صراع الاباء

موقع أيام نيوز

ركض
جهة الغرفة ليجد وجه ماسة قد احمر بشدة وعيونها تذرف الدموع بلا توقف وتأوهاتها تملء المكان كله .
_ يا ستار يارب ...مالك يا ماسة يابنتي حصل ايه 
رفعت ماسة عينها بتعب شديد لابراهيم وهي تحاول التحدث لكن لا شيء فقط تحرك شفتيها بصعوبة شديدة ...
حملها ابراهيم سريعا وهو يحدق بشيماء التي تبكي جواره 
_ شيماء حطي طرحة على رأسها بسرعة يابنتي خليني اخدها لاي مستشفى ....
ركضت شيماء سريعا واحضرت حجاب ماسة الذي كان ملقيا على الأرض ووضعته على رأسها ثم تحركت خلف والدها بسرعة وخلفهم سحر التي فزعت من مظهر ابنتها تاركين في المنزل اسماء التي تحتضن ابن اختها الذي يبكي پخوف على أخته .
تحرك ابراهيم سريعا لسيارته وهو يضع ماسة في الخلف وجوارها تجلس شيماء التي كانت تبكي بشدة ...ثم صعد لمقعد السائق وهو يتحدث بسرعة 
_ كلمي اخوك يا شيماء خليه يجلينا على المستشفى اللي في الشارع الرئيسي ...
اخرجت شيماء هاتفها تحاول مجددا التحدث مع رشدي لكن لا رد 
_ تليفونه مقفول يابابا ومش عارفة أوصله.....
________________
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير......
أنهى المأذون كلماته المعتادة التي تقال في نهاية تلك المناسبة السعيدة عادة لكن في هذ الحالة كانت الوجوه ما بين متجهمة وحاقدة ومترقبة ومرتاحة .....
ابتسم هادي بغباء وهو ينظر لرشدي بعيون مترجية 
_ بقولك يارشدي بما انك جيت من الشغل بدري اهو اروح اجيب امي والخلاط ونيجي نكتب الكتاب زي زكريا عشان نبقى احنا التلاتة كاتبين الكتاب ايه رأيك في الفكرة دي !
ادعى رشدي التفكير ثم قال 
_ انا عندي فكرة حلوة ...انت تفضل سنجل كدة خمس ست عشر عشرين سنة عشان تغزي العين عننا ..اصل لو احنا التلاتة اتجوزنا ناخد عين يا بني ..
_ يبقى أشغل الرقية الشرعية ...ها قولت ايه اروح اجيب جاتوه وورد والخلاط 
ابتسم رشدي بسمة سمجة ثم هز رأسه بلا ليضغط هادي على شفتيه بغيظ كبير ثم انتبه على صوت لؤي وهو يتحدث ببسمة وهدوء 
_ طب يا جماعة باذن الله بكرة نيجي نقعد كلنا سوا ونتفق على كل حاجة ....دلوقتي استأذنكم عشان معاد دوا الضغط .
أنهى حديثه يرمق ابنه بشړ كبير ثم رحل من وداد التي لم تتحدث كلمة واحدة منذ بداية الجلسة تاركين زكريا يكاد ېحترق محله بسبب الڠضب الواضح الذي كان يسكن أعين والديه ...
نظر لهم زكريا ثوان ولم يعرف ماذا يفعل هل يدخل ويجلس معها أم يرحل ام ماذا 
لكن كل ذلك اختفى حينما سمع صوت منيرة تناديه بهدوء شديد وهي ترمق زوجها ونحمده بجمود كبير 
_ زكريا يابني ادخل خد مراتك معاك لو سمحت .....
_____________________
خرجت شيماء من الغرفة التي ترقد بها ماسة وهي لا تشعر بشيء حولها منذ سقطت مغشي عليها في المنزل ..تقدم لها ابراهيم سريعا پخوف فهو انتظر في الخارج بينما دخلت ابنته وسحر معها 
_ ها يا شيماء يابنتي هي كويسة 
ابتسمت له شيماء وهي تربت على كتفه ثم ارشدته للمقعد حتى يجلس ثم تحدثت وهي تطمئنه 
_ أهدى يا بابا هي كويسة الحمدلله الدكتور قال حمى شديدة شوية بس هتاخد أدوية وتكون كويسة والحمدلله أننا لحقناها ....بس
صمتت شيماء وهي تلوي شفتيها بضيق 
_ بس هي عمالة تنادي على رشدي جوا وبتخرف باسمه وهو موبايله لسه مغلق ومش عارفة اوصله و....
صمتت فجأة وقد خطرت لها فكرة غبية قليلا لكنها سبيلها الوحيد لذلك ...انتبهت لصوت والدها وهو ينادي عليها 
_ ايه يابنتي روحتي فين 
_ ولا حاجة يابابا بس انا بعد اذنك هكلم هادي هو الوحيد اللي يقدر يروحله ويجيبه من الشغل بعد اذنك .
هز ابراهيم رأسه بارهاق وهو يشير لها بيده أن تفعل 
_ تمام بس بسرعة يابنتي .
اخرجت شيماء هاتفها سريعا وهي تبتلع ريقها بخجل ثم أحضرت رقمه الذي سجلته حينما ارسل لها رسالة وضغطت على زر الاتصال في انتظار أن يجيب عليها ....
_____________
كان يجلس رفقة رشدي بعدما أخذ زكريا زوجته للمنزل مع والديه حتى تنتهي منيرة من أمر زوجها ثم يعيد زكريا فاطمة مجددا فهو رفض أن يستضيفها في منزله بشكل دائم قبل أن يشهر زواجهما في المسجد ويقيم لها زفافا كأي فتاة ..لتقترح منيرة أن يأخذها معه الان فقط حتى تنتهي من أمر زوجها وبعدها هي ستذهب لأخذها ولاحقا يتناقشون في أمر زفافهما وغيره من التفاصيل ...
وقتها دخل زكريا بعدما طرق الباب ليجدها تنام على فراشها بكل براءة وهدوء وعلى وجهها أثر دموع ...حسنا زكريا لا بأس فهي زوجتك وحلالك الآن ينقصك أن يعلم الجميع بزواجكما حتى يصبح صحيحا مائة بالمائة ....دخلت منيرة على زكريا لتجد أن ابنتها نائمة بهدوء وزكريا ينحني قبالتها في هدوء ينافس هدوء نومها ....
لذا تراجعت للخلف قليلا وهي تتنحنح بخفوت متحدثة سريعا وهي تخرج 
_ معلش يا ابني شيلها لان شكلها تعبان ومش هتصحى....
تحدثت وهي تكاد تخرج لولا كلمة زكريا التي اوقفتها ولا يعلم كيف حديث ذلك 
_ طب معلش لبسيها أي حاجة واسعة عشان وهي نايمة ممكن ...يعني قصدي هو إني .....
اه يا الله لما الأمر صعب هكذا ابتلع ريقه وهو يرفع نظره لمنيرة يتأمل أن تكون قد فهمت عليه ..ابتسمت منيرة وهي تهز رأسها متفهمة ثم توجهت سريعا لدولاب ابنتها وأخرجت إسدال الصلاة وهي تطلب منه رفعها حتي تتمكن من جعلها ترتديه ...
حسنا هذا كثير عليه في يوم واحد ...اقترب منها زكريا ببطء وهو يرفعها جيدا وبحرص شديد لتصبح تقريبا بين أحضانه لتلبسها منيرة الاسدال سريعا ثم قبلتها بحب وهمست لزكريا 
_ معلش يابني خدها معاك ولما ابوها يمشي هاجي انا أخدها عشان متسمعش حاجة تزعلها كفاية اللي سمعته لغاية دلوقتي ...
هز زكريا رأسه مبتلعا ريقه بتوتر ينظر لتلك التي تستوطن أحضانه للمرة الثانية لكن هذه المرة وهي زوجته ...لا يعرف لماذا لكن عندما رأى والدتها تنحني مقبلة إياها اراد هو الآخر أن يقبلها قبلة صغيرة وشعور في داخلها أنه يحمل طفلته لا ينفك يتركه كلما اقترب منها .....
تحرك زكريا للخارج وهو ينظر لرشدي وهادي نظرة فهم الاثنان معناها ليتحركوا أمامه سريعا يراقبون له الطريق فلا أحد يعلم أنها زوجته وقد تتكاثر الأقاويل عليهما.....
سار زكريا بها حتى وصل البناية الخاصة بها ليتركه كلا من هادي ورشدي بعد أن ألقى عليهما كلماته المقتضبة 
_ هادي بلغ الشيخ ساجد اني هعمل اشهار لعقد زواجي بعد صلاة الجمعة بكرة ....
أنهى حديثه وهو يصعد الدرج بها تاركا خلفه رشدي وهادي ينظران لبعضها البعض بتعجب ومازالت الصورة لم تتضح بعد ....
ذهب الشابان حتى القهوة ليجلسا عليها بهدوء شديد ليتبعهم


بعد دقائق زكريا الذي جلس وهو يتنفس پعنف شديد وكأنه كان يركض لاميال....
رفع زكريا نظره للاثنين بتعجب لتلك النظرات التي يرمقونه بها 
_ فيه ايه بتبصوا كده ليه 
ابتسم رشدي وهو يضرب هادي بمشاكسة غامزا له
تم نسخ الرابط