رواية كاملة الفصول
المحتويات
الحمام وهي تستشيط غيظا لا تفهم سبب تصرفه بالأمس ولما يتدخل ويمنعها من استكمال دراستها ألم تسرد له كل شيء كما حدث
واوضحت له أنها بريئة ولم تفعل شيء عن إرادة ولن تفعل حتى لو عاد بها الزمن ولكنه لا يصدقها رغم كل ماقالته ويراها فتاة فاسقة بإمكانها أن تفعل أي شيء يخل باسمه واسم العائلة !!
بعمل إيه !!
ليه رافض اروح الكلية ياعلاء واكمل دراستي
ابتعد من أمامها وسار باتجاه المرآة يقف أمامها ويجفف شعره متمتما بجفاء وعدم اكتراث مزيف
بتسألي اسئلة إنتي عارفة اجابتها كويس أوي وأظن الإجابة بسيطة جدا وهي إني مش واثق فيكي وللأسف إنتي مراتي دلوقتي وأي حاجة هتعمليها هتمسني أنا
أنا حكتلك كل حاجة وفهمتك وإنت مش واثق فيا لسا أنا يمكن غلطت في حجات كتير بس مستحيل اخونك ثم إن دلوقتي أنا أهم حاجة بنسبالي دراستي ومش هروح الكلية عشان اكون صدقات أو علاقات أنا رايحة ادرس
ابتسم مستنكرا يتمتم بعدم ثقة
وأنا إيه اللي يضمني إنك متعمليش حاجة !
أصدرت زفيرا مرتفعا وقالت بنفاذ صبر محاولة اقناعه
طال نظراته الجامدة وهو يفكر بالإذعان لها حتى وجدها تهتف راجية
ارجوك ياعلاء وافق أنا بجد محتاجة جدا أكمل دراستي مش عايزة اخسر دي كمان
استسلم أخيرا وقال بصرامة وهو يلقي الأوامر والتعليمات
طيب بس هيكون في قواعد وتعليمات لو كسرتي حاجة واحدة منهم مش هيعدي الموضوع من غير عقاپ
تمام اؤمر باللي إنت عايزه معنديش مشكلة
بدأ يملي عليها التعليمات في حدة ونبرة حازمة لا تحمل التهاون
هتجيبي هدوم جديدة وواسعة غير اللي معاكي لإن اللي معاكي مش عجباني جدول محاضراتك هبقى عارفه كله هتدخلي امتي المحاضرة وتطلعي امتي ممنوع الخروج من البيت من غير أذني مش هتتصاحبي على حد هناك تماما
حتى البنات !!
رأت عيناه اظلمت وقال بصوت مرعب
ليه وهو سيادتك كنتي ناوية تتصاحبي على رجالة كمان !
هتفت مسرعة تتلافى خطأها باعتذار
لا لا مش قصدي أنا آسفة كمل متخفش هكون في حالي ومش هتكلم مع حد نهائي
هدأت نبرته ونظرته وتحدث هذه المرة بخفوت ولين قليلا
وأخيرا بما إنك مش عايزة تخسري دراستك ومهتمة أوي بيها كدا يبقى مش عايز اشوف أي تقصير في المذاكرة لأن التقصير هيكون بعقاپ أكيد
علاء
توقف والټفت لها برأسه فهمست هي مترددة پخوف بسيط
ينفع صديقة واحدة !
تقوسا حاجبيه وظهر الغيظ عليه لتتراجع هي فورا تجيب بدلا عنه بالإجابة التي قالها بشكل غير مباشر عن طريق معالمه
لا مش كدا ! تمام خلاص أنا أساسا مش عايزة اصاحب حد كنت بقول كدا بس
كانت تهتف بكلماتها هذه في امتعاض وضيق واضح كمن يقنع نفسه بأنه لا يريد الشيء حتى لا يحزن أكثر تنهد مغلوب على أمره وإذا بها تراه يرفع سبابته يقول من خلال حركته هذه واحدة فقط
كانت على وشك الوثب قفزا من فرط سعادتها فتمالكت نفسها وسيطرت عليها حتى رحل وانطلقت هي تصدر
اصوات فرحة من بين شفتيها وحركات طفولية !!!
ملاذ
سمعت صوته من الخارج فاعتدلت في جلستها وغادرت غرفتها لتتجه له فتجده جالسا على الأريكة هادىا تماما اقتربت تجلس بجواره مهمهمة
نعم يازين !
انتصب في جلسته وطالعها مبتسما يهتف
أنا حجزت الطيارة على بليل هنرجع القاهرة
ضيقت عيناها بدهشة وهدرت مستغربة
بليل !! ليه
لا يستطيع اخبارها بما ينوي فعله بمجرد رجوعه وهو تصحيح الخطأ الذي ارتكبه منذ عشر سنوات وأيضا لا يستطيع الكذب ولا يحبه !!
تمتم بتنهيد حار دون أن ېكذب
في كام حاجة عايز اعملها وكمان كفاية عشان ارجع اشوف الشغل والشركة
هزت رأسها بالموافقة بعبوس بسيط مغمغمة
طيب مع إني كان نفسي نقعد شوية أكتر المكان هنا عجبني أوي
معلش ياحبيبتي اعمل إيه بس أنا لو عليا مش عايز ارجع خالص بس مضطر إن شاء الله ربنا يسهل وقريب أوي نعوضها
ابتسمت بحب وتمتمت
إن شاء الله
إنت متعشيتش اعملك أكل تاكل ياحبيبي
نفي بهدوء وتشدق يبادلها ابتسامتها
لا مش جعان وأنا عايز اقعد معاكي شوية وندردش مع بعض
ندردش في إيه !
إيه حاجة ياملاذي !
مفيش حاجة ن
توقفت
عن الكلام فجأة عند تذكرها لبعض الأحداث فقالت مرحة بإشراقة وجه
لا استني صح افتكرت حاجة حصلت معايا امبارح مسخرة
بدأت تسرد له موقفها المضحك الذي حدث معها وتضحك وهو يبادلها الضحك ولكن بقوة أقل فاستمرت جلستهم المرحة والدافئة لدقائق طويلة ما بين الحديث المعسول والمزاح والجدية
يسير باتجاه المطبخ وهو يفرك عيناه ليزيح عنهم آثار الخمول بعد أن سمع صوت طفيف من دندنتها مع نفسها في المطبخ وصل ووقف على الباب يتفحصها بتدقيق من اعلاها لأسفلها وهو يبتسم فكانت ترتدي منامة قطنية قصيرة بعض الشيء وترفع شعرها بعشوائية تثبته بمشبك للشعر وتتمايل يمينا ويسارا رقصا على الحان الاغنية التي تتندنها استند بكتفيه على جانب الباب وعقد ذراعيه أمام صدره يتابعها بإعجاب وهي توليه ظهرها غير منتبهة لوجوده التفتت بجسدها للخلف على اطمئنان وهي لا تتوقف عن التمايل
بسم الله
لم يتحرك من مكانه وبقى كما هو على وضعه يرمقها مبتسما بساحرية فضيقت عيناها وقالت بريبة
كرم !! واقف كدا ليه !
صباح الخير
صباح الفل والياسمين
عادت توليه ظهرها لتكمل ما كانت تفعله وهي تتمتم برقة
الحمدلله واضح إن مزاجك رايق شوية عن امبارح أو مش شوية ده كتير أوي
خطا خطوة إليها ليقف بجانبها متشدقا بنبرة بدت لها غريبة
وميبقاش رايق ليه ما أنا عارف كويس أوي هعمل إيه مع عمك ده
تركت مابيدها ونظرت له مخټنقة وهتفت بنفاذ صبر
كرم ارجوك ماتعمل حاجة أنا أساسا طبيعي قلقانة عليك ومش حمل عمي يأذيك لقدر الله
مټخافيش يا أميرتي مش هتحصل حاجة بإذن الله
صعدت الحمرة لوجنتيها من التي تكاد تكون عڼيفة واشاحت بوجهها تثبته على الطعام الذي تحضره ثم قالت بترقب
إنت رايح الشغل صح !
أكيد
عادت بنظرها له تقول بأعين راجية
خليك معايا النهردا متروحش
غضن حاحبيه وقال باستغراب
ليه !!
تمتمت برقة وعبث
زهقانة ومش عايزة اقعد وحدي
!!
كنت عارفة إنك لئيم ونيتك مش سليمة
أجابها ضاحكا باستمتاع وهو يشير ل الأخرى هاتفا
طيب واحدة هنا كمان عشان أنا محستش بيها دي
ضحكت ساخرة وهي تقول بتشفي
هاهاها ليه وهو أنا هبلة عشان اصدقك تاني
جلجلت ضحكته الأرجاء وقال غامزا بنظرات خبيثة
طيب هسيبك دلوقتي بمزاجي بس ولما آجي هنشوف الموضوع ده
استشاطت بالنيران الملتهبة تصيح به مستاءة
يعني إنت اخدت وبرضوا هتمشي !!
همهم بخفوت جميل وحنو ليهدأ من انفعالها قليلا
لا والله بس معايا اجتماع مهم جدا جدا ومينفعش الغيه أو آجله فهخلصه وارجعلك علطول صدقيني أنا كان معايا شغل تاني بس مش مشكلة هأجله عشانك
هدأت ثورتها وأجابت بضجر
وهياخد قد إيه الاجتماع ده !
يعني ساعة أو ساعتين بالكتير
أماءت له بالموافقة وقد ارتاحت كثيرا ثم هتفت بنبرة عادية
طيب روح البس ولغاية متلبس هكون أنا حضرت الفطار
ظل يجوب بالغرفة إيابا وذهابا وهو يترنح من فرط العصبية وأبيه يجلس على الأريكة المتوسطة يعلق نظره عليه وعقله يفكر بحل لهذه المعضلة وإذا به يهدر بابنه منفعلا
ماتهدى ياجاسر زاولتني
صاح الآخر ساخطا
اهدى إيه يابابا وآخرة الموضوع ده هنسيبله شفق مثلا
كمال بنبرة شيطانية ونظرات تحمل الحقد
أكيد لا بنت اخويا هاخدها واطمن هطلقها منه وهتتجوزها
وهتعمل ده إزاي بقى !
قال بأعين شرانية لا تبشر بالخير أبدا
هنجرب معاه بالذوق الأول نفع يبقى زي الفل منفعش يبقى هو اللي جنى علي نفسه
تمتم جاسر بغل غير مباليا بمخططات أبيه الشريرة
أنا المهم عندي شفق إنها ترجعلي في الآخر
رمقه أبيه بابتسامة خبيثة يرتب أفكار عقله جيدا حتى يحسن تنفيذ خططه في أخذ ابنة أخيه !!
ارتفع ضوء القمر في السماء وظهرت النجوم الساهرة لتعطي لوحة
مسائية جميلة ابدعها الخالق عز وجل
كانت يسر أمام التلفاز تشاهد إحدى المسلسلات الأجنبية وبيدها صحن الفشار الكبير نسبيا تلتقط كل لحظة حبة وتلقيها في فمها وعيناها معلقة على شاشة التلفاز ولكن صك سمعها رنين الباب فدارت رأسها ناحية الباب وتأففت بخنق عندما توقعت من الطارق فليس هناك أحد غيرهم بالمنزل وضعت الصحن بجانبها على الأريكة واستقامت تتجه إلى الباب وامسكت بالمقبض تديره للأسفل وتجذب الباب إليها وكما توقعت كان هو انتظرت منه التحدث وهي تطالعه بمضض ولكنه امعن النظر بها
خير !
تجاهل الرسمة وارتباكها وعاد بنظره لها يقول بلطف
ممكن نتكلم شوية
سيعتذر عن خطأ لا يحسب أمام اخطاء لا تغتفر له ! قالتها لنفسها مستنكرة وهذه المرة لم ترفضه بل داهمها الفضول بشدة لرؤيته وهو يعتذر منها على خطأ آخر اقترفه استدارت وعادت للداخل كدليل على موافقتها في التحدث فدخل هو واغلق الباب يلحق بها حتى وقفا بالصالة وقال هو باعتذار صادق وأسف
أنا آسف مكنش قصدي اقول كدا الصبح والله بس اتعصبت وفقدت اعصابي
ابتسمت باستهزاء تجيبه بجفاء وبعض التشفي من أنها تعيد كرامتها المهدورة بالتدرج وهي تراه يركض خلفها ويخشى عليها من أي شيء قد يضايقها
وتعتذر ليه !! إنت مقولتش حاجة أساسا وزي ما قولتلك الصبح أنا لسا شيفاك الشخص الاناني والمغرور والقاسې وعديم القلب ومعتقدش إن نظرتي ممكن تتغير في يوم من الأيام حتى بعد طلاقنا
رأت في عيناه وميض بائس وحزين ولمعة الدموع السابحة بهم تمتم متوسلا إياها وهو يقترب منها أكثر
يسر كفاية ارجوكي كفاية أنا مش قادر استحمل بعدك عني اكتر من كدا متقسيش قلبك واسمحي لينا بفرصة تانية اوعدك إنك مش هتندمي لانك ادتيني فرصة تراجعي عن الطلاق ده وعاقبيني براحتك بس خليكي معايا اسمحيلي اكون حسن اللي كنتي بتتمنيه مش الشخص اللي كنتي بتتكلمي عليه دلوقتي
غامت عيناها بالعبارات هي الأخرى وانهمرت دموعها على وجنتيها تجيبه بحړقة وألم
إنت اللي كفاية أنا تعبت وإنت معندكش أي فكرة إزاي أنا بحاول استعيد ذاتي اللي دمرتها وارجع كرامتي اللي بغبائي أنا اهدرتها مبقيش عندي طاقة للمعافرة وحتى الفرص كلها ضيعتها
في محاولاتي معاك إنك تحس بيا وبحبي ليك وتتغير بس إنت ندمت وادركت غلطك بعد فوات الآوان بعد ما أنا خلاص معدش يفرق معايا وجودك من عدمك
فرت من عيناه دمعة حارة وهم بأن فتراجعت هي للخلف ورفعت كفها مردفة بتحذير وصوت مبحوح
بس أنا فارق معايا وجودك ومش هستحمل اعيش من غيرك متسبنيش يايسر
بدأت الرؤية تتشوش لديها وكذلك حاسة السمع فاغمضت عيناها تدريجيا أما هو فأكمل بمشاعر جياشة
أنا بحبك والله
يسر ردي عليا إنتي سمعاني
عاد
متابعة القراءة