رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


العشق المدفون تجاهه ولكنه لم يجد سوى الڠضب والنقم والثبات فابتسم ببعض المرارة ساخرا 
يااااه بالسرعة دي قدرتي تكرهيني بعد كل اللي عملتيه عشان توصلي ليا وبعد كلامك إني مش هلاقي حد يحبني قدك !
كانت تعافر نفسها الضعيفة على الظهور أمامه بمظهر القوية ولملمت ما تبقى من شتات قلبها لتجيبه بكل القسۏة والحزم والقوة 

مبقتش عايزة احبك خلاص !! كان غلط كبير جدا وإنت أكبر غلط هفضل ندمانة عليه طول حياتي أنا ندمانة على كل ذرة من مشاعري اللي اهدرتها على واحد ميستهلش زيك عايز الصراحة أنا الوحيدة اللي طلعت غبية وساذجة من اللعبة دي مش إنت وللأسف ادركت ده متأخر بس متقلقش كلها كام يوم وهمحيك من كل ذكريات حياتي زي النكرة عشان مش يسر اللي هيكسرها واحد حقېر زيك
ثم تراجعت للوراء واخرجت هاتفها الذي يعلن عن وصول اتصال من أحدهم ثم يسمعها تجيب
عليه وهي تغادر المكتب 
الو يا راسل أنا نازلة أهو !
كور قبضة يده بقوة وهو يجز على أسنانه هامسا بأعين حمراء كالدم 
امممممم راسل !!!!!
فتح علاء باب المنزل ودخل ليجد أمه تسرع إليه قائلة بانفعال 
برن عليك إنت وابوك محدش بيرد عليا ليه !!
اجابها مستغربا من انفعالها 
كنت في اجتماع ياماما وبابا كان معايا أنا جاي آخد حاجة وماشي تاني في إيه متعصبة كدا ليه !
ميار مش قاعدة في البيت قلبت عليها البيت كله ملهاش أثر !
الفصل الخامس والعشرون 
وفي ظرف لحظة واحدة تحول علاء من الهدوء إلى الجنون حيث اظلمت عيناه واصبح لونهم مريب لتسمعه امه يهتف بعدم استيعاب امتزج بشيء من السخرية 
مش موجودة !!! امال راحت فين !
معرفش انا دخلت عليها الاوضة ملقتهاش وفضلت ادور عليها في البيت وبرضوا مش قاعدة
استنشق الهواء محاولا السيطرة على جموحه ثم دخل واخرج هاتفه يجري اتصال بها ولكن دون إجابة وهنا فقد ذمام انفعاله حيث صاح بعصبية 
أنا نبهت عليها إن خروج مفيش بس شكلها مصممة تطلع اسوء ما فيا ماشي ياميار أما وريتك عقاپ كسر كلامي مبقاش أنا علاء
اقتربت منه أمه ترتب على كتفه بلطف لتهدأ قليلا من سخطه وتهمس بنبرة قلقة 
اهدى ياحبيبي وخلينا نشوف راحت فين لما ترجع متستهلش تعصب نفسك عشانها
مسح على وجهه وهو يترنح من شدة الانفعال ويتوعد لها بعقاپ لم تشهده طوال حياتها !! 
كان زين يجلس في شرفة الغرفة وبيده كوب الشاي الصباحي الخاص به يتطلع إلى منظر البحر أمامه والنسمات الباردة تلفحه مع اشعة الشمس الدافئة تمنحه المزيد من الدفء والاستمتاع ولكنه شعر بها تستند بيدها على كتفه وتنحني إلى أذنه هامسة بعبث 
زين هو أنا جيت معاك هنا ليه !
الټفت برأسه لها وطالعها بشيء من الدهشة قائلا بعدم فهم 
مش فاهم قصدك إيه 
قبضت على يده وانهضته ثم جذبته للداخل واغلقت باب الشرفة قائلة بعبوس وخنق 
أنا جهزتلك هدومك وأنا هدخل الحمام البس عشان نخرج وتفسحني أنا زهقت وعايزة اخرج
دي اوامر يعني !!
اماءت له برأسها في احتجاج فهتف هو باسما بلؤم 
طيب ولو قولت لا !
هقولك عشان خاطر ملاذك !!
طيب روحي البسي يلا
تراجعت للخلف ثم استدارت واتجهت نحو الحمام وهي تضحك بصوت مكتوم وبعد دقائق ليست بطويلة خرجت وهي ترتدي ملابسها الفضفاضة كعادتها وكان هو قد انتهي ويجلس بانتظارها ولكنه كان شارد الذهن يحملق في السقف بتفكير فتسللت له وجلست بجواره ثم نكزته بكتفها في كتفه هامسة بابتسامة عريضة 
شششش سرحان في إيه !!
انتبه لها وقال بالنفي في نبرة عادية 
لا ولا حاجة خلصتي 
اممممم
طيب حابة تروحي فين 
رفعت كتفيها لأعلى بجهل وقالت في رقة 
أنا معرفش حاجة هنا فوديني إنت أي مكان على ذوقك إنت عارف أنا نفسي في إيه بس الحقيقة اخاڤ ما اقولك
طالعها بأعين متسائلة وبحيرة لتستكمل هي في تردد ونظرات بها بعض الخۏف من ردة فعله 
نفسي انزل البحر واعوم !
رفع حاجبه مستنكرا طلبها ليجيبها بابتسامة صارمة قليلا 
هنا لا أكيد لإننا مش هنكون وحدنا
هزت رأسها بالتفهم والموافقة في وجه يائس وعابس ليضحك 
طيب ولو قولتلك هوديكي مكان احلى من البحر !
اشرق وجهها بسعادة غامرة وقالت بحماس 
فين 
زم شفتيه بابتسامة جذابة وهو يكمل همسه اللطيف 
هو مش هنا
خالص بس أنا جالي اتصال الصبح إن في شغل ضروري ولازم اسافر فهنسافر بكرا بإذن الله وهناك هتشوفي المكان ده
ضيقت عيناها باستغراب وهي تجيبه بريبة 
يعني مش هنرجع البيت 
لا اخلص الشغل اللي ورايا ان شاء الله وبعدين هننزل على القاهرة علطول
التزمت الصمت وهي تتساءل في نفسها عن ذلك المكان الذي سيأخذها إليه وبينما هي منشغلة بالتفكير رأته يقف ويقول 
يلا بقى ولا غيرتي رأيك ومش عايزة تطلعي !
لا طبعا عايزة !!
قالتها بضحك وهي تثب واقفة ثم انزلت النقاب على وجهها وانصرفوا !
ساعتان ومن ثم ثلاثة وأخيرا أربعة ومازالت لم تعد للمنزل الجميع عاد للمنزل معادا هي وكل من علاء وطاهر يحاولون الاتصال بها ولكنها لا تجيب كل منهم يجلس في ركن مختلف كان علاء يجلس على أحد المقاعد التي بجوار النافذة المطلة على الخارج بدا للجميع هادئا ومعالم وجهه ساكنة وجامدة وكأن غضبه منذ قليل تلاشي في ثانية ولكن الحقيقة أنه كان يكتمه بداخله ويجمعه حتى يطلقه كله بها حين تعود 
المزيد من الدقائق مرت حتى رآها تترجل من سيارة أجرة أمام المنزل وتقود خطواتها نحو الباب فابتسم بنظرات ڼارية ومرعبة ثم هب واقفا واتجه نحو الباب ليفتحه قبل أن تطرق فتقابل هي ابتسامته التي قذفت الړعب في قلبها ولم يمهلها لحظة حتى تتحدث حيث قبض على ذراعها بكامل العڼف وجذبها معه هامسا في نبرة غليظة 
تعالي
طاهر بصوت
رجولي حازم يردعه عن الذي ينوي فعله 
علاء أا 
قاطع أبيه بلهجة صارمة 
لو سمحت يابابا دي مراتي وأنا هتصرف معاها بطريقتي
ثم زاد من ضغطه على ذراعها وهو يجرها معه للأعلى بينما هي تتأوه في صمت وتحاول الافلات من قبضته في محاولات فاشلة 
هتفت الأم بتشفي محدثة طاهر 
سيبه خليها يربيها هي عايزة تتربي فعلا
رمقت يسر والديها بعدم رضا وأصدرت تأففا قوي ثم استقامت واتجهت لغرفتها بعد أن ابدت للجميع من خلال قسمات وجهها ضيقها من الذي يحدث 
فتح علاء الباب وزج بها للداخل ثم اغلقه خلفه لتتراجع هي للخلف بارتيعاد وتردف باضطراب 
علاء أنا كنت تعبانة والله ورحت المستشفى حاولت اتصل بيك بس تلفوني فصل شحن ومكنتش قادرة استناك لغاية ما تاجي من تعبي فروحت وحدي لو مش مصدقني أهو العلاج
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت كيسا به اصناف مختلفة من الأدوية وترفعه أمامه حتى يراه جيدا ويهدأ ولكن لم ينجح الأمر معه حيث صړخ بها بنبرة نفضتها نفض 
وأنا قولت مفيش خروج من البيت
قالت بصوت مرتجف وأعين دامعة 
أيوة بس أنا بقولك كنت تعبانة !!
أكمل صياحه بها بدون رحمة أو رفق بوضعها 
انهمرت دموعها واجابته ببعض الدهشة 
والله قولتلها إني رايحة المستشفى وطلبت منها كمان تحاول تكلمك وتقولك
عاد يقبض على ذراعها وهو يهتف ساخرا پغضب عارم 
ياسلام والمفروض اصدقك أنا كدا الله اعلم روحتي فين كمان بعد المستشفى ده لو روحتيها فعلا
لا يصدقها رغم أنها ارته الأدوية جميعها !! كان على وشك أن يبدأ في عقابه الحقيقي لها ولكن يسر اقټحمت عليهم الغرفة ودخلت لتقترب من أخيها وتنزع يده على ذراعها هاتفة بحزم 
كفاية ياعلاء
اطلعي برا يايسر !!
قالها بتحذير حقيقي حتى لا ينفجر بها هي الأخرى ولكنها صړخت به بنبرة مرتفعة ومتضجرة 
هطلع وهاخدها معايا مش معنى إنها مراتك يبقى يحقلك تمد إيدك عليها ! هي تستاهل العقاپ على كل اخطائها بس مش بالإهانة في مليون طريقة للعقاپ غير الذل وكسرة النفس يإما بقى تطلقها وتريح نفسك وتريحنا من القرف ده
ثم نظرت لميار واشارت لها بعيناها أن تذهب معها لتلقي ميار نظرة علي وجهه المحتقن بالډماء وهو يقف متصلبا وكأن كلمات شقيقته تمكنت من اخماد الۏحش الذي بداخله ثم تحركت مع يسر الذي اخذتها لغرفتها واغلقت الباب !!! 
جلست ميار على الفراش وهي تجفف دموعها بظهر كفها وتهمس في امتنان وصوت متحشرج 
شكرا يايسر
لوت فمها بامتعاض وهدرت في خنق 
العفو بس متفتكريش إني عملت كدا عشان خاطر عيونك لإني لسا مش بطيقك أصلا أنا بس عارفة وجربت الإهانة وأكيد مش هحب اشوف حد بيتعرض ليها حتى لو مش بحبه
ثبتت نظرها على عيناها التي يحوم بها الاكتئاب والألم لتزم شفتيها بأسى وتقول بوجه يحمل بعض الإشفاق 
حسن هو السبب مش كدا !
تنهدت يسر بشجن وغمغمت تسألها لتغير مجرى الحديث 
إنتي روحتي فين !
ميار بنبرة ضعيفة 
كنت تعبانة ورحت المستشفى اكشف عند دكتورة قالتلي عليها رفيف وقبل ما اطلع قولت لمرات عمي إني تعبانة وبرن على علاء تلفونه مغلق فقالتلي روحي وأنا هبقى اقوله
اقتربت يسر منها ورتبت على كتفها هامسة بلطف 
طيب ياميار لو حابة
باتي معايا في الأوضة النهردا لغاية ما علاء يهدى
ثم ابتعدت واتجهت إلى الحمام وهي تزفر بضيق من الذي فعلته أمها وظلت ميار تحدق على آثارها ببعض الذهول من تغيرها المفاجئ معها !! 
اظلمت السماء وارتفع ضوء القمر البدر مع نجوم ساهرة تزين لوحة الخالق عز وجل كانت الساعة قد دقت الحادية عشر قبل منتصف الليل 
فتح كرم الباب ونزع حذائه عنه ثم قاد خطواته نحو غرفتهم بعد أن وجد المنزل هادئا كالعادة ولكنه لم يجدها بالغرفة فعقد حاجبيه بريبة واستدار ليبحث عنها في بقية أرجاء المنزل حتى وصل إلى غرفة مكتبه وفتح الباب ببطء ليجدها جالسة على الأريكة أمام الصورة الكبيرة له هو وأخيها ولكن هذه المرة مختلفة حيث كان بيدها كوب كاكو يبدو أنه باردا وترجع برأسها للخلف تسندها على ظهر الأريكة ونائمة تنهد مغلوب على أمره وهو يبتسم ثم تحرك إليها بحذر شديد حتى لا يوقظها وجلس القرفصاء أمامها يمعن النظر بملامحها الملائكية والبريئة لا تبدو ابدأ كامرأة ناضجة تخطت سن الواحد والعشرون بل كمراهقة في سن السادسة عشر أو الخامسة عشر حتى الآن يحاول تفسير لكل ماحدث معهم ولم يجد له تفسير سوى أنه قدر ظهرت أمامه منذ تلك الليلة الذي كان سيدهسها فيها بالسيارة في الليل ومن بعدها تطورت الأحداث وربطتهم معا دون أن يشعروا مۏت صديقه ومن ثم ذلك الوغد الذي كان يحاول أذيتها وۏفاة
 

 

تم نسخ الرابط