رواية كاملة الفصول
المحتويات
بشدة بل بالأحرى هي اشتاقت لكل شيء فيه بدرجة لا يتخيلها وتعاني الألم وهي تتصنع أمامه القوة والقسۏة والآن هي لا تريد الابتعاد عنه ولكن عقلها رفض استسلام قلبها الذي لا يجلب لها سوى المتاعب وذكرها بكل شيء فعله معها بداية من ليلتهم الأولى معا حتى إجباره لها على اجهاض طفلهم فابتعدت عنه فورا وقالت بجفاء وحزم
فتحت الباب ودخلت لتتركه يقف يحدق على أثرها بشرود وأعين بائسة ولكن سرعان ما ارتفعت الابتسامة لشفتيه تدريجيا حين تذكر كلمتها طلقتني !
داخل خلفها بعد أن طرق الباب عدة طرقات خفيفة وسمع صوت عمه وهو يسمح للطارق بالدخول اقترب من عمه وهتف باهتمام
طاهر بنبرة عادية تماما
الحمدلله يابني بقيت كويس أنت عرفت منين
خطڤ نظرة سريعة على يسر ثم هتف بثبات مخترعا كڈبة صغيرة حتى لا يضع نفسه في موقف قد لا يحبه عمه
كلمت علاء وقالي على اللي حصل
هز طاهر رأسه بالتفهم ثم نظر لابنته وهتف بقلق حقيقي
ميار عاملة إيه يايسر
لسا مفاقتش يابابا أنا كنت عندها دلوقتي
عاد علاء للمستشفى واتجه نحو غرفة ميار فورا عندما اخبره الطبيب بأنها استعادت وعيها فتح الباب ودخل ثم اغلقه خلفه وتحرك نحوها ليجذب المقعد ويجلس أمام الفراش هاتفا بصوت هاديء
فتحت عيناها ورمقته بأعين منطفئة وكئيبة ليكمل هو بنبرة مهتمة حقا
بقيتي كويسة دلوقتي
اماءت
له بالإيجاب والتزم هو الصمت للحظات طويلة حتى بدأت ملامحه تأخذ الحدة والعصبية وهو يقول
إيه اللي عملتيه ده !! إنتي مچنونة ! ده بدل ما تكفري عن ذنبك وتطلبي من ربك العفو وتتوبي لا بتحاولي ټنتحري عشان تحملي نفسك ذنب أكبر
محدش طايقني ولا عايزني كل عيلتي پتكرهني حتى نينا بقت مش عايزاني وهي اللي كانت بتصبرني على فراق بابا وماما
اشفق عليها لأول مرة فأخذ نفسا عميقا وهو يحدقها بأعين متأثرة ثم تمتم بخفوت لين
إنتي اللي رخصتي نفسك بعملتك ياميار واجبرتي الكل إنه ياخد منك جنب حتى جدتك بس مټخافيش هي لسا بتحبك أكيد كل ما في الموضوع إنها هتاخد فترة لغاية ماتسامحك وبكرا هبقى اخدك تتكلمي معاها شوية
بجد ياعلاء !
تراجعت في لحظتها وقالت بيأس
لا بس هي مش هتوافق تشوفني أصلا ولا تتكلم معايا
جربي نفع كان بها منفعش خلاص
امسكت بكفه تضغط عليه بلطف وتطالعه بعيون دامعة وممتنة بشدة وهمست بخفوت رقيق
vielen Dank
شكرا جدا
سحب كفه بهدوء تام وهو يرسم ابتسامة صارمة بعض الشيء ثم هب واقفا وقال بغلظة
أنا هروح اطمنهم إنك فوقتي
هزت رأسها بالموافقة وهي في اقصى درجات سعادتها ولا تتمكن من انتظار الغد حتى تذهب لزيارة جدتها ورؤيتها !!
مع صباح اليوم التالي
كان كرم يرتدي ملابسه ويستعد للذهاب وهي بالمطبخ تقوم بتحضير وجبة الإفطار فخرج من الغرفة فور انتهائه واتجه إليها في المطبخ يقول على عجالة باختصار
شفق أنا همشي معلش عشان مستعجل جدا متعمليش حسابي معاكي
لم تجيبه واكملت ما تفعله محاولة كتم غيظها من أنه سيتركها تفطر بمفردها فعقد هو حاجبيه باستغراب عندما لما يأتيه رد منها حتى ولو بإماءة رأس خفيفة
شفق أنا بكلمك إنتي سم
توقف عن الكلام حين رأى دموعها تملأ وجهها فمد يده وامسك بذقنها يدير وجهها ناحيته هامسا بريبة
بټعيطي !! إنتي لسا زعلانة مني !
اجفلت عيناها أرضا وانهمرت دموعها بقوة أشد فجذبها فورا هامسا بلطف ورجاء جميل
متعيطيش ياشفق إنتي عارفة إني مبقدرش ازعلك حقك عليا وعد مش هيتكرر تاني
انخرطت في نوبة بكاء قوية وهي تهتف من بين بكائها
مش زعلانة
لم يتمكن من حجب ضحكته حيث اجابها ضاحكا بمشاكسة
إنتي كدا مش زعلانة ! أمال لو كنتي زعلانة كان هيحصل إيه !!!
استمرت في بكائها فأبعد رأسها فقط عن وبيد مسك ذقنها يرفع وجهها لأعلى لكي يراها بوضوح وباليد الأخرى مد اناملها وجفف دموعها واطال النظر في وجهها مبتسما بساحرية ولم يجد صعوبة في فعل خطوته القادمة فهو لم يعد يخجل ويتوتر منها كالسابق
أنا آسف
وكمان مرة تاني أنا آسف
تحولت إلى قطعة طماطم وتوردت وجنتيها بشدة وسرت قشعريرة في جسدها الذي شعرت بحرارته ودقات قلبها تطرق پعنف وكعادتها تحاول اخفاء خجلها بأي شيء حيث دفنت وجهها في كتفه هامسة بتمرد ونبرة عابثة
إنت وحش على فكرة
ابتسم لها وتمتم بمكر
آه ما أنا عارف
استكمل برقة تليق بصوته الرجولي
لسا زعلانة
طيب أنا اتأخرت همشي واستنيني على الغدا عشان هنتغدى مع بعض
طيب
متتأخرش ياكرم
فتح الباب وقال قبل أن يغادر
حاضر
داخل شركة العمايري
كانت يسر تقف أمام النافذة تتابع حركة المارة والسيارات بشرود في أشياء كثيرة في مقدمتهم وضعها الحالي الذي لا يبشر بخير أبدا استمعت لرنين هاتفها المرتفع فعادت لمكتبها والتقطته لتجيب بنبرة عادية
أيوة ياريم
عاملة إيه يايسر واخبار عمي طاهر إيه وبنت عمك
الحمدلله كويسين ياريم متقلقيش بابا بقى زي الفل الحمدلله وحتى ميار بخير شكرا على وقفتك معانا في المستشفى إمبارح
اجابتها معاتبة إياها بضيق
اخص عليكي يايسر هو من إمتى في بينا شكر ده احنا اخوات وعمي طاهر زي بابا بظبط والله بنسبالي وإنتي عارفة ده
هزت رأسها بإيجاب وابتسامة عذبة هامسة
عارفة عارفة
إنتي قاعدة في الشركة
سمعت ريم تمتمها ب امممم لتستكمل بترقب للإجابة
لسا بيحاول يتقرب منك
ظهر السخط على ملامحها وقالت بقسۏة ونبرة لا تحمل المزح
يحاول براحته أنا مبقيش يهمني أساسا ولو السما اطبقت على الأرض مستحيل ارجعله كفاية أوي اللي عشته معاه أنا محتاجة ابص لحياتي ولنفسي بقى
بظبط هو ده الصح لانه مكنش يستاهل ضفرك ومازال ميستهلكيش بس مش كان غلط اللي عملتيه إمبارح
زفرت بخنق وقالت مستاءة
بالله عليكي ماتفكريني ياريم أنا كل ما افتكر اتعصب أنا اساسا غبية ارد عليه ليه واقوله
عادت تكمل بعد ثواني قليلة بشيء من الحزن والحيرة
أنا مش هينفع اقعد هنا اكتر من كدا ياريم لو فضلت قاعدة هيتكشف الموضوع وأنا بدأت اتعب وبدأو يلاحظوا في البيت
طيب هتعملي إيه !
مش عارفة بس راسل راجع امريكا بعد يومين بفكر اروح معاه واشتغل هناك في شركة
بابا وهحاول اقنعهم وهقعد في شقة لوحدي
قالت ريم بحزم ورزانة
مينفعش تقعدي وحدك يايسر اقعدي مع خالتك وراسل ونبهي عليها متقولش حاجة لحد وراسل اكيد مش هيتكلم
يسر باندفاع
إنتي بتقولي إيه ياريم خالتو مستحيل توافق على اللي بعمله وهتقولهم كلهم واولهم هو سيبك دلوقتي انا لما اسافر هتصرف واشوف حل سلام بقى عشان في ورايا شغل وشوية بليل هبقى اكلمك تاني إن شاء الله
تمام سلام وبلاش تتصرفي تاني بتهور زي امبارح هاا
ابتسمت وقالت بخفوت
حاضر اطمني
ثم انهت معها الاتصال وجلست على مقعد مكتبها لتبدأ في أعمالها ولكن جذب انتباهها الملف الخاص به وأنه من اللازم أن يضع امضته عليه حتى يكتمل فتأففت بنفاذ صبر وضجر ثم جذبته وغادرت مكتبها باتجاه مكتبه هو وكانت ستعطي الملف لمساعدته حتى تعطيه هي له ولكنها لم تجدها لټضرب بقدمها الأرض مغتاظة على ذلك الحظ اللي يجبرها على الوقوع في طريقه دوما ولا تستطيع تجنبه
اتجهت نحو الباب واستنشقت هواء قوي تستعد لمقابلته بطريقة قاسېة وصارمة وليس كالأمس فتحت الباب بهدوء وادخلت رأسها أولا لتنطلق ابتسامة واسعة وفرحة على شفتيه حين لم تجده أيضا فدخلت فورا واتجهت لمكتبه لتضع الملف على سطحه وتستدير لتسرع وتغادر قبل أن يأتي ولكنها لم تتمكن من الهروب حيث بمجرد ما أن استدارت بجسدها ناحية الباب رأته أمامها مباشرة وهو يسألها
بتعملي إيه !!
قوست معالم وجهها للصرامة وقالت بإيجاز وهي تهم بالرحيل
الملف على المكتب محتاج امضتك امضي عليه وابعته مع ميرنا مع ميرنا هااا
ثم ابتعدت من أمام وقبل أن تغادر وجدته يقبض على ذراعها ويغلق الباب هاتفا وهو يتفحص ملابسها فهي ترتدي نفس الرداء الذي لديه فتحة واسعة ونبه عليها سابقا بأن لا ترتديه مجددا وأيضا ضيق قليلا
حاولت هي التملص من قبضته وهي تصيح باستياء
سيب إيدي في إيه !!
قال بصوت رجولي خشن ونظرات مريبة ومخيفة بعض الشيء
أنا مش قولتلك قبل كدا متلبسيش البتاع ده تاني
يسرا بانفعال وصوت مرتفع
وإنت مالك البس اللي أنا عايزاه حاجة متخصكش
تمكن منه غضبه أكثر حيث أصبحت نبرته أكثر حدة وغلظة وهو يجيبها
يخصني ونص كمان آخر مرة اشوفك لابساه تاني يايسر وإلا مش هيحصل كويس
ضحكت ساخرة وقالت بعند ونظرة شرسة
قولتلك ملكش دعوة ! وبالعند فيك هلبسه كل يوم واعلى مافي خيلك اركبه سيب إيدي ياحسن
قالت آخر جملها بصياح عارم ليشد على ذراعها أكثر ويصيح هو الآخر بها بصوت جهوري بعد أن هيجت عواصفه المدفونة بداخله وكان يفعل كل مابوسعه لكي يحجبها عنها ولكنها تصر على إخراجها
يسر أنا ماسك نفسي بالعافية والله العظيم متعصبنيش أكتر من كدا راسل كان بيعمل إيه عندك في المكتب من شوية
لم تخشي صياحه وانفعاله حيث رسمت ابتسامة صفراء وقالت ببرود مستفز
للمرة التالتة ملكش دعوة ومتدخلش في حياتي اللي متخصكش
تحول إلى جمرة من النيران المتوهجة واظلمت عيناه بشكل مرعب واتخذ وجهه قسمات قذفت الخۏف في قلبها حقا هذه المرة حيث صړخ بصوت انتفضت هي على أثره
طيب اسمعي بقى لو شفتك معاه تاني إنتي المسئولة على اللي هعمله فيه وفيكي تمام ! وأنا حذرتك أهو يايسر اقسم بر العزة لو لمحتك بس معاه وبتضحكي بصوتك العالي زي كل مرة لاخلهولك يروح المستشفى على نقالة ومش هيهمني لا انتي ولا علاء ولا عمي وبعد ما يروح المستشفى هيكون ليا تصرف تاني معاكي مدام انتي بدأتيها بجنان يبقى جنان بجنان بقى
كانت تحاول إبعاد يده عن ذراعها ولكن يداها تراخت تدريجيا والرؤية أمامها أصبحت مشوشة و المكان يدور بها بحركة دائرية وأخيرا ارخت ذراعها تماما واغمضت عيناها متغيبة عن الواقع
الفصل السابع والعشرون
جذبها إليه فورا بيده قبل أن تسقط وباليد الأخرى يضرب على وجنتها برفق هاتفا بهلع
يسر يسر ردي عليا
حملها على ذراعيه ووضعها على الأريكة المتوسطة وهز رأسها بلطف على أمل أن تستيقظ ولكن بدون فائدة فانتصب في وقفته وجذب زجاجة العطر خاصته
متابعة القراءة