ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

والأخلاق والحياء عندها لم يمر عليها من الأساس..
الواد ده ولو طولت أموته هعملها دا سرق البت اللي كنت هتجوزها في غمضة عين
استغربت حديثه الذي خرج منه بحرقه وهو ينظر إلى البعيد متذكر أخذ جاد ل هدير في لحظات دون مجهود منه كما فعل هو
إزاي
نظر إليها بعينين كاذبة تؤلف قصص فقط ليظهر ملاك لا مثيل له أمام جاد الكاذب المخادع الذي سرق حبيبته
طلبتها من أخوها وأخوها وافق وهي وافقت وكنت خلاص رايح بعلبة الجاتوه.. ملي دماغها من ناحيتي وقالها إني بتاع مزاج وهبهدلها مع نسواني
تسائلت مضيقة ما بين حاجبيها تود معرفة المزيد عما
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حدث بينهم ولكن مع ذلك تعابير وجهه وحديثه لا يدلف عقلها من الأساس
وبعدين
لوى شفتيه للأمام دليل على عدم حدوث أمر هام قد يغير ما حدث وأجاب قائلا بجدية
ولا قبلين روحت لأبوه طلع متفق معاه وعملنا عركتين قدام الحارة
كلها وفي الآخر خطڤها مني في لحظة واتجوزها ابن 
تصنعت الحزن وهي تمط شفتيها بشفقة كاذبة مردقة بلين
مسكين أوي يا مسعد
صاح هو بقوة وهو يراها تستهزئ به من خلال ملامحها وحديثها
لأ بس أنا مسكتش أنا عملت معاه الناهية كام مرة كانت بتجيب أجله حيلة أمه
ابتسمت بسخرية وتهكم قائلة
شعر بالفرح وهو يتخيل أنه في الأيام القادمة لن يكون له وجود من الأساس
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مش مهم المهم اشفي غليلي منه وأهي جت الفرصة لحد عندي وهنفذ في خلال أيام ويبقى يوريني هيعمل ايه..
ابتسمت مرة أخرى شاعرة أنه هو من يستطيع مساعدتها حقا فيما تريد وسيكون بسرعة كبيرة لأنه من داخل الحارة وله ألف طريقة وطريقة ليقوم بعمل شيء كهذا
تعجبني يا مسعد بجد
أردفت ناظرة إليه بقوة بعد أن استعادت ذكريات حديثها معه هنا أيضا وفي نفس هذا المكان وعلى هذه الطاولة التي شهدت كل شيء منذ أول مرة ألقت ب جاد إلى اليوم
فاكرة فاكرة
ذهب سمير سريعا خلف جاد وقابله المحامي لم يكن الأمر سهل أو مبشر حتى إليهم فما حدث كان فوق المتوقع بكثير وإتهام مثل هذا بالدليل الواضح يكن قاطع لكل شيء إلا إذا كان هناك من يعترف أن هذه الأشياء تخصه هو وليست ملك ل جاد أو أن يثبت المحامي أن
هذه الأشياء لا تخصه ودلفت إلى ورشته بطريقة غير سليمة وعليه أن يكون معه الدليل لفعل ذلك..
وفي هذه الأثناء كان جاد في الداخل يأخذ أقواله على المحضر الذي تم فتحه ضده جلس على المقعد أمام الضابط بعد أن سمح له بفعل ذلك كان جاد يمثل القدرة على التحمل والسيطرة على الموقف الذي هو به ولكنه من الداخل يود أن ينفجر بسبب التشتت والحيرة الذي تعبث معه دون هوادة..
أسئلة عديدة يعلم أنها ستطرح عليه هو نفسه يريد الإجابة عنها بوضوح تام لأنه كمثل الجميع لا يفهم ما الذي يحدث وكيف وجدت هذه البودرة داخل ورشته!..
يا الله عقله سينفجر من كثرة التفكير لا يستطيع التحمل وهو بهذه الحالة وكلما حاول الإبتعاد عن هذا الأمر وبقي مع واقعه للحظات أتت صورتها أمام عينيه ووجهها الحزين الشاحب يطارده..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
غير عينيها الباكية ولمعتها الحزينة داخل الأعماق يا لها من أيام صعبة تمر عليه مرة تلو الأخرى حتى من دون إنذار.. تمتم داخله بهدوء وهو يزفر
اللهم لا اعتراض
صدح صوت الضابط وهو يسأله بجدية شديدة وعملية تحلى بها وهو ينظر إليه بقوة
قولي يا جاد البودرة اللي كانت في الورشة دي بتاعتك.
الضابط نفسه بعلم أن جاد لا يفعلها فهو على معرفة مسبقة بابن عمه أكثر منه ولكنه يعلم
من يكونوا وكيف هي تربيتهم فلا يصدق ذلك من الأساس وأنه عمله ويقوم به مع مراعاة المعرفة بينهم
أجابه جاد وهو ينظر إليه باحترام قائلا بتأكيد
لأ طبعا مش بتاعتي
وضع الضابط يده الاثنين على المكتب مقترب إلى الأمام وهو يقول
بس دي كانت عندك في الورشة يا جاد وأنت عارف ده معناه
ايه
أومأ برأسه دليل على تفهمه لما يقوله وأكمل هو بتوضيح
عارف بس الورشة بيدخلها ناس أشكال وألوان والبودرة مكنتش مثلا في مكتبي ولا عربيتي دي كانت في الأرض عند الخردة وأكيد لو بتاعتي مش هرميها كده
أومأ الضابط له بتفهم قائلا بجدية
طب أنت مابتشكش في حد من اللي شغالين معاك يمكن شاب طايش منهم
أسرع يجيبه بلهفة نافيا حديثه عن من يعملون معه فهم على خلق عالية ويعرفهم منذ سنوات ليس الآن ليلقي عليهم شيئا كهذا
لأ لأ مستحيل يكون حد منهم دول شباب مش بتاعت كده أبدا دول على الدوغري
نظر إليه الضابط بآسف وهو يقول بجدية وخجل
للأسف هتتحبس أربع أيام على ذمة التحقيق أنت متبلغ عنك وللأسف بردو لقينا البودرة عندك
تسائل جاد مضيقا ما بين عاجبيه ومثبتا عينيه الرمادية على الآخر
هو مين اللي بلغ عني
كاميليا عبد السلام
ها هو الآن قد فهم ما الذي يحدث إذا هي من فعل ذلك هي من قامت بالتبليغ عنه ومن قبلها مؤكد كانت أنهت خطتها لتكون على أكمل وجه..
يا لها من إمرأة خبيثة شيطانية الغل ينهش داخلها والحقد سبيلها الوحيد للعيش ولكن يقسم بربه العظيم إن بقي بعمره يوم واحد لن يتركها إلا عندما يأخذ حقه منها..
بعد قليل من الوقت خرج المحامي الذي كان قد دلف إليهم ومعه جاد الموضوع بيده الاثنين قيود حديدية تعيق حركة يديه حتى لا يتمكن من الهرب هل يفعلها..
لم يكن الأمر مبشر أبدا عندما نظر المحامي إلى والده وابن عمه الذي تسائل بلهفة
وقلق عندما وجدهم يخرجون
عملتوا ايه يا متر
أجابه الآخر بعملية شديدة ووجهه عليه علامات الانزعاج مثلهم تماما
جاد متبلغ عنه إنه بيتاجر في البودرة وللأسف اتمسكت عنده في الورشة ومش كمية صغيرة يعني تعاطي ولا حاجه 
رفع والده عينيه على ابنه الذي يقف
مهموما يستمع إلى هذا الحديث الذي أصبح مؤكد عاد بعينه إلى المحامي قائلا بنبرة متلهفة قلقة
طب وبعدين يا متر
جاد هيفضل هنا على ذمة التحقيقات هيستدعوا اللي شغالين معاه في الورشة وهنشوف الكاميرا اللي موجودة على باب الورشة بره يمكن نقدر نلاقي أي حاجه تحسن موقفه
تسائل مكملا حديثه
اللي شغالين معاه دول ايه نظامهم! سلوكهم ايه يعني
هتف جاد مجيبا إياه بنبرة رجولية خشنة وهو يرفع عينيه عليه قائلا
مش هما لأ يا متر دول زي أخواتي وأكتر الحركة دي معملولة بفعل فاعل
وضع سمير يده على ذراعه يربت عليه بقوة وحنان مخفي بينهم يمده بالدعم والطمأنينة
متقلقش يا جاد إن شاء الله خير
ابتسم له عنوة عنه معقبا على حديثه بلين ونبرة خاڤتة
بإذن الله
نظر إلى والده الذي رأى الضعف حليفه والحزن يسيطر عليه فقال بمرح وخفه كعادته الطبع غلاب كما قيل حقا
مالك يا أبو جاد من أولها كده.. دا لسه التقيل ورا يا حج
نظر إليه بضعف حقيقي وهو يرى ابنه يسلب منه وهو الآخر مسلوب الإرادة لا يستطيع فعل أي شيء ولا يعلم من الذي قد يكون يكرهه إلى هذه الدرجة ليقوم بفعل ذلك به أكمل جاد قائلا بنبرة رجولية خائڤة حنونة على من يحب
خد بالك من أمي وهدير يا حج
أبعد نظره إلى سمير قائلا وملامح وجهه مكرمشه بحزن
خد بالك منهم يا سمير
ضغط سمير على شفتيه وعينيه تود أن
تدمع وتبكي وتفعل أكثر من ذلك في هذا الموقف الصعب عليه دائما كان جاد أخيه الأكبر ويد العون له كيف الآن يأخذ مكانه
أنت بتقول ايه يا جدع بكرة هتطلع وهتاخد بالك منهم واديني قولت بكرة خليك فاكر
ابتسم جاد بهدوء فتحدث العسكري الذي كان يقف معه بتأفف وضيق لأنه وقف كثيرا يكفي هكذا فقد حلل المال الذي أخذه من سمير ليستطيعوا الحديث معه..
حل المساء عليهم في المنزل وإلى الآن لم يخبرهم أحد بأي شيء حاولت مريم الإتصال بزوجها كثيرا من المرات ولكنه لا يجيب عليها أبدا هو في هذه الأثناء كان عند
المحامي ومعه كلا من عبده و طارق و حمادة وعمه أيضا ازداد القلق في قلوب الجميع وحاولت هدير أكثر من مرة هي ووالدته أن يذهبوا إلى قسم الشرطة وحدهم ولكن منعهم الجميع من فعل ذلك..
القلق نهش قلوبهم جميعا والخۏف قبع داخلهم كمثل الغراء عندما يلصق
بشيء يصر على عدم الخروج منه قلبها يؤلمها بطريقة غبية ولأول مرة تشعر بهذا الشعور البشع الخۏف وعدم الأمان كان بالنسبة إليها الأمان والمأمن السكن والسکينة كل شيء كان لها يجسد في زوجها الطمأنينة والراحة كانت به هو فقط مهما كان يحدث بينهم من جدال وبعاد عن بعضهم إلا أنه يظل هكذا إلى المنتهى..
أشار إليها عقلها أن مسعد من فعل ذلك به لأنه الوحيد القادر على جلب كمية كبيرة كهذه من البودرة وهو الوحيد الذي يكره جاد من بين الجميع في الحارة ولا يوجد غيره يبغضه..
كم أنه رجل حقېر لا يعرف للرحمة طريق خبيث ووقح لا يحترم سنه وزوجاته ولا حتى أولاده يفعل الحړام أمام الجميع دون خجل لا منهم ولا من الله ويفعل الممنوع أيضا كالحرام ويقع بها جاد!. ما هذا الافتراء!..
جلست على سجادة الصلاة كثيرا من المرات في يومها تبكي وهي تدعي إلى الله كثيرا أن يعطي لروحهم السلام وإن يطمئن قلبها ويرد لها زوجها سليم معافى من محنته هذه وستترك كل شيء خلف ظهرها وتكن الأمان والحب والراحة فقط له ولن تكعر صفو حياتهم مرة أخرى مهما حدث..
وبسبب حملها الذي قد نسيته توعكت معدتها وقامت بالتقيؤ أمام الجميع والذين اشفقوا عليها كثيرا وهم يرون خۏفها وقلقها لهفتها وحبها لزوجها..
رحلت والدته التي لم تجف دموعها أبدا جوار زوجته وقد كان قلبها ېحترق من الداخل خوفا ورهبة على ابن قلبها ووحيد عمرها حبيبها الصالح وولدها البكري الذي لا يوجد غيره كأنه سلب منها إلى أحد الأماكن التي لا يوجد بها شراب ولا طعام ولا حتى هواء يتنفسه قلب الأم داخلها مفتور حزنا على ابنها..
رحلت معها والدة سمير التي قررت عدم تركها إلى حين يعود والد جاد وذهبت معهم أيضا والدة هدير إلى منزلها بعد أن تأخر الوقت..
بقيت مريم مع شقيقتها دقائق بعدهم تحاول أن تكون جوارها تواسيها في محنتها وتحنن قلبها المحروق على زوجها ولكن هدير طلبت منها الصعود إلى شقتها وتتركها وحدها طالبة منها عندما يعود سمير تخبرها فورا..
جلست في غرفة النوم على الفراش في مكان نومه وعينيها تذرف الدموع بقوة دون توقف تتسابق في الخروج على وجنتيها الوردية من شدة
البكاء وأنفها الذي ازداد احمرار لما يحدث معها..
وجهها شاحب كشحوب الأموات عينيها يخرج منها الحزن مع الدموع بعد أن انطفئ بريقها اللامع كبريق عينيه الرمادية الساحرة..
أمسكت الهاتف بيدها واليد الأخرى تتحسس بأصابعها صورته
تم نسخ الرابط