رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


به باستفهام فهي حقا لا تفهم سبب تعامله القاسې معها بهذا الشكل بالتأكيد هو لا يهتم لأمر الخطأ الفادح الذي ارتكبته وحتى إن كان يهتم فلا يحق له أن يعذبها على هذا الشكل كانت هذه الكلمات تدور جميعها في حلقة واحدة ولا تفهم لهم أي سبب وقررت ان تواجهه بما يدور بداخل
عقلها حيث قالت بشجاعة بسيطة 

إنت بتعمل معايا كدا ليه !
سؤالها كان في المكان والوقت المناسب تماما حيث ابتسم بنظرات شرانية واستدار ناحيتها بجسده كاملا ثم تحرك إليها وجلس على حافة الفراش أمامها متمتما في نبرة مريبة دبت الړعب في أوصالها 
بعمل كدا ليه ! سؤال حلو وأنا كنت منتظره منك ! متفتكريش إني بعمل كدا عشان اللي عملتيه ولا بعاقبك عليه والكلام العبيط ده أنا أساسا ميهمنيش ولو قولتيلي دلوقتي إنك حامل من ال اللي عملتي معاه العلاقة برضوا مش هيفرق معايا كل ما في الموضوع إني مش طايقك وقرفان منك واتجبرت اتجوزك عشان سمعة عيلة العمايري اللي احنا منتشرفش إن يكون عندنا بنت في العيلة ف زيك
خنجر مسمۏم رشقه في يسارها بكلماته التي لا تحمل أي رحمة أو رفق فكتم صوتها ولم تجد ما تقوله فقط شعرت بالدموع تتجمع في مقلتيها وطال صمتها للحظات وهو يحدقها بنظراته المشمئزة منها حتى قالت بصوت يغلبه البكاء 
وأنا قولتلك إمبارح إن محصلش حاجة بينا !
خرج عن اطار الهدوء حيث صاح بها بصوت جهوري 
كذااابة ياميار ومش مصدقك ومش هصدقك
انسابت دموعها على وجنتيها غزيرة وهي تجيبه بنبرة ضعيفة 
أنا مش كذابة ياعلاء
لوى فمه باستهزاء
وبداخله ليس هناك ادني شك بأنها تكذب فقط لتكسب تعاطف الجميع وقرر إنهاء هذا الحديث بجملة يعلم أنها ستسكتها تماما انحنى للأمام إليها وخرج صوته خاڤتا وجريئا وهو يقول متغطرسا 
طيب تحبي اتأكد بنفسي !!
دق قلبها دقاته بقوة وارتبكت ودون أن تجيب عليه استقامت واقفة بأعين زائغة واسرعت نحو الحمام تختبيء منه فابتسم هو ساخرا عندما تأكد بأنها تكذب !! 
غربت الشمس وارتفع ضوء القمر في السماء ليزينها بأجمل وابدع لوحة رسمها الخالق عز وجل 
بمدينة مرسى مطروح 
داخل غرفة أبطالنا كان يجلس على الفراش الواسع وبيده المسبحة المكونة من 99 حبة وكلما يردد سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله اكبر يعود بحبة من الحبات للوراء واستمر هكذا لدقائق طويلة حتى قطع تسبيحه وهو يهدر بنفاذ صبر على تلك القابعة في الحمام منذ مايقارب العشرين دقيقة 
يلا ياملاذ !!
حاضر طالعة أهو
لحظات قليلة وخرجت له وهي ترتدي رداء فضفاض من اللون الأسود المنقط بالأبيض ونقابها الماليزي يأخذ نفس لون خمارها وهو الفوشيا الغامق مما زادها عفة وجمالا فرأت ابتسامة دافئة تنطلق على ولكنها اختفت تدريجيا عندما دقق النظر في وجهها جيدا ووجدته يستيقم واقفا ويتقدم نحوها حتى رفع حاجبه
من غير ما تقول أي حاجة همسحه خلاص !!
همت بالاستدارة والفرار إلى الحمام فاستوقفتها يده التي قبضت على ذراعها ترغمها على الوقوف وهو يقول بنبرة تحمل في طياتها إشارات الغرام 
لا متمسحهوش شكله حلو عليكي !
تسارعت نبضات قلبها واحست به يتراقص حجلا وفرحا في مسكنه ودون أي درجة من التحكم صعدت الابتسامة لشفتيها بعفوية لتستدير له وتحاول إخفائها في محاولة بائسة هامسة بترقب لرده 
يعني مش مضايق زي المرة اللي فاتت
خرج صوته هادئا وحانيا به شيء من الخشونة 
يوم الفرح أنا اتعصبت عشان إنتي كنتي حاطة مكياج وأمة لا إله إلا الله بتتفرج عليكي لكن دلوقتي الوضع يختلف إنتي منقبة واللي حطاها ده حطاه ليا أنا بس ومحدش هيشوفك
باستحياء ملحوظ وقد توردت وجنتيها ففكرت في الهرب من هذا الوضع وتحدثت ولكن لسانها المتلعثم لم يسعفها 
ط طيب مش هنمشي ولا إيه !
ضحك بخفة حين ادرك خجلها ورفع يده ينزل نقابها على وجهها مجيبا إياها في لطف 
يلا
غادرت معه الغرفة ومنها الفندق بأكمله لتستقل بسيارته وينطلق هو بها يشق الطرقات قاصدا قاعة الأفراح الذي سيقام فيها حفل الخطبة الخاص بأحد اصدقائه 
سارت معه وهي تشبك ذراعها بذراعه كنوع من إظهار الملكية أمام جميع أنظار الفتيات المعجبة حتى وجدته يقف أمام رجل كهل في العمر يبدو أنه والد العريس وعانقه عناق حار يهنئه على حفل خطبة ابنه بأدب ولطف رأت ذلك العجوز ينظر لها ويقول بتهذيب ونبرة كلها مودة مرحبا بها في عذوبة 
أهلا وسهلا عقبالك يابنتي
نظرت لزين باستعجاب وضحكة عيناها كانت تكشف عن ضحكة شفتيها الخفية بينما هو فاتسعت ابتسامته وانحنى إلى ذلك الرجل الهرم الذي طالما اعتبره بمقام والده وهتف بنبرة مرتفعة قليلا ليسمعه من وسط ضجة الموسيقى الصاخبة 
دي مراتي ياعمي سالم !
ابدى العجوز عن دهشته وهو يفغر شفتيها وتتسع عيناه ويهتف ضاحكا بسعادة غامرة معانقا إياه للمرة الثانية 
إنت اتجوزت !! الف مبروك يابني لا ده أنا ليا كلام مع رامي بقى وهربيه إزاي ميقوليش إنك اتجوزت
أنا كنت هتصل بيك بنفسي والله بس انشغلت ياعمي إنت عارف بقى مواضيع الجواز وكمان الموضوع تم في فترة قليلة فملحقتش
عاد يهنئه من جديد ببشاشة ونظرات محبة وهو يتمنى لهم سنوات
سعيدة وبعد لحظات من الحديث المتبادل بينهم اتجهوا نحو طاولة صغيرة بعيدة عن حشد الناس وهي تتابع بنظراتها حركات الجميع واشكالهم وكأنها ستقابلهم مجددا ! فنظرت له ووجدته لا ينظر لشيء فقط عيناه معلقة على سطح الطاولة أمامهم يحدق بها بشرود ليشعر بكف يدها على كفه وهي تهمس في أذنه برقة 
سرحان في إيه !
مفيش افتكرت حاجة في الشغل بس مش يلا بقى ولا إيه وانا هقوم اسلم على رامي واباركله ونمشي
هتفت محتجة بدهشة من فتوره السريع 
نمشي !! احنا مقعدناش دقيقتين على بعض يازين !
ما أنا قولتلك مش هنقعد أنا مبحبش الاغاني وجو الأفراح بتاع اليومين دول
طيب نقعد ربع ساعة بس على الأقل ونمشي
تنهد بعدم حيلة بعد أن استسلم لرغبتها في البقاء فعادت هي تتابع الناس كما كانت تفعل وبعد مرور
ما يقارب الخمس دقائق وقع نظرها على أحدهم والذي كان لا يرفع نظره عنها أنه خطيبها السابق أحمد ماذا اتي به إلى هنا ! تعرف عليها بمجرد رؤية زوجها بجوارها فعرف أنها هي رأته يبتسم بشيطانية حين نظرت له وتأكد من شكوكه حولها فتوترت بشدة وشعرت باضطراب قلبها الذي بدأ يدق پخوف وقلق خوف من أن يراه زين فيغضب وينشب شجار عڼيف بينهم ! وهي لا تود إفساد رحلتهم بسبب ذلك الحقېر ! 
نظرت لزين وعادت تمسك بيده مجددا قائلة في أعين قلقة 
يلا نمشي يازين
غضن حاجبيه بريبة وأجابها ساخرا 
إنتي مش لسا قايلة نقعد ربع ساعة
هتفت باصرار ونبرة ليست طبيعية 
لا لا كفاية أنا حاسة نفسي تعبت وعايزة امشي
لم يعلق فهو أيضا لم تعجبه الأجواء وكان يجلس مضطرا حتى يرضيها استقام وهو يقول 
أنا هسلم على رامي واجي استنيني هنا
تشبثت بذراعه كالطفل الذي يخشي الافتراق عن والده وقالت مضطربة 
لا أنا هروح معاك متسبنيش وحدى
احس بأن بها شيء ليس طبيعيا وخطط لسؤالها عن سبب اضطرابها الواضح ولكن عند مغادرتهم الحفل وبالفعل سارت معه وهي ټخطف نظرات سريعة لذلك القابع في أحد الأركان ولا زال يعلق نظرها عليها فدعت ربها مرارا وتكرارا لكي لا يراه زوجها وأن يغادروا ويعودوا إلى الفندق دون أي مشاكل !! 
هبت ميار واقفة فزعة عند استماعها لطرق الباب وخرج صوتها متقلقا 
ادخل !
انفتح الباب وظهرت من خلفه يسر التي كانت تحدق بها بجمود ثم دخلت واغلقته خلفها فتوترت ميار في البداية ولكنها جمعت شجاعتها لتواجه بها مكر تلك اليسر التي لا ترغب بالخير لها أبدا من شدة بغضها عليها 
ماتقعدي ياميار إنتي خاېفة مني ولا إيه !!
عايزة إيه يايسر !
قالتها بنبرة حانقة ليأتيها الرد باردا منها كالثلج 
ولا حاجة أنا حبيت اتكلم معاكي شوية بس
ابتسمت ميار باستنكار واردفت بخنق 
وهو إيه ده بقى اللي هتتكلمي فيه معايا ده على أساس إنك بتحبيني حب فظيع
هزت رأسها بالإيجاب توافقها الرأي على جملتها الأخيرة وهي تبتسم ببساطة وتقول بجفاء 
فعلا أنا مش بحبك لإن إنتي اللي بتخلي الناس تكرهك ياميار بسبب عمايلك بس إن جيتي للحق أنا اشفقت عليكي بجد وعلى اللي عملتيه في نفسك
ثم سكتت لبرهة واسترسلت حديثها بشيء من الإشفاق واللين الحقيقي 
ده جزاء شړ أعمالك إنتي وتيتة حاولتوا تعملوا مشاكل بين زين ومراته عشان تخلوه يطلقها بس محلقتوش واتكشف موضوع علاقتك ده
وأنا مش محتاجة ابرر ليكي موقفي يايسر لإني ميهمنيش أصلا تصدقي أو لا
استقامت يسر واقفة واطلقت تنهيدة حارة وهي تقول بنظرة تحذيرية ومخيفة 
ولا أنا يهمني كمان ! أنا كل اللي يهمني اخويا متحاوليش تتقربي منه وخلي فترة الجواز دي تعدي على خير لأن محدش منينا هيقبل إن علاء يكمل معاكي بعد اللي عملتيه وأنا اول واحدة مش هسمحلك تدمري حياة اخويا سامعة ولا لا كفاية إنه اتجوزك ڠصب وشايل الهم وهو مش عايزك
لم تنتظر منها الإجابة بل تحركت نحو الباب وانصرفت تاركة إياها تحدق على آثارها بتفكير عميق ووجه عابس وحزين فدوما كانت تسعى لكسب محبة الآخرين لها ولكنها حتى المحبة لم تحظى بها !! 
لماذا لا تتركني وشأني ! لماذا تصر على أن تجعل من حياتي چحيم ! ألا بحق لقلبي الشفاء من السقم الذي اصبتني به ! فلقد ذقت أشد أنواع الخېانة والغدر في عهدك وعندما وجدت من يداوي چرحك ويعود لقلبي نبضه من جديد لا تتركني انعم بتفاصيل العشق معه الذي سلبتني إياها بكامل الۏحشية والقسۏة 
حتى مجرد تذكرك يجنني ويثير عواصفي بشدة فأنا على يقين أنك لا تدري إلى أي درجة أصبحت ابغضك ولا أريد حتى سماع صوتك ! 
كتمت صوت شهيق بكائها بيديها حتى لا يصل لمسامعه وداخلها يصيح پألم وبكاء لا أريد اصناع فجوة أخرى بيننا اخشى
أن يظهر ذلك المؤذي في حياتنا من جديد فيفسد كل مابنيته في الفترة السابقة اخشي أن يعود معي كالسابق أريد أن اشعر بعشقه لي واخاڤ كل الخۏف من خسارته اكره حياتي المدنسة بخطأ ارتكبته ولم ترحل آثاره حتى الآن ومازالت أحاول في تطهيره حتى أعيش معه بسلام وسعادة وحب بعدما ادركت حقيقة واحدة وهي إنني اعشقه بشدة 
انتفضت واقفة حين سمعت صوته وهو يطرق على الباب فاسرعت وفتحت صنبور الماء ونثرت القليل
 

 

تم نسخ الرابط