رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


وهو يجفف شعره 
خير !!
اقتربت ووقفت أمامه ثم مدت يديها وتولت مهمة تجفيف شعره مغمغمة في براءة متصنعة بعض الشيء 
خير متقلقش وأنا عارفة إنك قمر وطيب ومش بتقدر ترفضلي طلب ولا تزعلني
ابعد يدها ببطء عن شعره متشدقا في بساطة 
قولي علطول من غير مقدمات
لم تبالي بإبعاده ليدها حيث اعادتها مجددا تعبث بأكتاف تيشرته وكذلك المنشفة مغمغمة في رقة مقصودة 

عايزة اخرج اشوف نهلة عشان وحشتني جدا ولينا فترة طويلة أوي مقعدناش مع بعض
هيمن الصمت عليه وهو يحدجها بصمت وكأنه على وشك الرفض فهتفت مسرعة بوجه عابس 
وافق بقى إنت اللي كنت بتبقى خاېف عليا منه ماټ خلاص ومفيش حاجة بتهدد سلامتي تاني
اخذ نفسا عميقا وقال بحنو واهتمام 
عارف إنك ممكن تكوني بتضايقي من تحكمي فيكي في نقطة الخروج دي بس عايزك كمان تفهمي خۏفي عليكي أنا من ساعة اللي حصل مع أروى ومعاكي لما حاول الحيوان ده يعتدي عليكي اكتر من مرة بقيت عايز اخبيكي في مكان محدش يعرفك فيه غيري عشان احميكي من أي راجل مش منه بس وحتى رفيف كذلك بخاف عليها پجنون وأنا اكتر واحد كنت رافض فكرة إنها تشتغل ولما وافقنا خليتها تروح وتاجي بسواق خصوصي يأما بوصلها واجيبها أنا وخروجها بيبقى بحساب
متخفش عليا مش هيجرالي حاجة طول ما إنت جمبي ربنا يخليك ليا
ثم ابتعدت عنه وقالت في ابتسامة عذبة 
خلاص موافق مش كدا !
أصدر تأففا حارا بنفاذ صبر من الحاحها لتميل هي برأسها للجانب وتبتسم بساحرية وترمش بعيناها عدة مرات تستعطفه من خلالهم ببرائتها لكي يوافق هامسة 
ارجوك !
أبتسم بعدم حيلة بعد أن أدرك استحالة الفرار من اصرارها وضعفه أمام
نظراتها ليقول باقتضاب 
طيب خلاص ياشفق روحي بس هتروحوا فين وامتى 
تهللت اساريرها وقالت بحماس وفرحة 
دلوقتي هلبس وهنروح في أي كافتيريا نقعد شوية
طيب يلا اجهزي لغاية ما البس عشان اوصلك ولما تخلصوا رني عليا عشان اجي اخدك
أماءت برأسها عدة مرات وهي تفشل في اخفاء سعادتها ليكمل هو مبتسما بمداعبة 
مع إني بقيت بتشائم من صحبتك دي من ساعة ماقولتيلي نروح خطوبتها وشوفتي حصل إيه يومها
قهقهت بخفة وقالت في نعومة 
لا متقولش كدا دي نهلة عسل وبالعكس دي وشها حلو عليا دايما لما باخدها معايا في أي مكان
ربنا يستر !
قالها مستنكرا وهو يضحك ثم استدار وذهب ناحية الخزانة ليخرج ملابسه ويبدأ في الاستعداد وهي كذلك اخذت ملابسها وذهبت لترتدي في الحمام 
فتحت المساعدة الخاصة به الباب وقالت في رسمية تامة 
الملفات اللي محتاجة مراجعة يسر هانم تحب اوديها ليها ياحسن بيه
قال بإيجاز وهو منشغل بالعمل الذي أمامه 
آه وديهم ليها وقوليلها تخلصهم بسرعة
استدارت الفتاة وكانت على وشك الرحيل لولا صوته وهو يوقفها هاتفا 
استني ياميرنا !
احس بأنه يريد رؤيته ومحادثتها ولا يريد الاعتراف في قرارة نفسه أن بات يشتاق لها ففكر في أن يأخذ هو لها الملفات متحججا لها بهم وفي نفس ذات اللحظة تكون حجة لنفسه العنيدة التي تأبي الخضوع 
استقام وتحرك ناحيتها وأخذ من يدها الملفات متشدقا بحزم 
أنا هوديهم ليها روحي إنتي على شغلك خلاص
أماءت له بالموافقة وانصرفت فورا ليغادر هو الآخر متجها إلى مكتبها وحين فتح الباب ودخل كان فارغا ولكنه رأى اشيائها على سطح المكتب ففهم أنها ذهبت لمكان ما سريعا وستعود اغلق الباب وجلس على الأريكة بإرياحية منتظرا إياها وطال انتظاره لدقائق طويلة حتى وجدها تفتح الباب وتدخل وهي تتحدث في الهاتف وتضحك تسمرت بأرضها حين وقع نظرها عليه ولجمتها الدهشة لثواني فقط ثم تصنعت عدم المبالاة بأمره وأكملت حديثها الهاتفي مع ابن خالتها راسل متعمدة الضحك والتحدث بحرية بعدما فهمت في الأيام القليلة الماضية ضيقه وغضبه كلما يراها معه 
رآها وهي تجلس على مقعد مكتبها وتتحدث مع من في الهاتف بعفوية بالغة والذي من الواضح أنه رجل وفي ظرف لحظة تحول لجمرة نيران ملتهبة حين سمعها تنطق اسمه غليت دمائه في عروقه وحدجها بابتسامة مزيفة تضمر خلفها بركان تطفو حممه على وجهه فاشاح بوجهه عنها للجانب وهمس لنفسه وهو يحك ذقنه بنبرة
متأججة بنيران الغيرة 
لا أنا مش هتعصب أنا هادي خالص أهو !
كانت تختلس النظرات له في تشفي وغل وتزيد من ضحكها وحديثها ليعود هو بنظره لها ويرمقها بأعين ملتهبة ومغتاظة يجاهد بكل ما لديه من ثبات انفعالي حتى يبقى هادئا ولا يفقد صوابه ولكنه فقد كل ما لديه ثبات حين سمعها تقول بصدق لا والله ربنا يعلم ياراسل أنا بعزك إزاي ربنا يخليك ليا 
مسح حسن على وجهه هامسا وهو يصر على اسنانه 
لا مش هقدر لغاية كدا وكفاية
استقام واقفا واندفع نحوها يجذب من يدها الهاتف وينهي الاتصال هاتفا بصرامة ونبرة قوية 
عرفنا إننا يعتبر اطلقنا بس احترمي وجودي مش كدا هاااا
ضحكت ساخرة وهبت واقفة تقول بسخط 
ياريت حد غيرك يتكلم عن الاحترام ثم إن أنت مالك وإيه اللي جايبك أصلا مكتبي
يسر بلاش الطريقة المستفزة دي عشان أنا على أخرى أساسا
صړخت بصوتها المرتفع وهي في ذروة انفعالها 
اتكلم بالطريقة اللي عايزها إنت ملكش دعوة بيا فاهم ولا لا ملكش دعوة بيا ياحسن تحب اقول كمان ولا كفاية اطلع من حياتي نهائي ومش عايزة اشوف وشك حتى أنا بقيت لما بشوفك معدتي بتقلب وبحس نفسي عايزة اخنقك بأيديا كفاية بقى أنا قرفت منك وبقرف من نفسي وجسمي كل ما افتكر إنك لمستني
توقفت عن الكلمات تأخذ نفسا عميقا ثم عادت تكمل بنظرات قوية تخفي خلفها مشاعر العشق الكامنة في أعماقها وهي تشير بسبابتها على الباب 
اطلع برا ياحسن
النهردا عيونك فضحتك وكشفت كدبك واللي شايفه دلوقتي حاجة واحدة وهي إنك لسا بتعشقيني يايسر
ثم انتصب في وقفته والقى بالملفات على سطح المكتب في عڼف واستدار مغادرا تاركا إياها متصلبة بأرضها تحدق على آثاره بغيظ وحړقة فامسكت بكوب الماء والقت به على الباب ليتناثر إلى أجزاء متفرقة على الأرض جلست على مقعدها من جديد هامسة لنفسها متوعدة وبنظرة متقدة 
مسيري هكرهك متقلقش !!
كان اسلام يجلس بحديقة المطعم الخارجية على أحد المقاعد يحتسي كوب الشاي الصباحي الخاص به وعقله شارد بها بات
يشعر بالخطړ كلما تمر الأيام وهم يعملون معا ففي كل يوم يمر يزداد تعلقا بها ومشاعر الإعجاب بدأت تأخذ طريقا مغايرا أن سمح لنفسه بأن تسلكه سيسبب له الألم والحزن للمرة الثانية وليس هناك حلا سوى أن يضع الحدود لقلبه أو يعتذر ويترك هذا العمل الذي يجمعه بها 
انضم له صديقه وجلس قباله هاتفا 
إيه الأخبار 
تمام وإنت 
هتف صديقه بنبرة مستغربة بعض الشيء 
إيه إنت مفيش شغل ولا إيه معاك قولتلي تعالى على المطعم
اجابه إسلام بهدوء تام ونظرة مهمومة 
امممم يعتبر مفيش شغل النهردا وحتى العمال هياجوا متأخر شوية
مالك إنت مضايق من حاجة !
نظر له باستنكار متمتما 
إنت تتوقع إيه مثلا !
أصدر صديقه تنهيدة حارة وقال بنفاذ صبر وضيق 
يابني ولما إنت معجب بيها كدا وعايزها ماتكلم اخوها وتشوف مش يمكن توافق
ضحك إسلام بسخرية ورفع عكازه لأعلى قليلا حتى يكون في مستوى نظر صديقه وقال مستهزئا 
توافق !!! هتوافق بده !
ايوة توافق يا إسلام مش معنى إن خطيبتك كانت واحدة ولما عملت الحاډث وعرفت إنك هتمشي على عكاز سابتك يبقى الكل زيها جرب إنت مش هتخسر حاجة
اشتلعت عيناه بالڠضب وقال شبه منفعلا بنبرة موجوعة 
لا دي الحقيقة يامعاذ مفيش واحدة هتقبل تتجوز عاجز ومتحاولش تقنعني إن العجز اللي في رجلي مش مشكلة وإني اقدر اعيش حياتي بطبيعية لأن مهما حصل هتفضل في حجات كتير أنا عاجز عنها وعن إني اقوم بيها
أنا قولتلك اللي فيها لو عايزها بجد جرب وكلم زين ده وافقت تمام موافقتش يبقى هي اللي خسرتك مش إنت
طالعه بصمت غير مقتنعا بما يقوله وعاد يرتشف الشاي وهو يتنهد بنفس مخټنقة ! 
داخل أحد المقاهي المتوسطة 
هتفت نهلة بفضول ونظرة حماسية 
هااا قوليلي بقى عاملة إيه وأخبار الجواز إيه 
ابتسمت شفق بمرارة واجابتها بأسى 
نهلة إنتي عارفة إن ده جواز مش حقيقي
هتفت نهلة باستنكار وسخط 
ومش حقيقي ليه بقى إن شاء الله كانت جوازة بالڠصب مثلا !!!
أهاا هو اضطر إنه يتجوزني بسبب الظروف اللي حكمت عليه بكدا لولا الظروف دي عمره ماكان هيفكر إنه يتجوزني
غضنت الأخرى حاجبيها بحيرة وتمتمت بشيء من الدهشة 
يابنتي إنتي مش لسا امبارح كنت مكلماني وبتقوليلي إنه كويس معاكي وإنك مبسوطة ومرتاحة حصل إيه بس !!!
سرحت بعقلها قليلا حين حضرت صورته في عقلها وتذكرت معاملته وطريقته الحانية معها فابتسمت بحب امتزج بالحزن وقالت محاولة إضفاء جو المرح قليلا 
كويس بس !! ده أنا بحس إني أميرة من معاملته ليا بجد يانهلة أنا مشوفتش راجل زيه في حياتي أنا بقاوم جماله بالعافية صدقيني وبقول لما هو بيعاملني كدا و هو مش بيحبني امال لو كان بيحبني كان
هيبقى إزاي !!
قالت جملتها الأخيرة وقد طغى على نبرة صوتها اليأس والحزن لمست صديقتها الحزن في نبرتها فمدت يدها كفها هامسة برزانة 
شفق افهمي أنا قولتلك إنه لو مش بيحبك فعلا ومش عايزك واضطر زي ما بتقولي على الجواز منك فمستحيل يعاملك بالطريقة اللي حكتيلي عنها إمبارح أنا واثقة إنك بدأتي تأثري فيه وتخليه يحبك بجد مش مجرد إنك غالية عليه ولا بيعزك والكلام الفارغ ده
هزت رأسها نافية ترفض تصديق ذلك الكلام وإوهام نفسها بأشياء مبنية على توقعات وسراب هدرت بثقة متلقلقة 
لا بيتهيألك مفيش حاجة من كدا
لا في والأيام هتثبتلك ده وتقولي إني عندي حق !
طالعتها مطولة بتفكير في كلماتها من جهة قلبها الذي يريد تصديق ذلك الكلام ويخبرها بأن صديقتها لديها الحق فهو لم يكن معها هكذا قبل الزواج أو حتى في بداية زواجهم ففي الفترة الأخيرة أصبح مختلفا بعض الشيء وبالأخص من بعد اختطافها وعلى الجهة الأخرى عقلها الذي يضحك ساخرا ويقول بحكمة توقفي عن سذاجتك إنتي تعرفين جيدا الأجابة على كل هذه الأسئلة يعاملك جيد لأنه يشفق عليكي وعلى حالك وتغيره معكي بالتأكيد هو بسبب أنه بدأ بعتاد عليكي أكثر ولم يعد يخجل منك كالسابق يكفيكي حماقة !! ربما هي حقا حمقاء ولكنها ستتصرف بذكاء وتحاول الحصول على حبه وإن لم تتمكن ستسحب نفسها بهدوء من دائرة العشق السوداء هذه ! 
استمر حديثهم لساعة أو أكثر تقريبا حتى نهضت نهلة بعد
 

 

تم نسخ الرابط