اشرقت بقلبه
المحتويات
سوف تتوجه نحوه
لتقف في منتصف الطريق كأن شيئا مبهما يقيد قدميها.
فلا هي اقتربت.
ولا استطاعت أن تبتعد.
ظلت في المنتصف دون أن تحسم شيء.
أختفائه المباغت منذ فترة لفت نظرها كانت تصادفة بصحبة جارها زين دائما لكنها أصبحت تجده مفرده دون صاحبه كثيرا ما تسائلت في ضميرها عن سبب مكوث أديب معه أليس له أهل وعائلة ربما غيابه هذا خير جواب لتساؤلها ربما عاد إليهم ولن تراه هنا ثانيا..أيا كان سبب وجوده عند صاحبه فقد انتهى هذا السبب وتلاشت حاجته.
هل ترجمت عيناه خطأ
هل تطرفت بمشاعرها واعتقد انها تساوي له شيء
حمقاء هي وساذجة منذ متى تتعلق بأحد متى
أصبحت فتاة خفيفة تتأثر بنظرات أحدهم وتبني أوهاما بخيالها.. كفي!
لن تذكره ثانيا حتي لو سرا في نفسها.
لا أسرار تجمعها معه.
في الجامعة وهي تتوسط رفيقتيها وجدت من يناديها.
أنسة سارة.
التفتت لتجده هو أديب يقترب حيث تقف قائلا السلام عليكم.. عفوا بس ممكن اكلمك دقيقة
ألتفت له حانقة أيه اللي حضرتك عملته ده
عملت ايه
جاي تناديني بصوت عالي وسط زمايلي كأننا أصحاب تقدر تقولي شكلي ايه دلوقت قصادهم وهما عارفين اني مش بكلم حد
أنا أسف والله بس كنت عايز اكلمك ضروري.
همس لها برفق مش يمكن يبقا في
خفق قلبها لجملته ومعناها الواضح ومع هذا احتدت عليه
مفيش حاجة اسمها يمكن يا استاذ أديب في أصول وبس.
في حاجة يا أنسة سارة
الټفت أديب بعدوانية للشاب الذي تدخل بينهما مستطردا وهو يرمقه بنظرة مماثلة حد هنا مضايقك
أستدار له أديب هاتفا بحدة وأنت مالك يا أخ هي اشتكيتلك
هم بالرد ليتفاجأ بسارة تتركهما مغادرة فلحقها بعد أن منح الشاب الأخر نظرة ناقمة.
سارة.
لم تجيبه وهي تستقل سيارة أجرة وسريعا ما تبخرت من أمام ناظريه ليزفر أديب بحنق فلم يتوقع أن تنتهي زيارته بتلك الطريقة.
ايه خلاك تروحلها الجامعة يا أديب
غمغم بضيق كنت عايز أكلمها يا زين.
وتكلمها ليه
صاح بحدة ايه يا زين مالك لما شاب يبقا عايز يكلم بنت معناها ايه في رأيك أكيد عايز أتعرف عليها.
تفهم صاحبه غضبه هاتفا بهدوء سارة مش بتاعة تعارف يا أديب وطبيعي تعاملك كده اما تروحلها الجامعة وتنادي عليها
أنت دايما بتبالغ يا زين..يعني تقدر تقولي المفروض اعمل ايه لو عايز اتعرف علي بنت أنا في النهاية روحت اكلمها والناس كلها شايفانا مش وقفتلها في بير سلم.
اقترب له زين هاتفا بقوة أنا مش ببالغ ولا حاجة دي أصول والأصول بتقول اللي معجب بواحدة يدخل باب بيتها يكلم أهلها وقتها هتتعرف عليها براحتك.
أديب باستنكار نعم أنت عايزني أخطب سارة بالسرعة دي ده انا معرفهاش غير من وقت بسيط جدا يخلي فكرة اني اخطبها دي مش منطقية
بالعكس اللي تعرفه عنها وشوفته منها وانجذابك الواضح ليها بعد ما أنقذتك كافي جدا لخطوة زي دي ومنطقي جدا.
ليحذره زين بقوله إلا لو كان ليك هدف تاني مش مظبوط
أنت اټجننت يا زين أنا برضو كده
ابتسم صاحبه وهو يلكز كتفه لأ طبعا هو أنت لو كده كنت سبتك ده أنا كنت افرمك دي بنت حتتي برضو.
ليواصل عموما فكر واستخير ربنا وشوف قرارك هيكون ايه ودلوقت بقا طمني الدنيا ماشية ازاي بعد ما رجعت البيت
تنهد أديب مع قوله عادي.
يعني رجعت مع أخوك ومراته لطبيعتك معاهم
فيصل اخويا ومهما حصل هنقدر نتلاقي تاني لكن سيدرا هي المشكلة مش قادر ارجع اعاملها زي الأول يا زين.. بقيت خاېف حتي أسلم عليها احسن فيصل يضايق..أنا محترم غيرته ومش هسمح لأي ظنون تدخل في دماغه تاني.
معلش مش غلط برضو انك تراعي غيرته والأيام كفيلة تنسيك اللي حصل وترجع علاقتك بسيدرا زي ما كانت.. علاقة أخ وأخته.
أومأ له أديب مقدرا ما يقوله وهم بالمغادرة ليقف ويسأله بغتة بما كشف انشغاله بفتاته تفتكر با زين لو اتقدمت لسارة توافق عليا
ابتسم الأخير بمكر ده معناه إنك واقع وبتفكر تخطبها فعلا
حدثه بحنق بلاش سخافة يا زين و رد عليا من غير أسئلة.
قهقهة الأخير ثم قال هو أحساسي بيقول انها معجبة بيك وهتوافق.
بجد معجبة بيا عرفت منين
قالها أديب بلهفة ليضحك زين من جديد قائلا
لأ ده أنت واقع واقع مفيش كلام.
لكزه أديب بكتفه يا عم انطق بقا.
حاضر بلاش ضړب هي أكيد مش قالت ولا أنا سألتها طبعا يا ناصح لأنه حاجة خاصة.
ليستطرد بجدية. تلك المرة بس اللمعة اللي لمحتها في عيونها أما كانت بتشوفك واحنا بنقابلها صدفة هي اللي عرفتني.. العيون مراية صاحبها يا أديب وعمرها ما بتكدب.
ساد بعض الصمت وأديب يسترجع بخياله نظراتها تلك ليواصل زين بتشجيع أستخير واتكل علي الله..سارة بنت مفيش منها وهتكون محظوظ بجد لو بقيت من نصيبك.
ليه مشيتي قبل ما يوصل رفعت
تسائلت صديقتها لتجيبها مودة معرفش حسيت اني مش هقدر ابص في عيونه يا مرام.
كل ده عشان كنتي بنت مراهقة اتصرفت بعفوية وكتبت في ورقة كلمة بحبك لأستاذها
أحنت مودة رأسها بخجل هامسة بخفوت مكانش لازم اعمل كده أكيد من وقتها أخد عني فكرة اني بنت جريئة وفلتانة ومش كويسة.
حبيبتي بلاش مبالغة ده تصرف عادي كلنا واحنا في مراهقتنا عملنا حماقات زي دي اتهيئلنا اننا حبينا
ناس كتير.
بس أنا فعلا حبيت رفعت يا مرام ولحد دلوقت مش بتمنى غيره لتستطرد بحزن تعرفي مش قادرة أنسي يوم ما عرفت انه اتجوز يومها حسيت قلبي بيتقطع.. فضلت ابكي وكأن روحي بتنسحب مني وأخدت وقت عشان أتأقلم علي فكرة ارتباطه دي.
بس دلوقت الجو خلي يا مودة أهو طلق مراته وفي فرصة إنك.
إني ايه ده بقا معاه طفل منها وده سبب كافي أوي انه يرجعلها في يوم من الأيام.
لتواصل همسها الحزين أنا معرفش ليه طلقها بس أكيد كان بيحبها ويمكن لسه عنده مشاعر ناحيتها.
مرام بحدة خليكي كده غبية وبتفترضي حاجات من دماغك لوحدك أسمعي كلامي أنا قلبي بيقولي إن رفعت هيكون من نصيبك وأنا قلبي عمره ما كدب عليا.
رمقتها بنظرة غائمة ثم تنهدت بهمسها أقفلي الموضوع ده يا مرام.. مش عايزة اتكلم فيه تاني..مبقاش في فرصة هتجمعني به تاني اصلا.
احترمت مرام رغبتها وصمتت لكن داخلها يقين لا تدري سببه أن هناك قصة حقيقية لستبدأ بين صديقتها وذاك الرجل.
تشعر بروحها هارمة رغم صباها.
بوق سعادتها بح صوته من كثرة ندائه عليها.
فتسد أذنيها ولا تستجيب له.
همسات مبهمة تريد أن ترشدها للطريق الصحيح.
فتحيد عنها بحماقة.
ترى أمامها صحن من العسل
متابعة القراءة