رواية كاملة الفصول
المحتويات
بنبرة بائسة
مش هتفرق سواء حكيت أو لا ياخالتو أنا بس هشوف اخرتها معاه وافقت اقعد معاه الفترة دي بس لغاية مانتطلق
ملست على كفها بحنو هامسة في نظرات حانية
ربنا يصلح حالكم يابنتي أكيد ميرضناش أنا وابوكي وأمك نشوفك مطلقة وطالما إنتي عايزة تقعدي معاه وتديله فرصة تاني براحتك
تشدقت يسر بحدة وغيظ
ضحكت خالتها بخفة على نقمها منه وطريقتها العدوانية وهي تتحدث عنه ثم هبت واقفة وقالت وهي تتجه ناحية المطبخ
طيب تعالي هوريكي كام حاجة عملتها
في المساء
كان يجلس أمام المسبح وينزل قدميه في الماء ينحني بظهره للخلف مستندا على كفوفه الموضوعة على العشب القصير وعيناه معلقة على السماء يتابعها بشرود فخرجت هي من المنزل وكانت ترتدي منامة فطنية قصيرة وضيقة تصل إلى فخذيها اقتربت منه حتى جلست بجواره وانزلت هي الأخرى قدميها في الماء متمتمة في رقة
لم ينزل نظره عن السماء حيث أجابها بهدوء تام ونبرة جادة
فيكي
ضيقت عيناها ومن ثم
رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها لتجيبه بفضول
بتفكر في إيه فيا بقى !
لم تجد منه رد وكان ساكنا كما هو لا يتحرك فلوت فمها بيأس وفهمت أنه لا يزال مهموما بالرغم من أنها لا تعرف سبب ضيقه إلا أنها لم تضغط عليه وفضلت تركه على راحته حتى يشعر بنفسه مستعد لكي يسرد لها مايغضبه ولحين هذا الوقت بالتأكيد لن تتركه مهموما هكذا ابتسمت بخبث ثم لفت ذراعها حول ظهره من الخلف متصنعة معانقته وبحركة غدر منها لم يكن متوقعها القت به في الماء فالتقط انفاسه بعد أن أخرج رأسه من أسفل الماء ومسح على وجهه يزيح الماء عنه ويرجع خصلات شعره للخلف استقرت منه نظرة ڼارية عليها بالأخص بعدما رآها تضحك وتقول پشماتة
ثم انحنت للأسفل تضع يدها في الماء وترشها عليه وهي تضحك قائلة بمشاكسة
اضحك اضحك !!
ترجلت من السيارة أمام منزل مكون من طابقين أشبه بمنزل خالتها بالضبط راته يتحرك باتجاه الباب الحديدي فسارت خلفه بخطوات ثابتة ووقفت تنتظره يخرج المفاتيح ليدخلها في القفل ويفتح الباب سبقها هو أولا بالدخول ثم لحقت به واغلق الباب الحديدي من جديد فرأت بمجرد دخولها باب شقة عريض من اللون البنى وعلى الجانب سلم يرتفع للطابق الثاني والشقة الثانية
هز رأسه بالإيجاب وواضح عليه علامات الخنق من ذلك الوضع ولكنه مضطر حتى يستطيع إصلاح علاقتهم تدريجيا وليثبت لها ندمه الحقيقي صعد الدرج متجها للطابق الثاني وهو يقول بصلابة
تعالي عشان اوريكي الشقة اللي فوق
صعدت الدرج خلفه حتى وصلا أمام باب الشقة الثانية فأخرج المفتاح ووضعه في القفل لينفتح الباب وتدخل هي أولا هذه المرة ثم هو ترك الباب مفتوحا ولحق بها وهي تتجول في انحاء الشقة المكونة من غرفتين وحمام متوسط مع مطبخ كبير نسبيا وقفت في منتصف المنزل وقالت بحزم
حدجها بصمت للحظات طويلة يدقق النظر في عيناها بحثا عن أي نور يبعث الأمل في نفسه بأنها لا تزال تحمل له الحب في أعماقها لكنه لم يرى سوى جمود مشاعر ونظرات جافة فغمغم بأسى
أنا مش وحش يايسر أنا يمكن أكون اناني وعندي عيوب كتير وإنتي مشوفتيش غير عيوبي مشوفتيش غير حسن القاسې والمغرور والأناني وأنا عايزك تديني فرصة عشان اخليكي تشوفي حسن مختلف تماما عن اللي تعرفيه واحد إنتي متعرفهوش ومحدش أصلا يعرفه
رمقته بعينان عاجزة ومنكسرة لتجيبه هذه المرة برزانة وهدوء
كل اللي حصل بينا غلطة بداية من جوازنا وحتى الآن احنا مننفعش لبعض أنا كنت باجي على نفسي عشان خاطرك وبقول هيتعدل وصبرت على معاملتك بس ملقتش منك فايدة فمتقولش دلوقتي إنك عايز ترجعني وإنك هتكون شخص مختلف اللي شوفته منك كفاية أوي وكافي إنه يخليني مثقش فيك أبدا بالمختصر المفيد أنا بقيت بكرهك ياحسن
استفزته جملتها الأخيرة وهيجت عواصفه حيث حاوطها من ذراعيها وهو يهزها ويثبت عيناه على عيناها هاتفا باصرار
متقوليش إنك بتكرهيني مستحيل اصدق قوليها وإنتي بتبصي في عيني قولي بكرهك !
اطالت النظر في عيناه بسكون أثرتها نظراته وعيناه واحست بأنها بدلا من أن تقل له اكرهك ولو انتظرت للحظة أخرى لخرت بين ذراعيه مستسلمة لشوقها له فانقذت نفسها ودفعته بعيدا عنها پعنف صاړخة في انفعال هادر وتحذير لا يحمل التهاون
قولتلك مليون مرة متلمسنيش إياك تقرب مني وإيدك دي لو لمستني تاني ياحسن هقطعالك اطلع برا وامشي يلا
لم تقلها فشلت والسبب لا يحتاج لشرح فهي لم تتمكن من نزعه من قلبها مازالت مشاعرها حية وقلبها ينبض كلما تراه فقط كل ما في الأمر أنها رائعة في القسۏة وتصنع الكره والبغض تنجح في إظهار مشاعر النقم بمهارة وتتمكن من التحكم في زمام عواطفها بإتقان !!
وجدها تدفعه بعصبية صائحة
بقولك امشي
لملم شتات قلبه الممزق واستدار مغادرا الشقة بأكملها فاسرعت هي خلفه واغلقت الباب بالمفتاح ثم چثت على الأرض واڼفجرت باكية پعنف ثم وضعت كفها على بطنها وتمتمت بصوت مبحوح محدثة طفلها
ميستهلش اديه فرص ميستهلش يعرف بوجودك حتى كسرني وودمرني وكان عايز ېقتل ابنه ومنتظر مني دلوقتي اصدق ندمه وإنه اتغير !!
وصل هو أمام باب شقته وفتح الباب ثم دخل واغلقه خلفه متجها إلى الغرفة بوجه بائس وحزين لكن صك سمعه صوت رنين الهاتف فامسك به واجاب بعد أن رأى بأنه رقم مصري
الو
اتاه صوت طاهر الحازم وهو يهتف باستياء
بتعمل إيه في امريكا ياحسن
أنا آسف ياعمي عارف إني كان لازم اقولك بس
قاطعه طاهر وهو ېصرخ بصوت جهوري
بس إيه !! هو لعب عيال عشان تطلق وقت ما تحب وترد وقت ماتحب
تنهد الصعداء بعبوس وتمتم بنبرة صادقة وبها بحة
غلطت لما طلقتها وندمت ندم عمري مقدرتش استحمل بعدها عني ياعمي والله وحشتني أوي
ومكنتش هقدر اكمل الاجراءات ولما عرفت إنها سافرت مع راسل اټجننت وسافرت وراها علطول ورديتها
صمت لثلاث ثواني ثم استرسل حديثه باعتراف لاول مرة يعترف به
أنا بحب مراتي ياعمي ومش عايزها تبعد عني
يستطيع القول بأن عاصفة عمه الهائجة قد هدأت قليلا وأكمل پغضب لكن اقل
ومفكرتش في ده ليه قبل ما توصل الحال بينكم للوضع ده أنا كنت شايف حالة بنتي إزاي كانت متدمرة ومستحيل اسمحلك توصلها للحال ده تاني
قال مسرعا في صدق وهو يقطع الوعود
لا صدقني مستحيل ازعلها واكسرها تاني أنا أساسا جيت عشان اخليها تسامحني ومش هنرجع مصر إلا وكل حاجة بينا رجعت زي الأول أنا عايزك بس تسمحلي وتصدقني أنا المرة دي بجد عرفت قيمتها كويس ولا يمكن اخسرها تاني وعد مني ياعمي مش هزعلها ابدا
لم يجد اجابة من عمه للحظات حتى هتف بقبول بعد أن احس بأنه صادق حقا
ماشي ياحسن بس لو حصل واتكرر وبنتي جاتلي زي المرة اللي فاتت مش هيهمني وأنا بنفسي اللي هاخدك على المأذون وهننهي كل حاجة في وقتها
اطمن مش هيتكرر تاني
لو يسر جمبك اديني اكلمها
لا مش جمبي الصبح هتصل بيك واخليك تكلمها أنا أساسا كنت بتكلم معاها وبحاول معاها بس هي رافضة تديني فرصة حتى فسبتها ومشيت لما اتعصبت
هتف طاهر بحكمة وهدوء
لو إنت بتحبها بجد يبقى اثبتلها ده بالأفعال مش الكلام
ثم انهي الاتصال فانزل حسن الهاتف من على اذنه وتطلع إلي شاشته بتفكير فيما قاله عمه بالآخير !!
وصل إلى المنزل ترجل من سيارته وقاد خطواته باتجاه الباب فتحه بهدوء ودخل لينزع عنه حذائه بجانب الباب ويضعه في الرفوف الصغيرة المصنوعة من الخشب جزامة كالعادة سكون تام في المنزل فهتف وهو يسير ناحية الغرفة
شفق !!
لم يجد إجابة منها واصل سيره حتى وصل للغرفة وفتح الباب ببطء وادخل جزء من رأسه ينظر لها فرآها تجلس على الأريكة الصغيرة وترفع قدميها بجانبها ومستندة برأسها على ذراع الأريكة ونائمة دخل بجسده كله واغلق الباب بحرص شديد واقترب منها وهو يطالعها مبتسما بإعجاب فقد ارتدت الرداء الذي قام بشرائه لها وتجهزت لعودته ولكنها لم تتمكن من مقاومة النوم حين تأخر فغلبها ونامت جلس القرفصاء أمامها وقد ارتفع الرداء قليلا شعرها المائل للكستنائي والناعم يغطي نصف وجهها تمتلك ملامح طفولية بريئة ووجه صغير ورائع وبشرة نقية وناعمة هي حقا كالملاك
قرر أن يهدم ذلك الحاجز الذي يصنعه هو بينهم تمكنت من السيطرة عليه في فترة قصيرة وأصبح شبه متأكدا من مشاعره تجاهها
مد انامله يبعد خصلات شعرها بلطف ففتحت هي عيناها واعتدلت حتى جلست وقالت وهي تفرك عيناها بخجل
أنا آسفة استنيتك كتير ومقدرتش اقاوم والله
انتصب ووقف ثم جلس بجوارها وتمتم بحنو ونظرات ساحرة
بتتأسفي علي إيه !! أنا اللي المفروض اتأسف لإني اتأخرت عليكي وأنا اللي قايلك البسي الفستان واستنيني
أنا مش عارفة نمت إزاي مكنش عليا النوم خالص
رأته يمعن النظر بها بابتسامة ونظرات تراها لأول مرة ورغم أن نظراته وابتسامته التي تسحرها جميلة إلا أنها اربكتها واخجلتها فقررت التخلص من هذا الوضع حيث وثبت واقفة وارجعت
إنت اشمعنى اخترت اللون ده !
شوفتك قبل كدا لابساه وعجبني أوي عليكي
سكتت تفكر وتستعيد الوان واشكال ملابسها ثم
تجيبه باستغراب
بس أنا معيش اللون ده في هدومي خالص !!
استقرت في عيناه نظرة لئيمة وهمس بنبرة تحمل معاني ليست بريئة
معاكي
ضيقت عيناها بفضول حقيقي وقالت بحيرة ورغبة في معرفة الذي يقصده
إيه هو !!
رجع برأسه للخلف واجابها ضاحكا يتصنع البراءة بعدما رأى تأثير ما قاله عليها
متفهمنيش غلط أنا شفته بالصدفة مكنتش اقصد يعني
لا زالت على حالتها تطالعه بدهشة وحياء حتى سمعها تقول أخيرا مصډومة
كرم إنت طلعت منحط !
زم شفتيه بضحك يتصنع الحزن والأسف وهو يغمغم بإيجاب
مع الأسف
فتحت هدى الباب ودخلت وسارت ناحية فراش ابنتها التي كانت جالسة وتتصفح هاتفها الذكي اللمس جلست بجانبها
متابعة القراءة