اشرقت بقلبه
المحتويات
عملوه فيكي!
هكذا تسائل بخفوت بعد برهة لتجيبه
أنا مش ببكي عشانهم يا رضا ببكي لأني فرحانة إن ربنا انتقملي دار في عقلي شريط طويل وافتكرت ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم افتكرت كل حاجة حرموني منها أنا وكلت ربنا فيهم ومخذلنيش وخدلي حقي.
لثم جبينها بحنان طاغي هامسا
دعوة المظلوم لا ترد يا أشرقت.
أومأت بقوة قائلة
منحها نظرة متسائلة لتكمل حاسة براحة رهيبة جوة قلبي الحجر اللي كان جوايا والألم اللي كنت بحسه اما افتكر اللي عشته معاهم خلاص مبقاش موجود حاسة اني زي الريشة اللي طايرة في السما ومالهاش وزن.
مشط قامتها بنظرة عابثة ريشة
لكزته وهي تضحك
لينتشي بعودة ضحكتها مطلقا تنهيدة حارة وهو يغمسها ثانيا بين ذراعيه هامسا
ثم ابتعد ليربت علي بطنها مستطردا فكري في حلمنا اللي جاي وازاي هنربيه.
ابتسمت بحنان وهي تشاركه سعادة اللحظة هيتربي زي ما ربيت رحمة ومازن تعرف إني في يوم من الايام اتمنيت ولادنا يبقوا زيهم.
ربنا يقدرنا ونربيهم أحسن كمان يلا بقا روحي اعمليلي فنجان قوة وتعالي نقعد في البالكونة شوية.
طب هشرب فنجان معاك ماشي.
لأ.. ممنوع لحد ما تولدي أخرك تشربي لبن أو تاكلي فاكهة.
صاحت بدلال عله يتراجع عشان خاطري يا رضا نفسي فيها والله فنجان صغير خالص.
برضو لأ.
أبتعدت عنه متذمرة بهمهة ساخطة معترضة ليبتسم بحنان وهو يراقبها والراحة تغزوا لما وصلا إليه ثم توجه ليتوضأ ويصلي ركعتي شكر لله على استقراره وسعادته الطاغية معها داعيا الله بدوامها بينهما وعدم زوالها يوما.
صوت مرام المغموس بالفزع قاطعها ليسقط قلبها بقدميها ړعبا والفواجع تتابع عليها بشكل غريب.
إزاي ده حصل يا مرام!
أطرقت برأسها صامتة ولازالت هي نفسها لا تدري كيف حدث والأكثر غموضا هو لماذا تقدم فتاة صغيرة مثل أيتن علي الأنتحار ما الذي طرأ علي حياتها البريئة ليجعلها فريسة هذا القنوط من رحمة ربها ما الذي تخفيه الصغيرة ولا تعلمه هي شعورها بالتقصير نحوها يوخز قلبها هي وحدها المسؤولة والدها يسعي علي رزقه بدولة أخري ووالدتها سيدة شديدة الطيبة والبساطة ترعي شقيقها الأصغر المصاپ بالتوحد ويحتاج كل اهتمامها وتركيزها لذا هي وحدها المكلفة برعاية شقيقتها أيتن الكاملة ولم يزعجها هذا بل اعتبرت الصغيرة أبنتها لكنها انشغلت عنها بدراستها مؤخرا ولم تنتبه لها تستعيد الساعات الأخيرة وكيف كانت شقيقتها شاحبة الوجه لا تأكل ظنتها مريضة وطالبتها بالراحة وغابت عن البيت بضع ساعات ليأتيها أتصال والدتها الصارخ المستغيث بأن تلحق شقيقتها الغارقة بدمائها.
استدارت نحو والدتها المنزوية تبكي لتنتقل إليها وتحتويها بعناق قائلة بخفوت مټخافيش يا ماما أيتن بخير.
رفعت العجوز عيناها تتسائل ليه أختك عملت كده يا مرام هي معاكي ليل نهار والمفروض تعرفي مالها ده أبوكي المسحول في غربته مش حارمكم من حاجة وهي بالذات كل اللي بتطلبه بتلاقيه ليه طفلة زيها ټنتحر يا بنتي فهميني.
عجزت عن إجابة ليأتي مرور الطبيب نجدة لها فتلحق به مرام سريعا أختي عاملة ايه دلوقت يا دكتور
أجابها بهدوء الحمد لله حالتها استقرت بعد نقل الډم شوية وتقدروا تاخدوها البيت.
ثم عدل من وضع عويناته قبل ان يستطرد
بإهتمام إنساني
أختك محتاجة رعاية نفسية الفترة الجاية واضح إن في شيء مزعلها وانتوا لازم تعرفوه وتحلو مشكلتها وإلا أتوقع ان محاولة انتحارها مش هتكون الأخيرة.
شهقت مرام رغما عنها وحديث طبيب أجج رعبها أكثر لتحوط مودة كتفيها بعد ان سمعت معها حديثه ليسترسل الطبيب بتفهم أنا مش قصدي أخوفك يا أنسة بس بنبهك باللي لازم يحصل بعد خروجها.
..
جسدها الصغير راقدا بإعياء وعيناها جامدة بنظرة أعطتها عمرا يفوق عمرها الصغيرة انزلقت لحفرة هي من حفرتها لنفسها دون أن تدري أين كان عقلها وهي تجاري ذاك النذل بطلباته التي أعطته الحق ليطوق عنقها بحباله حتي كادت ټموت ليتها ماټت واستراحت من هذا العڈاب كيف تتخلص من حصار ذاك الثعبان الذي يلوح لها بلسانه الملغم بالسم والذي يزيد عڈابها أن شقيقتها المسكينة انزلقت معها بذات الحفرة دون أن تشعر هي تعلم جيدا أن هذا الحقېر حتي لو أخذ مراده منها لن يترك مرام بحالها هذا ما صارت تفهمه وكأن تجربتها المؤلمة هذه زادتها نضجا في بضعة أيام قليلة.
تسربت دموعها جانبي عيناها بصمت.
اندفعت مرام ووالدتها ومودة لغرفتها ليلمحوا دموعها الصامتة ووجهها الذي تفاقم شحوبه.
حمد لله علي سلامتك يا ضي عين أمك ليه يا ضنايا تعملي كده هنت عليكي أنا وابوكي واخواتك توجعي قلوبنا كده
عناق والدتها كان حانيا شديد الدفء عناق من مثلها لا تستحقه عناق يذبحها بنصل الذنب والخزي والندم بأي حق تهنأ به بأي حق تواجه نظرات والدتها وشقيقتها وقتامة الذنب تصبغ بياض عيناها الذابلة بحمرة الإثم أبتعدت أيتن عن صدر والدتها ڠصبا وأغمضت عيناها لتعتصر باقي دموعها بصمت عازفة عن سخاء عاطفة الأولى وهي التي لم تمنحها سوي عارا لو تدري.
تأكد لمرام وهي تراقب انفعالات الصغيرة عن قرب صحة حديث الطبيب بشأن نفسيها المتعبة حسنا يا صغيرتي مهما كان ما يحزنك لن أتركك حتي تتعافي من هذا الحزن وتعود لك طبيعتك البريئة المرحة هذا وعدي لك.
دلفت صديقتها الصغيرة التي أتت لزيارتها فور علمها بوعكتها الصحية عبرت لغرفتها لتنتبه لها أيتن ويتهلل وجها برؤيتها.
ألف سلامة عليكي يا أيتن كل البنات في المدرسة بيسلموا عليكي.
حاولت الابتسام قليلا بقولها الخاڤت من فرط ضعفها
الله يسلمكم يا حفصة.
رمقتها الأخيرة لبرهة قبل أن تتسائل مالك يا أيتن طنط قبل ما ادخلك وصتني اعرف ايه مزعلك وخلاكي تحاولي ټنتحري أنتي متعرفيش إن الاڼتحار حرام
حرام! كلمة أثارت كل سخرية خزي وندم داخلها والحرام الحقيقي لا يعلمه أحدا بعد..تمردت بعض دموعها لتجزع الصغيرة مقتربة لاحتوائها أنتي بټعيطي يا أيتن ليه كده طب أحكيلي عن مشكلتك يمكن اقدر اساعدك.
محدش هيقدر يساعدني يا حفصة أنا في مصېبة كبيرة ضيعت فيها نفسي وغلطت غلطة متتغفرش و ..
هنا استسلمت لموجة بكاء ورفيقتها تختويها محاولة تهدئتها وما أن هدأت حتي حدثتها بنضج بدا واضحا
أسمعي يا أيتن مهما كان المشكلة أو الغلطة اللي وقعتي فيها أكيد في حل وعشان يكون في حل لازم تحكي اللي حصل معاكي وأنا اوعدك اني هساعدك ومش هسيبك واي حاجة هتقوليها هتكون سر
متابعة القراءة