كتبنا الكتاب

موقع أيام نيوز

جزء 1....
إنها الحياة 
إنها حياتنا نحن 
إنها حياتنا اللتى من الممكن أن نرى فيها ما يصعب علينا تصديقه 
ولكن. ..إنها حياتنا.
اسمى خديجة 
كنت دايما وأنا مراهقه أفكر إن أكيد حياتى هتفضل كده طول العمر. 
عاديه جداااا لدرجة الملل أحيانا من كثرة الأحداث الروتينية اللتى تمر فى حياتى يوميا. 

حتى مجرد الحلم والأمل ب حياة أخرى مختلفه وأكثر إثارة. كان ممنوع بالنسبة لى. 
لماذا...
لأن الشواهد من حولى كانت تؤكد على هذا. 
بنت من أسرة متوسطه أو أقل من المتوسطه بقليل. 
3 اخوات بنات تزوجوا زيجات عاديه زواج صالونات ويعيشوا حياة عادية مع ازواجهم لا تخلوا طبعا من الكثير من المشاكل والخلافات المستمره بسبب قلة الدخل أو قلة الصبر أو وجود حموات فاتنات أو مشاكل فالانجاب. .........وكتير ذى كده.
أخ ولد جاء ليسعد قلب ابى وامى بعد 3 بنات متتالية. 
فكان محمود أخى بمثابة مكافأة لهم بعد طول صبرهم على خلفة البنات .ده كان كلام ماما دايما لينا 
وجءت انا ك غلطة بعد محمود ب 7 سنوات
منزل بسيط بعدد قليل جدا من الغرف 
أقارب عاديين. لا يوجد بينهم من هو ذا منصب مهم أو ذا ثراء.
أصدقاء من نفس مستوى معيشتى. 
ولكنى افتخر بصداقتهم واتمسك بها حتى الآن. لأنهم كانوا أفضل رفقاء لى طول حياتى حتى الآن. 
لم يبخلوا يوما عليا ب نصيحة أو مساندة أو مشاركه فى همومى قبل افراحى. 
معظم إخوتى دخلوا كليات مما يطلق عليها كليات قمه 
فكان دخولى ل كلية الطب حدث عااادى جدا بالنسبه لهم. 
ف لم أرى منهم الفرحة الشديده مثل اللتى اظهروها حين دخل محمود الهندسة. 
انا لا ألوم عليهم. 
وحتى لا أشعر بالحسد والضيق تجاه محمود. 
انا فقط كنت مستاءه ل إحساسي أن لا شيء مميز فى حياتى.
الحمد لله ربنا وهبنى ملامح وجه جميله. 
وورثت العيون الملونه من أبى. وكنت الوحيده بين إخوتى البنات اللتى لها عيون ملونة وبشره أكثر بياضا منهم. 
ولكن رفض محمود ان يترك هذه الصفات تميزنى. 
فكان ل محمود نفس الملامح تقريبا ونفس لون العيون ولون البشره.
مرت سنوات الدراسه بشكل سلس وممل وروتينى للغايه. 
مش هكدب عليكم. اصلى قبل دخولى الكليه كنت دايما اتوقع إن ملامحى دى ممكن تجذب أى حد من زمايلى الولاد أو من المعيدين .كنت هبله جدااا وأنا بحلم ب قصة حب رهيبه بينى وبين حد يعجب بيا من أول نظره. .مش غرور والله ولا حب فى ملامحى المميزه. بس كانت مجرد أحلام يقظة. 
وطبعا مرت سنوات الكليه من غير ما يتحقق حلمى الكبير. ولا حتى قدرت أجيب درجات عاليه واتعين فالكليه ذى ما كنت بتمنى.
خلال آخر سنوات الكليه كان بيتقدملى ناس على فترات متباعدة. 
كنت ببقى متحمسه فى كل مره أدخل فيها للصالون عشان أسلم عالضيوف. 
كنت بدور بين اللى بيتقدمولى على حد مميز. 
حد فعلا أحس انه ممكن يورينى ويعيشنى الرومانسية اللى بحلم بيها. 
وطبعا ماكنتش بحس ب أى حاجه. 
وكان الموضوع كل مره مش بيكمل لأسباب مختلفة.
اتجوز محمود قبل ما أتخرج ب سنه. 
هو بصراحه تعب فى حياته واجتهد عشان يقدر يتجوز ويكمل حياته. 
والد صاحبه جابلهم شغل هم الاتنين هو وصاحبه فى نفس الشركه.
برغم إن محمود شكلا وسيم جدا. بس طباعه صعبه جداااا
هو عنيد وعصبي وعڼيف أحيانا وأفكاره صعبه خالص. 
بس شخص يعتمد عليه. 
بېخاف على عيلته ودايما يصمم انه يشيل مسؤلية الكل. حتى اخواتى المتجوزين.
انا بحبه برغم اعتراضي الدايم على طبعه القاسې ده. 
أصله كان مبهدلنى غيره طول الوقت. ومهما كنت ألبس ماكانش بيعجبه. 
وكان دايما متضايق انى قربت أتخرج من غير ما اتخطب. وكتير كان بيضغط عليا عشان أوافق على واحد من اللى بيتقدمولى. 
بس بابا كان دايما يقف فى صفى ويقوله سيبها براحتها ..
المهم. 
قرب حفل التخرج. 
وأنا كنت مجهزه نفسي ومحوشه مبلغ محترم عشان اشترى طقم جميل وشنطه وشوز وصممت انى اشترى روب التخرج ومش أأجره. كنت عايزه اسيبه عندى للذكرى وعشان اوريه ل ولادى. 
وفعلا اشتريت كل ده وكنت بستنى يوم التخرج ده ب فارغ الصبر.
وقبل الحفله ب شهر. ماټ بابا. 
وكأن حياتى حصل فيها زلزال 
وكأنى عايشه فيلم أو حلم هصحى منه. 
وكأن مۏته كان بداية لسلسلة طويله من الأحداث اللى رجت حياتى. 
جزء 2
هل يدرك المرء كل ما يتمناه 
وهل ما نتمنى نكون نتمناه حقا 
أم إنها مجرد طريقه للهروب من القدر المحتوم 
وهل لنا أن نهرب من القدر 
إنه قدرنا يا ساده.
....
اللى جرب اليتم منكم أكيد هيحس بيا وقت مۏت بابا. 
بابا كان بالفعل كل سندى فالحياة. 
برغم إنى متأكده إن محمود مش هيتاخر عنى وعن مساعدتى لحظه واحده. بس انا كنت بخاف منه ومن دماغه الصعبه. 
دى حتى مراته كانت بتعانى من أفكاره وطريقته الجافه.
صدمة ماما وحزنها والهم اللى بان عليها كانوا بيقطعوا قلبى. 
اخواتى البنات انهاروا وقت مۏته. 
بس بالتدريج بدؤا يفوقوا تانى عشان يرجعوا لحياتهم وبيوتهم وولادهم. ..
محمود فضل معانا أسبوعين بعد الۏفاة. وبعدها رجع يستقر فى بيته اللى كان مايبعدش عن بيتنا ..
وفضلنا انا وماما لوحدنا. .
كان محمود يوميا يعدى علينا عشان يشوفنا ويطمن علينا. 
كنت عارفه إننا بقينا عبء زياده عليه. بس هو عمره ما كان هيسيبنا. انا متأكده من كده.
بعد أيام بدأت أنزل تانى واتابع سنة الإمتياز بتاعتى 
كنت محتاجه أوى أخرج من البيت واشوف ناس تانيه تشغلني عن حزنى.
ويوم حفلة التخرج طبعآ انا ما اشتركتش فيها .بس فضلت واقفه شويه ابص عليهم من بعيد. 
كان نفسي أوى بابا يبقي موجود ويشوفنى وأنا لابسه الروب وأحس بفرحته بيا اللى ياما اتمنتها. 
كان نفسي أحس إنى حد مهم فى وسط عيلتى. 
لأنى فضلت طول حياتى أحس إنى فرد زياده فالبيت. غلطه جت لاهلى على كبر. مسؤلية جديده بالنسبالهم. كنت فرد منسي بالنسبالهم. 
ف كان اليوم ده هيفرق معايا اوووى. 
الحمد لله على كل حال. ..
. .....
وبعد 3 شهور. ..
محمود جالنا وكلمنا عن طلب ابن عمى ب جوازه منى. ..
تخيلوا. 
محمود قال انهم طبعا عارفين الظروف. هم بس حبوا يدونا فكره عن طلبهم .وحبوا لو نقرى فاتحه مؤقتا لحد ما يمر سنه على ۏفاة بابا. ...
_ يا سلاااااام. وكان فين ابن عمى ده قبل كده 
يعنى هو اكتشف فجأة انه عايز يتجوزنى 
خديجه. صوتك مايعلاش. 
أسفه يا محمود. اتعصبت بس زياده. 
يعنى إنت موافق يا محمود 
انا مش شايف أى مشكله فالموضوع. فبالتالي مش فاضل غير رأيك وإن كان عندك قبول ناحيته وللا لأ. 
يعنى إنت موافق انى ارتبط بيه وهو خريج كلية تجاره 
_ الكليات مش بتعييب الرجاله يا خديجه. 
انا مش بقول انه عيب. انا ماعنديش مشكله مع الكليه. انا نفسي اتجوز حد يكون قريب من كليتى. اتجوز حد يكون شغله له مستقبل كويس. لكن ابن عمك مجرد موظف في شركه عاديه. يعنى حتى مش بنك ولا شركة بترول ولا اتصالات. 
آه قصدك الفلوس والمرتب 
و ايه المشكلة 
ده حلمى وده تفكيرى عن مستقبلى. من حقى ادور عن حياة أفضل ووضع احسن. و إلا يبقي مالوش لازمه الجواز. 
......إنت عارفه آخر عريس اتقدملك كان امتى 
انت عارفه إنك خلصتى الكليه 
انت عارفه إن قعدتك من غير جواز لحد دلوقتي عامله فيا ايه 
انت عارفه انى مش بنام لانى عارف إنك هنا لوحدك
تم نسخ الرابط