها مرسلة بشرار عبر جسده ..فهذه الفتاة هي الوحيدة التي استطاعت تحطيم حدوده ودخولها ضمن اماكن شائكة حرص دائما على إبقاء أي فتاة بعيدة عنها ....
اغمض عينه بضيق شديد محاولا أن ينزع يده من يدها طاردا كل تلك الأفكار من رأسه لكنها فتحت عينها بتعب شديد تشدد على يده بحزن هامسة
_ لا لا خليك ارجوك
تصنم جسد زكريا وهو يبتلع ريقه ..لكنه رغم ذلك نزع يده بخفة منها وخرج سريعا مخبرا والدتها أنه وضعها مكانها متمنيا لها الشفاء العاجل ...ثم غادر سريعا تاركا والدته تجلس رفقة والدتها وقلبه يكاد يخرج من ذلك الموقف الذي يختبره لأول مرة ..
اغمض عينه پغضب شديد من نفسه ينهر نفسه عما فكر به وهو معها....ما بك زكريا هي مريضة لا تعي شيء ....بينما أنت
توقف في منتصف الطريق يتنفس پعنف ...انا ماذا ما الذي حدث لي ألأنها أول فتاة يقترب منها بهذا الشكل أم.......
____________________
في صباح يوم جديد كان زكريا يتسطح على فراشه بتعب ...فقد عاد البارحة متأخرا بعدما ظل هائما على وجهه كالمغفل يجلد نفسه دون رحمة عما فكر به ...وقد اتخذ قرارا لا رجعة فيه .
استيقظ زكريا من نومه وادى صلاته وخرج من الغرفة حيث وجد والده ينتظر الافطار على الطاولة ووالدته تعده بهمة كبيرة ...
ابتسم زكريا وهو يجلس ملقيا السلام على الجميع ليسمع صوت والده الحانق
_ كنتم فين امبارح يا زكريا امك مش راضية تقولي ...معقولة كنت رايح تخطب من غير ما اعرف يا ابني ايه هعرك يا ژبالة ولا ايه
فتح زكريا فمه بتشنج من خيالات والده ولم يكد يتحدث حتى وجد والده يتحدث بدرامية كبيرة
_ طبعا
تلاقيك مستعر من ابوك اللي فاتح محل حلاقة ....ومين يعني هيكون فخور إن أبوه حلاق على باب الله
تألم قلب زكريا كثيرا على والده لذا سريعا نهض متجها صوبه يضمه بحب شديد مقبلا رأسه
_ ابي أنت فخري
متابعة القراءة