اشرقت بقلبه
المحتويات
لأ دي عجباني.
صمت برهة ليستوعب تغيرها المفاجيء قبل ان يقترب لها هامسا أشرقت انا عارف ان الأوضة اللي في المعرض التاني هي اللي عجبتك.
حدجته بحيرة من أمره المفترض له ان يفرح لأنها تخلت عن كل اختياراتها الغالية وانتقت فقط غرفة نوم بنصف ثمن الأخري لتصلها الإجابة علي لسانه هنشتري أوضة النوم اللي في المعرض التاني لأنها افضل وباقي العفش هجيبه قسط مش مشكلة المهم تشتري اللي نفسك فيه.
ترددت برهة قبل ان تقول أنا هغير غير أوضة النوم وبس.
يعني خلاص مش عايزة انترية وسفرة ونيش
هزت رأسها قائلة لأ هي أوضة النوم وبس.
رمقها بنظرة طويلة تفيض بمشاعره الجارفة قبل أن بهمس لها خلاص يبقا هنشتري الأوضة الأولى عارف انها عجبتك.
ابتسم بسعادة جمة لدلالة تساؤلها عنده قبل ان يهتف مناسبة جدا متقلقيش ثم تكلم بخبث أنتي خاېفة عليا يعني مقدرش ادفع تمنها
زفرت بحنق مستعيدة ضجرها قائلة بقولك ايه بلاش خيالك يسرح لبعيد الله يكرمك انا بس مابحبش اظلم حد واحمله فوق طاقته انا كنت فاكرة انك هترفض طلباتي واخلص من الجوازة دي وتيجي منك بس انت
انعقد لسانها ارتباكا مع أعترافه الهامس والصريح الذي باغتها به
أما هو فواصل همسه الحاني الذي يطفيء حدتها گ عهده اللي عايز حد وشاريه بيعمل المستحيل عشان يسعده وانا مفيش حاجة هتخليني اتراجع عن رغبتي فيكي أو اني أحاول اسعدك
عاد بذاكرته وهو يستعيد بمتعة ملامحها المرتبكة بعد حديثه معها أحمرار طفيف ومغري أصبغ وجنتيها الناعمة وهو يصارحها برغبته بها رغم انه فعليا لم يقل ما بصدره كم يود اعترافه بالحب لكنه تعهد لنفسه ألا يعلنه إلا في وقته الصحيح.
هذا ظنه في الله دائما.
الشرود الذي يبتلعها وهي تجلي الصحون والطناجر الكثيرة التي تعبيء حوض الغسيل لم تمكث هنا غير بضعة أيام معدودة لكن لاقت بها الكثير مما كانت تخافه نفور زوجة أخيها ومعاملتها الفظة وتلميحاتها التي ټحرق الأعصاب يزيد الضغط عليها مع كل ما حدث معها أعباء البيت التي صارت علي كاهلها وحدها جعلها تتذكر ما كانت تفعله مع أشرقت كأن القدر يرد لها نفس بضاعتها وظلمها يعود عليها بالمثل!
عقلها المغيب بطيات شرودها جعلها تفقد السيطرة علي ما تحمله لتسقط أكواب الشاي من يديها دون أن تنتبه تهشمت كل الأقداح وتناثرت أرضا لتفزع وهي تهم بتجميعها قبل أن يراها أحدهم وخاصتا هي.
صوت زوجة أخيها أفزعها أكثر لترتبك أصابعها فټجرح من قطعة زجاج لتطلق الأخيرة صوت آسف من بين شفتيها وهي تتهكم جرحتي ايدك يا رباب مش تحاسبي يا حبيبتي
وببرود أحضرت مقشة وراحت تجرف قطع الزجاج من حولها قبل ان تهتف بكلمات لها مغزاها عادي يا رباب فداكي هي دي أول حاجة تكسريها! على الأقل كسر كام كوباية أهون كتير من كسر الخاطر والثقة اللي كانت بنا.
فاض بها الكيل.
لم تعد تتحمل نظراتها المتشفية منذ أتت تلميحاتها التي تعبث في الماضي تجلدها لتصبح بعد ان فقدت أعصابها كفاية بقا يا ميس أنا مش قادرة اتحمل تلميحاتك السخيفة من وقت ما جيت موضوع عدي عليه سنين وسنين واديكي اهو انتي واخويا عايشين ومتهنين عايزة ايه تاني
حدجتها ميس بنظرة مطولة قبل ان تدنوا منها لتقف قبالتها تماما قائلة ببرود عايزة افكرك إن البيت اللي حاولتي تخربيه زمان هو نفس البيت اللي آواكي دلوقت والست اللي كنتي عايزة أخوكي يفرط فيها وحاولتي تفسدي علاقتي بيه عشان مشاكل تافهة بتحصل في كل البيوت هي برضو نفس الست اللي استقبلتك في بيتها.
صمت قليلا ترمقها باحتقار قبل ان تواصل أنا كنت ممكن اقفل باب بيتي في وشك بس انا عمري ما أعمل كده رغم اني بكرهك من قلبي لكن أخوكي اللي اشتراني وقتها وماسمعش كلامك يستاهل اجي علي نفسي واتحمل اشوفك قدامي لحد ما ربنا يفرجها وتمشي من هنا.
وانهت قولها وهي تشير بعيناها أرضا
لمي بقيت الإزاز المكسور يا رباب بدال ما ټجرحي حد تاني.
وتركتها وعيناها مغرورقة وشعورها يختلط به الذل مع الخزي لموقفها السابق نعم هي بيوم من الأيام سعت لخړاب هذا البيت لتدور بها دائرة الحياة وتلجأ إليه ليآويها ذات البيت هي وصغارها يالا سخرية قدرها وقسوته عليها أضطرتها الظروف لتصبح تحت رحمة من تضمر لها كل هذا الحقد والضغينة.
كيف لها أن تتحمل هذا الضغط النفسي الرهيب
ألا يكفيها فاجعتها بفقد مآواها
سالت دموعها قهرا وهي تلملم قطع الزجاج شاعرة كم صارت تشبه تلك القطع هي أيضا مبعثرة ضائعة فاقدة للأمان.
نظر للحقائب الكثيرة المكدسة بأشياء يجهلها متسائلا
ايه ده يا رضا
الأخير بعد أن أغلق الباب خلفه دي شوية حاجات بسيطة تملي بيها التلاجة.
رمق ما أحضره بدهشة هاتفا كل دي حاجات بسيطة يا رضا ليه الغرامة دي يا ابن الناس ده هنا لوحدي.
و واصل بحزن وبعدين فين النفس اللي تاكل ربنا عالم بالهم اللي جوايا.
ربت علي كتفه ربتة قوية لا تخلو من ود
وحد الله وسيبها علي اللي خلقك قادر يفك الكرب في غمضة عين أما بخصوص النفس هتتفتح ان شاء الله لما تجيب المدام والولاد معاك وقتها الضغط النفسي هيخف عليك كتير.
لا ينكر سعادته باقتراح رضا وحاجته الماسة لعائلته معه لكنه تسائل بقلق بس أنا أخاف اكون تقيل علي صاحبك اللي كتر هيره استقبلني في بيته وخاېف اجيبهم هنا الموضوع يطول معايا أنا لسه مش عارف امتي هاخد فلوس التعويض وهتكفي اجيب شقة ولا لأ.
منحه رضا ابتسامة مطمئنة مع قوله
رفعت أصلا كان قافل شقته دي لأنه عايش مع والدته هو وابنه يعني مش فارق معاه تفضل فيها فترة هو
بنفسه قالي ابلغك الكلام ده.
لم يجد جلال كلمات تعبر أمام هذا الكرم غير تمتمته الصادقة
أنا لو عيشت كل عمري اشكركم مش هوفي حقكم يا رضا حقيقي مش لاقي كلامي يسعفني غير دعوة من قلبي انه يسعدك أنت واختي ويهديهالك ويفرح قلب صاحبك ويجازيه كل خير عني.
تأثر رضا بدعوات جلال ليخبره ببشاشة
ماتكبرش الموضوع الناس لبعضيها يا استاذ جلال بس انت عارف رفعت ده يبقي مين
هتف بجهالة لأ هعرفه منين!
ده يبقى جوز قمر سابقا أظن عارفها.
اتسعت عيناه بدهشة قمر أخت عزت!
الأسم الأخير أثار غيرة رضا وحنقه ليهتف بحدة لم يقصدها
أيوة هو.
لم بنتبه جلال لغيرته مع هتافه سبحان الله وايه
متابعة القراءة