رواية كاملة الفصول
المحتويات
والدتها وأخيرا ضغط أمه عليه ووضعه بين جانبي الڼار وإما أن يسير في المنتصف للأمام أو يسلك أحد الجانبين ويختار تمسكه
بحب زوجته وعناده ويخسر معه والدته فلم يكن أمامه حلا سوى الموافقة بعد أن اقتنع بأنه حل أسلم ليرضي أمه ولتكون تلك المسكينة تحت رعايته دوما فلا مانع من الټضحية لأجل سعادة وراحة احبائنا
اهدي ده أنا !
استغرق الوضع لحظات قصيرة حتى تنفست الصعداء واعتدلت في جلستها تسأل بصوت خاڤت
هو أنا نايمة كتير هنا !
زم شفتيه للأمام بجهل ليقترب مجددا ويجلس بجوارها متمتما
رفعت يدها تفرك عيناها وتقول متثاوبة
أنا ذات نفسي معرفش إيه اللي بيحصلي كل ما ادخل واقعد هنا بنام !!
ضحك ببساطة بينما هي فعادت تنظر لوجه أخيها وهي تبتسم بمرارة مغمغمة
غالبا بحس بالراحة والآمان وبحس أنه حواليا ومعايا عشان كدا بستكين وبنام
فكر في إضفاء نوع من الدعابة قليلا حتى لا يأخذ الحديث مجرى كئيب فوجدته يجيبها بمداعبة وهو يضحك
ضحكت بخفة وهزت رأسها نافية وهي تردف
لا مش هعيط متخفش اخدت جرعتي قبل ما تاجي
أخذ نفسا عميقا واعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها مباشرة ويغمغم في نبرة رخيمة وحكيمة
شفق صدقيني الحزن والعياط مش هيفيد بحاجة ومش هيرجعهم ليكي أنا لغاية فترة قليلة وكنت ډافن نفسي في الحزن وادركت دلوقتي ومتأخر للأسف الحزن مش هيفيدك بحاجة بالعكس ده هيتعبك نفسيا وجسديا ادعيلهم وكوني واثقة إنهم في مكان افضل منينا
أنا مليش في الدنيا غيرهم ياكرم
مسك بكفها الصغير بين كفيه مردفا في حنو ونظرات دافئة
عارف إن وجود العيلة لا يعوض بس أنا معاكي أهو وجمبك اعتبريني اخوكي وابوكي وصديقك وكل حاجة أنا مش عايزك تحسي إنك وحدك ياشفق
غامت عيناها بالعبارات وهي تبتسم له بعشق وتهمس في خوف
شدد من ضغطه على كفها برفق وهدر بنظرة ثابتة ورقيقة مع همس كان له أثر بالغ على قلبها المتيم به
اوعدك مش هسيبك ابدا
يعني مفيش فايدة برضوا في العياط ده !!!
تشبثت به بشدة وهي لا تتوقف عن البكاء لتسمعه يقول بحيرة باسما
إنتي دموعك جاهزة علطول ده مفيش لحظة وبتفتحي الحنفية دي
عشان إنت حنين أوي عليا
حاضر من هنا ورايح هعاملك وحش يمكن الآية تتقلب وتبطلي عياط
لا هعيط أكتر !!
اطلق ضحكة رجولية متأججة ابتسمت هي على أثرها وعادت تخفض نظرها مجددا وهي تتنهد بسعادة !!
فتحت هدى له الباب واستقبلته بعناقها الامومي الحنون وهي تردف
أهلا ياحبيبي عامل إيه
مسك بكفها في لطف مغمغما في تساءل يتصنع عدم الفهم
الحمدلله ياست
الكل خير تيتا عايزاني في إيه !
لوت هدى فمها باحتجاج وقالت بضجر ونظرة تحولت إلى الحدة
إنت تتوقع في إيه مثلا !!
قال بنفاذ صبر وهو يبتعد من أمامها
يسر طبعا !
التفتت بجسدها للخلف تتابعه وهو يصعد الدرج متجها ناحية غرفة جدته وتزفر مغلوبة على أمرها منه وتهمس بحزن
ربنا يهديك يابني
عاملة إيه تيتا
اجابته باقتضاب وحدة وهي تشير بكفها على الفراش بجوارها
الحمدلله اقعد ياحسن
أخذ شهيقا قوي وزفره حارا ثم امتثل لطلبها وجلس بجوارها وقبل أن تبدأ في الحديث باغتها هو بقوله الصارم
تيتا لو طلبتي تشوفيني عشان تعرفي اللي حصل بينا فأنا آسف مش هقدر اقولك دي كانت مشكلة بيني وبين مراتي ومش حابب اقول لحد
اظلمت عيني الجدة واستشاطت غيظا منه حيث صاحت منفعلة
لما هي مشكلة بينك وبين مراتي ومش عايزين حد يعرف يبقى تحلوها بين بعضكم كمان مش توصل للطلاق
الطلاق كان افضل حل لينا !
يقنع نفسه بأنه افضل حل وبالأخص بعدما بدأ يشعر بآثاره السلبية عليه وأنه في بداية طريق الشوق والندم على خسارتها اكملت الجدة صياحها به في ألم ودموع ممتلئة بمقلتيها
هتفضل لغاية إمتى كدا عديم مسئولية إنت وميار اثبتولي إن دلعي ليكم مجبش غير التعب لينا كلنا ابوك كان عنده حق لما اخدكم وعاش وحده معاكم لأن أنا السبب في فسادكم وكنت فاكرة إني كدا بربي فيكم الحب والحنية لما ادلعكم واتاريني كنت بضيعكم وبفسدكم
كان يطرق رأسه لا ينظر لها فقط يستمع لتوبيخها وټعنيفها الشديد له كلماتها تزيد من الآم قلبه الذي يعاني ألم الندم ولم تكتفي بهذه القدر حيث أكملت بقسۏة أشد
كلنا عارفين حبها ليك بس إنت اللي ناكر الجميل ومتستهلش الحب ده أي كانت المشكلة اللي بينكم مفيش حاجة تستاهل إنك تخسرها عشانها وزي ما أنا متأكدة إن يسر لسا بتحبك متأكدة كمان إن
إنت اللي غلطان في المشكلة اللي وصلتكم لكدا والدليل إنك خاېف تقول وهي رغم ده كله لسا بتداري عليك وعلى غلطك وبتقول إنها الغلطانة مش إنت
نظر لها وابتسم ساخرا بعد أن نجحت في تصويب سهمها في اليسار فخرج صوته بيأس ومرارة مع قسمات وجه عابسة
مبقتش تحبني وحتى لو لسا بتحبني فهي مبقتش عايزاني خلاص وحاولت اخليها تسامحني بس مفيش أمل
غبي ومش بتفهم ومش هتفهم طول ما إنت بالغباء والسطحية دي هي حاجة واحدة هقولهالك لو ندمان بجد وعايز تصلح المشكلة اللي حصلت بينك وبينها من غير ماتخلي حد يتدخل يبقى ردها لعصمتك غير كدا يبقى تنهي الموضوع خالص وتبعد عنها نهائي
رفض الحل الأول مازال يعاند ويعافر مشاعره وينكرها بل لا يعترف بها أساسا ويأبي الإذعان لها رغم اعترافه بالخطأ الذي اقترفه في حقها ولكنه يغلق جميع الأبواب أمام قلبه !!
استقام واجاب على جدته في جفاء ونبرة صلبة
هنهي الموضوع ياجدتي هنهيه للأبد
ثم استدار وفتح الباب مغادرا تاركا إياها تتأفف باغتياظ وخنق من حماقته وعناده !!!
وضع الكارت في الباب وانفتح فسبقته هي أولا ورفعت عن وجهها النقاب وهي تقول بسعادة غامرة
لا أنا عايزة اتفسح زي كدا كل يوم
لحق بها واغلق الباب ليهتف مستنكرا بابتسامة
إيه الطمع ده !!
بدأت في نزع حذائها ومن ثم حجابها والقت بنفسها على الفراش هاتفة في إرهاق
لا بس الصراحة رجلي مش قادرة اقف عليها والله
ثم وقفت مجددا واقتربت منه تساعده في خلع سترته وقميصه متمتمة بفضول حقيقي
لكن إنت هتوديني فين لما نسافر بكرا !
زين بصوت خاڤت وهو يرمقها بطرف عينه غامزا لها
مفاجأة
قالت محتجة بضجر
أنا مبحبش المفاجآت قولي بقى !
جذب ملابسه واتجه نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا يزيح به إرهاق الصباج الطويل عن جسده متجاهلا ضيقها بتعمد لتصدر هي تأفف بصوت مرتفع في خنق وجلست تنتظره حتى خرج فدخلت هي لتأخذ نصيبها من الماء الدافية التي تنعش جسدها وبعد دقائق طويلة نسبيا خرجت ووقفت أمام المرآة تجفف شعرها جيدا وتسرحه بينما هو فكان متسطح على الفراش ويعقد كفيه اسفل رأسه يتابعها مبتسما وهي ترتدي ملابس انوثية رائعة لا يدري إلى متى سيظل صامدا هكذا أمامها ولكن بالتأكيد ليس كثيرا !
انتهت هي من تجفيف شعرها واقتربت لتتسطح بجواره هاتفة بعبث
برضوا مش هتقولي يعني هتوديني فين
كتم ضحكه بسيطة كانت ستنطلق من بين شفتيه واكتفى بابتسامته الماكرة وهو يعتدل في نومته
تصبحي على
خير ياملاذ
نجح في اسكاتها كما خطط حيث علقت عيناها على السقف في استحياء ودهشة وهمست بصوت منخفض لم يسمعه
وإنت من أهله !
مع اشراقة شمس يوم جديد استيقظت ميار بعد أن قضت الليلة في غرفة يسر وعندما وجدت أن يسر ذهبت للعمل مبكرة توقعت أنه سيكون ذهب أيضا فخرجت وقادت خطواتها نحو غرفتها وحين فتحت الباب ودخلت دهشت ووجدته لايزال يستعد للذهاب فاخفضت نظرها تتفادى النظر إليه وتحركت باتجاه الحمام ولكنها تذكرت شيء فعادت للخزانة لكي تأخذ منها الملابس وبينما هي منشغلة بإخراج ملابسها اقترب ووقف خلفها هاتفا بصوته الغليظ
من هنا ورايح الكلمة اللي اقولها تتسمع ياميار عشان اللي حصل امبارح ميتكررش تاني !
استدارت له بجسدها كاملا وطالعته بثبات مزيف كانت تود أن تدافع عن نفسها ولكن لا فائدة من التبرير ففضلت الخضوع لأوامره بدون نقاش هتفت في خفوت
حاضر ياعلاء في أي اوامر تاني !
آه في ! في إني حابب أقولك انك مش لوحدك المڠصوبة على الجوازة دي أنا زيك ومستني الفترة المناسبة تعدي بفارغ الصبر عشان اطلقك فخلينا حلوين مع بعض ومن غير مشاكل لغاية مانتطلق ومتعانديش معايا لإني مش هضمن ردة فعلي المرة الجاية
تلالأت الدموع في عيناها بحړقة وصاحت به مندفعة في ألم
متقولش إنك مڠصوب !! إنت لو عايز تطلقني هتطلقني دلوقتي ومحدش هيتكلم معاك إنت زي عمي وزين وحسن وكرم اللي عملته مخليكم محوشين جواكم غيظكم وغضبكم مني وإنت لقيت الجواز حجة عشان تكسرني وتعاقبني والحقيقة إنكم عندكم حق أنا فعلا غلطانة واستاهل العقاپ واكبر عقاپ هو نينا اللي مش عايزة تشوفني ولا تسمع صوتي وبتقول إني مش حفيدتها ومتعرفنيش أنا فعلا عايزة الفترة دي تخلص وقريب أوي هتخلص للأبد وكلنا هنرتاح
غضن حاجبيه باستغراب متمتما
قصدك إيه !
مش قصدي حاجة امشي عشان متتأخرش
قالت جملتها وهي تبتعد عنه متجهة نحو الحمام لتتركه يحاول فهم مغزى كلامها الغامض وجالت بعقله فكرة چنونية ولكنه نفضها عن ذهنه ساخرا من أنها تجرؤ أصلا على فعل شيء كهذا !!
بمنزل كرم العمايري
دقائق طويلة مرت وهي تحاول إيجاد طريقة لاقناعه بها إن رفض طلبها ولم تجد سوى طريقة واحدة فسرعان ما وثبت واقفة من الفراش ووقفت أمام
باب الحمام مباشرة منتظرة خروجه وهي ترسم على وجهها ابتسامة عريضة تظهر اسنانها البيضاء ولم يدم انتظارها سوى للحظات قليلة حتى فتح الباب هو وكان يلف حوا رقبته منشفته الصغيرة وحين اصطدم بها بمجرد ماخرج ارتد للخلف بزعر هاتفا
بسم الله !
زمت شفتيها للأمام وهي تجيبه بعبس طفولي وطريقة كوميدية
أخص عليك ياببلاوي شوفت عفريت !!!
وكالعادة فشل في كبح ضحكته حيث اصدر ضحكة بسيطة وازاحها من طريقه ليعبر مغمغما بابتسامة بعد أن فهم أنها تريد شيء
عايزة إيه ياشفق !
سارت خلفه وهتفت برقة وهي تشير إلى عقلة سبابتها
عايزة طلب صغنن خالص خالص قد كدا !
زادت ابتسامته اتساعا ليردف متنهدا
متابعة القراءة