اشرقت بقلبه
المحتويات
وهو يضحك مع الصغار حتي لو لم تكن هي معهم بالصورة يكفي عودة الضحكة لمحياه الحبيب بعد الزوبعة الأخيرة التي أصابتهما.
كم صارت تحمد الله داخلها علي وجود الصغار الذي يلطف الأجواء بينهما لولاهم لصارت الأمور أصعب كثيرا عليها.
يسير في طريقه إليها ولا يدري كيف تطورت الأمور بينها وبين شقيفها إلي هذا الحد كل ما علمه من أحد معارفه أن عزت طعنها پسكين وانتقلت علي أثره للمشفى بينما الأخر تم القبض عليه والتحقيق معه الصورة ليست واضحة لديه ومع هذا سيقوم بدوره معها تظل قمر أم طفله ويوما ما كانت زوجته.
حالتها ايه دلوقت يا دكتور
باهتمام تسائل رفعت ليجيبه الطبيب
هي لسه تحت الملاحظة وحالتها صعبة ومحتاجة وقت عشان نقدر نقيم وضعها الصحي هيوصل لأيه بالظبط.
طيب ووالدتها
دي وضعها واضح الجلطة أثرت عليها وفقدت النطق تماما ومش هتقدر تحرك أطرافها هتحتاج رعاية واهتمام كبير بعد ما تخرج.
لا حول ولا قوة إلا بالله وايه سبب اللي حصل ده يا ابني
معرفش يا ماما الجيران قالو سمعوا صړاخ والدتها ودخلوا لقوا عزت ضاړبها پسكينة على الأغلب كان سکړان زي عوايدة.
هزت رأسها بأسف قبل أن تغمغم سبحان الله الدنيا دوارة ومحدش بيفلت من قصاص ربنا.
انزعجت مدافعة حاشا لله يا رفعت أنا برضو هشمت في حد أنا بس بتأمل حكمة ربنا
وعدله فيهم.
تنهد مع تمتمته ربنا يعينهم قمر لسه حالتها مش مستقرة ووالدتها معرفش هيكون ايه مصيرها.
ربك كبير ومش بيسيب حد.
غادرها ليتفقد صغيره والحزن الشارد يبتلعه يتعجب كيف انقلب الحال بتلك العائلة الذي كان يوما صهرا لها صدقت والدته ان الدنيا لا تدوم لأحد مهما تغول تأتي رياح عاتية وتجتث قوته فتتركه كيانا هشا لا يقوى على شيء.
نجوى تليفونك بيرن
هكذا صاحت مودة لتصيح الأخيرة جاية أهو.
ألو.. أزيك يا طنط عاملة ايه ورفعت وابنه أزيهم
ذكر أسمه استنفر كل انتباه مودة وأذنيها تلتقط أي خبرا عنه لينقبض قلبها بقوة ونجوي تصبح بجزع عبر الهاتف
طليقته في المستشفى لا حول ولا قوة إلا بالله
لا واجب رفعت مايسبهاش دي أم ابنه برضو مهما كان.
هو أن حبال الود حتما سوف تتضافر بينهما يوما وتعود الأمور لنصابها كما كانت.
ينخرها الحزن
بأي حق تحزن وبينهما طفلا يستحق التفاف أبويه حوله.
أما هي مجرد ظل لا يبصره هو
ويجب أن تتوارى خلف خيبتها وتنسى ما لم ولن يكون لها.
تسلل لأنفه رائحة الشاي الساخن فالټفت ليجد غاليته مقدمة عليه بابتسامتها الحانية قائلة عامل ايه يا حبيبي
لثم أديب كفها بتقدير الحمد لله يا حبيبتي.
ثم ارتشف رشفة شاي متلذذا بقوله يا سلام..أحلي كوباية شاي في العالم.
ابتسمت مع تربيتة حانية علي خده بألف هنا علي قلبك يا ابني.
ساد بينهما صمت قصير قطعته والدته بهدوء
أسمع يا أديب أنا صحيح كنت بتمني تعيش معايا لما تتجوز وما تفارقنيش بس يا ابني مش كل اللي بنتمناه لازم يتحقق أنا نسيت إن في طرف تاني من حقه يقبل أو يرفض وهي العروسة نفسها.
يا ماما سارة .
قاطعت استرساله خليني أكمل يا أديب.
صمت محترما قولها ليعود استطرادها
الزمن بيتغير وكل البنات عايزة تعيش لوحدها وسمعة أم الزوج للأسف في زمانا ده مش حلوة مع ناس كتير أنا مقدرة خوف أهلها عليها ومش شايفة انهم تخطوا الأصول بالعكس.
تنهدت بعمق قبل ان تبتسم المهم أخوك فيصل قالي على شقة هنا في العمارة هنأجرها ان شاء الله ومش هنسيبك في توضبها لحد ما تتجوز وربنا يهنيك فيها.
لمعت عين أديب بعاطفة لوالدته ثم عانقها هاتفا أنا واثق لو سارة عرفتك مكانتش تخاف تعيش معاكي..أنتي مفيش أم زيك في الدنيا.
ربتت علي ظهره بحنان بكرة تعرفني وتبقي زي بنتي أنا ارتاحت ليها ولأهلها جدا عشان كده مش هنقف علي حاجة إن شاء الله وهكلم فيصل يحدد معاد تاني مع والدها عشان نتفق علي الماديات وربنا يتمملك علي خير ويسعد قلبك يا نور عيني.
ثم غمزته بمكر كلمها بقا وطمنها.
مط أديب شفتيه بخيبة ده علي أساس بترد عليا أصلا هي مرة بس كلمتها وبعدها رفضت تكلمني غير وفي رباط رسمي بنا ويكون أهلها عارفين اني بكلمها.
برقت عين والدته بفخر حقيقي قائلة
ما شاء الله ونعم التربية ظني فيها مش خاب هي دي اللي تستاهل تبقا أم ولادك يا حبيبي ربنا يهنيك بيها.
وما يحرمنيش منك يا أمي.
انتظرت حتى افترش الأرض مثل كل ليلة وسريعا ما غفي مستسلما لسلطان النوم لتترك فراشها وتتوجه نحوه بحذر. راحت تتأمله بوله هامسة بصوت يكاد لا يسمع
مش هيأس يا رضا.. أوعدك اكسب قلبك تاني واخليك تصدق اني بحبك.. واني مبقيتش عايزة حاجة في الدنيا دي غير اني اكمل عمري معاك..وفي يوم من الأيام هتصدق انك بقيت النفس اللي بيخرج مني وانك أهم حتى من ابني اللي ياما اترجيته من الدنيا.
توقف همسها لتميل ثم استلقت علي ذراعه الممدود ووضعت رأسها وهي تنظر إليه وتداعب لحيته القصيرة بحرص مستمتعة بخشونتها يوما ما سوف تخبره أنه تحب ملمس لحيته هذه تنهدت ثم ثقلت جفناها لتسقط في النوم ثانيا دون تخطيط وكفها يرسوا فوق قلبه كأنه يعانقه.
استغراقها في النوم كان فرصة لذاك المترصد لغفوتها ليعتدل و يتأملها هو تلك المرة مغتنما تلك الفرصة ليعيد أكتشاف زوجته من جديد لقد سمع همساتها.. ارتجف للمسة أناملها فوق لحيته..قاوم انفعال جسده بقوة جبارة كي لا تتوقف عما تفعل..لا تدري انه صار ينتظر الليل كي يتظاهر بالنوم فتأتيه وتسكب مشاعرها علي أذنيه دون قيود.. مشاعر صار يصدقها.. لقد لمس تغيرها حقا..لمس حنانها واهتمامها الذي ظنه زائف ليتأكد له كل يوم أنها لا تدعي ما تفعله..
وجدها تتململ بنومتها ويبدو أن شيئا ما ضايقها وضعت كفها فوق مثانتها وقبل أن تفتح عيناها تظاهو هو بالنوم من جديد..لا يراها الأن لكنه على يقين أنها عادت تتأمله أناملها تعود
وتتصلق وجهه ليشعر بأنفاسها وهي تميل لتطبع قبلة علي خده قبل ان تنهض للمرحاض..حسب علمه أن كثرة التبول دائما ما تصاحب السيدة الحامل.
شعر بها تغادر المرحاض متوجهة لفراشها وأنات ألم تصدر منها ربما تأذت من نومة الأرض جواره.. ابتسم بحنان داخله وشعور جميل بدأ يغمره نحوها كأن حياتهما جديلة تتضافر من جديد بقوة فلا تنفك أطرافها ابدا..لم تعد حبيبته تكسوها قشور القسۏة وصار حنانها نبعا رائقا تمنحه للجميع عن طيب خاطر..صغاره يحبونها الأن..ومشاعر الصغار هنا
متابعة القراءة