اشرقت بقلبه
المحتويات
حمقاء الأن ولم تدري أنه رأها بشكل غير الذي تظنه خۏفها الشديد وهي تهرول أمامه جعلها شهية بعينه دائما ما يحب الرجل أن يري في المرأة طفلة ضعيفة هشة وكأن رجولته تتغذي وتنتعش أحيانا بهذا الضعف كأنها مسحة رقة شقت عالمه الرجولي القاسې أختلس نحوها نظرة جانبية فوجد وجنتاها مشتعلتان بحمرة محببة وعابسة بشكل شهي يعلم ان ما حدث أخجلها ليته يخبرها انه لم يحدث ما يستحق عبوسها هذا بل ربما لو سنحت الفرصة لأخبرها أنها كانت له اليوم گ نسمة باردة بددت ضيقه وأفكاره المشتتة تلك الفترة.
قالتها مودة متأهبة للرحيل لتترجاها شقيقتها بالمكوث دقائق أخري فتعتذر لها بتهذيب متعللة بحجج زائفة والحقيقة أنها تريد الهروب من نظرات رفعت التي لاحظتها و وترتها كثيرا.
وصلها يا رفعت.
صدح صوت والدته وقبل أن تعترض مودة رمقتها الوالدة قائلة بحسم أسمعي الكلام يا مودة رفعت هيوصلك عشان الدنيا بقيت الليل يا بنتي ومايصحش تمشي لوحدك.
وقفت مكانها تشعر بالرهبة وهو يشير لها أن تستقل سيارته وتجلس جواره لم يحدث أن استقلتها معه من قبل.
يلا يا مودة أركبي.
تمالكت أمرها هاتفة أستاذ رفعت الطريق لبيتي مش طويل ينفع نتمشى ولا حضرتك مش بتحب تمشي
رمقها مليا غير غائب عنه خجلها من استقلال السيارة معه بمفردها
وللحقيقة قد راقه الأمر وتفهمه هبط من سيارته وأغلقها وهو يمازحها كي تتحرر من هذا التوتر تحت أمر مولاتي الصغيرة.
ابتسمت بتردد وإن أزعجتها كلمة صغيرة هذه.
ساد الصمت بينهما وهما يسيران بتروي ليبادر رفعت أخبار دراستك ايه يا مودة
الحمد لله ماشية وقربت اتخرج خلاص.
ابتسم بحنين ما أسرع الأيام لسه فاكرك وانتي طفلة صغيرة بساعدك في الدروس.
رغما عنها أصطبغت نبرتها ببعض الحدة ليمنحها نظرة ثاقبة محاولا استنباض ما ضايقها بحديثه وفشل بإدراكه.
ومن جديد تنعت نفسها بالحماقة وهو تحاول تغير الحديث وحضرتك أخبار شغلك ايه.
أومأ وهو ينظر للطريق أمامه الحمد لله.
بلغت منها الحماقة ما جعلها ټندم لسؤالها هذا مالها ومال طليقته لما تسأله عنها! أعتذرت سريعا أنا أسفة مش قصدي تطفل بس عرفت من نجوي أختي انها في مشكلة و
لم تجد ما تبرر به أكثر فصمتت ليرحمها هو من كل هذا قائلا والشرود يسيطر علي نظراته قبل صوته
قمر في أختبار صعب أوي عاملة زي الغريق اللي مش لاقي طوق نجاه ينجده فقدت حاجات كتير في حياتها ولو معندهاش قوة وعزيمة وإيمان كافي مش هتعدي من الأزمة ده علي خير.
أجابها ولا يزال الشرود يبتلعه وعيناه تطارد الطريق مش عارف بس لو حسيت إنها محتاجاني مش هقدر اتخلي عنها وهي بالضعف ده رغم كل شيء قمر أم أبني الوحيد.
همست سؤالها بنبرة مخټنقة بعبرة تحاول مقاومتها
يعني لو الأزمة أشتدت وحسيتها بټغرق فعلا ممكن ترجعها لعصمتك تاني.
صمته الشارد جعله لا يجيبها كما لم يلحظ ارتجافة صوتها بتساؤلها الأخير لكنه حين الټفت لها أدرك تلك الدمعة التي تلألأت بعيناها ليقول بفزع مودة عيونك مدمعة ليه!
سريعا من امتصت مقلتاها تلك الدمعة الخائڼة وهي تضحك بزيف أسفة حساسية عيني للتراب بتحطني في مواقف بايخة لدرحة اني بمشي بالقطرة المعقمة في الشنطة.
ثم توقف وهي تلوح بعيناها وابتسامة لمح رفعت بها الحزن
خلاص وصلنا البيت.
ثم رمقته بنظرة مودعة لا تزال مفعمة بالحزن
شكرا يا أستاذ رفعت.
صارت أمامه وغادرته داخل البناية دون أن تنتظر حديثا منه وقد استنزفها لقائها به تلك الليلة بينما وقف هو ينظر بأثرها شاردا متمعنا بالتفكير ومضات خاطفة تبرق بعقله لتفاصيل بعينها كأنها تخبره بشيء ما لكنه فشل بتفسيره رغم وضوحه هناك أمرا ما يحدث داخله تجاه تلك الفتاة أنجذابه نحوها الليلة شيء جديد عليه ما الذي يحدث له
رفع وجهه ثانيا تجاه بنايتها ليندهش بوقوفها بشرفتها تتأمله من بعيد رفع يده بعفوية ليلوح لها مودعا فترد له تلويحة وداع والمسافة البعيدة لم تمكنه من رؤية دمعتها تلك المرة.
لكنه وللعجب.. أستشعرها.
رنين الجرس المعتاد بهذا الوقت جعلها تنهض بكسل والوقت لا يزال باكر لكنها تدرك الطارق جيدا من غير الممرضة التي كلفها رفعت لترعى والدتها منذ أن غادرا المشفي وكم تحمد له صنيعه فهي غير مؤهلة لرعايتها تلك الفترة لا تزال مشوشة ضائعة لا تدري ماذا تفعل حتى تهورها مع ضرغام وټهديدها له كان أكثر حماقة وهي لا تمتلك فعليا شيء لترهيبه فقط إيصال بالمبلغ الذي أرسلته له بإرادتها لكن ربما خاف منها حقا وأعاد لها نقودها ثم يختفي من حياتها للأبد.
كم تزال ساذجة وهي تظن دخول القط مثل خروجه.
لا هي تستطع الخروج ولا هو سيسمح لها به.
صباح الخير يا مدام قمر.
أومأت للفتاة بالتحية وتركتها تتوجه لغرفة والدتها لتطعمها وتعطيها الدواء.
تحبي أعملك فطار دلوقت يا مدام قمر
ابتسمت لها الأخيرة بود والفتاة تعاملها بمنتهي الرفق مراعية حالتها الصحية التي لم تتعافي بالكامل
شكرا مش جعانة دلوقت أهم حاجة خدي بالك من ماما.
في عنية يا مدام متقلقيش.
عادت لغرفتها تتثائب وهي تنتوي استئناف نومها الذي انقطع بمجيي الفتاة ليدوي صړاخا مدويا جعلها تنتفض ړعبا مهرولة لغرفة والدتها لتدرك ما كانت تخافه ولم تعمل له حسابا لقد تركتها هي للأخري ورحلت عنها تركتها غاضبة عليها تركتها وأخر نظرة بينهما كفيلة بتعذيبها طيلة عمرها الباقي رحلت لټغرق قمر بوحدتها ويعلو مؤشر خساراتها أكثر وأكثر.
رحلت بهدوء دون ضجيج ربما أستغاثت بها ليلا ربما حاولت توديعها ولم تسعفها قدماها وخذلها صوتها المفقود رحلت وتركتها لجحيمها بهذا العالم الذي لم يعد يطاق.
ليت روحها فاضت إثر طعڼة أخيها.
لما أنقذوها وحرموها من رحمة المۏت
لمن تعيش الأن
ولما تعيش
مالك يا رضا
صوتها يعيده لواقعه بعد شروده العميق منذ مقابلته لرفعت للاطمئنان عليه فعلم منه كل ما حدث مع عائلة طليق أشرقت لا يدري هل يخبرها لتعلم كيف أقتص لها الله مما ظلموها أم يصمت ولا يتحدث بهذا الأمر معها
ايه يا حبيبي مش بترد ليه في حاجة حصلت
رمقها بنظرة
متمعنة قليلا قبل أن يجذبها إليه برفق ويطوقها بذراعيه والصمت يسودهما برهة قبل ان يغمغم في حاجة أعتقد يهمك تعرفيها عشان قلبك يرتاح يا أشرقت عشان مرارة الظلم اللي جواكي تنتهي للأبد.
ضاقت عيناها وهي تحاول فهم مقصده لتعلنها له
أنا مش فاهمة حاجة من كلامك يا رضا تقصد ايه
ترك خصرها ليحوط وجهها براحتيه وعيناه تمدها بالقوة وهو يقص عليها كل شيءمن أول محاولة قتل قمر من أخيها ونجاتها ثم سجن عزت وأخيرا مۏت من أذاقتها ألوانا من العڈاب بعد أن نال منها المړض.
البكاء الصامت كان رد فعل زوجته الوحيد ليأخذها رضا فوق صدره تاركا لها مساحة التعبير كما يحلو لها.
علها تفرغ أخر ما تبقي داخلها من شعورها بالظلم والقهر الذي عاشته علها تودع تلك الحقبة من تاريخها وتنساها.
پتبكي وزعلانة عشانهم بعد اللي
متابعة القراءة