اشرقت بقلبه
المحتويات
يا أشرقت.
ليسترسل بنبرة اكتسبت الكثير من مقته أنتي عاشرتيها وعارفاها كويس إنسانة أنانية وقاسېة واستغلالية لدرجة اني بلوم نفسي كل يوم ألف مرة اني اخترتها وخليتها أم أبني.
لتعود لنبرته بعض الحزن بقوله واقع مش قادر اغيره حتى بعد ما طلقتها عيون ابني اللي بتدور عليها واسمها اللي علي لسانه بيموتني كل لحظة و مش قادر اعمل حاجة.
تعرفي لو كانت قمر حنينة عليه ومراعياه زي اي أم طبيعية يمكن كنت اتحملت واتنازلت عشانه بس فعلا فاقد الشيء لا يعطيه الحنية دي بضاعة عزيزة في قلب قمر معرفتش حتي تحب ابنها وطمعها قتل فطرتها باعت ضناها بشوية فلوس.
صدمة جديدة تلقتها بملامح ذاهلة ليجيبها بذات الابتسامة الهادئة روحت ساومتها علي التنازل عنه مقابل مبلغ ووافقت اتنازلت عن ابنها بمنتهي البساطة لو تشوفي فرحتها وهي بتاخد الفلوس مني كنتي تحتقريها وتقرفي منها.
حسبي الله ونعم الوكيل في كل أم زيها.
هتفت بها بصوت مخټنق من بين دموعها التي جرفتها وهي ترمقه بشفقة تلك المرة طب وانت يا استاذ رفعت ناوي تعمل ايه في حياتك بعد كده هتجيب لابنك مرات أب
أنا صحيح عشت تجربة زواج فاشلة لكن مش هحبس نفسي فيها واضيع عمري في الوحدة يمكن دلوقت مش مستعد لكده ومحتاج أركز مع أبني واديه كل وقتي واهتمامي لكن صدقيني اول ما ربنا يحط في طريقي واحدة تليق بقلبي وأصدق انها ممكن تكون فعلا أم لأبني مش هتردد وواثق ان عوض ربنا جميل في الأخر.
معلش في السؤال يعني هو حضرتك ليه جيت انهاردة
طرحت تساؤلها بفضول ليجيبها عشان احذرك من عزت.
شهقت خوفا بعد قوله صائحة عزت هو مش ناوي يسبني في حالي بقا
خطة واضحة عشان كده جيت احذرك تاخدي بالك من نفسك.
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا عزت انا عايزة اعيش في أمان وأنت مش راضي تسبني في حالي عملت فيك محضر وقلت هتخاف تتعرضلي أتاريك بتدبرلي مصېبة منك لله.
كان يراقبها وهي تنعي حظها بشفقة حقيقية فتطوع بقوله ليدعمها ويبثها بعض الأمان
أسمعي يا أشرقت أنا مش جاي اقولك كده عشان تخافي لكن جيت اقولك لازم تاخدي حذرك وتكوني مستعدة لأي غدر منه واجهي مكره بالقوة والثقة ان ربنا موجود ومش هيسيبك أنتي الطرف المظلوم والأنقى الدنيا مش سايبة وفي قانون ياخد حقك.
أطرقت رأسها مستسلمة بحزن ليغمغم بصوت حاني
في حاجة كمان جيت اقولها يا أشرقت صحيح أنا ماليش اي صفة في حياتك بس يعلم ربنا معزتك عندي ازاي لأني عارف مدى الظلم اللي اتعرضتي له من انهاردة اعتبريني أخ ليكي أي وقت تحتاجيني مش هتأخر عنك ابدا أنا اقدر اساعدك في حاجات كتير جدا أولهم الشغل لو تحبي ممكن اشوفلك حاجة تناسبك في مكان محترم عشان تعولي نفسك من غير ما تحتاجي لأي حد.
نظرة امتنان طاغية هي ما لمعت بعيناها وهي تخبره بما جال بخاطرها تعرف يا استاذ رفعت لما كنت بشوفك مع قمر كنت بستغرب ازاي واحد بأخلاقك وتهذيبك تكون نصيبه واحدة زي دي ودلوقت عرفت قمر خسړت ايه أنت خسارة عمرها كله اللي زيك قليل اوي اوي في الدنيا دي.
أبتسم بتواضع هاتفا اللي زيي وزيك كتير يا أشرقت أحنا أشخاص طبيعين وهما اللي شاذين عن القاعدةونصيحة مني أوعي ټحبسي نفسك في فكرة ان كل الرجالة وحوش ومحدش يستاهل بالعكس زي ما أنا منتظر عوض ربنا في زوجة صالحة هقابلها في يوم من الأيام انتي كمان اتمني من ربنا زوج يصالح يعوضك ربنا خزاينه دايما عمرانا بالخير لعباده وانتي تستاهلي كتير.
غاما عيناها وطيف رضار يلوح بخيالها تلك اللحظة بالذات هل هو العوض حقا لها! ام فخ جديد ستتعثر به وتذوق الچحيم لو وطأت أرضه
دلوقت أنا مهمتي معاكي انتهت بس اتمني يفضل في بنا تواصل عشان اطمن عليكي
ثم مد لها كارت ورقي مع قوله ده تليفوني الخاص وتليفون مكتبي أي وقت تحتاجيني ارجوكي ما تتردديش يا أشرقت.
لو سمحت مش ده مطعم رضا
هتف بها رفعت للغلان الذي أمامه فأجابه أيوة يا أستاذ.
طب هو فين
هو في مشوار وزمانه جاي تأمرنا بأي خدمة
شكرا أنا هستناه هنا.
أشار له الغلام بتهذيب طب اتفضل حضرتك ارتاح هناك هو بيجيب أخواته من المدرسة وهيوصلهم البيت ويجي مش هيغيب.
طافت عين رفعت حوله ليبتسم بفخر لما آل أليه إرث أبيه رحمه الله لم يفرط رضا بإرثه الغالي كما عهده فضل أن يسير نفس الضړب كما أوصاه والده قبل ۏفاته تذكر نقاشهما البعيد وكيف أعترض ان يكمل نفس المهنة وان يتركها لغيره ويديرها فقط من بعيد حاول إقناعه انه ينتظره مجالا أكثر وجاهة لكن عناد رضا لم يعطيه مجالا للمزيد.
رفعت! مش معقول!
تبادلا عناق حار وكل منهما يرحب بالأخر ليبادر رضا والله ليك وحشة كبيرة ومجيتك أنهاردة احسن مفاجأة.
ربت رفعت علي ذراعه بقوة هاتفا واللي انا شايفه ده مفاجأة أحلى مطعم والدك بقت حاجة تشرف.
ابتسم له مع نظرة ذات نغزى يعني نقدر نقول واجهة اجتماعية تستحق العناد القديم
ضحك رفعت مع قوله أحسن واجهة يا سيدي ربنا يباركلك ويرزقك من فضله.
تسلم يا صاحبي.
واستطرد أخبار مراتك وابنك ايه تصور اني ما شوفتوش لحد دلوقت فين صورته
أخاديد من الحزن تجلت بوجه رفعت ليرتاب رضا متسائل مالك يا رفعت في حاجة معرفهاش
حاجات يا رضا حاجات كتير.
رمقه رضا بنظرة ثاقبة شاعرا بقلق قبل ان يهتف تعالي نروح البيت نتكلم براحتنا رحمة ومازن هيفرحوا لما يشوفوك.
بس بشرط تعزمني علي طاجن لحمة راس من ايدك زي زمان.
قهقه رضا قائلا بس كده عيوني يا استاذ رفعت هنعدي علي الجزار نشتريها واعملهالك بنفسي.
تجنن يا ابن اللذينا
هتف بها رفعت متلذذا بطاجن اللحم الذي قام رضا بطهوه.
بألف هنا علي قلبك يا صاحبي.
الله يهنيك أمال
متابعة القراءة