رواية كاملة الفصول
المحتويات
بعد أن أشاح بوجهه عنها
أهاا إنتي قصدك على ال لا مفيش حاجة بتفرج مش اكتر
ابعدت نظرها عنه مانعة شفتيها من أن تفتر عن ابتسامة خجلة وفكرت بأن تغير مجرى حديثهم حتى تنهي هذه الوضع المحرج
ملاذ بنبرة مهتمة
ميار هتتجوز علاء النهردا !
اختفت ابتسامته وحل محلها الضجر و
فأجابها بشيء من العصبية
تنهدت بأسى
رغم إني مكنتش بطيقها ولا بحبها بس اشفقت عليها بجد هي ضيعت نفسها باللي عملته ده ربنا يهديها وتعرف غلطها وتتوب
ده مش غلط عادي ياملاذ ده ذنب عظيم وكبير ربنا يغفرلها وتتوب قبل فوات الآوان
سحب يده من بين يديها بهدوء وقال بنبرة جادة
أنا مسافر بكرا !
ملاذ بدهشة
مسافر فين !!
خطوبة واحد من الأصدقاء وهتكون في مرسى مطروح أنا مكنتش هروح لإني مبحبش جو الأفراح والاغاني والكلام ده بس هو أصر اروح ولو مروحتش هيزعل مني فأنا مضطر اروح هباركله وارجع في نفس اليوم
وعايز تروح مرسى من غيري !!
ابتسم باستنكار غمغم يوضح لها ببساطة أشد
هرجع في نفس اليوم ياملاذ أنا مش رايح اتفسح أنا أساسا معايا شغل
تشدقت بنبرة حماسية وسرعان ما ارتفعت ابتسامتها لشفتيها
لا ماهو أنا هروح معاك وناخد يومين هناك نتفسح إيه رأيك !
إنتي سمعتي آخر حاجة قولتها !!
لم تهتم لما يقوله فلا يهمها لديه عمل أو ماشابه الأهم أن تذهب معه في نزهة جميلة لأول مرة حيث قالت قائلة
لمعت في عقله فورا الأفكار
المنحرفة كأغلبية الرجال حيث أجابها مبتسما بلؤم
هتفرفشيني إزاي يعني !!
لم تلاحظ نظرته اللئيمة من فرط حماسه حيث أكملت مشاكستها وهي تهتف
استرسلت حديثها تترجاه بإلحاح شديد
بليز وافق هو يومين بس بليز !
كانت رفيف على إحدى طاولات المطعم في الهواء الطلق تأخذ استراحة صغيرة من العمل وبيدها كوب القهوة خاصتها وتتفحص هاتفها باستمتاع على أحد وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وبين كل دقيقة والأخرى يمر عليها شيء فتضحك بصوت منخفض حتى لا يصل صوتها لأحد العمال وبينما هي مندمجة مع هاتفها وجدت إسلام يجلس أمامها وهو أيضا بيده القهوة خاصته ويقول بكامل اللطف
رفعت نظرها له وتركت الهاتف من يدها لتجيبه بإحراج بسيط
الله يسلمك
بقيتي كويسة دلوقتي !
آه الحمدلله هو كان دور برد شديد شوية والحمدلله بقيت احسن بكتير دلوقتي
ردد خلفها الحمدلله في ابتسامة صافية ثم بدأ يرتشف من فنجان القهوة خاصته وهو يتابع حركات العمال وتارة يشير لأحدهم بحدة بأن يقوم بهذا العمل بطريقة معينة وبدقة حتى لا يفسده وهي تحاول أن لا تختلس النظر إليها ولكن عيناها ترفض الخضوع فهو لديه شعر أسود جميل وناعم بقصة رجالية رائعة وعينان بندقتين مع بشړة قمحية مغرية ولحية حفيفة وقسمات وجه تنضج بالقوة والرجولة وحاجبيه الكثيفان يعطياه لمسة رجولية كلها جمال !
اجفلت نظرها عنه بصعوبة وهي ټلعن نفسها الحمقاء وتحاول الانشغال بهاتفها حتى تصرف نظرها عنه وبعد دقيقتين بالضبط سمعته يقول بخفوت
ممكن اسألك سؤال !
من فرط توترها لم ترفع نظرها عن الهاتف حتى وقالت
بنبرة عادية فبدت له غير مكترثة
اتفضل
سكت لبرهة يحدق بها وبطريقتها التي ردت بها ثم سألها بترقب
هو إنتي كنتي عارفة إن أنا المهندس اللي هشتغل معاكي
لماذا تصر على إيقاعي في شباكك توقف أرجوك فأنا عقدت وعد مع نفسي ومع أخي بأني سألتزم حدودي مع أي رجل قالت هكذا لنفسها لتسمع الرد من عقلها وهو يجيب عليها منزعجا ومازالتي عند وعدك هل هو تخطى حدوده لأنه سألك سؤالا بسيطا ليس بس أي شيء خطأ هو فقط يتحدث معك في حدود العمل !!
انتشلها من صراعها الداخلي صوته وهو يهتف باستغراب
رفيف !!
انتفضت وابعدت عيناها عن الهاتف لتثبتها عليه وتقول باعتذار وحياء
آسفة بس سرحت في حاجة في الفون وركزت فيها إنت كنت بتقول إيه معلش
حدجها بريبة حقيقة ونظرة كانت قوية بعض الشيء ثم عاد يطرح سؤاله عليها بجدية
كنت بقولك إنتي كنتي عارفة إن أنا المهندش اللي هشتغل معاكي ولا لا
ردت بارتباك ملحوظ وهي تبتسم
الحقيقة لا هو زين فاجئني مرة واحدة أساسا بموضوع الإدارة تبع المطعم ده ولما عرفت إن إنت المهندس اندهشت جدا
ليه !
قالها بنوع من الفضول فتجيب هي بارتباك أشد حين سألها عن السبب وتذكرت بأن سبب دهشتها هي أنها ستعمل معه ! ولكنها بالطبع لم تخبره بهذا وستخترع سبب !
أصل الصراحة أنا مكنتش أعرف إن إنت مهندس نهائيا ولا حتى ملاذ جابتلي سيرة عن كدا وإنت كنت تعرف ولا لا إن أنا هكون المديرة
هز رأسه بالإيجاب وقال باسما
أكيد زين من فترة كنا أنا وهو بنتكلم في موضوع المطعم والتعديلات اللي لازم تتعمل وقالي إنك هتمسكي الإدارة وهتكوني معايا في الشغل
آهاا على سيرة الإدارة فكرتني أقولك مبروك زين قالي امبارح إنه اداك الإدارة معايا يعني بقينا شركاء
قال ببساطة وهدوء
أنا كنت متفق معاه من البداية إني هعمل التعديلات في المطعم بس لأنه فاتحني في الأول على موضوع يخليني أنا المدير ورفضت ولما رفضت مسكها ليكي ودلوقتي برضوا نفذ اللي في دماغه واجبرني للأسف
ضحكت بخفة وقالت بإيجاب ومرح
أيوة زين عنيد ومحدش بيقدر يعانده هو واثق فيك وعارف إنك قدها وهتحافظ على المطعم ثم إني عارفة السبب الحقيقي اللي خلاه يعمل كدا !
إيه هو !
أنا فاهمة تفكير زين أوي هو تلاقيه فكر إني لسا حتى متخرجتش ومعنديش خبرة كفاية وخاف أعمل حاجة غلط وعشان هو مش عايز يشغل دماغه بحاجتين زي ما قولت الشركة والمطعم فخلاك شريك معايا عشان عارف إنك هتفهم اكتر منى
غمغم بابتسامة عذبة ونبرة
رخيمة
ممكن يكون فكر كدا فعلا بس أنا موجود أهو وهنظبط كل حاجة بإذن الله ومتقلقيش حتى لو معندكيش خبرة دلوقتي مع الوقت هتكتسبي الخبرة أكيد
هزت رأسها توميء على كلامه بالتأييد وهي تطالعه بابتسامة رقيقة ثم اخفضت نظرها لهاتفها مجددا تعبث به بعشوائية وهو عاد يتابع حركات العمال ومن بين آن وآن يلقى نظرة سريعة عليها !!
ترجلت من السيارة مدخل المقاپر وانتظرته حتى نزل هو أيضا والتف ناحيتها ليراها متصلبة تحدق أمامها بأعين تائهة وحزينة لتسمعه يهمس باحتجاج
عرفتي ليه مكنتش عايز أجيبك
نظرت له وقالت بنفس نظرتها التائهة
حلمت بيه امبارح ياكرم هو وماما
تنهد بعمق ثم شبك كفه بكفها وسار معها ناحية غرفة معينة والتي تضم قبر شقيقها وأمها صعدوا درجتين من السلالم ثم فتح هو الباب ودخل أولا وتليه هي كانوا القربين بجانب بعضهم وبينهم مسافة تكفى لعبور شخص فوقفت ورفعت يدها تبدأ في قراءة سورة الفاتحة وكذلك هو الذي كان يقف خلفها وحين انتهت مدت يدها في حقيبتها الصغيرة تخرج مصحف صغير نسبيا وتبدأ في قراءة سورة يس بصوت مسموع مرت دقائق قصيرة وبدأت بحة صوتها ترتفع كإشارة على انفجارها في البكاء فتمالكت نفسها بصعوبة حتى انتهت من القراءة ثم وضعت المصحف في حقيبتها من جديد ودفنت وجهها بين كفيها تاركة لدموعها العنان فاڼهارت باكية بنشيج مرتفع وصل لأذنيه
خلاص ياشفق متخلنيش اندم إني جبتك
اجهشت في بكاء حار وهي تهتف بصوت متحشرج
آخر مرة جيت هنا كان قبر سيف بس اللي موجود دلوقتي بقى هو وماما اتحرمت منهم هما الأتنين مرة واحدة وفي لحظة
لم يجيبها فقط كان يستمع لحديثها ويتركها تفرغ مافي نفسها كله له ولكن بكائها لم يهدأ فقال بخفوت وحنو
طيب مش كفاية بقى ولا إيه يلا بينا
ابتعدت عنه وجففت دموعها وهي توميء له بالإيجاب فسبقها هو للخارج وانتظر حتى خرجت واغلق الباب ثم ساروا عائدين إلى السيارة
حرك المحرك وقبل أن ينطلق نظر لها وقال بلطف وشيء من الحماسة
إيه رأيك نروح نفطر برا النهردا !
تفهم جيدا أنه يفعل ذلك حتى يخرجها من حالة كآبتها وحزنها هو بالفعل فريد
في كل شيء وليس له مثيل في الرقة والحنو باتت لا تحتمل لطافته التي تذيب قلبها أكثر وأكثر !
كان صمتها بالنسبة له دليل على موافقتها فانطلق بالسيارة قاصدا أحد المطاعم الفاخرة
توقفت السيارة وترجل هو أولا ثم هي واستحوذ الإعجاب عليها للحظات وهي تحدق بذلك المطعم الفاخر والجميل ثم التقت عيناها بعيناه وحدجته بابتسامة واسعة تعبر عن سعادتها أشار لها بيده أن تلتف ناحيته ففعلت على الفور وسارت بجواره وبمجرد دخولهم رأت مالك المطعم يتجه نحوهم ويرحب بهم ترحيبا حارا وبالأخص بزوجها وآشار لأحد النادلين بأن يدلهم على طاولتهم
سحبت المقعد للوراء وجلست أمامه هاتفة بفضول حقيقي
هو إنت بتاجي هنا علطول ولا إيه
مش أنا بس دي عيلة العمايري كلها بتاجي هنا ده يعتبر مطعم العائلة المفضل
قالت وهي تتجول بنظرها في ارجاء المطعم وتقول بإعجاب شديد
آهااا بس جميل جدا
امممم فعلا اطلبي حاجة يلا من المنيو
مدت قائمة الطعام أمامه على الطاولة واستندت بمرفقها على سطح الطاولة ووضعت كفها أسفل وجنتها هاتفة في نظرة كانت تطلق قلوب صغيرة من خلالها مع ابتسامتها العريضة التي اظهرت عن اسنانها ناصعة البياض
اختارلي إنت على زوقك !
نظرتها الجمت لسانها وقيدته فلم تسفعه الكلمات في ذهنه للرد عليها فقط حدق بها مبتسما ببساطة شديدة ثم اخفض نظره وأخذ يتفحص قائمة الطعام لدقائق قليلة وهي تارة تنظر له وتارة تتابع الناس وحركاتهم رأته يشير للنادل بيده أن يأتي وأشار له على القائمة بأصبعه على عدة أشياء ثم أخذ النادل القائمة وهو يوميء له بالإيجاب وانصرف فالقى هو نظرة عليها وقال بترقب
مش عايزة تعرفي طلبتلك إيه !!
قالت نافية بنظرة لا تختلف عن سابقتها
تؤتؤ أكيد هيبقى حلو !
هز رأسه بإماءة خفيفة محاولا عدم ثتبيت نظره عليها وعلى نظرتها الرائعة
متابعة القراءة