رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


طبعا كان في اللي بيشرب بس أنا كنت رافضة وبعد الحاح منهم شربت للأسف واللي كان في الصور معايا كان بيحاول يتقرب مني من فترة وأنا كنت بصده فلقيها فرصة وأنا اكمني مكنتش في وعي فضلت اتكلم واضحك معاه وفي وسط ما كنا بنتكلم لقيت نفسي مرة واحدة جوا اوضة معرفش إزاي في البداية أنا مكنتش حاسة بنفسي بس لما لقيت الموضوع هيتطور فوقت مرة واحدة معرفش ازاي وزقيته وحاولت اهرب فمسكني ومكنش عايز يخليني امشي وبما إن كان في حفلة برا فمحدش كان هيسمعني لو صړخت حاولت افلت منه بصعوبة لغاية ما سحبت هدومي ولبستهم بسرعة وبعدين طلعت جري على برا وركبت تاكسي ومشيت واللي اتضح طبعا بعد الصور اللي اتبعتلكم إنت وعمو إن الحيوان كان ناوي يصورني فديو بس بعد ما هربت معرفش ياخد غير كام صورة من اللي حصل

اطال النظر فيها بشك فجانب منه يصدقها والآخر لا يصدق كلمة واحدة من الذي قالته وكأنها قرأت مايدور في عقله فقالت بنظرات متوسلة ويأس 
صدقني أنا مش بكدب عليك ياعلاء والله العظيم هو ده اللي حصل بظبط لا أقل ولا زيادة
تشدق بحدة ونظرات مستاءة 
حتى لو كان ده فعلا اللي حصل فهو ميمنعش إنك غلطانة والغلط الأكبر على تيتا اللي سابتلك السايب في السايب لغاية ما وصلت بيكي إنك تحضري حفلات بالمنظر ده وتسكري كمان ومتحسيش بنفسك ده غير لبسك اللي كلنا كنا غلطانين لاننا سكتنا عليه وسبنا تيتا تفسدك بالشكل ده والله اعلم حصل إيه غير ده بما إنك طبعا كان عندك اصدقاء ودول ميعرفوش العيب والغلط وإنتي كنتي سايبة نفسك لأي كلب عشان يقرب منك 
اجفلت نظرها وقالت بصوت مبحوح 
في حجات مليش ذنب فيها أنا طلعت على الدنيا من غير أم وبابي ماټ وأنا عندي خمس سنين ونينا هي اللي ربتني كانت بتعاملني بكل حنية ومكنتش بترفض ليا طلب اقولها عايزة البس ده يانينا البسي ياحبيبتي عايزة اخرج في المكان ده روحي ياحبيبتي مكنتش بتقولي على الغلط والعيب ومفتكرش إنها اتكلمت معايا في الكلام ده إلا مرات معدودة وقليلة جدا وأنا لسا صغيرة وعندي 18 وللأسف ادركت دلوقتي إني لسا صغيرة وطفلة متعرفش الغلط من العيب وكنت فاكرة نفسي كبيرة وناضجة بس طلعت العكس نينا كل اللي كان عليها إنها هتجوزني من زين وزرعت في دماغي إن زين هو الراجل الوحيد اللي يناسبني مع إني مكنتش بحبه ومن كتر الحاحها فوق راسي اقتنعت برأيها وبقيت اقنع نفسي إني معجبة بيه وعايزاه وهي كانت بتعمل المستحيل عشان الجواز ده يتم أما من ناحية الاصدقاء فاطمن أنا كنت دايما وحيدة ومنطوية ومليش غير عدد اصدقاء قليلين جدا وكلهم بنات بس
امعن النظر فيها للحظات من الصمت القاټل حتى قال بخزي وعدم ثقة 
عايز اصدقك بس مش عارف
زمت ورسمت ابتسامة بائسة وحزينة وهي تجيبه بيأس 
كنت متوقعة ده ! المهم إني قولتلك وإنت احكم براحتك عليا بعد كدا
تمددت على الفراش وولته ظهرها بعد أن رفعت الغطاء لأعلى تحاول النوم للهروب من واقعها الأليم أما هو فخرج للشرفة ووقف يفكر في كلامها بشرود ! 
الساعة تجاوزت العاشرة مساءا بتوقيت السعودية ! 
اخبرها بأنه سيعود على أذان المغرب أو بعده مباشرة وهو لم يعد حتى الآن ولا يجيب حتى على اتصالاتها وبعد أن جهزت الطعام واعدت الجو الرومانسي وجهزته لملمت كل شيء من جديد وأيضا تجهزت ولبست قميص النوم النسائي ووتركت العنان لشعرها ووضعت القليل من مساحيق الجمال وكل هذا فقط من أجله وهو لم يأتي ولم يكلف نفسه ليتصل ويخبرها بأنه سيتأخر ولا يجيب على مكالمتها !! 
كانت تقف أمام النافذة من غرفتهم تنتظره إلى أن رأت سيارته تدخل حديقة المنزل الصغيرة وتقف في مكانها ويترجل هو منها ثم يقود خطواته نحو الداخل مسرعا بعد أن بدأت السماء بهطول الأمطار لحظات قليلة ورأته يفتح الباب ويدخل ثم ينزع سترته عنه ويقول معتذرا 
آسف ياملاذ اتأخرت عليكي عارف والله بس الشغل طول وحبيت اخلصه كله ومخليش حاجة عشان مطلعش تاني واسيبك وحدك
استدارت بجسدها كاملا ناحيته وهتفت بعصبية 
إنت عارف أنا برن عليك من إمتى !! وكنت مجهزة عشا لينا وحضرتك سايبني للساعة عشرة وحدي لغاية ما الأكل برد وشلته تاني في التلاجة لا ومجهزالك نفسي ولابسة وحاطة مكياج وإنت سيادتك مش فارقة معاك حاجة ومهنش عليك حتى تطمني وترد عليا تقولي أنا هتأخر شوية
لم يصدمه كلامها حول أنها كانت تجهز لهم عشاء خاص وارتدائها لملابس تناسب ليلتهم وتزينها من أجله بقدر ما صډمه انفعالها وعصبيتها وهي ترفع صوتها عليه لأول مرة فادرك مدى أهمية الأمر بالنسبة لها وأنها
كانت متحمسة جدا وعدم مجيئه فجر البركان الخامد في أعماقها ليزفر بعمق ويقترب منها ممسكا بكفيها ويهمس في أسف حقيقي 
أنا آسف ياحبيبتي متوقعتش إنك هتضايقي كدا والله ولو كنت اعرف إنك مجهزة كل ده عشاني كنت جيت فورا وسبت الشغل في ستين داهية يتحرق بجاز
سحبت يدها بنفور وولته ظهرها هاتفة في احتجاج 
بعد إيه أسفك يا زين خلاص عكرتلي مزاجي وأنا كنت مبسوطة ومستنياك
وأنا هعرف ابسطك تاني ياحلو إنت يلا بس تعالي هنحط الأكل تاني مع بعض وناكل وبعدين نبقى نشوف موضوع مزاجك المعكر ده
ارتبكت قليلا ومحا ڠضبها بالكامل من مجرد كلام بسيط ولكنها ابعدته عنها وقالت بتصنع الحزم والشدة 
طيب ابعد عني وغير هدومك وتعالى ورايا يلا
واندفعت لخارج الغرفة فورا وهي تبتسم بحياء أما هو فضحك بخفة وبدأ في تبديل ملابسه وأخذ حماما سريعا جدا لم يتعدي الخمس دقائق ثم خرج وارتدي بيجامة منزلية ونثر عطره الرجولي على ملابسه ثم خرج واتجه لها في المطبخ ليقف معها ويساعدها في تسخين الطعام من جديد واعداده وهو يحاول ملاطفتها بالكلام المعسول حتى تبتسم له وتذيب تماما متخلية عن ڠضبها منه ولكن لم ينجح كثيرا وفقط استطاع خطڤ ابتسامات بسيطة منها مغلوبة على أمرها من مشاكسته لها التي تجبرها على الضحك 
جلسوا على طاولة الطعام الصغيرة وبدأوا في الأكل ليقول هو باسما بنظرات لئيمة 
امال فين جو العشا الرومانسي والحجات دي
نظرت له مغتاظة وقالت دون ملاطفة أبدا في الكلام 
ماهو لو حضرتك كنت جيت في معادك زي ما قولتلي ورديت عليا كنت هتلاقي الجو ده
قال بحنو وابتسامة واسعة 
مش مهم يكفي إننا مع بعض وتسلم إيدك على الأكل الجميل ده
زمت شفتيها وقالت محاولة إخفاء ثأترها بكلامه 
بالهنا والشفا
دقائق قليلة
وانتهوا كلاهما من الطعام فنهض وساعدها في نقل الصحون للمطبخ ثم اتجه ليغسل يديه ووجهه وقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويسرح شعره بانتظام وعلى الجانب الآخر كانت هي بالغرفة وضعها لا يختلف عنه كثيرا سوى في توترها وخجلها تنهدم من مظهرها وتعيد رسم أحمر الشفاه على شفتيها من جديد وإذا بها تجده يدخل بعد أن طرق طرقة خفيفة هامسا بعشق 
انا اتوضيت وروحي انتي كان اتوضي خلينا نصلي ركعتين الأول عشان ربنا يباركلنا في ليلتنا وحياتنا الجاية إن شاء الله ونبدأها بصفحة جديدة تماما
اماءت له بالموافقة في ابتسامة خجلة وغادرت الغرفة لتتوضأ وتعود له لترتدي اسدال الصلاة ويبدأو في الصلاة وماهي إلا دقائق قليلة وانتهوا فسمعته يهمهم بكلمات لا تسمع ومنخفضة وكأنه يدعو بشيء وكان هو يهمهم بدعاء ليلة الزفاف اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشړ ما جبلتها عليه ثم الټفت لها وابتسم بحب ليقف ويجذب المصلاة من اسفله ليطويها ويضعها على الأريكة الصغيرة فتنزع هي عنها الاسدال وتهم بالخروج ولكنه جذبها هاتفا بضحك 
خدي هنا رايحة فين 
قالت بتلعثم 
رايحة اشرب
نظر بعيناه على زجاجة الماء الموضوعة فوق المنضدة وهتف باسما 
اهي الميا هنا اشربي !
ازدردت ريقها بتوتر حين لم تجد مفر من الهرب واقتربت تجذب زجاجة الماء وتسكب في الكوب لتشربه كله دفعة واحدة 
وده إيه لزمته في الموضوع بقى !
ربنا يخليكي ليا ياملاذي 
ومع صباح اليوم التالي فتحت عيناها على صوت رنة الهاتف فالتقطته ونظرت في الشاشة بنصف عين لتجد المتصل أمها فتصدر تثاوبا وهمت بأن تجيب عليه
مترديش علي حد !
حاولت جذب الهاتف من يده وهي تقول ضاحكة 
هات التلفون يازين ماما هتقلق عليا لو مرديتش
بكرا كلميها احنا مش فاضين النهردا
مينفعش دي من إمبارح بليل بترن عليا هات بقى مش هطول معاها
فتح عيناه جيدا وقال بلؤم وهو يعتدل في نومته وبعينان تلمع بوميض جريء بعد ان سمع ضحكتها 
مش بقولك مش فاضيين !
جذبت الهاتف خلسة منه ووثبت واقفة قبل أن ينل منها تجيب على أمها وهي تحدجه باسمة بعد أن رأت نظرات الاغتياظ في عيناه 
أيوة ياماما عاملة إيه 
اجابتها الأم بحنو 
الحمدلله بخير ياحبيبتي مكنتيش بتردي ليه من إمبارح بليل قلقتيني عليكي
نظرت له وقالت مخترعة كڈبة صغيرة عليها 
التلفون كان صامت ودلوقتي اخدت بالي منه إنتو عاملين إيه وبابا وإسلام كويسين 
كويسين ياحبيبتي بيسلموا عليكي زين عامل إيه وأخبار الرياض إيه 
رأته ينهض من الفراش ويقترب منها هامسا بجانب أذنها بلين امتزج ببعض الحزم 
متكذبيش تاني
ودت لو ردت عليه ولكن لا تستطيع بسبب تحدثها مع أمها وانتظرت حتى غادر الغرفة واتجه للحمام فأجابت على أمها بسعادة 
جميلة جدا ياماما أنا لسا مطلعتش فيها بس وقاعدين في بيت جميل خالص هبقى اصوره ولما ارجع مصر هورهولك
تمتمت الأم بحب ودفء امومي 
ربنا يسعدكم ياحبيبتي ابقى سلميلي علي زين
حاضر يوصل إن شاء الله
استمر حديثها
مع أمها لدقائق طويلة قليلا حتى انتهت ورأته يدخل مجددا فتقول برقة 
ماما بتسلم عليك
الله يسلمها
قالها بابتسامة عذبة لتهب واقفة وتهم بالمغادرة فيعترض طريقها ويغمز لها بنظرة ماكرة لتصدر تأفف مغلوبا وهي تضحك ثم تطبع قبلة سريعة على وجنته وتبتعد عن أمامه ليجذبها من ذراعها هاتفا بمكر ضاحكا 
خدي هنا هو سلق بيض !! متنفعش معايا البوسة البريئة دي
تودرت وجنتها وحاولت الفرار من بين قبضته هاتفة بخجل ممزوج بشيء من المداعبة 
ابعد كدا عشان إنت طلعت قليل الأدب أوي
انحنى لمستواها وهمس أمام وجهها مباشرة بخبث رجولي 
ده معاك بس ياجميل إنت
ارتبكت اكثر ولحسن حظها أنها تمكنت من حل يدها عن قبضته فابعدته عنها بسرعة وهرولت باتجاه الخارج إلى الحمام 
بمنزل كرم العمايري 
تسللت آشعة الشمس من النافذة إلى عيناه ليفتح عيناه ببطء وانزعاج ويرفع
 

 

تم نسخ الرابط