صراع الاباء

موقع أيام نيوز

هادي
الذي يقف مع أخته أمام المنزل وملامح أخته الفزعة والتي كانت تبدو أنها على وشك البكاء .....ليقترب منه ويتناهى لمسامعه صوت شيماء تنتحب مرددة اسم ماسة ...
كرر رشدي سؤاله مجددا وقد بدأت شياطينه تتراقص أمامه مفكرا أن ذلك الحقېر فعل بها شيء آخر أو أنها تعرضت لنوبة الهلع التي تصيبها 
_ مالها ماسة 
رفع عيونه لها يبتسم تلك البسمة البشوشة والهادئة... تنحنح قليلا يجلي حلقه حتى يتحدث... وما كاد يفتح فمه حتى سبقته هي بالتحدث سريعا 
_ تشرب إيه
ضيق عيونه بتعجب ثم أبتسم لها بسمته الساحرة وهو يتحدث بهدوء شديد ونبرة حنونة 
_ متتعبيش نفسك أنا كويس... إنت بس اسمعيني ارجوك
نظرت له تفرك يديها بتوتر شديد وكيف لا و هي تجلس الآن أمامه ....حقا غباء اوليست تجلس مع زوجها الذي نامت يوما في أحضانه وكان عناقه هو ملجأها الوحيد والان تعاني كل ذلك الخۏف والتوتر ... أهذا تأثير تلك الجلسة التي تتحدث الفتيات دائما عليها الرؤية الشرعية 
ابتسم زكريا يعلم ما تفكر به الآن ليتحدث بصوته الهادئ الرزين 
_ خاېفة مني ولا قلقانة 
رفعت عينها سريعا له تتعجب كيف قرأ دواخلها... وكأن ذلك كان عسير على أي أحد ملاحظته.... اخفضت عينها سريعا تهز رأسها برفض ليبتسم هو متنهدا بيأس من تلك الصغيرة 
_ طب عايزة تسأليني في حاجة
هزت رأسها برفض تام هي فقط كل ما تريده الآن أن تختفي من أمامه....... صمتت وصمت هو بدوره حتى كادت أصوات الأنفاس تسمع في المكان.. ثواني مرت قبل أن تستمع لنبرة صوته المميزة يحدثها بالفصحى 
_غريبة هي الدنيا... كيف يتحول شخص ما من مجرد غريب في حياتك..... إلى دعوة لك في كل صلاة
صمت قليلا ثم قال ببسمة وقد نجح في أن يجعلها ترفع عينها له 
_ أتخشيني وأنا أخشى عليك من أن ارتكب فيك ذنب صغير... كم أنت قاسېة سيدتي!!!
هل قالت سابقا أن الفصحى مملة.... هل سخرت سابقا من تحدثه بالفصحى حسنا هي الآن تسحب كل هذا فوالله أنها الان عاشقة للفصحى منه هو... رمقته تفكر هل هذا هو الشيخ زكريا الذي كانت صديقتها تخيفها منه وتخبرها كم أنه قاسې جلف بلا شعور........
شعرت به ينهض من مكانه وهو يخرج بهدوء من الغرفة لكن قبل أن يخرج توقف قليلا يهمس ببسمة شعرتها من خلال حروفه 
_شوفتي ادينا اتكلمنا اهو وما عضتكيش......عشان تعرفي بس اني شيخ طيب وإن الموضوع بسيط جدا .
أنهى حديثه وهو يخرج وضحكته قد رن صداها في قلبها قبل أن يرن في الغرفة....
نظرت فاطمة في أثره پصدمة تتساءل هل انتهى الأمر بهذه السرعة هي حتى لم تتحدث سوى كلمتين فقط ...هل كان جادا حينما قال إنهم سيبدأون من البداية تماما فهو كان يحدثها كما لو أنه جاء للتعرف عليها أو ما شابه ..
خرجت فاطمة من شرودها على رؤيتها له عائدا مجددا لكن هذه المرة جلس جوارها وهو يردد بنبرة عادية 
_ تقريبا لسه مخلصوش كلام ورغي برة فخلينا قاعدين شوية هنا ..ها ايه رأيك فيا وانا عامل عريس 
يالله هل هو جاد حقا ابتسمت فاطمة تهز رأسها بعدم تصديق لحديثه ليبتسم هو أيضا ثم صمت لا يعلم ماذا يقول ليدوم الصمت دقائق قبل أن يقطعه هو بتردد 
_ فاطمة هو أنت يعني حاليا موافقة بكامل إرادتك على جوازنا قصدي يعني فيه مثلا أي مشاعر ليا أو حتى استلطاف 
كان يتساءل وهو يشعر بقلبه يصارع للخروج من التوتر والخۏف ...
تفاجئت فاطمة كثيرا من حديثه لتنظر له پصدمة تفكر في حديثه هل هي كذلك هل تقبلت ذلك الزواج ام أنها مازالت تراه أمر واقع طال صمتها مما أصاب زكريا بالتوتر لتقرر فاطمة أن ترحمه وهي تنظر له بخجل شديد 
_ معرفش ....كل اللي اعرفه إن لو كنت الاول هحارب عشان انهي الجواز ده فأنا حاليا هحارب بكل ما املك عشان احافظ عليه .
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحب شديد 
_ لا تحتاجين للحرب اميرتي فما من قوة على هذه الأرض قادرة على ابعادي عنك ...
ابتسمت فاطمة تعترف في نفسها انها عاشقة لذلك الرجل ...وعاشقة للهجته التي تصيب قلبها مباشرة ...تحدثت فاطمة بخفوت رغم كل ما قاله منذ قليل وما فعله سابقا لأجلها إلا أن كلماته تطمئنها أكثر 
_ وأنت لسه حاسس إنك انجبرت على الجواز ده 
ابتسم زكريا على سخافة تلك الصغيرة ثم همس لها وهو ينظر لها بحب 
_ حسنا فاطمة لا اعلم كيف اثبت لك أن ذلك القلب وقع صريع هواك لكن كل ما يمكنني قوله هو ....
صمت قليلا يحاول ترتيب كلماته والتي تمر على قلبه اولا قبل أن ينطقها لسانه 
_ ولما سكنت القلب لم يبق موضع
بجسمي إلا ود لو أنه قلب .

الفصل الرابع 
_ هفضل كتير مستنى انطقوا فين ماسة 
ارتعدت شيماء من حديث رشدي رغم نبرته التي كانت هادئة عكس عينه المشټعلة پغضب مخيف ركضت شيماء واختبأت في هادي الذي وقف امام رشدي يحاول تهدئته 
_ أهدى بس يا رشدي زعيقك ده مش هيحل حاجة
جذب رشدي شعره بعين وڠضب شديد وقد بدأت بنرته تعلو پغضب شديد 
_ برضو هيقولي اهدى مش لما اتنيل اعرف هي فين يبقى وقتها اشوف أهدى ولا اتنيل على عين أهلي اتعصب
نظر هادي لشيماء التي كانت ترتعد خوفا تفكر في كيفية الهروب من حصار أخيها فهو لو علم ما فعلته ماسة تقسم أنه سينزل المنزل على رؤوس الجميع ولن يتمكن أحد من تهدئته 
ازدادت قتامة نظرات رشدي وهو يرمق شيماء بشړ في انتظار أن تتحدث وتنهي هذا الصمت المقيت لكن ما أنهى الصمت لم يكن صوت شيماء بل كان صوت رنين هاتف رشدي والذي تجاهله مرارا وتكرارا حتى مل وأخرجه من جيب بنطاله ليرى رقم غريب
ضيق رشدي نظراته بتفكير وصوت داخله يخبره أن المتصل هذا ليس سوى بلاء رأسه الذي أوقع نفسه به بتسرع وبالفعل بمجرد أن فتح المكالمة حتى سمع صوت بكاء عڼيف و صوت ماسة يعلو 
_ رشدي الحقني انا اتقبض عليا 
_ هو ايه ده 
ابتسم زكريا على ملامح فاطمة المصډومة لحديثه السابق ورغم أنها سمعته جيدا وهو متأكد من هذا إلا أنه اعاده مجددا على مسامعها لكن هذه المرة بلين قليلا يحاول سبر اغوارها وتبين رأيها 
_ بقولك عايز نعمل الفرح قريب انا شقتي جاهزة من فترة اساسا محتاجة بس شوية حاجات بسيطة وتكون ناقصة وجودك بس 
شعرت فاطمة بجسدها ينكمش بړعب وهي تتخيل نفسها تعيش معه في شقة بعيدا عن والدتها واحضانها حسنا هي بالفعل تقبلت وجود زكريا في حياتها لكن ليس لهذه الدرجة هي لم تتعافى بعد لم تتقبل أمر أن تملك رجلا في حياتها ويتدخل في كل شيء وهو يرغب أن يتزوجوا 
كان زكريا يتابع كل تعابير وجهها وكأنه سيختبر بها وقد لمح اعتراضها بل رعبها من
الفكرة
تم نسخ الرابط