اشرقت بقلبه
المحتويات
أكثر من هذا ليفتح شهيته علي الحياة كلها وليس الطعام وحده!
طب من فضلك عايزة امشي.
هناكل لقمة الأول والله ھموت من الجوع يا أشرقت وحياة خالتك يا شيخة توافقي ناكل سوا قبل ما نروح سندويتشات الكبدة بتاعة الراجل اللي هناك ده هتعجبك اوي.
ومن يسمعه!
رائحة الكبدة الشهية تكاد تزكم أنفها وتطيح بثباتها و صراحتا تريد تذوقها والجوع بدأ حقا ېهدد معدتها الخاوية حسنا لن تكسفه لقد حلفها بالغالية علي كل حال.
ابتسم ممتنا لها وسريعا ما غاب ليحضر لهما الشطائر ويبدأن بالتهامها سويا وكلا منهما ينظر لوجه المياة الهاديء ولا تدري هي انه يتأمل وجهها المنعكس علي صفحة النيل وهي تأكل شطيرتها برقة والشرود من جديد يغزوها يحدث نفسه أنه يوما ما سيشاركها حتي أفكارها هذه فلا تشرد عنه ابدا.
قالها وهو يمشطها سريعا بنظرة فاحصة لتلتفت نحوه متفاجئة بما لم تراه سوي وقاحة لتصيح أحترم نفسك وبلاش الكلام ده.
ضحك ضحكة قصيرة متلذذا من جديد بإثارة حنقها هاتفا كلام ايه هو انا قلت حاجة ولا عارف أنطق بكلمة
يا سلام! أمال اللي قلته ده ايه مالك أنت أنا رفيعة ولا تخينة يخصك في ايه.
تخضب وجهها بمزيد من الحمرة التي حاولت مدارتها قائلة بفظاظة يعني انت بتحب الرفيعين ماشي كويس اني عرفت.
حدجها مضيقا عيناه بريبة قبل أن يهتف مازحا ايه ناوية تاكلي حلاوة وطحينة لحد الفرح عشان تزيدي عشرين كيلو مثلا والله مچنونة وتعمليها.
منحته ابتسامجة سمجة ساخرة منه ليميل قليلا هامسا
ممكن نمشي بقا.!
قالتها لتحاول الفكاك من حصار مشاعره الذي صار يعلنها بشغف كلما أتته الفرصة شغف تخافه بقدر ما يروق لها ويصيب موضعا بروح الأنثي داخلها.
تعج الطرقات هنا وهناك بأناس وجوه أصحابها تحمل الكثير من المآسي وكذلك المسرات لتكون الأولي من نصيب ذاك الشاب الذي يسير شاردا بلا هدى دون أن ينتبه لموضع خطاويه أين تأخذه كلمات أحدهم القاسېة تدوي بأذنيه گأنها تطارده وتنخر قلبه الموجوع بأثرها في نفسه لا يزال الحذر غائب عن خطاواته ليداهمه صياح أجفله.
صوت فتاة تصرخ اقتحم شروده ليتفاجأ بسيارة نقل تسرع نحوه وعلى وشك أن تصدمه من فرط ذهوله تيبست قدماه دون إرادة ولم يستطع تحريكها مستسلما لمصيره لكن دون تردد دفعته الفتاة بعيدا عن مرماها ليقع أرضا وهي جواره تتلقى سقطة مماثلة غبر الثرى ملابسها والشاب يطالعها بذهول مأخوذا بما حدث او بالأحري الکاړثة التي كادت أن تحدث لولا عناية الله ثم تلك الفتاة الباسلة.
غمغم بخجل متفهما ثورتها أنا أسف جدا اظاهر كنت سرحان وفعلا مأخدتش بالي خالص من الطريق.
ثم نهض وبتلقائية مد كفه كي يساعدها في النهوض لكن تجاهلت الفتاة كفه الممدودة وهي تنهض بمفردها نافضة الثري الذي علق بفستانها فقال متفهما رفضها لمس يده ولا ينكر انه شيء أثار إعجابه حقيقي مش عارف اشكرك ولا اعتذرلك بسببك اتكتبلي عمر جديد يا أنسة.
هتفت ومازلت تنظف ملابسها مفيش داعي يا أستاذ الحمد لله ان ربنا نجاك بس ياريت تاخد بالك بعد كده عن أذنك.
طب يا أنسة سؤال لو سمحت.
استدارت ترمقه بصمت منتظرة سؤاله ليهتف
انا كنت عايز اروح شارع أسمه .. متعرفيش تدليني عليه
أجابته بدهشة ده شارعنا هو حضرتك رايح لمين هناك وانا ادلك علي البيت نفسه كمان.
شعر داخله
ببعض الخجل وحقا لا يدري سبب تحايله هكذا على الفتاة متظاهر بجهل وجهته سببا مبهم دفعه لهذا التصرف فقال رايح لواحد صاحبي اسمه زين.
صاحت بعد أن علمت من يقصده قصدك أستاذ زين عبد القوي ده بالظبط بنا وبينه شارع واحد طب اتفضل اوصلك لهناك هو البيت مش بعيد وانا هتمشى إلا لو حضرتك تعبان من الوقعة ومش هتقدر تمشي.
قال سريعا لالا بالعكس خلينا نمشي مادام البيت قريب.
أومأت له و واصلت سيرها بصمت لينتابه فضول لمعرفة أسمها هو أسم حضرتك ايه يا أنسة
وقفت بغته وطالعته بحدة قائلة بتحذير بقولك ايه يا جدع انت مش عشان بساعدك تستهبل وتحاول تصاحبني يا تخليك في حالك وتمشي ساكت يا أما هسيبك تتوه لوحدك.!
أسرع بقوله خائڤا أن تسيء فهمه
لالا خلاص هسكت أحسن لو سبتيني ممكن أتوه فعلا هنا.
رمقته بعدوانية قبل ان تستأنف سيرها فاختلس إليها النظرات وهو يقيم هيئتها التي بدت شديدة الرقة بثوبها المحتشم جذابة كثيرا هذه الفتاة وأكثر ما جذبه لها شهامتها وبسالتها كانت تستطع تركه دون مساعدة لكنها خاطرت بحياتها لإنقاذ شخص لا تعرفه كان يظن ان مثلها لم يعد لهم وجود أخيرا وصلت لاول الشارع الذي يقصده قائلة بيت صاحبك في اخر عمارة علي الشمال شقة ستة الدور التالت.
وقبل ان يشكرها اصطدم بوجه صديقه زين الذي رمقهما معا صائحا بدهشة سارة وأديب!
رجف قلب الأخير من أن ينكشف أمر حيلته للفتاة.
وأنه خدعها بشأن جهله للمكان.
بقالي ساعة بدور علي البيت بتاعك يا زين
هكذا أسرع أديب ليمنع مبادرة صديقه بالحديث وكشف حيلته مواصلا لولا الأنسة كتر خيرها ساعدتني وجابتني
صديقه ببلاهة نعم!
سارة بتلقائية ده كان شكله تايه ومش عارف يوصل لبيتك يا استاذ زين عموما حمد الله علي السلامة عن أذنكم.
زين متعجبا بعد رحيل الفتاة مين ده اللي كان تايه!
دفعه أديب أمامه يقوده عنوة بعدين افهمك بس نطلع البيت.
ممكن بقا افهم حصل ايه معاك وليه كدبت انك مش عارف البيت وايه لمك أصلا علي سارة جارتي
هكذا أعرب زين عن دهشته فورا بعد صعودهما لمنزله
ليغمغم أديب وهو يتذوق الأسم سارة..حلو الأسم.
رمقه الأخر بريبة هو في ايه بالظبط يالا!
سرد عليه أديب ما حدث ليضحك رفيقه قائلا يانهار ابيض كنت هتروح مني يا دومي طب ايه خلاك يعني تتظاهر لسارة انك مش عارف بيتي
غامت عيناه مغمغما بنبرة عميقة والله ما عارف يا زين أنا شوفتها هتمشي وتسيبني لقيتني بوقفها بالحيلة دي عشان افضل معاها أطول وقت كأني أعجبت بيها وبشجاعتها وطيبتها البنت ساعدتني بدون اي تردد وده نوع نادر دلوقت ومعتقدش اني متسرع في اعجابي بيها.
وافقه الرأي فعلا سارة بنت مفيش منها وأهلها ناس طيبين جدا.
ربنا يحفظها هي بتدرس ايه
كلية تجارة.
أديب ربنا يوفقها بنت أخلاقها تشرف ماتتصورش لما سألتها عن أسمها عملت فيا ايه.
عملت ايه يا تري
هددتني انها تسيبني أتوه يا زين.
أننفجر الأخير ضاحكا يشاركه أديب تلك المرة لتكون تلك الفتاة أول من بدل حالته المزاجية التي كان عليها منذ قليل.
أنتي اټجننتي يا سارة عرضتي نفسك للخطړ عشان حد ماتعرفيهوش أصلا!
تفهمت حنق أشرقت وهي تجيبها بهدوء
يا بنتي ده تصرف إنساني مقدرتش اقف ساكتة وانا اقدر اساعده حرام ېموت ده
متابعة القراءة