اشرقت بقلبه

موقع أيام نيوز

سارة تصيح 
بابا بيخبط عليا عشان صلاة الفجر تصلي معانا يا أشرقت
 ياريت. 
قالتها بلهفة و دون تردد كأنها تتمسك بطوق نجاة يعصمها الڠرق ذهبت لتستعد هي وابنة خالتها للصلاة لتجد العم سلامة والخالة يتأهبان بدورهما لذات الأمر تنسمت من حولها عبير راحة وطمأنينة لما تجربهما من قبل هالة السلام التي أحاطتها طغت علي روحها وهي تصلي بينهم صلاة الجماعة وداخلها راحت تتعجب. 
أين كانت من تلك الحياة
وكيف تظن أنها تسرعت بكسر قيودها حين تحررت من عزت
كيف تصورت للحظة أنها ضحت بأمانها. الأمان هو ما يغشاها الأن و صوت العم يرتل القرأن بصوت هاديء يجيد تشكيل احروفه بما يليق بكلمات الله جل جلاله. 
ختم صلاته ليتبعه النساء الثلاث فتصيح سارة وبقايا النوم لا تزال تختبيء بعيناها أرجع أكمل نومي بقا ساعتين وهقوم عشان أروح الجامعة.
تبسم والديها وتركوها لتنظر الخالة لأشرقت قائلة برفق وانتي يا حبيبتي هتنامي زي بنت خالتك ولا هتفضلي شوية
الحقيقة أن هي الأخري تريد النوم بشدة شعور الراحة الذي يغزوها الأن بعد صلاتها معهم جعلها تتخلص من حالة الأرق التي أصابتها.
 عايزة أنام يا خالتي. 
ربتت علي جانب وجهها بحنان هاتفة نوم العوافي يا قلب خالتك.
تدثرت بغطائها وسريعا ما غطت في النوم
لأول مرة تنام دون أن تدور و ټصارع الأفكار المؤرقة بعقلها.
دون أصوات تخيفها تلومها وذكرايات تعذبها. 
ولم تدري أشرقت عن تلك التي تفقدتها بعين الشفقة وهي تحكم عليها الغطاء ثم تقبل رأسها تاركة الغرفة في هدوء.
       
 رايحة فين بدري كده يا خالتي 
لحقتها قبل أن تغاق الباب لترد الأخيرة هجيب فطار وبالمرة أشتري خضار وفرختين عشان الغدا يا حبيبتي. 
جذبتها أشرقت بإصرار هاتفة عيب أوي يا خالتي أكون موجودة و تنزلي بنفسك والله ما حد مقضي طلباتك غيري.
ابتسمت وهي تداعبها لأ ياختي مش ناقصين مشاكل رجالة الحتة هنا عيونهم زايغة هيعاكسوكي وعمك سلامة مش حمل خناق عشانك. 
ابتسمت أشرقت لإطرائها

المرح لستطردت الخالة بنبرة حنان حقيقية انتي زيك زي سارة بنتي محبش واحدة فيكم تتعب ولا تشيل هم حاجة.
حدجتها أشرقت بامتنان مفعم بحبها لتلك الطيبة و دون تردد التقطت كفها تقبله قبل ان تهمس صدقيني يا خالتي عمري ما حسيت براحة وأمان وإني بني أدمة زي ما حسيت في بيتك مش شوية الخضار اللي هيتعبوني خليني اتعامل براحتي عشان مش أحس بالغربة أنا مش واخدة علي القعدة دي خليني ألهي دماغي عن الفكر شوية.
ثم توجهت لغرفتها سريعا وهي تصيح هلبس العباية بتاعتي وانزل هوا وأما ارجع هنفطر و اعملك أحلى كوباية شاي.
كانت فرصتها للتجول بين الشوارع وتكتشف خبايا المكان الذي سوف تقطن به لفترة لا يعلمها إلا الله المكان حولها يعج بالمارة والمحلات التجارية المختلفة والمقاهي لمسة الحياة الصاخبة تبدد بعضا من غربتها يجب أن تتألقم علي معيشتها هنا وتعتاد وتعرف كل شيء ابتاعت كل ما طلبته الخالة وعلقت الحقائب البلاستيكية الثقيلة بين أصابعها واتجهت للعودة ليصل لأنفها بغتة رائحة شهية تحبها كثيرا أقراص الطعمية تلك الساحرة الخضراء الفاخرة رغم بساطتها سوف تشتري منها وتتناولها مع خالتها.
أديني بخمسة جنية طعمية سخنة وزيهم فلفل وبتنجان
الټفت لها الغلام ومد يده بتلقائية ليأخذ نقودها الورقية وشرع سريعا بتحضير طلبها بينما تتأمل هي المطعم الفسيح لتبدد ملل انتظارها لمسة الترتيب والنظافة واضحة حولها ويبدو أن زبائن هذا المكان ليست قليلة الزحام حولها كثير ومنطقي وهم في ذروة الصباح والجميع متوجه لعمله ويريد ملء معدته بإفطار دسم گهذا.
طلبك جاهز يا ست البنات
انتبهت لأحدهم وهو يمد يده بطلبها لم يكن نفس الغلام الصغير الذي تناول نقودها منذ دقائق كان شاب أكبر منه ويبدو عليه بعض الوسامة يبتسم لها بود غريب تعجبته بل استائت منه وهي تظنه حيلة ليس بريئة من أمثاله ليحاكيها نظرته لها حيرتها كأنه يعرفها نفضت أشرقت أفكارها سريعا و لم تعطي لفضولها مجالا وهي تنتزع منه ما يخصها و ترميه بنظرة باردة مستديرة عنه لتغادر قبل أن يناديها سريعا باقي فلوسك يا ست البنات.
زفرت بضيق وعادت تستدير وهي تنزع نقودها بحدة لا تفهم سببها كأنها أتخذت من فظاظتها منهجا لتواجه به أي نظرة لا ترتاح لها كتر خيرك.
مكث يراقب رحيلها والذهول المقرون بالفرحة يختلطان بقلبه لا يصدق تلك المصادفة المذهلة بحق كيف له أن يجتمع بمن رأها ذاك اليوم حين حضر زفاف صديق له تذكر فتنته بها حين ولجت الشرفة و ظنت أنها في خلوة راحت تتنسم الهواء مبتسمة بأهداب مسدلة حينها أعطته فرصة كاملة كي يتأملها كانت جميلة تذكر أسمها حين نادى عليها أحدهم أشرقت وكم يليق بها الأسم تري لمن أتت وهل ستظل هنا ويراها مرة أخرى
مالت شفتيه بابتسامة حالمة لمجرد احتمال رؤيتها ثانيا.
 صباح الخير رضا. 
انتبه لأحد زبائنه في الحي فرد تحيته بود صباح السعادة يا عم جابر.
 فين طلبي بتاع كل يوم سندوتشات الطعمية الفول.
أومأ له ملبيا حالا هجهز طلبك.
تعرفي يا شرقت وجودك خلى لحياتنا طعم تاني خصوصا أنا بقيت اجي ألاقي حد أتكلم واسهر معاه زي ما كنا زمان أيام خالتي الله يرحمها بجد فرحانة من قلبي انك جيتي تعيش وسطينا
صدق مشاعر أبنة الخالة لمس قلب أشرقت التي قبلت خدها بحب هاتفة ربنا يفرح قلبك دايما يا سارة. و يديم المحبة. 
ثم قرصت وجنتها بمرح قائلة بس انتي احلويتي اوي بعد ما كبرتي يابنت الايه. 
قهقهت الأخيرة طبعا يا بنتي أنا نص شباب المنطقة هتتجنن عليه وبتقف توابير لعمك سلامة.
ابتسمت بدور بمسحة شجن هامسة ربنا يديكي اللي يقدرك ويصونك يا سارة ويجعل حظك أحسن من حظي.
تغبر وجه ابنة خالتها بالحزن لأجلها وربتت علي كتفها قائلة وانتي بكرة ربنا يعوضك أحسن من اللي راح.
تهكمت بمرارة قصدك يعوضني براجل تاني خلاص يا سارة مبقاش ينفع كل الرجالة بقيت في نظري عزت أنا کرهت جنسهم ومستحيل أخلي حد يقرب مني انا كده مرتاحة.
 ده رأيك دلوقت لأن لسه ندوب تجربتك حية جواكي في يوم من الأيام ربنا هيرزقك السعادة الي تستحقيها يا أشرقت.
نظرت الأخيرة للفراغ بشخوص دون أن تعلق علي قولها سعادتها هي التي سوف تصنعها بنفسها ولن تنتظرها من أحد خاصتا لو كان رجل.
سارة أبوكي جه هاتي بنت خالتك و تعالوا عشان تتغدوا. 
 يلا يا أشرقت عشان عمك سلامة ده وحشني اوي. 
دعت بصدق وهي تتبعها ربنا يبارك في عمره و مايحرمك منه ابدا أنتي وخالتي. 
العم سلامة بعد تناول الغداء ابه رأيكم يا بنات نلعب لعبة حلوة ونتسلى. 
سارة. بحماس موافقين طبعا لعبة ايه
 الفوازير هقول لكل واحدة فزورة واللي تجاوب هتاخد مني 50 جنيه.
صفقت ابنته بمرح وهي تصيح الله عليك دا حاج سلامة وربنا انت راجل مجدع. 
قهقت والدتها وهي تلكزها بطلي هيصة بقا وركزي في فوازير ابوكي. 
ثم تدللت علي زوجها بمزاح أجاوب

مع البنات يا حاج وتديني فلوس ولا أنا برة اللعبة
ابتسم رابتا كتفها بود أنتي تاخدي اللي تطلبيه من غير فوازير يا ست الناس.
صفير صاخب صدر من سارة
تم نسخ الرابط