رواية كاملة الفصول
المحتويات
عيناها في محاولة منها للسيطرة على دقات قلبها المتسارعة !!
داخل منزل محمد العمايري في صباح اليوم التالي
كان كل من هدى ورفيف والجدة يجلسون على مائدة الطعام ويتناولون فطورهم معادا الجدة التي كانت تحدق بالطعام في صمت دون أن تدخل لقمة واحدة منه في فمها فانتبهت لها هدى وتأففت بنفاذ صبر هاتفة بلين
نظرت لها وقالت باقتضاب
المفروض إني أكون فرحانة ياهدى !
اقتربت بمقعدها منها وامسكت بكفها تملس عليه بلطف هامسة بحنو فهي تعتبرها أما لها وبينهما علاقة قوية
أنا مبقولكيش تفرحي ! أساسا محدش فينا فرحان بس مينفعش تفضلي زعلانة كدا ومش عايزة تاكلي
مش قادرة اصدق إنها عملت كدا ياهدى أنا دلعتها فعلا بس كنت واثقة فيها وفي الآخر هي تحط راسي في الأرض
تدخلت رفيف في الحديث وقالت بشيء من الحزم
تيتة إنتي فعلا غلطانة إنك مكنتيش بتاخدي بالك منها ولا بتراقبي أفعالها بس ده ميمنعش إن الغلط الاكبر عليها وميار مش صغيرة وعارفة الغلط من الصح وأظن إنها دلوقتي بتدفع تمن غلطها بجوازها من علاء
دمعتها لتنظر لهدى وتقول بصرامة
والاستاذ حسن مش ناوي يقول اللي حصل بينهم خلاه يطلق مراته
عبست ملامح هدى وقالت بضيق وصوت يائس
لا هو ولا يسر عايزين يتكلموا وانا هتجن وافهم ازاي طلقها بالسهولة دي مش معقول تكون خناقة عادية اللي حصلت بينهم
هتفت الجدة بحدة ونظرات ثاقبة
معاه الغبي ده !
تنهدت هدى بعدم حيلة بينما رفيف فابتسمت على نعتها له بالغبي فإن نظرت من المنظور الواقعي هو بالفعل كما وصفته الجدة اهدر فرصة لن تأتيه ثانية ولن يجد فتاة تعشقه بقدر يسر مهما فعل !!
كان كرم لا يزال نائم في الفراش بثبات تام وهي بجواره كلاهما وجه لوجه تحدق به بتمعن تتأمل ملامحه الهادئة والجميلة حتى وهو نائم شعره الذي يعطي لمسة بنية خفيفة انفاسه المنتظمة والدافئة لا يمكن أن يكون بكل هذه الوسامة حتى في نومه باتت تعشقه أكثر من أي شيء بل وكيف لامرأة تحظي بقرب هذا الوسيم واللطيف ولا تقع بين شباك عشقه
هناك مشاعر متضاربة وكثيرة تشعر بها تجاهه ولكنها لا تعرف حتى كيف تصفها لنفسها سوى أنها تعشقه بكل حرف تحمله الكلمة من معنى
هل هي قبيحة ولذلك لا يلتفت لها ماذا وجد بزوجته حتى عشقها لهذا القدر هل هناك شيء لا يعجبه فيها أم أنها فشلت خلال هذه الفترة أن تنل القليل من حبه توقفت عن طرح الاسئلة لنفسها حين رأته يفتح عيناه فكانت هي جامدة تماما تحملق به بأعين دامعة ولكنه بسبب استيقاظه للتو لم ينتبه جيدا لها وفقط عقد حاجبيه باستغراب حين رآها تحدق به ورسم ابتسامة عذبة يجيبها وهو يهب جالسا ويفرك عيناه
صباح الخير !
تمتمت بخفوت وابتسامة مهمومة
صباح النور
الټفت لها برأسه وغمغم متسائلا بحيرة
إنتي صاحية من بدري !!
اعتدلت في نومتها وجلست مثله تهز رأسه نافية وتهمس
لا !!
أماء برأسه بحركة خفيفة ثم نهض من الفراش واتجه إلى الحمام الملحق بغرفتهم لتحدق على آثاره بيأس وضيق وبقيت مكانها لدقائق طويلة حتى خرج بعد أن أخذ حمامه الصباحي وكان يمسك بالمنشفة يجفف شعره الذي تتساقط منه قطرات الماء وأخيرا انتبه لوضعها المريب وشرودها وعبوس وجهها فاقترب وجلس بجوارها بعد أن لف المنشفة حول رقبته وغمغم باهتمام
مالك ياشفق !
مليش !
قالتها بعدم مبالاة لوضعها وقلة حيلة فدقق هو النظر جيدا بعيناها المجفلة لأسفل ليراها ممتلئة بالدموع فظهرت علامات الدهشة والقلق على وجهه وسألها بهدوء
بټعيطي ليه !
رفعت اناملها لعيناها ومسحت دموعها ثم هزت بكتفيها لأعلى وتمتمت بصوت بائس دون أن تنظر له
مش بعيط !!
طيب العياط ده ليه علاقة بسيف ومامتك !
نفت برأسها وهي مازالت مطرقة لأسفل بوجه تعلوه معالم الأسى فزدادت حيرته وقلقه ليمد اناملها ويرفع ذقنها برفق هامسا
بصيلي ياشفق في إيه !!!
علقت عيناها عليه وتمتمت بنظرات مشوشة وصوت مهزوز يغلب عليه البكاء
هو أنا وحشة ياكرم !
غضن حاجبيه بريبة من سؤالها العجيب ولكن سرعان ما ابتسم وتمتم بحنو وهو يملس على شعرها
وحشة !!! أنا مش فاهم إيه مناسبة السؤال ده بس لا أكيد مش وحشة ياشفق بالعكس انتي جميلة جدا كفاية ملامحك البريئة وتصرفاتك العفوية اللي بحبها أوي
عادت تشيح بوجهها عنه وتقول محتجة بقلة ثقة
متجاملنيش !
زادت ابتسامته اتساعا وهمهم برقة
أنا مش بجاملك ومبعرفش اجامل أساسا طيب تعالي !
بصي لنفسك إنتي شايفة نفسك وحشة كدا !!!
دققت النظر بنفسها في المرآة لثواني قليلة ثم نظرت لصورته هو في انعكاس المرآة لتجده يكمل همسه الذي كان قريب بما فيه الكفاية من أذنها
وبعدين أنا في رأى إن الجمال عمره ما كان بالشكل
ابتسمت ساخرة وهي تقول
آهاا الجمال جمال الروح وكلام الأفلام والمسلسلات ده !
استرسل حديثه بكامل الدفء والرزانة
بس ده مش كلام أفلام ده حقيقة ! في ناس حلوة كتير شكلا بس لا اخلاق ولا طبع ولا تعامل والناس كلها بتبقى بتكرهم وفي ناس بتبقى مش حلوة ابدا بس اخلاقها وطبعها مع الناس بتجبر الكل إنه يحبها إنتي مستحيل تحبي حد عشان شكله وإلا ده يبقى مسمهوش حب يبقى اسمه اعجاب وهياخدله كام يوم أو كام شهر ويروح هديكي مثال مثلا في كتير بيتجوزوا بنات مش حلوين أو العكس وبيبقوا مبسوطين وفرحانين ببعض هتقوليلي إزاي حبها أو
ازاي حبته دول مس لايقين على بعض خالص هقولك هي محبتش شكله هي حبت ذاته في النهاية اللي عايز اوصولهولك إن مفيش حد هيحبك عشان شكلك انتي بروحك وافعالك بتخلي الشخص اللي قدامك يحبك فهمتي !
ادمعت عيناها بعاطفة جياشة وهي تبتسم على حظها الجميل وتقول لنفسها وماذا إن كان وسيم الشكل مثلك وجميل الطبع أيضا بتأكيد سافقد عقلي تماما ! التفتت له بكامل جسدها وهي تحدجه بدموع عيناها وتبتسم بعشق جارف وارتمت بين ذراعيه مغمغمة بدلال انوثى جميل
طيب اسمحلي اقولك إن إنت اللي حلو بجد في كل حاجة مش شكلا بس
كان يشك في حقيقة مشاعرها تجاهه منذ فترة والآن شكه ازداد أكثر في أعماقه ولكنه لم يعقب كثيرا وفضل أن يتصرف بطبيعية تماما وكأنه لم يفهم شيء من نظراتها العاشقة له دوما لاحت ابتسامة بسيطة على شفتيه ورفع يده يضعها على ظهرها متمتما بنعومة
اممممم عارف قولتهالي كتير قبل كدا بس إنتي مش ملاحظة إنك بتتغزلي فيا كتير الأيام دي
ابتعدت عن وقالت بمشاكسة وغنج عفوي
أنا !!! لا ابدا إنت أكيد بيتهأيلك !!
اااه ما أنا قولت كدا برضوا !
قالها بابتسامة امتزجت ببعض المكر لتتخلي هي عن مزاحها وتقول بلطافة وامتنان به القليل من الخبث شاكرة إياه على كلماته الرائعة التي قالها للتو
شكرا ياكوكو !
العفو بس نبطل كوكو دي هااا !!
افترت عن ابتسامة عريضة وأسنان بيضاء ناصعة أما هو فألقى عليها نظرة دافئة أخيرة قبل أن يستدير وينصرف تاركا إياها تبتسم بهيام وتصدر تنهيدات مغرمة بجماله !!!
داخل مقر شركة العمايري تحديدا بمكتب حسن
مر اسبوع منذ أن تركت المنزل ورحلت اسبوع فقط قلب جميع الموازين ضده ! ولا ينكر أنه لسبب مجهول لا يتمكن من التوقف عن التفكير فيها بالأخص بعد ظهور ابن الخالة الذي يراه بكثرة معها وفي كل مرة يراها معه يداهمه شعور عدواني تجاهه بأن يذهب ويبرحه ضړبا
الآن هناك صوت بداخله يلح عليه بأن يذهب ويتحدث معها لعله يتمكن من الحصول على مسامحتها فهناك حقيقة واحدة يقرها وهي أن ضميره ېقتله كل يوم ولا يستطيع اسكاته يشعر بالذنب تجاهها وتجاه طفله ولا يود أن تكون النهاية مؤلمة لكيلهما هكذا !
هب واقفا بعد أن حسم قراره وغادر مكتبه متجها إلى مكتبها ولكنه قابلها في الطريق وهي على وشك أن تستقل بالمصعد الكهربائي وهمت بأن تضع قدمها بداخله ولكن تراجعت حين سمعت صوته يهتف مناديا عليها
يسر !
ممكن نتكلم شوية
قالت بعدم اكتراث وجفاء وهي تهم بالاستدارة والرحيل
مفيش حاجة بينا عشان نتكلم فيها !
قبض على رسغها ليوقفها من الرحيل هامسا بنبرة تحمل بعض الرجاء
خمس دقايق بس !
نظرت ليده التي تقبض على رسغها بنظرات ڼارية فتركها فورا حتى لا يغضبها أكثر بينما هي فقالت بشراسة
معاك خمس دقايق بظبط تقول فيهم اللي عايزه لاني مش فاضية وايدك دي متلمسنيش تاني ياحسن فاهم ولا لا !!
تنهد بضيق وقال موافقا
حاضر ممكن بقى تاجي المكتب عشان مش هينفع نتكلم هنا !
تأففت بخنق ثم سارت قبله باتجاه المكتب ودخلت ليدخل هو خلفها ويغلق الباب ثم يقول بصوت رجولي مشيرا بعيناه على الأريكة
اقعدي
اغتاظت بشدة من محاولاته لكسب الوقت وقالت شبه منفعلة
إنا مش هقعد قول اللي عايز تقوله ياحسن يلا
أنا عارف إني كنت بعاملك وحش وظلمتك أوي وهنتك وعذبتك وعارف إننا كنا متفقين على الطلاق وانك عندك حق تاخدي مني الموقف ده بعد اللي حصل مني بس أنا مش حابب ننهيها بالطريقة دي صدقيني
وحابب اثبتلك ندمي
ضحكت باستهزاء قائلة
هي انتهت خلاص مش لسا هننهيها إنت طلقتني لو ناسي يعني !! وأنا مش فارق معايا ندمك أو غيره أصلا خلاصة الكلام إنت ذات نفسك كلك متفرقش معايا
اطال النظر في عيناها يحاول البحث عن القليل من
متابعة القراءة