اشرقت بقلبه
المحتويات
علي اللي فات لأني ندمت عليه وأوعدك أكون ليكي أخت كبيرة زي ماكان المفروض اكون
ابتسامة فخر حقيقية لمعت بعين جلال وهو يراقب زوجته راضيا عما قالته وحمد الله بقلبه لما أصابه وظنه شړا لتكشف له الأيام كم حوى داخله من خير يكفي أن نظرة زوجته تغيرت للأمور وهو صار يحاسب نفسه ويهذبها وها هو يرد حق
شقيقته قبل أن يقبض الله روحه ويفوت الأوان
عندي ليكم خبر حلو يا جلال
لمعت عيناها لبرهة وهي تنظر نحو زوجها بحب قائلة
أنا حامل
أعتقلته نظرتها نحوه قبل أن ينفض عنه تأثيرها متلقيا تهنئة جلال وعناقه الحار مع قوله ألف مبروك يا رضا ربنا يقومها بالسلامة ويقر عيونكم بخلقة تامة وذرية صالحة
ثم همست بأذنيها مازحة شاطرة يا شوشو اربطيه بالعيال من أولها عشان مايعرفش يبص شمال ولا يمين
منحتها اشرقت ابتسامة ساخرة تنصحها أن تكبله بأطفال ماذا لو علمت أن رضا ينوي تطليقها حين تلد الرجل لا يكبل إلا بالحب والاهتمام وليس بسواهم
ابتلعت غصتها سريعا وعادت تنغمس بثرثرتهم المبهجة ومن وقت لأخر تلقي نظرة علي زوجها الذي لم ينظر لها بعد ذلك مهتما فقط بأخيها
قلبها تتراقص دقاته وتدوي بطبول الفرحة بعد أن أخبرها أبيها بزيارة رفيق جارهم زين مع عائلته كي يطلبوا يدها لم تتوقع أن يتخذ أديب خطوة جادة بتلك السرعة ظنت أن الأمر انتهي بعد ان جاءها الجامعة ذاك اليوم وحاول التحدث معها فتركته دون أن تعطيه أي فرصة رغم سعادتها برؤيته حينها لكنها لن تخالف أخلاقها ودينها بقواعده الراسخة لأجله لا تعترف سارة بتلك العلاقات التي تسبق الخطبة والكوارث التي تترتب عليها فيما بعد تحت مسمى التعارف والتفاهم وأكتشاف أنفسهماربما الفتاة نيرة أشرف التي لاقت مصير بشع علي يد زميلها بطعنات غادرة خير مثال علي صحة مسلكها وقوانينها التي سيجت بها نفسها لم تسمح لأي زميل يقترب منها لذا احتدت علي أديب حين أتى
كم تود محادثة أبنة خالتها الأن تشاركها فرحتها ومشاعرها وسريعا ما ضغطت رقمها ليأتيها صوت أشرقت مرحبا
حبيبة قلبي وحشاني
أنتي اللي وحشاني اوي وكان نفسي تبقي معايا دلوقت
شعرت بالقلق عليها لتهتف مالك يا سارة في حاجة صوتك غريب
أيوة فاكراه ماله
جاي يوم الجمعة يتقدملي ومعاه أهله
شهقت أشرقت بفرحة حقيقية وسط البؤس الذي تحياه بتتكلمي جد
ليصدح من شفتيها زغرودة مبهجة جعلت سارة تضحك قائلة بس يا مچنونة هتفضحينا ده لسه هايجي ويا عالم في نصيب بنا ولا لأ
مش يمكن مش اعجب أهله
صاحت بحمية فشړهو يلاقي زيك بس هو يعجبنا الأول
قهقهت سارة بلاش تنفوخي فيا الله يكرمك
تمتمت بحنان أنا بتكلم بجد يا سارة أنتي مفيش زيك
ربنا يخليكي ليا يا شوشو طمنيني أخبار البيبي ايه
بتلقائية تحسست أشرقت بطنها هاتفة الحمد لله بخير
ورضا
اكتسب وجهها سحابة حزن عميق وهي تجيبها بصوت کسير لسه زعلان مني ومقاطعني وبيرد عليا الكلمة بالعافية عمري ما تخيلت يعاملني كده يا سارة مفتقداه أوي وتعبانة من الوضع اللي احنا فيه تعبانة من بعده خاېفة فعلا لما أولد يسبني خاېفة مقدرش ارجعه تاني زي ماضيعته
لتستطرد بصوت باكي أنا اللي ضيعت رضا يا سارة بس ڠصب عني والله اللي شوفته خلاني اتصرف معاه كأني واحدة تانية غيري مكنتش واثقة فيه ولا في اي راجل افتكرته زي غيره افتكرته هيظهر علي حقيقته ويبقي عزت جديد كنت بستفزه كتير عشان اخلي اللي جواه يطلع بس رضا كان بيصبر عليا ويتحملني طول الوقت كان بيوصلي انه مختلف وانه بيحبني وانا قفلت عيوني وعقلي واتغبيت لحد ما ضيعته من ايدي
توقفت حين وصلها بكاء ابنة خالتها عبر الهاتف لتصيح بجزع
أنتي پتبكي يا سارة والله خالتي عندها حق تقول عني حمارة وغبية كلمتيني وانتي فرحانة قمت نكدت عليكي بكلامي حقك عليا وسامحيني
تماسكت قليلا لتجيبها بالعكس يا أشرقت أنا اصلا زعلانة عشانك وبعدين أنا وانتي اخوات ولازم نتشارك الحزن قبل الفرح
لتستطرد تبثها الأمل بس أنا عايزاكي تفهمي حاجة مهمة رضا مستحيل يتخلي عنك مش بمزاجه يسيبك لأنه بيحبك يزعل ويبعد ويخاصم أه لكن يفارق معتقدش
صاحت بأمل ولهفة بجد يا سارة تفتكري بيهددني بس يعني قرصة ودن زي ما خالتي قالت
أنا متأكدة من كده وانتي خليكي ذكية وأكسبيه يمكن هو عايز يستفزك عشان تظهري أجمل ما عندك أبرزي كل أسلحتك اللي مفيش زوج بيحب مراته يقدر يقاومها ومهما صدك اوعي تيأسي وافضلي حاولي وأهم حاجة لازم يحسها رضا هي انك فعلا بتحبيه مش هقدر اقولك تعملي ايه بس قلبك هو اللي هيدلك علي الصح
كفكفت أشرقت دموعها وقالت ربنا يخليكي ليا يا سارة كلام أداني أمل كبير
ويسعدك يا حبيبتي ان شاء الله أزمة وتعدي
انهدت خاتمة
بقوله ربنا يسمع منك
جاهزة
التفتت له لتجده يرتدي قميص سماوي انيق وبنطال جينز داكن مصففا شعره بطريقة ابرزت وسامته اكثر وكأنها تلاحظ وسامته للمرة الأولى راحت تبحث بعيناه عن نظرة إعجاب لها بعد ان ارتدت ثوب مناسب ووضعت زينة غير مبالغ لها لكنه بدا كأنه لم يراها وهو يتعجلها بجمود
يلا عشان جوز خالتك رن عليا
اقتربت منه وغمغمت بنبرة ذات مغزي طيب ايه رأيك في الفستان ده عليا حلو ولا أحضر بحاجة تانية
أجابها دون اكتراث براحتك ده أو غيره مش فارقة المهم اجهزي بسرعة عشان ننزل
اصابها رده بالخيبة فقالت خلاص خليني بالفستان ده ما دام مش فارقة
ثم تسألت باهتمام طيب رحمة ومازن مش جايين معانا
يجوا يعملوا ايه في مناسبة خاصة زي دي هيفضلوا هنا لحد ما نرجع ورحمة هتاخد بالها علي أخوها
وانهي قوله متوجها للمغادرة وهي تتبعه شاردة بحزن للفتور الذي يعاملها به صار يبخل عليها حتي بالكلمات يشاركها الغرفة لكن بطريقته وكل ليلة يفترش الأرض وينام وحده بعيدا عنها فراشها صار باردا بعد ان ذاق سابقا دفء جسده وهو يغفوا جوارها ويعانقها
لم تنتبه وقدميها تتعثر علي الدرج خلفه لتشهق وكادت أن تقع لولا أن تلقفتها ذراعي رضا پخوف صائحا أنتي كويسة
يا الله كم افتقدت لهفته هذه كم تشتاق قربه هكذا وهو يحوطها بذراعيه القوية تتعجب كيف صارت تتسول لمساته وقربه بعد ان كانت تتجاهل كل عطاياه ومشاعره الجارفة حقا لا يدري الإنسان قيمة ما يملك إلا بعد أن يتجرع مرارة فقده هي لفظت نعيم قربه غافلة عن جحيمها في البعد
خدي بالك وانتي نازلة ولو دايخة ارجعي البيت وان هقول لخالتك انك تعبانة
أفاقت علي كلماته وهو يبتعد عنها لتهز رأسها وتمتص دمعتي عيناها هامسة أنا بخير يا رضا وهاجي معاك
بعد
متابعة القراءة