رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


ليتك قلت لي أنك لا تريد خسارتي ولكن بماذا سيفيد الكلام بعد فوات الآوان !! 
منعت عيناها من ذرف الدموع وقالت بقسۏة 
طالما مستعد تعمل أي حاجة يبقى طلقني وابعد عني
مسك بذراعيها يهزهم في قوة ويهتف بنبرة رجولية قوية وأعين تجمعت بها العبارات 
إنتي ليه عايزة تضحكي عليا وعلى نفسك أنا عارف ومتأكد إنك لسا بتحبيني سبيني اثبتلك إني تغيرت ومبقتش حسن اللي كنتي تعرفيه خليني اثبتلك ندمي وإني بجد عايزك صدقيني هتشوفي شخص مختلف معاكي اديني فرصة يايسر !

تقهقرت للخلف وهي تقول بأعين دامعة وصوت يغلبه البكاء 
إنت شخص إناني وغدار وأنا مستحيل امنحلك ثقتي تاني مش عايزة اكون مراتك كفاية ياحسن ارجوك !!
ترفض حتى اعطائه فرصة من قبل أن ترى صدق كلامه أو كذبه ولا تزال مصرة على الانفصال ولكنه سيثبت له انانيته هذه المرة حقا ! قال بنبرة خشنة وصوت مبحوح 
أنا فعلا اناني ومش هسمحلك تبعدي عني تاني متتعبيش نفسك في موضوع الطلاق ده أنا رديتك ومش هطلقك وهتفضلي مراتي سواء شأتي أو ابيتي
ثم ابتعد وصعد الدرج متجها لغرفة النوم في الطابق العلوي وتركها بمكانها تحدق في اللاشيء أمامها بصمت ودموعها تنهمر على وجنتيها تريد أن تعطيه الفرصة ولكنها لا تثق به ولا تستطيع نسيان كل ما فعله معها فتقف هذه الذكريات عائق بينهم ولن يتمكن شيء من هدمها بسهولة !!! 
ارتفع ضوء القمر وظهرت النجوم الساهرة في السماء لتعطي لوحة غاية الروعة ابدعها الخالق عز وجل ومع تمام الساعة الثامنة مساءا ! داخل منزل كرم العمايري 
كان يجلس بمكتبه ينهي بعض الأعمال المتراكمة ولكن عقله عالق بتلك الكامنة في غرفتها منذ الأمس وهي تتصرف بغرابة وكأنها تختصر الحديث معه وتتجنبه ولا يفهم سبب هذا التغير وفقط يتساءل هل قام بفعل خاطيء معها دون أن ينتبه فتضايقت منه ! فقط لا يعرف ولن يحاول أن يشغل عقله كثيرا فقد بدأ يستاء من غرابتها ولابد من أن يفهم كل شيء منها دون أن يستمر في طرح الأسئلة على عقلها والتي تصل به لإجابة واحدة وهي لا أعرف ! 
ترك الذي بيده واستقام مغادرا يقود خطواته باتجاه غرفتهم وصل وفتح الباب ثم دخل واغلقه خلفه وتجول بنظره في أرجاء الغرفة باحثا عنها ليراها تقف بالشرفة وعيناها على السماء فتحرك بخطواط هادئة 
ادخلي جوا هتبردي
ارتبكت منه والتفتت برأسها نصف التفاتة تتمتم بصوت انوثي عذب 
لا الجو مش برد أوي
طيب إنتي مضايقة مني في حاجة !
تعجبت من سؤاله فاستدارت بجسدها إليه وقالت باقتضاب حاجبيها 
لا ليه !
ضيق عيناه بحيرة وقال باسما بجدية بسيطة 
لا يبقى الموضوع في حاجة مش هينة بقى طالما مش مضايقة مني تعالي نتكلم جوا
دخلت معه وأغلق هو الشرفة لتتجه ناحية الفراش وتجلس عليه تنتظر أن يشاركها جلستها ويحكي لها ما الأمر الذي بدأ يثير فضولها هي الأخرىيقول بنظرات واضح عليها الضيق والتذمر مع نبرة صوت مختلفة قليلا عما كانت عليه قبل قليل 
لما إنتي مش زعلانة مني ممكن أفهم إيه سبب تصرفاتك الغريبة من الصبح بتختصري في الكلام وفيكي حاجة مش مظبوطة كدا !
هيمن السكون عليها للحظات تفكر في كلامه هي بالتأكيد لا تقصد هذا ولكن منذ ليلة أمس في يوم ميلاده قد تكون تصرفاتها غريبة بعض الشيء وهو فسرها بطريقة عكسية ! 
ابتسمت بساحرية وقالت بخفوت جميل 
بيتهيألك ياكرم مفيش حاجة نهائي
لا والله وهو أنا عبيط يعني مش هفهم ما إنتي كنتي إمبارح زي الفل وعملالي مفاجأة عشان عيد ميلادي لغاية ما 
توقف عن الكلام عند تذكره آخر ماحدث بينهم فطالعها بنظرات ثابتة يفكر ويربط كل شيء ببعضه كيف لم يدرك الأمر من قبل الآن فقط أدركه فافتر عن ابتسامة واسعة اظهرت عن اسنانه البيضاء وهو يهمس بمداعبة 
إمبارح ! اممم ما أنا بقول برضوا في حاجة مش طبيعية
كسا وجهها بلون الحمرة واطرقت رأسها لأسفل وهي تشاركه ابتسامة ولكن احلى فزاغ هو بنظره عنها وضحك بصمت ثم عاد لها بوجهه وقال مشاكسا في لطافة تذيب العقل 
طيب
كنتي اديني إشارة فهميني حتى مش سيباني كدا عمال اسأل نفسي مالها وحصل إيه !!
لم يجد إجابة منها فقط تنظر للأسفل مبتسمة باستحياء فاستقام وهو يتنهد بعدم حيلة
ضاحكا 
تصبحي على خير يا أميرتي
ردت بتلعثم وتوتر 
وإاا وإنت من أهله
ساعات مرت وهو أمام الحاسوب النقال الخاص به يعمل بتركيز واهتمام حتى عندما حضرت الطعام لم يأتي وقال بأنه لا يشعر بالجوع فتناولت طعام العشاء بمفردها ! 
كانت ترتدي منامة قصيرة من اللون الفوشيا وتترك العنان لشعرها الذي يميل للبنى
زينو
نعم
أجابها وهو لا يرفع نظره عن الحاسوب
مش كفاية شغل بقى ولا إيه أنا زهقت تعالى اقعد معايا ياحبيبي
لم يعيرها اهتمام حيث أجابها باختصار وعدم مبالاة دون أن ينظر لها حتى بسبب تركيزه على العمل 
لما اخلص هاجيلك ياملاذ
زمت بتذمر وهي تجيبه محتجة بخنق 
إنت حتى على العشا سبتني اتعشي وحدي كفاية بقى أنا مليت من القعدة وحدي
نظر لها أخيرا بأعين قاسېة وقال بعصبية غير مقصودة منه وصوت مرتفع نسبيا 
مش فاضي ياملاذ إنتي شيفاني فاضي !! لما اخلص قولتلك هاجي اقعد معاكي
ابتعدت عنه فورا وطالعته بنظرة مستعجبة من أنفعاله عليها دون أي سبب احتقن وجهها پغضب وضيق ثم هبت واقفة واتجهت للغرفة تشد على محابس دموعها المتجمعة في مقلتيها ! أما هو فقد أدرك الخطأ بعد وقوعه حيث تأفف ماسحا على وجهه بندم لم يكن يقصد الانفعال ولكن ضغط العمل ضغط عليه أيضا فجعله يخرج عن نفسه الهادئة ويفقد أعصابه 
اغلق الحاسوب وقرر أن يكتفي بهذا القدر من العمل اليوم ووقف وتحرك ناحية الغرفة لكي يعتذر منها ويحاول أن يبرر لها موقفه فتح الباب
متزعليش مني مقصدش والله انفعل عليكي وإنتي ملكيش ذنب بس الشغل اليومين دول في ضغط شوية
لا تنظر له ففهم أن أمر الاعتذار لن يمر بسهولة  
إنتي مش كنتي عايزة نقعد مع بعض اديني جيت أهو
اتاه صوتها الحازم دون أي لطف 
لا أنا عليا النوم وعايزة انام تصبح على خير يازين
بمكر باسما 
ويهون عليكي تسيبي زينك يقضي الليلة وحده زي قرد قطع
اهاا يهون روح كمل شغلك أو نام وابعد عني
قالتها بامتعاض وجفاء فابتسم وقال ببساطة متصنعا البراءة 
طيب ممكن عشان اعرف انام بنفس مرتاحة بس
التفتت بجسدها له وجذبت الوسادة تضعها بين يديه هاتفة ببرود 
المخدة اهي
وعادت توليه ظهرها مجددا فينظر هو للمخدة بعلامات استفهام ويقول ساخرا بقسمات محتقنة 
إيه شغل العزاب ده !! وأنا المخدة ليه ومراتي جمبي !
كتمت ضحكتها بصعوبة وإجابته بصوت حاولت خروجه طبيعيا 
عقاپ ليك
فهم أنه لا مفر من العقاپ اليوم كما اوضحت له بصراحة للتو فزفر بنفاذ صبر والقى بالوسادة اسفل رأسه في عڼف واغتياظ هاتفا 
طيب ياملاذ
انطلقت ع ابتسامة عريضة لم يراها لأنها توليه ظهرها مرت لحظات طويلة حتى أغمضت عيناها مستسلمة للنوم ولكنه لم يدخل النوم لعيناه فنزل من الفراش وهو يتنهد پاختناق وغادر الغرفة كلها ليمسك بكتاب القرآن الكريم ويجلس على الأريكة بالخارج ثم يبدأ في القراءة بصوت عذب وهاديء 
سارت ميار وهي تحمل بيديها كوبين من القهوة الساخنة كان هو يجلس بحديقة المنزل على مقعد هزاز وثير وكبير
يتسع لشخصين ويرجع برأسه للخلف مغمضا عيناه في سكون 
هي تمد يدها له بكوب القهوة فانتصب شبه فزعا في جلسته وطالت نظرته لها لثواني قليلة حتى التقط من يدها الكوب وقال بنبرة عادية 
شكرا
رسمت ابتسامة خفيفة وهي تقف بتردد وتحتضن الكوب بيديها كانت وقفتها بها شيء من الاضطراب لا تعرف ماذا تقول لتوضح له رغبتها في الجلوس معه ولم يكن هو بالأحمق حتى لا يفهم هذا من نظراتها فأصدر زفيرا طويل وافسح لها مكانا بالمقعد دون أن يتفوه ببنت شفه لترمقه هي بنظرة مرتبكة وتجلس بجواره تحملق في السماء بسكوت لدقائق وكان الصمت هو سيد الموقف بينهم ولكنها تختلس إليه النظرات خلسة دون أن يلاحظ وما ادركته من قسمات وجهه أنه متضايق من شيء فترددت في البداية وخشيت من أن تسأله فيكون الرد منه قاسې ! ولكن حسمت قرارها بعد تفكير عميق وقالت بصوت خفيض ومضطرب 
ينفع اسألك مالك ولا مينفعش !
استقرت عيناه عليها للحظات بأعين ثاقبة مستعجبا سؤالها حتى زاغ بنظره وأجاب بغلظة 
لا مينفعش
أماءت بإحراج وعادت تثبت نظرها على السماء ومن ثم عادت تتحدث بعد لحظات ولكن هذه المرة كانت بعفوية دون تفكير وعيناها لا تزال معلقة بالسماء 
تعرف إن تقريبا بتولد كل يوم 276 مليون نجم
شكرا على المعلومة بس أنا معنديش مزاج دلوقتي للحكاوي اللي ملهاش لزمة دي
رمقته بأسى وهبت واقفة تقول باعتذار 
أنا آسفة ياعلاء
أدرك في نفس اللحظة ما قاله فاسرع ومسك برسغها هاتفا بهدوء 
اقعدي أنا مقصدش
عادي أنا هطلع الأوضة فوق وهنام
اقعدي قولت ياميار !!
قالها بلهجة شبه آمره فتنهدت بعدم حيلة وجلست من جديد لتجده يسألها بطبيعية بعد وقت قصير 
حصل إمتى موضوع الصور ده 
حملقت به
في ريبة من سؤاله ثم أجابت بخفوت وهي لا تنظر له 
قبل ما ننزل مصر بأسبوع
كان بيحاول يتقرب منك إزاي قبل اللي حصل 
ازدادت نظراتها حيرة من إهتمامه بالأمر واسألته ولكن لم تعقب وفضلت بأن تجيب عليه دون مناقشة حيث غمغمت بنبرة أكثر خفوتا 
عن طريق إنه يفتح معايا كلام بأي شكل مثلا أو إنه يقرب مني على سبيل إني صديقته المفروض أنا في البداية مكنتش فاهمة ده بس بعدين بدأت أفهم تصرفاته وبقيت اتجنبه وابعد عنه
وإنتي كنتي تعرفيه منين !!
غضنت حاجبيها بفضول حقيقي هذه المرة حيث سألته بفضول 
هو في إيه !! إنت إيه اللي فكرك بالموضوع ده دلوقتي !
هتف بصوت رجولي أجش 
هتعرفي قريب في إيه جاوبي من غير اسئلة دلوقتي
زمت بعدم فهم وأجابت عليه كما أمرها 
كنا مجموعة اصدقاء من الكلية مع بعض وهو اتعرفنا عليه من فترة قريبة ومكنش في حد بيستلطفه فينا أساسا
هز رأسه بتفهم ثم هب واقفا وهم بالانصراف لتعتري طريقه وتقول بفضول حقيقي وحيرة 
مش هتقولي في إيه !
قولتلك هتعرفي قريب أنا طالع الأوضة خلصي قهوتك وتعالي ورايا
ثم تركها واتجه للداخل لتظل هي بمكانها تحاول توقع أي شيء أو اختراق عقله حتى ومعرفة ماهو الذي ستعرفه قريبا ولكن دون جدوي تأففت بقوة في غيظ وجعلت
 

 

تم نسخ الرابط