رواية كاملة الفصول
المحتويات
للمطبخ يجلب كوب ماء ورجع لها ثم بدأ ينثر الماء برفق على وجهها حتى فتحت عيناها بالتدرج وحين ادركت الوضع
يسر إنتي كويسة !
سمع صوتها الضعيف وهي لا تتوقف عن التقيأ
اخيرا هدأت معدتها وتوقفت عن التقيأ فغسلت وجهها بالماء جيدا وجففته ثم فتحت الباب وخرجت محاولة السيطرة على نفسها حتى لا تتقيأ مجددا وتجعله يشك بأمرها نظرت له
طالت نظرته المريبة والدقيقة لها
يلا
تنهد بعمق وهتف بأعين ثاقبة كالصقر بعد أن احس بأن وضعها ليس طبيعيا
طيب همشي ولو احتجتي حاجة اتصلي بيا وأنا هطلعلك
لم تجيب واكتفت بنظرتها الجامدة تنتظره حتى ينصرف وبمجرد رحيلة اندفعت نحو الشرفة تفتحها وكذلك المروحة حتي يطردوا رائحة عطره التي ټخنقها وترغبها في التقيأ مرة أخرى وأخيرا غادرت الغرفة تماما وذهبت للغرفة الأخرى إلى حين أن تختفي الرائحة وتعود لغرفتها مجددا !!
إنت متعشيتش كل
نظرت للطعام ثم لها وأخيرا رجع بنظره للحاسوب متمتما بعدم مبالاة
مش عايز شليه
تأففت بيأس وهدرت بنبرة خاڤتة
شكرا لإنك وافقت أو بالأحرى شكرا
لتفهمك اهمية دراستي بالنسبالي لما اتكلمت معاك
قالت مقاطعة إياه بجدية
متقلقش أنا عن وعدي وزي مش وعدتك مش هختلط بحد وهيبقى كل وقتي لدراستي عشان اتخرج بتقدير كويس
تمتم بنبرة عادية ليس بها أي ضجر أو خنق
لما نشوف
صمتت لدقائق قليلة حتى سألت بتردد وبؤس
علاء هو أنت بتروح عند نينا
مش كتير
تشدقت بصوت يغلبه البكاء
وحشتني أوي وهي حتى مش بتديني فرصة احكيلها الحقيقة
رفع نظره رمقها بسكون لبرهة من الوقت ثم همهم بصوت أجش
أنا هتكلم معاها في مرة وافهمها كل حاجة
دهشت وتهللت أسايريها لتجيبه بذهول وسعادة
بجد !!!!
هتف بحزم وجفاء بعد أن رأى نظرتها الفرحة وخشى أن تفهم هذا كنوع
ده مش عشانك ده عشانها هي لأنها حالتها وحشة من وقت ماعرفت اللي حصل معاكي وشافت صورك ومن وقت جوازنا كمان فيمكن لما تعرف إن الموضوع كان شبه محاولة اعتداء ترتاح وتسامحك
بجد ياعلاء أنا مش عارفة اقولك إيه شكرا جدا !
رأته يعود بنظره للحاسوب مجددا دون أن يجيب عليها فاستعجبت من حالاته المتغيرة والعجيبة بلحظة يكون لطيفا وطيبا وبلحظة أخرى يكون فظا وجافا باتت لا تفهم أهو يبغضها أم مشاعره تجاهها عادية لا هي بالبغض ولا بالاستلطاف !! ولكن مايهم الآن أنه سيساعدها في تحسين علاقتها مع جدتها مرة أخرى وهذا الشيء يكفيها لكي تكون سعيدة لاسبوع كامل وليس يوم أو يومين فقط !
أخيرا سمعت كلامي وقررت تاخد الخطوة دي ياحبيبي
تمتم إسلام بعبوس
أنا متردد أساسا ياماما وخاېف متوافقش بس قولت هجرب ولما ياجي زين هقوله
هتوافق متقلقش أنا واثقة
بس متجبيش سيرة لحد حتى ملاذ لغاية ما اكلم زين
حاضر متخفش مش هقول لحد والله إنت مش متخيل فرحتي إزاي من وقت ماقولتلي على الخبر ده
ادعيلي إنتي بس ربنا يسهل الأمور وكل حاجة هتبقى زي الفل صدقيني
ربنا يسعدك وينولك مرادك ياحبيبي
أخذ نفسا طويلا وحملق قي اللاشيء امامه بشرود ربما تكون هذه المرة الأولى التي تجرأ فيها ليطلب فتاة للزواج وسيجرب هل سينصفه حظه أم يخذله هل عجز قدمه سيقف حاجز بينه وبين الفتاة التي يريدها أم لا !
وضع زين المفتاح في قفل الباب ودخل هو اولا ثم هي حمل الحقائب ووضعها بجانب الباب ثم اغلقه أما هي فدارت بنظرها في ارجاء المنزل بابتسامة عريضة التفتت له برأسها وقالت
البيت وحشني أوي والله
هدر باسما بعذوبة
ما أنا مكنتش مرتاح أوي هناك عشان كدا قولت نرجع
بس إنت مفسحتنيش كتير لا في مرسى ولا الرياض وكنت حابسني في البيت علطول
ما احنا مكناش فاضيين ياحبيبتي وكان ورانا اجتماعات عمل مهمة
مليش دعوة هتفضي نفسك مخصوص وتفسحني هنا
بس كدا إنت تأمر ياجميل هظبط نفسي ونخرج نتفسح
أنا هدخل اغير هدومي واخد دش عشان بعدين احضر العشا وإنت كمان روح غير هدومك يلا
هز رأسه لها بالموافقة وعندما تورات عن انظاره عبس وجهه من جديد عند تذكره لإسلام فأخرج هاتفه واجرى اتصال بكرم الذي اجابه بعد وقت من الرنين
ايوة يازين إنت رجعت القاهرة ولا إيه !
تشدق بصلابة
ايوة رجعت تعالى ياكرم على الشركة عايز اتكلم معاك في موضوع
رفع كرم حاجبه وهتف بتساءل
موضوع يخص الشغل يعني !
لا ملوش دعوة بالشغل تعالى بس يلا أنا هطلع دلوقتي وهستناك هناك
اجاب عليه بريبة من نبرة صوته الغريبة ورغبته في الالتلقاء والتحدث معه بهذه الساعة
طيب هلبس واجيلك
غادر كرم المنزل منذ مايقارب العشر دقائق وبقيت هي بمفردها تشاهد التلفاز ومندمجة مع الفيلم ولكن تجمدت ملامح وجهها عندما سمعت صوت رنين الباب تساءلت بتعجب هل كرم اتي بهذه السرعة ! هبت واقفة واتجهت ناحية الباب بحيرة فحتى لو اتي لما يرن جرس الباب وهو لديه المفتاح هل نساه وذهب بدونه !!
وقفت خلف الباب وقالت پخوف بسيط
مين
أنا ياشفق افتحي
تراجعت للخلف حين ميزت الصوت وعرفت فورا بأنها ابنة عمها فهمست لنفسها باستغراب ودهشة من قدومها لها وبهذه الساعة
ريماس !!! ودي إيه اللي جابها دلوقتي !
_ الفصل الثاني والثلاثون _
اصابته الصدمة فبقى ساكنا يحدق بأخيه غير مستوعبا ما سمعه منه للتو هل هو يمزح أم يقول الحقيقة لا يعرف !! .
هتف كرم منذهلا
_ زين إنت متأكد إنه إسلام !!!
اجابه زين بشجن وأسى
_ كل الأدلة اللي قدامي بتقول إنه هو ياكرم عمل حاډث في نفس اليوم ونفس المكان ورجله مش بيمشي عليها بسبب الحاډث أنا هتجن من وقت ماعرفت ومش عارف أعمل إيه ولا اتصرف إزاي .. وبقيت مش قادر ابص في عيون ملاذ
أصدر كرم زفيرا حارا ومسح على وجهه بحيرة وضيق ثم عاد بنظره لأخيه وسأل بترقب
_ إنت لسا مقولتش ليها إنك كنت ....
قاطعه وهو يهز رأسه بالنفي ويدفن وجهه بين راحتي يديه متمتما بصوت مهموم
_ كل ما اقول هقولها اتراجع وملاقيش الجراءة .. مش قادر اقولها إني كنت مدمن ودخلت مصحة اتعالج وبفكر في نظرتها ليا هتكون ازاي لما تعرف وردة فعلها
كرم برزانة امتزجت بالحزم
_ دي حاجة وعدي عليها سنين واكيد هي مش هتاخد منك موقف على موضوع كان وخلص من سنين .. لكن مينفعش تخبي عليها يازين لازم تقولها شوف الوقت المناسب واتكلم معاها فيه بهدوء وفهمها كل حاجة وأنا متأكد إنها هتتفهم ومش هتزعل أوي لأنك خبيت عنها طول المدة اللي فاتت بالأخص لما تفهمها اسبابك اللي خلتك متقولهاش
رفع وجهها ونظر لكرم مبتسما بمرارة وتشدق
_ طيب ده موضوع وخلص زي ما بتقول من زمان .. لكن إسلام هقولها إزاي أنا السبب في اللي اخوكي فيه وعڈابه طول السنين دي
تنهد الصعداء بحيرة ويأس ثم قال بخفوت وحكمة
_ أنا برأي إسلام متقولهاش دلوقتي واصبر شوية لغاية مانشوف حل مناسب
_ أنا فكرت في حاجة .. هجرب واشوفها بس يارب تنفع أهو على الأقل ارتاح شوية من عڈاب ضميري
فتحت شفق لها الباب ووقفت تحدقها بأعين ثابتة ومتفحصة لتهمس ريماس بارتباك
_ أنا جيت اتكلم معاكي شوية .. ممكن
تنفست شفق الصعداء ثم افسحت لها الطريق لتعبر واخرجت رأسها من الباب تلقي نظرة فاحصة على الخارج لتتأكد من أنها لم تجلب أي من أبيها أو أخيها معها ثم دخلت واغلقته واشارت لها بيدها أن تشير مباشرة إلى الداخل حيث الصالة .. فسارت ريماس بخطواط متوترة حيثما اشارت لها وجلست على الأريكة لترمق شفق بعذوبة وتسأل
_ كرم موجود
هزت رأسها بالنفي ثم جلست بجوارها وتطالعها بنظرات مقتضبة تنتظر منها أن تبدأ فيما تريد قوله لها والذي أتي بها إليها في هذه الساعة لتلتزم ريماس الصمت لبرهة من الوقت تنظم بداية حديثها معها ثم تحدثت أخيرا بنبرة لا تحمل أي غل أو خبث
_ شفق إنتي يمكن عارفة إني مش بكرهك أبدا ومكنتش موافقة على أي حاجة بيعملها بابا أو جاسر ومازالت مش موافقة ومش جاية هنا عشان اقولك إنك غلطانة وكان لازم تقولي لبابا قبل ماتتجوزي
رسمت شفق الابتسامة الساخرة واجابتها بها
_ امال جاية ليه !
استكملت حديثها بنفس نبرتها السابقة
_ إنتي عندك حق بابا وجاسر بعد االي عملوه معاكم إنتي وسيف ومرات عمي الله يرحمهم يديكي الحق تمسحيهم من حياتك كلها بس أنا جاية اطلب منك طلب صغير واتمني تفهميني
حدقتها بفضول عندما ذكرت طلب واهتمت أكثر لحديثها لتعرف .. ماهو الطلب لتجدها تقول ببعض الرجاء
_ بابا وجاسر مش هيسكتوا وكذلك كرم وإنتي أكيد مش هتكوني حابة جوزك يدخل في مشاكل وأنا كذلك .. فأنا كل اللي عايزاه منك إنك تحاولي تقنعي كرم إنه يلاقي حل وسط بدل المحاربة والعداء وأنا هعمل كدا برضوا مع بابا وهحاول اهديه واخليه يتراجع عن غضبه
هدرت شفق بانفعال وسخط
_ أنا اساسا بعتبركم مش موجودين ياريماس من وقت اللي عمله اخوكي لما سيف رفض يجوزني ليه .. حاول يأذيه هو شخصيا ويأذيه في شغله عشان يخسره كنوع من الاڼتقام اخوكي مريض وعايز يتعالج
_ هو بيعمل ده كله لأنه بيعشقك پجنون والله صدقيني
صاحت شفق پغضب عارم ونبرة مرتفعة
_ مفيش مبرر للي عمله واللي بيعمله هو وعمي .. متحاوليش تدافعي عنه ياريماس
_ أنا مش بدافع عنه بالعكس أنها عارفة ومعاكي جدا إنه غلطان وحيوان كمان بس صدقيني حتى انا تعبت من المشاكل دي مش إنتي بس وعايزة نلاقي حل وسط نصلح بيه الكل ويرضينا كلنا
تأففت شفق پاختناق وهي تلوي فمها ممتعضة تفكر فيما قالته منذ قليل ثم اجابتها بنبرة شرسة وقوية تحمل الټهديد
_ تمام هحاول مع كرم واعمل زي ما قولتي وده مش عشانكم لا ده عشان أنا خاېفة على جوزي ومش مستعدة اخسره لإني مليش غيره بس اقسم بالله ياريماس لو ابوكي واخوكي حاولوا يأذوا كرم لاوديهم ورا الشمس ومش هسكت زي ماسكت يوم سيف بعد اللي عملوه معاه لأن وقتها أنا اللي هديت سيف برضوا عشان المشاكل متزيدش بس المرادي أنا اللي مش هرحمهم
اماءت لها بتفهم ونظرات هادئة بها القليل من اليأس ثم وقفت وسارت باتجاه باب المنزل وعندما امسكت بالمقبض وادارته للأسفل ثم جذبت الباب إليها فقابلت كرم بوجهها والمفتاح بيده كان على وشك أن يضعه في القفل ليفتح ويدخل ولكنه تصلب بأرضه وهو يطالعها بريبة .. التفتت ريماس برأسها ناحية
متابعة القراءة