صراع الاباء

موقع أيام نيوز

خلينا
نجهز الاستاذ 
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لرشدي بحنق 
لا بقولك ايه متكلمناش كده انت اساسا مبقتش الكبير عشان تزعق وتتأمر لان جمال هو الكبير صح يا رجالة 
نظر له رشدي بملامح جامدة وهو ينظر خلفه بتعجب يحاول البحث عمن يتحدث عنهم هادي وهو يقول 
كلام جميل بس هو فين اللي انت بتتكلم عليهم 
نظر له هادي بعدم فهم ليستدير مشيرا لجمال لكن لم يجد أحد خلفه ليهمس بحنق 
اخص على اشكالكم شوية عرر 
أنهى حديثه وهو يلتفت لرشدي مبتسما بغباء ولم يكد يفتح فمه ليجد رشدي يسحبه داخل المحل بحنق 
يلا ادخل شوف بدلة زكريا اكويها 
تحرك هادي بحنق تحت دفعات زكريا ليرى زكريا يجلس على مقعد و لؤي يحلق له شعره رأسه قليلا ويهندم لحيته وعلى الكرسي المجاور كان يجلس فرج وهو يحمل مجلة ما يشير لصورة بها 
اهي يا لؤي القصة دي عايزة تعملها ليا 
اقترب هادي بفضول من فرج ينظر لتلك الصورة التي يشير لها ثم بعدها نظر لرأس فرج التي تكاد تخلو من الشعر وهو يقول بعدم فهم 
دي هتعملها فين القصة دي يا فرج في شعر رجلك 
نظر فرج بغيظ لهادي بعدما تعالت الضحكات على حديثه 
لا يا خفيف يا ظريف هعملها في شعري عشان كتب كتابي على ام اشرف 
صفق هادي بسعادة ثم أطلق بعض الصفير وهو يقول بمرح 
ايوة بقى يا خلبوص بس مش شايف يعني يا فرج إن كثافة شعرك لا تسمح ليك بالقصة دي 
نظر فرج في المرآة قليلا ثم قال ببسمة باردة مستفزة 
لا مش شايف 
ضحك لؤي عليهما وهو ينحني ارضا ليصل عند لحية ابنه يهندمها بحنان شديد لا يصدق أنه الآن يجهز ابنه الحبيب والوحيد للزواج ابتسم زكريا وهو يرى دمعات والده التي تكاد تهبط لينحني وهو يقبل رأسه هامسا له 
شكرا لك يا ابي على كل شيء فعلته لي سابقا شكرا على تربيتي بشكل افتخر به يا غالي 
هنا وسقطت دموع لؤي وهو ينهض ليضم رأس ابنه مقبلا إياها بحنان شديد هامسا بحب 
حبيبي مش مصدق إن انهاردة فرحك يا قلبي 
ابتسم زكريا وهو يضم والده هاتفا بحب 
انا وصلت هنا يا لؤي بفضل الله ثم دعواتك انت وست الكل واكيد مساعدة الشباب 
أنهى حديثه وهو ينظر لأصدقائه بفرحة ليبادله الجميع البسمة 
تحدث هادي ليقطع حالة الشجون تلك 
بعدين ما تنساش يا حاج لؤي إن الاسم اللي سميته لزكريا والموسيقى بين اسمكم دي هي اللي عرفتنا على بعض ولا ايه 
ضحك رشدي پعنف وهو يتذكر كيف تعرف عليهما 
رفيقا الكفاح 
تحدث جمال بعدم فهم بعدما كان يختار كارفات مناسب لبذلة زكريا 
ايه ده مش فاهم ازاي ده 
ضحك هادي بشدة وهو يشير لزكريا 
أنت ما اخدتش بالك من الاسم الاستاذ اسمه زكريا لؤي شوفت جبروت أبوه 
ضحك جمال بشدة ليس على الاسم بل على طريقة هادي وملامحه وهو يخبره الأمر ليرى هادي يشير لرشدي الذي حذره 
تعرف اسم رشدي ايه 
تحدث جمال بتعجب من السؤال 
رشدي ابراهيم 
لا رشدي أباظة ابراهيم 
أنهى هادي حديثه وهو يسقط ارضا من الضحك على ملامح الحنق في وجه كلا من زكريا ورشدي ليقول رشدي بسخرية 
تعرف الاستاذ اسمه ايه 
كان جمال يضحك بصخب أثناء حديثهما لا يستطيع تحمل الأمر ليقول رشدي بسخرية 
الاستاذ اسمه هادي عبدالهادي المهدي تقريبا الحاج الله يرحمه كان عايز يأكد على حاجة معينة لكن للاسف محصلتش 
هنا واڼفجرت قهقهات جمال على الجميع ليشاركه الكل في تلك الضحكات وبعدها بدأ كل واحد منهم يقوم بعمله في جو من السعادة والفرح 
اتى المساء حاملا مع بذور السعادة ليغرسها في قلوب الجميع فها هو اليوم واخيرا حان وقت اتحاد القلوب بعد وقت طويل من المعاناة 
كان يقف أمام المكان الذي يوجد به قلبه ينتظر بترقب شديد أن تطل عليه بهيئتها البهية و ها هي وكأنها استمعت لأفكاره تخرج بخطوات بطيئة من المكان بهيئة جعلته يحبس أنفاسه وهو يردد دون وعي 
تبارك الرحمن 
كان يتنفس بسرعة وهو يتجه صوبها بتمهل شديد لا يصدق أنها واخيرا أصبحت ملكه وستقطن معه تحت نفس السقف وقف أمامها


وهو يتأمل وجهها الذي كانت تخفصه ارضا بخجل لينحني هو قليلا حتى يصل لها 
والآن فقط علمت سبب اختفاء القمر ربما خشي أن يقارنه الجميع بك فيخسر تلك المقارنة جميلتي فوالله أن جمالك قد تخطى كل جمال في عيني أشعر بقلبي يصارع للخروج 
ابتسمت فاطمة وهي ترفع رأسها واخيرا تواجهه هامسة 
انا بحبك اوي 
ضحك زكريا بشدة عليها فهي كلما شعرت بالخجل من حديثه أو توترت تقول تلك الكلمة فهي أضحت ملجأ لها في تلك المواقف اقترب منها زكريا يقبل جبينها بكل الحنان الذي يمتلكه في قلبه هامسا لها 
حسنا قد لا أجد يوما إجابة على كلمتك تلك لكني والله يشهد أنني متيم بك حتى أنني تخطيت تلك الكلمة منذ زمن 
ابتسمت له فاطمة وهي تحاول منع دموعها من الهبوط 
ابتسم زكريا وهو يمد ذراعه لها لتتمسك فاطمة به وهي تسير جواره لا ترفع عينها من عليه تتبعها زغاريد والدتها وماسة وشيماء 
بينما بدأ الشباب في ضړب الدف بعيدا عن النساء قليلا و رشدي غني بصوت جهوري بديع يردد خلفه جميع الرجال في زفة جعلت أعين فاطمة تلتمع بالدموع فهي في الأساس لم تتخيل أن تتزوج أحد ك زكريا وفي زفاف كهذا 
وصلت السيارات بعد زفة طويلة مبهرة إلى المكان الذي تم ترتيبه سابقا لتلك المناسبة ليهبط زكريا من السيارة وهو يمسك بيده فاطمة يسير بها بكل سعادة نحو المكان الذي تم تجهيزه للنساء بعيدا عن ضوضاء الرجال والذي كان في منزل فرج بعد أن اقترح فرج عليهم أن يستغلوا كبر مساحة منزله فهو الأنسب لتلك المناسبة وقد رحب ابنه البكر بذلك خاصة بعدما علم ما فعله الشباب لأجل والده اثناء سفره 
ابتسم زكريا وهو يجلس رفقة فاطمة يشاهد فرحتها تلك وهي تراقص الجميع بسعادة كبيرة وتستقبل التهاني منهم كان يرمقها بأعين سعيدة فخورة بما وصلت له حبيبته القوية 
حضر والد العروس ليهنأها لتتوقف فاطمة عن الرقص قليلا وهي تنظر لوالدها الذي كان يبكي بتأثر مما يراه يعض أنامله ندما مما فعله بابنته لكن وللمفاجأة وجد ابنته تركض صوبه وهي تلقي نفسها في أحضانه بحنين شديد متذكرة حديثها مع زكريا حول أمر والدها وقد أقنعها زكريا أن تعفو عنه فوالله هذه الحياة لا تستحق أن نعيشها بحزن أو ڠضب أو تكون هناك غصة بقلوبنا 
بكى مرسي بشدة وهو يقبل وجه ابنته يعتذر لها بينما منيرة كانت تقف بعيدا وهي تمسح دموعها بتأثر وقد قررت أن تسامح هي أيضا زوجها ليس لأجلها بل لأجل ابنتها فقط فهي تستحق أن تجد دائما عائلة خلفها تدعمها كأي فتاة
خرج
تم نسخ الرابط